#اليوم_العالمي_للغة_العربية
يقول أمير الشعراء الدكتور علاء جانب :
" في اليوم العالمي للغة العربية
قصيدتي .. غزلية في عيون اللغة العربية .. مهداة إلى حافظ إبراهيم شاعر النيل :
"أمط اللثام عن الجمال"
أمط اللثام عن الجمال لكي ترى ...
ودع التبطُّلَ .. والحـديث المفترى
فهـنا بدت أمُُّ اللغات صبـيَّةً ...
وتفتّـحّ الصُّــبْحُ البَهـيَّ ونوَّرا
شاخت لداتك يا سعادُ ولم يـزلْ ...
رُمَّانك العربيُّ يقــطُرُ سُــكَّرا
يبست جلود الغانيات ولم يزل ...
بشـر المليـحة في النعومة مـرمرا
***
أو كُلَّمَا أبْدَى الزَّمـان تَغَيُّـرا ...
يأبى صبـاك علـيه أن يتـغـيَّرا
يا رنة الثكلى، وصوت حنينها
وصياح مبتهج، هفا مستبشرا
ما كنت في الأيام غير قصيدة ...
سمراء تــبتـكر الزمـان الأخضرا
***
طفــق "الخليل" يحـث خيل خياله ... ليفكَّ بالإظهار قـيدًا مـضمرا
فلـ"سيبويه" على ريادته خُـطًـى... بيضاء خلَّفت "الكــتاب" الأشهرا
ما أعطـياك النَّــحو إلا فـتـنة ...
تغري النديم.. فيـستزيد المسكرا
وأتي "ابن جني" كي يصوغ"خصائصا" ...
بالـ"فـسْرِ" تقترح الجمال مفسّرا
وجذبت "عـبد القاهر النِّحوي" في ... "أسـراره"؛ فعلـت "دلائله" الذرى
لله درك يا "ابـن مـالكَ" نـاظما ... ومؤلفا .. ومعلـمـا ومنظــرا
ألَّفـت من نـور النـهى "ألفيـةً" ... لتـكون جيـشا للكـتاب وعسكرا
حتَّى استـقرَّ لـواؤهـا في فتية ...
حـملـوا أمـانتها الجليـلة للورى
مـترفـعين عن الدنايا، والـدُّنا ...
سوقٌ تـباع بهـا العقول وتشترى
فالأزهرية يرفعــون لـواءها ...
ويوقرون بها الكـتاب الأطـــهرا
بـذلوا لهـا أرواحـهم فـكأنما ...
مـن قبـلُ ما كتـب الزمان ولا قرا
***
لغتـي الحبيـبة يا عزاء وجـودنا ...
في الأرض فـي زمـن قـميء أغـبرا
آلاف سنك لـم تـزدك شُيُــوخَةً ...
إلا شــبابا في الشـباب قـد انـبـرى
ما انفض زهـر عن رباك ترحُّـلا ...
إلا لكـي يعـطـيـك زهـرا آخـرا
خرَّت لغات الأرض عنـدك ركَّـعًا ... فازداد حسـنك فـي القـلوب تصـوُّرا
***
بكرٌ جِنَـانُك كُلُّـَـمَا باكُـرْتُــها ...
فَجَـرَتْ لمن طلـب الحقيقةَ كوْثَــرا
بلسانك العـربي أفـصـح أعجـم ...
وتنـوَّر الأعـمى الحروف فـأبصــرا
وحملت للدنيا ثقافة مـن مــضوا ...
رفدا؛ فأصبحت المـواضـي حُضَّــرا
ليظلَّ "كـونفـشيوسُ" فيـك معلما ...
ويثـورَ "أفـلاطـون" فـيـك مـفكـرا
ويجيءَ "شيكسبيرُ" يعـرف أصـله...
إن كـان مـن أهـل الأصـول وقـدرا
***
أيام أعطـتنا الحضارة عـن يــد ... مـيراثَها الخرب الـيـباب لنـعـمرا
فلكل قـوم فـي عـيونك مشـرب ... ولـكـل إنسـان تــراث سـطـرا
فالفـرس والـرومان والهند اقتفوا ... آثـارهـم.. ورأت ملامـحها القـرى
ما كان منـا مـن يحـاكم كـاتبا ...
أو يجـعل القـلم المناضـل مُـهْـدَرا
***
وصبيَّةٍ .. قد لُفِّّـعَتْ بحـجـابـها ... والحسـن يقـتلع الحـجاب تفجُّــرا
قالت وقد رأت الحمام يطيـر فـي... عينـي سلاما بالصــبابة مُـقـمرا:
أبحرْ فـلؤلؤتي غوايـة شـاعـر ...
ما حـاز لـؤلـؤتي سوى مـن أبـحرا
مُدَّ اليدين فلـن تـري بحـدائقي ... غـصنا يشـوق العـين إلا مثـمــرا
كم دوم الشعـراء حـول محاسنى ... فـغدوا وراحـوا فـي هـواي تَـحَيُّرا
فإذا ظـننت العجزَ طـيةَ بُرْدَتِـي ... فاسـأل كـتاب الله، وانـظـر ما ترى!!
أنـا من أتيت من الحجاز أميـرة ... وسـكنـت مـن بعـد الحجاز الأزهـرا
***
وغدوت في صدر الليالي نجـمة ... تـهدي العـيون الحائرات علـى السـُّرى
ورويتُ بالشمس القلوبَ ولم أزل ...
في كل مُمـْحلةٍ ســحـابـا مـمـطـرا
أنا عـزَّةُ الإسلامِ حـالي حـاله ...
صنوان ما سجــع الحــمام وعـبَّرا
أنا روعة ُ الإيقاع فـي غضب وفي ... طـربٍ لـمن مدَّ الـكـلام وقـصّـَرا
أنا متعةٌ في الجـد إيـجازا وفـي ...
هـزل الـنديـم إذا أفـاض وثـرثـرا
وبمفرداتي كم بـنيت مشاهــدا ... عظـمى وفـوَّحـتُ القـصائـد عنـبرا
***
إن يسخـروا مني فتلك محاسـني ...
أو يُشْــبـعونـي في النديِّ تــنـدُّرا
فالله مـن لغـتي أبان محمــدا ...
وكـتابَه الأسـنى الأعــزَّ الأبْــهَـرَا
أو يكفر اللُّقَـطَاءُ بـي فـلربـما ...
رُؤيَ النَّـبِيُّ من السَّـفاهـة مُـزْدَرى
ولربما انقلب الـزمـان بـأهـله ...
حتـى يصـير العـرف فيهـم مـنكرا
**
قم يا ابن إبراهيم وانظر دولتـي ... عـادت تقـارع بالقـصـيد الـمـنـبرا
ألفيت في مصـر الكـنانة دارة ...
ممدودة بالحبِّ من أمّ القرى
في الأزهر المعمور عادت سيرتي...
وحلـفت: إني لـن أعـود الـقهـقرى
يقول أمير الشعراء الدكتور علاء جانب :
" في اليوم العالمي للغة العربية
قصيدتي .. غزلية في عيون اللغة العربية .. مهداة إلى حافظ إبراهيم شاعر النيل :
"أمط اللثام عن الجمال"
أمط اللثام عن الجمال لكي ترى ...
ودع التبطُّلَ .. والحـديث المفترى
فهـنا بدت أمُُّ اللغات صبـيَّةً ...
وتفتّـحّ الصُّــبْحُ البَهـيَّ ونوَّرا
شاخت لداتك يا سعادُ ولم يـزلْ ...
رُمَّانك العربيُّ يقــطُرُ سُــكَّرا
يبست جلود الغانيات ولم يزل ...
بشـر المليـحة في النعومة مـرمرا
***
أو كُلَّمَا أبْدَى الزَّمـان تَغَيُّـرا ...
يأبى صبـاك علـيه أن يتـغـيَّرا
يا رنة الثكلى، وصوت حنينها
وصياح مبتهج، هفا مستبشرا
ما كنت في الأيام غير قصيدة ...
سمراء تــبتـكر الزمـان الأخضرا
***
طفــق "الخليل" يحـث خيل خياله ... ليفكَّ بالإظهار قـيدًا مـضمرا
فلـ"سيبويه" على ريادته خُـطًـى... بيضاء خلَّفت "الكــتاب" الأشهرا
ما أعطـياك النَّــحو إلا فـتـنة ...
تغري النديم.. فيـستزيد المسكرا
وأتي "ابن جني" كي يصوغ"خصائصا" ...
بالـ"فـسْرِ" تقترح الجمال مفسّرا
وجذبت "عـبد القاهر النِّحوي" في ... "أسـراره"؛ فعلـت "دلائله" الذرى
لله درك يا "ابـن مـالكَ" نـاظما ... ومؤلفا .. ومعلـمـا ومنظــرا
ألَّفـت من نـور النـهى "ألفيـةً" ... لتـكون جيـشا للكـتاب وعسكرا
حتَّى استـقرَّ لـواؤهـا في فتية ...
حـملـوا أمـانتها الجليـلة للورى
مـترفـعين عن الدنايا، والـدُّنا ...
سوقٌ تـباع بهـا العقول وتشترى
فالأزهرية يرفعــون لـواءها ...
ويوقرون بها الكـتاب الأطـــهرا
بـذلوا لهـا أرواحـهم فـكأنما ...
مـن قبـلُ ما كتـب الزمان ولا قرا
***
لغتـي الحبيـبة يا عزاء وجـودنا ...
في الأرض فـي زمـن قـميء أغـبرا
آلاف سنك لـم تـزدك شُيُــوخَةً ...
إلا شــبابا في الشـباب قـد انـبـرى
ما انفض زهـر عن رباك ترحُّـلا ...
إلا لكـي يعـطـيـك زهـرا آخـرا
خرَّت لغات الأرض عنـدك ركَّـعًا ... فازداد حسـنك فـي القـلوب تصـوُّرا
***
بكرٌ جِنَـانُك كُلُّـَـمَا باكُـرْتُــها ...
فَجَـرَتْ لمن طلـب الحقيقةَ كوْثَــرا
بلسانك العـربي أفـصـح أعجـم ...
وتنـوَّر الأعـمى الحروف فـأبصــرا
وحملت للدنيا ثقافة مـن مــضوا ...
رفدا؛ فأصبحت المـواضـي حُضَّــرا
ليظلَّ "كـونفـشيوسُ" فيـك معلما ...
ويثـورَ "أفـلاطـون" فـيـك مـفكـرا
ويجيءَ "شيكسبيرُ" يعـرف أصـله...
إن كـان مـن أهـل الأصـول وقـدرا
***
أيام أعطـتنا الحضارة عـن يــد ... مـيراثَها الخرب الـيـباب لنـعـمرا
فلكل قـوم فـي عـيونك مشـرب ... ولـكـل إنسـان تــراث سـطـرا
فالفـرس والـرومان والهند اقتفوا ... آثـارهـم.. ورأت ملامـحها القـرى
ما كان منـا مـن يحـاكم كـاتبا ...
أو يجـعل القـلم المناضـل مُـهْـدَرا
***
وصبيَّةٍ .. قد لُفِّّـعَتْ بحـجـابـها ... والحسـن يقـتلع الحـجاب تفجُّــرا
قالت وقد رأت الحمام يطيـر فـي... عينـي سلاما بالصــبابة مُـقـمرا:
أبحرْ فـلؤلؤتي غوايـة شـاعـر ...
ما حـاز لـؤلـؤتي سوى مـن أبـحرا
مُدَّ اليدين فلـن تـري بحـدائقي ... غـصنا يشـوق العـين إلا مثـمــرا
كم دوم الشعـراء حـول محاسنى ... فـغدوا وراحـوا فـي هـواي تَـحَيُّرا
فإذا ظـننت العجزَ طـيةَ بُرْدَتِـي ... فاسـأل كـتاب الله، وانـظـر ما ترى!!
أنـا من أتيت من الحجاز أميـرة ... وسـكنـت مـن بعـد الحجاز الأزهـرا
***
وغدوت في صدر الليالي نجـمة ... تـهدي العـيون الحائرات علـى السـُّرى
ورويتُ بالشمس القلوبَ ولم أزل ...
في كل مُمـْحلةٍ ســحـابـا مـمـطـرا
أنا عـزَّةُ الإسلامِ حـالي حـاله ...
صنوان ما سجــع الحــمام وعـبَّرا
أنا روعة ُ الإيقاع فـي غضب وفي ... طـربٍ لـمن مدَّ الـكـلام وقـصّـَرا
أنا متعةٌ في الجـد إيـجازا وفـي ...
هـزل الـنديـم إذا أفـاض وثـرثـرا
وبمفرداتي كم بـنيت مشاهــدا ... عظـمى وفـوَّحـتُ القـصائـد عنـبرا
***
إن يسخـروا مني فتلك محاسـني ...
أو يُشْــبـعونـي في النديِّ تــنـدُّرا
فالله مـن لغـتي أبان محمــدا ...
وكـتابَه الأسـنى الأعــزَّ الأبْــهَـرَا
أو يكفر اللُّقَـطَاءُ بـي فـلربـما ...
رُؤيَ النَّـبِيُّ من السَّـفاهـة مُـزْدَرى
ولربما انقلب الـزمـان بـأهـله ...
حتـى يصـير العـرف فيهـم مـنكرا
**
قم يا ابن إبراهيم وانظر دولتـي ... عـادت تقـارع بالقـصـيد الـمـنـبرا
ألفيت في مصـر الكـنانة دارة ...
ممدودة بالحبِّ من أمّ القرى
في الأزهر المعمور عادت سيرتي...
وحلـفت: إني لـن أعـود الـقهـقرى