حَنَانَيكَ، إنِّي حَائرٌ مُتَخَبِّطُ
أضَعتُ مَساراتي وما لِيْ مُخطَّطُ
فكُن ليَ مِعوانًا على الدَّهرِ إنَّنِي
بِشِدَّتِهِ من كُلِّ صَوبٍ مُحَوَّطُ
وأكثر هَمِّي أنني-العُمْرَ- مُخصِبٌ
طُمُوحًا، ولكنِّي من المالِ مُقحِطُ
ولا شيءَ مِثلُ الفقر يَشقَى به الفتى
ولا مِثلُهُ عن كُلِّ سَبقٍ مُثَبِّطُ
وكيفَ يَقُومُ المرءُ وَهْوَ مُضَعْضَعٌ
وَأَنَّى يَحُوزُ السَّبْقَ وَهْوَ مُرَبَّطُ
ومن عَجَبٍ أن الهُمومَ تهيمُ بي
وتعلَقُ بي حتى كأنِّي مُمَغنَطُ
فإنْ لم يكُنْ رأسي من الشَّيبِ أشْمَطًا
فقلبِيَ من جَورِ النَّوائِبِ أشْمَطُ
ولولا العُلا لَمْ أضْنَ هَمًّا، ولَمْ أَبِتْ
بكلِّ مكانٍ في البِلادِ أُشَوِّطُ
أَجُوْبُ الفَيافِي والمدائِنَ جاهدًا
لَعَلِّيَ في مِصْرِ السَّعادةِ أهْبِطُ
ولكنَّ سَعدِي لمْ يَلُحْ بَعدُ نُورُهُ
وليل شَقائي لمْ يَزَلْ يتمطَّطُ
إذا أنتَ لم تَنظُر إليَّ بِرحمَةٍ
هلكتُ، وسَعيِي في الحياةِ سيُحبطُ
بَسَطتُ يَدَ الشكوى إليك مُؤمِّلًا
عَسَى لِيَ كَفَّ العَونِ والفَضْلِ تَبسُطُ
فما شِمتُ برقًا غير برقِكَ لا، ولا
أُرَانِي عَلَى فَضْلٍ لِغيرِكَ أسْقُطُ
فيا ربُّ عامِلْنِي بما أنتَ أهلُهُ
فليسَ على الإنصافِ يَقْوى المُفَرِّطُ
وغَذِّ فؤادي بالسَّكِينةِ عَلَّنِي
إذا ارتَحتُ في حَقلِ العِبَادَةِ أنشَطُ
فإنِّيَ إنْ لم تَكْتَنِفْنِ بنعمةٍ
قضيتُ حياتي في الشَّقاوَةِ أخْبِـــطُ
عزت المخلافي
6 ربيع الثاني 1446هـ
أضَعتُ مَساراتي وما لِيْ مُخطَّطُ
فكُن ليَ مِعوانًا على الدَّهرِ إنَّنِي
بِشِدَّتِهِ من كُلِّ صَوبٍ مُحَوَّطُ
وأكثر هَمِّي أنني-العُمْرَ- مُخصِبٌ
طُمُوحًا، ولكنِّي من المالِ مُقحِطُ
ولا شيءَ مِثلُ الفقر يَشقَى به الفتى
ولا مِثلُهُ عن كُلِّ سَبقٍ مُثَبِّطُ
وكيفَ يَقُومُ المرءُ وَهْوَ مُضَعْضَعٌ
وَأَنَّى يَحُوزُ السَّبْقَ وَهْوَ مُرَبَّطُ
ومن عَجَبٍ أن الهُمومَ تهيمُ بي
وتعلَقُ بي حتى كأنِّي مُمَغنَطُ
فإنْ لم يكُنْ رأسي من الشَّيبِ أشْمَطًا
فقلبِيَ من جَورِ النَّوائِبِ أشْمَطُ
ولولا العُلا لَمْ أضْنَ هَمًّا، ولَمْ أَبِتْ
بكلِّ مكانٍ في البِلادِ أُشَوِّطُ
أَجُوْبُ الفَيافِي والمدائِنَ جاهدًا
لَعَلِّيَ في مِصْرِ السَّعادةِ أهْبِطُ
ولكنَّ سَعدِي لمْ يَلُحْ بَعدُ نُورُهُ
وليل شَقائي لمْ يَزَلْ يتمطَّطُ
إذا أنتَ لم تَنظُر إليَّ بِرحمَةٍ
هلكتُ، وسَعيِي في الحياةِ سيُحبطُ
بَسَطتُ يَدَ الشكوى إليك مُؤمِّلًا
عَسَى لِيَ كَفَّ العَونِ والفَضْلِ تَبسُطُ
فما شِمتُ برقًا غير برقِكَ لا، ولا
أُرَانِي عَلَى فَضْلٍ لِغيرِكَ أسْقُطُ
فيا ربُّ عامِلْنِي بما أنتَ أهلُهُ
فليسَ على الإنصافِ يَقْوى المُفَرِّطُ
وغَذِّ فؤادي بالسَّكِينةِ عَلَّنِي
إذا ارتَحتُ في حَقلِ العِبَادَةِ أنشَطُ
فإنِّيَ إنْ لم تَكْتَنِفْنِ بنعمةٍ
قضيتُ حياتي في الشَّقاوَةِ أخْبِـــطُ
عزت المخلافي
6 ربيع الثاني 1446هـ