تابع 3
ومن لوازم القاعدة الفاسدة أنه إذا كانت سعة القدرة والعلم لا تُعرف إلا بالرسالة الخبرية فإن النبوات أولى وأحرى أن لا تعلم إلا بهذه الطريقة فيكون الاستدلال على إثبات النبوة طريقا خبريا محضاً، وهنا تبطل النبوة من أساسها ويبطل نظام الدين لأن الاستدلال بالدليل الخبري على النبوة يلزم منه الدور، ولأن مجرد الخبر لا يكون دليلا وحجة، واعتبر بهذا حوارَ هرقل مع أبي سفيان فكان احتجاجه على صحة النبوة عقليا .
ومن هنا تعلم أن الأستاذ يفتح بابا في الطعن على الدين وإن كان هو لا يقصد ذلك، ولكن من لم يستوعب تقريراته ويتعقلها ويدرك غورها يقع بمثل هذه الورطات الغليظة ونحن نحب الخير للأستاذ ولكل مسلم وأن ما يُكتب ليس هو للاستطالة عليه أو بيان التهافت استكبارا وتعاليا، بل إثباتٌ للحقائق العلمية والعقدية.
وحتى لا ينغاظ الأستاذ، فيقال إن منهجيته في التعامل مع كلام الأئمة صارمة، فلا تثريب على نقده وإسقاط تقريراته، فإنه يقول "فكلام الإمام أحمد إنما هو كما قال في فتنة خاصة غير عامة ولا طامة؛ وليس هو دعوة إلى الصبر والسكوت على الكفر أو الصبر واحتمال الشرك أو الصبر على التشريع الطاغوتي وإقرار الردّة... وعلى كل حال فما إلى كلام الإمام أحمد ولا غيره يكون الرد والتحاكم والرجوع عند النزاع، فلو أنَّ الإمام أحمد أراد بكلامه هذا -وحاشاه من هذا الفهم الرديء- الصبرَ والسكوت على واقع طواغيت اليوم بحجّة حقن الدماء، لضربنا به عرض الحائط لأنَّ كلام ربنا أحقّ أنْ يُتّبع من كلام أحمد أو غيره... فكيف وكلامه رحمه الله لا علاقة له بطواغيت زماننا وفتنتهم... وإنما هو في أئمة زمانه، وهو حق لأنَّ فتنتهم كما قال (فتنة خاصة)" -تبصير العقلاء-
فإذا كانت هذه المنهجية يرتضيها على كبار المسلمين فليتسع صدره لحروف مخالفيه ومنتقديه ولأنه أحق وأولى بضرب كلامه عرض الحائط من إمام أهل السنة أحمد رحمه الله ورضي عنه.
والله أعلم
ومن لوازم القاعدة الفاسدة أنه إذا كانت سعة القدرة والعلم لا تُعرف إلا بالرسالة الخبرية فإن النبوات أولى وأحرى أن لا تعلم إلا بهذه الطريقة فيكون الاستدلال على إثبات النبوة طريقا خبريا محضاً، وهنا تبطل النبوة من أساسها ويبطل نظام الدين لأن الاستدلال بالدليل الخبري على النبوة يلزم منه الدور، ولأن مجرد الخبر لا يكون دليلا وحجة، واعتبر بهذا حوارَ هرقل مع أبي سفيان فكان احتجاجه على صحة النبوة عقليا .
ومن هنا تعلم أن الأستاذ يفتح بابا في الطعن على الدين وإن كان هو لا يقصد ذلك، ولكن من لم يستوعب تقريراته ويتعقلها ويدرك غورها يقع بمثل هذه الورطات الغليظة ونحن نحب الخير للأستاذ ولكل مسلم وأن ما يُكتب ليس هو للاستطالة عليه أو بيان التهافت استكبارا وتعاليا، بل إثباتٌ للحقائق العلمية والعقدية.
وحتى لا ينغاظ الأستاذ، فيقال إن منهجيته في التعامل مع كلام الأئمة صارمة، فلا تثريب على نقده وإسقاط تقريراته، فإنه يقول "فكلام الإمام أحمد إنما هو كما قال في فتنة خاصة غير عامة ولا طامة؛ وليس هو دعوة إلى الصبر والسكوت على الكفر أو الصبر واحتمال الشرك أو الصبر على التشريع الطاغوتي وإقرار الردّة... وعلى كل حال فما إلى كلام الإمام أحمد ولا غيره يكون الرد والتحاكم والرجوع عند النزاع، فلو أنَّ الإمام أحمد أراد بكلامه هذا -وحاشاه من هذا الفهم الرديء- الصبرَ والسكوت على واقع طواغيت اليوم بحجّة حقن الدماء، لضربنا به عرض الحائط لأنَّ كلام ربنا أحقّ أنْ يُتّبع من كلام أحمد أو غيره... فكيف وكلامه رحمه الله لا علاقة له بطواغيت زماننا وفتنتهم... وإنما هو في أئمة زمانه، وهو حق لأنَّ فتنتهم كما قال (فتنة خاصة)" -تبصير العقلاء-
فإذا كانت هذه المنهجية يرتضيها على كبار المسلمين فليتسع صدره لحروف مخالفيه ومنتقديه ولأنه أحق وأولى بضرب كلامه عرض الحائط من إمام أهل السنة أحمد رحمه الله ورضي عنه.
والله أعلم