في فترةٍ من حياته اعتزلَ الإمامُ مالكٍ الناس،
فلم يكنْ يشهدُ الجمعة ولا الجماعات،
ولا يعودُ مريضاً ولا يمشي في جنازة!
فلما سُئل بعد ذلك قال: ليس كل إنسان يستطيعُ أن يبوح بعذره!
وها أنتَ على خُطى الإمام الأثير على قلبك،
تنأى بنفسكَ في ركنٍ قصيٍّ،
تعتزلُ ولا تستطيعُ أن تبوح بعذرك،
بعض الأعذار لا يقبلها الصَّديق ويشمتُ فيها العدو،
ويا للقلوب حين يتنافر ودَّها،
تكشفُ لكَ أن أطول مسافة في الكون
هي المسافة بين شخصين كانا يوماً ما شخصاً واحداً!
يا للصُّحبةِ التي معك، مصحفُكَ، ومدارج السالكين لابن القيم، وتفسير ابن كثير!
تتلو الآن قول ربِّكَ ﴿وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾
يا للجمال،
اِرتوِ يا صاحبي،
وأَصْلِحْ بآيات ربِّكَ خراباً أحدثته في قلبِكَ،
يحدثُ أن تقرأ آية في القرآن فتحتضنك كما لا يمكن لأي ذراعين احتضانك،
وتسندكَ كما لا يمكن لأي عكاز إسنادك،
وتُعزِّيكَ كما لا يمكن لأي كلام تعزيتك،
وتُواسيكَ كما لا يمكن لأي قول مواساتك،
هذا القرآن حضن وعكاز وعزاء ومواساة،
وأحياناً كثيرة ضمّاد لجروح كثيرة لا يراها الناس!
وتقرأُ في المدارج: فإذا اضطربَ القلبُ وقَلِقَ، فليس له ما يطمئنُّ به سوى ذكر الله!
يا لابنِ القيِّمِ كيف يبعثُ لكَ رسائلَ من اللهِ ليُصلح لكَ قلبكَ،
ويهبُكَ خارطة الوصول إلى خالقكَ،
فإنكَ إن وصلتَ ما همَّكَ بعد ذلك ما فاتكَ من الدُّنيا!
وتقرأُ في تفسير ابن كثير قول عبد اللّه بن مسعود عن النبيِّ ﷺ:
سلوا اللّه من فضله، فإن اللّه يُحِبُّ أن يُسأل، وإن أفضل العبادة انتظار الفَرَج!
فتُوكِّل أمركَ لرَبِّكَ وتتعبده بانتظار أن يمنَّ عليكَ بفرجٍ قريب!
تتذكرُ وأنتَ تقرأُ كيف أن شباب دار الأرقم قد رموا جثث صناديد دار الندوة في قُليب بدر!
فتعرف أن لا مستحيل على الله،
وأن الزمن يدور ومعه يد الله تمسحُ على قلب المؤمن المكلوم،
وأنتَ مكلومٌ يا صاحبي، فاصبِرْ!
أما معَ النَّاس فعليكَ بقول عُمر بن الخطاب: اِعتزل ما يُؤذيك!
فمن لم يُقِلْ لكَ عثرةً وطالما أقلتَ له عثراته،
فاعلم أنه كان ينتظرها منكَ ليرحل!
ومن مددتَ إليه يدكَ فأبى أن يمسكها وأنتَ الذي طالما تشبَّثتَ به،
فقد أراد أن تُفلته هذه المرَّة ليرحل!
ومن أطال عتابَكَ فإنما أراد أن يتخلَّص من شعوره بالذنب،
ويُحملكَ إياه ليُقنعَ نفسه أنه مظلومٌ قد رحلَ!
لا تطرق الباب أكثر، ولا تتسلَّقْ جداراً لتصل إلى من لا يريدُ الوصول إليكَ!
حسبُكَ أنكَ قد حاولتَ،
ثم الآن، فالهجر بالهجر، والنسيان بالنسيان، وصدُّ الباب بصدِّ الباب!
وقُلْ لهم: إن عثرتم علينا بعد اليوم فعاتبونا،
وإن مددنا إليكم يدنا بعد ذلك فاقطعوها،
والسّلام لقلبكَ
فلم يكنْ يشهدُ الجمعة ولا الجماعات،
ولا يعودُ مريضاً ولا يمشي في جنازة!
فلما سُئل بعد ذلك قال: ليس كل إنسان يستطيعُ أن يبوح بعذره!
وها أنتَ على خُطى الإمام الأثير على قلبك،
تنأى بنفسكَ في ركنٍ قصيٍّ،
تعتزلُ ولا تستطيعُ أن تبوح بعذرك،
بعض الأعذار لا يقبلها الصَّديق ويشمتُ فيها العدو،
ويا للقلوب حين يتنافر ودَّها،
تكشفُ لكَ أن أطول مسافة في الكون
هي المسافة بين شخصين كانا يوماً ما شخصاً واحداً!
يا للصُّحبةِ التي معك، مصحفُكَ، ومدارج السالكين لابن القيم، وتفسير ابن كثير!
تتلو الآن قول ربِّكَ ﴿وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾
يا للجمال،
اِرتوِ يا صاحبي،
وأَصْلِحْ بآيات ربِّكَ خراباً أحدثته في قلبِكَ،
يحدثُ أن تقرأ آية في القرآن فتحتضنك كما لا يمكن لأي ذراعين احتضانك،
وتسندكَ كما لا يمكن لأي عكاز إسنادك،
وتُعزِّيكَ كما لا يمكن لأي كلام تعزيتك،
وتُواسيكَ كما لا يمكن لأي قول مواساتك،
هذا القرآن حضن وعكاز وعزاء ومواساة،
وأحياناً كثيرة ضمّاد لجروح كثيرة لا يراها الناس!
وتقرأُ في المدارج: فإذا اضطربَ القلبُ وقَلِقَ، فليس له ما يطمئنُّ به سوى ذكر الله!
يا لابنِ القيِّمِ كيف يبعثُ لكَ رسائلَ من اللهِ ليُصلح لكَ قلبكَ،
ويهبُكَ خارطة الوصول إلى خالقكَ،
فإنكَ إن وصلتَ ما همَّكَ بعد ذلك ما فاتكَ من الدُّنيا!
وتقرأُ في تفسير ابن كثير قول عبد اللّه بن مسعود عن النبيِّ ﷺ:
سلوا اللّه من فضله، فإن اللّه يُحِبُّ أن يُسأل، وإن أفضل العبادة انتظار الفَرَج!
فتُوكِّل أمركَ لرَبِّكَ وتتعبده بانتظار أن يمنَّ عليكَ بفرجٍ قريب!
تتذكرُ وأنتَ تقرأُ كيف أن شباب دار الأرقم قد رموا جثث صناديد دار الندوة في قُليب بدر!
فتعرف أن لا مستحيل على الله،
وأن الزمن يدور ومعه يد الله تمسحُ على قلب المؤمن المكلوم،
وأنتَ مكلومٌ يا صاحبي، فاصبِرْ!
أما معَ النَّاس فعليكَ بقول عُمر بن الخطاب: اِعتزل ما يُؤذيك!
فمن لم يُقِلْ لكَ عثرةً وطالما أقلتَ له عثراته،
فاعلم أنه كان ينتظرها منكَ ليرحل!
ومن مددتَ إليه يدكَ فأبى أن يمسكها وأنتَ الذي طالما تشبَّثتَ به،
فقد أراد أن تُفلته هذه المرَّة ليرحل!
ومن أطال عتابَكَ فإنما أراد أن يتخلَّص من شعوره بالذنب،
ويُحملكَ إياه ليُقنعَ نفسه أنه مظلومٌ قد رحلَ!
لا تطرق الباب أكثر، ولا تتسلَّقْ جداراً لتصل إلى من لا يريدُ الوصول إليكَ!
حسبُكَ أنكَ قد حاولتَ،
ثم الآن، فالهجر بالهجر، والنسيان بالنسيان، وصدُّ الباب بصدِّ الباب!
وقُلْ لهم: إن عثرتم علينا بعد اليوم فعاتبونا،
وإن مددنا إليكم يدنا بعد ذلك فاقطعوها،
والسّلام لقلبكَ