خدعت نفسي.. ولله الحمد!
لعل المشي هو رياضتي المفضلة..
أنهيت مشواري في الجامعة اليوم وأردت العودةمشيا على الأقدام
سيارتي ليست معي..والمسافة طويلة فقلت في نفسي:
بلاش عنتريات وبطولات يا البلوي..اركب تكسي واتكل على الله!
نويت ركوب التكسي وأنا متردد..ثم قلت في نفسي:
حسنا..لست ليفاي زماني..سأركب لكن بعد أن أصل مشيا إلى الإشارة الضوئية..500 متر تقريبا..منها أمشي..ومنها أركب
وصلت الإشارة..فقلت في نفسي:
حسنا سأركب التكسي..لكن سأمشي 500 متر أخرى لأصل محطة الوقود هناك ..ثم أركب التكسي..مسافة قريبة..
وصلت المحطة..فقلت:سأركب عند المسجد الذي يبعد كيلو متر..
وصلته..سأركب عند المنعطف..وصلته سأركب عند الدورا..وصلته..
وهكذا كلما وصلت مكانا لركوب التكسي..ذهبت لأبعد منه لأركب..
إلى أن وصلت إلى بيتي-ولله الحمد-مشيا دون أن أركب..ودون تعب نفسي ولا حتى جسدي!..وكانت المسافة طويلة مشيا!
نعم خدعت نفسي..وكنت أصبرها وأعطيها الأمل..حتى وصلت ولله الحمد
هكذا ينبغي أن نعامل أنفسنا ونحن نسير إلى الله..نسايرها..
نؤملها..
لا تريدي أيتها النفس قراءة جزء من القرآن..حسنا..نصف جزء..ربع..صفحتين
لا تريدين صلاة النوافل..حسنا على الأقل نافلة واحد اليوم
التصدق بعشرة دنانير كثير!..حسنا..بدينار على الأقل
لن تتركي هذه المعصية المحرمة كلها..على الأقل قللي منها..والأصل تركها كلها..لكن تقليلها أقل ضررا من كثرتها
أياما معدودات..ونقطع سفر الدنيا إلى رضوان الله وفوز الآخرة..دون تعب نفسي ومشقة معنوية..
ذكر ابن الجوزي في صيد الخاطر:"يحكى عن بشرٍ الحافي رحمة الله عليه: سار ومعه رجل في طريق، فعطش صاحبه، فقال له: أنشرب من هذا البِئْرِ؟ فقال بشر: اصبر إلى البئر الأخرى! فلما وصلا إليها، قال له: البئر الأخرى؛ فما زال يعلله، ثم التفت إليه، فقال له: هكذا تنقطع الدنيا."
فسايس نفسك..وذكرها الأجر..وقرب النهاية..وجمال الجائزة..
وروعة وعد " إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ"
وأبشر يا طيب
- د. أيمن خليل البلوي
#رسالة
لعل المشي هو رياضتي المفضلة..
أنهيت مشواري في الجامعة اليوم وأردت العودةمشيا على الأقدام
سيارتي ليست معي..والمسافة طويلة فقلت في نفسي:
بلاش عنتريات وبطولات يا البلوي..اركب تكسي واتكل على الله!
نويت ركوب التكسي وأنا متردد..ثم قلت في نفسي:
حسنا..لست ليفاي زماني..سأركب لكن بعد أن أصل مشيا إلى الإشارة الضوئية..500 متر تقريبا..منها أمشي..ومنها أركب
وصلت الإشارة..فقلت في نفسي:
حسنا سأركب التكسي..لكن سأمشي 500 متر أخرى لأصل محطة الوقود هناك ..ثم أركب التكسي..مسافة قريبة..
وصلت المحطة..فقلت:سأركب عند المسجد الذي يبعد كيلو متر..
وصلته..سأركب عند المنعطف..وصلته سأركب عند الدورا..وصلته..
وهكذا كلما وصلت مكانا لركوب التكسي..ذهبت لأبعد منه لأركب..
إلى أن وصلت إلى بيتي-ولله الحمد-مشيا دون أن أركب..ودون تعب نفسي ولا حتى جسدي!..وكانت المسافة طويلة مشيا!
نعم خدعت نفسي..وكنت أصبرها وأعطيها الأمل..حتى وصلت ولله الحمد
هكذا ينبغي أن نعامل أنفسنا ونحن نسير إلى الله..نسايرها..
نؤملها..
لا تريدي أيتها النفس قراءة جزء من القرآن..حسنا..نصف جزء..ربع..صفحتين
لا تريدين صلاة النوافل..حسنا على الأقل نافلة واحد اليوم
التصدق بعشرة دنانير كثير!..حسنا..بدينار على الأقل
لن تتركي هذه المعصية المحرمة كلها..على الأقل قللي منها..والأصل تركها كلها..لكن تقليلها أقل ضررا من كثرتها
أياما معدودات..ونقطع سفر الدنيا إلى رضوان الله وفوز الآخرة..دون تعب نفسي ومشقة معنوية..
ذكر ابن الجوزي في صيد الخاطر:"يحكى عن بشرٍ الحافي رحمة الله عليه: سار ومعه رجل في طريق، فعطش صاحبه، فقال له: أنشرب من هذا البِئْرِ؟ فقال بشر: اصبر إلى البئر الأخرى! فلما وصلا إليها، قال له: البئر الأخرى؛ فما زال يعلله، ثم التفت إليه، فقال له: هكذا تنقطع الدنيا."
فسايس نفسك..وذكرها الأجر..وقرب النهاية..وجمال الجائزة..
وروعة وعد " إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ"
وأبشر يا طيب
- د. أيمن خليل البلوي
#رسالة