Forward from: الصفحة الفاطمية
المحاضرة 54
عنوان المحاضرة (من صفات المتقين كظم الغيظ)
مجلس خاص بالامام الكاظم عليه السلام:
المقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
صلى الله عليك يا سيدي ومولاي يا رسول الله وعلى آل بيتك المظلومين لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين
ما خاب والله من تمسك بكم أمن من لجأ والتجأ إليكم يا ليتنا كنا معكم سادتي فنفوز والله فوزا عظيما
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ يَا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ ياباب الحوئج ورحمة الله وبركاته.
القصيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من مبلغ الاسلام ان زعيمه* * * قد مات في سجن الرشيد سميما
فالغي بات بموته طرب الحشا* * * و غدا لمأتمه الرشاد مقيما
ملقى على جسر الرصافة نعشه* * * فيه الملائك أحدقوا تعظيما
فعليه روح اللّه أزهق روحه* * * و حشا كليم اللّه بات كليما.
النعي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عليك حسين جدك لا تردني
وخادم عله بابك سيدي احسبني
تراهو الوكت والظيم هدني.
انه واكفه ابابك اليله
مريضه والحمل مابيه اشيله
وعدك يا ابن جعفر دخيله.
مسني الهظم واليله اجيتك
وخطاره تراني اباب بيتك
وعله العالو عليه انه نخيتك .
معزب اعرفنك تراني
والجدم يم بابك خذاني
اخبرك عله وكتي التعباني.
هم العلي مليت منه
وكلبي خلص ونه عله ونه
وهموم الوكت شوفي خذنه
ـــــــ
الموضوع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الله عز وجل:
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.
صدق الله العلي العظيم .
جاء في بعض التفاسير لهذه الاية المباركة.:
الذين ينفقون في السراء والضراء في حالتي الرخاء والشدة، يعني ينفقون في أحوالهم كلها ما تيسر لهم من قليل أو كثير والكاظمين الغيظ الممسكين عليه الكافين عن امضائه.
وروي عن الصادق (عليه السلام) من كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا و عنه (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليكم بالعفو فان العفو لا يزيد العبد إلا عزا فتعافوا يعزكم الله والله يحب المحسنين.
وأما لفظة "الغيظ" فتكون بمعنى شدة الغضب والتوتر والهيجان الروحي الشديد الحاصل للإنسان عندما يرى ما يكره.
وحالات الغيظ والغضب من أخطر الحالات التي تعتري الإنسان، ولو تركت وشأنها دون كبح لتحولت إلى نوع من الجنون الذي يفقد الإنسان معه السيطرة على أعصابه وتصرفاته وردود فعله.
ولهذا فإن أكثر ما يقترفه الإنسان من جرائم وأخطاء وأخطرها على حياته هي التي تحصل في هذه الحالة، ولهذا تجعل الآية "كظم الغيظ" و "كبح جماح الغضب" الصفة البارزة الثانية من صفات المتقين.
قال النبي الأكرم (ص) "من كظم غيظاً وهو قادر على إنفاذه ملأه الله أمناً وإيماناً".
وهذا الحديث يفيد أن كظم الغيظ له أثر كبير في تكامل الإنسان معنوياً، وفي تقوية روح الإيمان لديه.
والكظم في اللغة بمعنى الجمع من يجمع غيضه واما معنى الغيظ الغضب تشتت الافكار والاقوال والافعال.
وحتى الشرع لم يحكم على من تصرف وهو غاضب كحكمه على من يكظم غيضه فان الشخص اذا كان في حالة الغضب تسقط عنه بعض الاحكام.
مثلا الذي يطلق زوجته وهو غاضب سيكون الطلاق باطل.
والذي يقسم وهو غاضب ثم يخالف قسمه ويندم على غضبه وقسمه فلاكفارة عليه.
وهكذا………
والذي يكظم غيضه هو الذي يسيطر بعقله على
القوى الباطنية الأخرى حينما تنحو باتجاه الانحراف فيكون في مقاومة داخلية يكون العقل هو المنتصر فيها.
وكظم الغيض من صفات المتقين واهل البيت عليهم السلام على رأس اولئك المتقين
فقد امتازت حياة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) بالمواجهات الكبيرة التي استطاع فيها من خلال مقاومته أن يكون المنتصر في موقع الكظم والصبر حتى حُبسَ حوالي أربعة عشر عاماً، وقيل ستة عشر عاماً، ظلّ فيها كاظماً صابراً، لكن لا صبر الساكت بل صبر المقاوم الذي لا يهادن على الحقّ.
وكان السجن في عرف الإمام الكاظم عليه السلام هو ابتلاء ينقضي مثلما ينقضي الرخاء ، لكن هناك يوم طويل أعده الله للمقاصّة من الطغاة الظالمين ، ذلك هو فحوى رسالته التي بعثها الإمام عليه السلام من السجن إلى هارون لما طال سجنه ، ونصّها : « إنه لن ينقضي عنّي يوم من البلاء إلّا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتّى نفضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون ».
والسجن عند الإمام الكاظم عليه السلام مدرسة للعبادة والطاعة والصبر يسخرها الإنسان العارف لبلوغ مدارج الكمال ، ويتعلم فيها ويعلّم العزم الثابت والإرادة الصلبة والتصميم الراسخ على تحمّل الأزمات ، فصبر راضياً بما قضاه الله حتّى سمّي الكاظم لما تحمّل من صعاب وما كظم من غيظ عمّا فعله الظالمون به وكان عليه السلام في السجن سيّد الصابرين وإمام العابدين الذي يشكر خالقه لأنّه حقّق مراده ففرّغه لعبادته والانقطاع لطاعته بقوله : « اللهم إنّك تعلم
عنوان المحاضرة (من صفات المتقين كظم الغيظ)
مجلس خاص بالامام الكاظم عليه السلام:
المقدمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
صلى الله عليك يا سيدي ومولاي يا رسول الله وعلى آل بيتك المظلومين لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين
ما خاب والله من تمسك بكم أمن من لجأ والتجأ إليكم يا ليتنا كنا معكم سادتي فنفوز والله فوزا عظيما
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ يَا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ ياباب الحوئج ورحمة الله وبركاته.
القصيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من مبلغ الاسلام ان زعيمه* * * قد مات في سجن الرشيد سميما
فالغي بات بموته طرب الحشا* * * و غدا لمأتمه الرشاد مقيما
ملقى على جسر الرصافة نعشه* * * فيه الملائك أحدقوا تعظيما
فعليه روح اللّه أزهق روحه* * * و حشا كليم اللّه بات كليما.
النعي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عليك حسين جدك لا تردني
وخادم عله بابك سيدي احسبني
تراهو الوكت والظيم هدني.
انه واكفه ابابك اليله
مريضه والحمل مابيه اشيله
وعدك يا ابن جعفر دخيله.
مسني الهظم واليله اجيتك
وخطاره تراني اباب بيتك
وعله العالو عليه انه نخيتك .
معزب اعرفنك تراني
والجدم يم بابك خذاني
اخبرك عله وكتي التعباني.
هم العلي مليت منه
وكلبي خلص ونه عله ونه
وهموم الوكت شوفي خذنه
ـــــــ
الموضوع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الله عز وجل:
الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.
صدق الله العلي العظيم .
جاء في بعض التفاسير لهذه الاية المباركة.:
الذين ينفقون في السراء والضراء في حالتي الرخاء والشدة، يعني ينفقون في أحوالهم كلها ما تيسر لهم من قليل أو كثير والكاظمين الغيظ الممسكين عليه الكافين عن امضائه.
وروي عن الصادق (عليه السلام) من كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا و عنه (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليكم بالعفو فان العفو لا يزيد العبد إلا عزا فتعافوا يعزكم الله والله يحب المحسنين.
وأما لفظة "الغيظ" فتكون بمعنى شدة الغضب والتوتر والهيجان الروحي الشديد الحاصل للإنسان عندما يرى ما يكره.
وحالات الغيظ والغضب من أخطر الحالات التي تعتري الإنسان، ولو تركت وشأنها دون كبح لتحولت إلى نوع من الجنون الذي يفقد الإنسان معه السيطرة على أعصابه وتصرفاته وردود فعله.
ولهذا فإن أكثر ما يقترفه الإنسان من جرائم وأخطاء وأخطرها على حياته هي التي تحصل في هذه الحالة، ولهذا تجعل الآية "كظم الغيظ" و "كبح جماح الغضب" الصفة البارزة الثانية من صفات المتقين.
قال النبي الأكرم (ص) "من كظم غيظاً وهو قادر على إنفاذه ملأه الله أمناً وإيماناً".
وهذا الحديث يفيد أن كظم الغيظ له أثر كبير في تكامل الإنسان معنوياً، وفي تقوية روح الإيمان لديه.
والكظم في اللغة بمعنى الجمع من يجمع غيضه واما معنى الغيظ الغضب تشتت الافكار والاقوال والافعال.
وحتى الشرع لم يحكم على من تصرف وهو غاضب كحكمه على من يكظم غيضه فان الشخص اذا كان في حالة الغضب تسقط عنه بعض الاحكام.
مثلا الذي يطلق زوجته وهو غاضب سيكون الطلاق باطل.
والذي يقسم وهو غاضب ثم يخالف قسمه ويندم على غضبه وقسمه فلاكفارة عليه.
وهكذا………
والذي يكظم غيضه هو الذي يسيطر بعقله على
القوى الباطنية الأخرى حينما تنحو باتجاه الانحراف فيكون في مقاومة داخلية يكون العقل هو المنتصر فيها.
وكظم الغيض من صفات المتقين واهل البيت عليهم السلام على رأس اولئك المتقين
فقد امتازت حياة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) بالمواجهات الكبيرة التي استطاع فيها من خلال مقاومته أن يكون المنتصر في موقع الكظم والصبر حتى حُبسَ حوالي أربعة عشر عاماً، وقيل ستة عشر عاماً، ظلّ فيها كاظماً صابراً، لكن لا صبر الساكت بل صبر المقاوم الذي لا يهادن على الحقّ.
وكان السجن في عرف الإمام الكاظم عليه السلام هو ابتلاء ينقضي مثلما ينقضي الرخاء ، لكن هناك يوم طويل أعده الله للمقاصّة من الطغاة الظالمين ، ذلك هو فحوى رسالته التي بعثها الإمام عليه السلام من السجن إلى هارون لما طال سجنه ، ونصّها : « إنه لن ينقضي عنّي يوم من البلاء إلّا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتّى نفضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون ».
والسجن عند الإمام الكاظم عليه السلام مدرسة للعبادة والطاعة والصبر يسخرها الإنسان العارف لبلوغ مدارج الكمال ، ويتعلم فيها ويعلّم العزم الثابت والإرادة الصلبة والتصميم الراسخ على تحمّل الأزمات ، فصبر راضياً بما قضاه الله حتّى سمّي الكاظم لما تحمّل من صعاب وما كظم من غيظ عمّا فعله الظالمون به وكان عليه السلام في السجن سيّد الصابرين وإمام العابدين الذي يشكر خالقه لأنّه حقّق مراده ففرّغه لعبادته والانقطاع لطاعته بقوله : « اللهم إنّك تعلم