هاشم تايه كاتبٌ غريب، تشكيليّ أغرب، شاعرٌ فريد، قرأتُ كتابه هذا على مرحلتين: الأولى على بعد آلاف الكيلومترات من سطح البحر، والثاني منغمراً بالماء ما خلى رأسي ويديّ، هكذا يُقترَبُ من عوالمه، أن تندمجَ بالعناصر الأربعة، أن تقرأه حافياً، ربّما شبه عارٍ، أو ماشياً، أو بأية طريقة لا تُشبهُ قراءتك المعتادة، حتى إن تلفتْ النسخة بعدوّها الأساسيّ أكثر من النار: الماء، أليس هذا مشغل هاشم؟ التَلَف والامّحاء وبقاء المعنى في الذهن؟ أعني أن تقتربَ من لحظة تلقّي الأثر الفنّي، لا الأثر بحدّ ذاته، مستطعماً باللغة، بكلّ مفردة، بكلّ شدّة تستقرّ على مفردةٍ كما تستقرّ شامةٌ على نهد حسناء؟
هذا الكتابُ درسٌ كبيرٌ بتلقّي العمل الفنّي، سأحتفظُ بنسخته المبلّلة التي أحب، وأقتني أخرى للقراءة الكلاسيكية المُملة، التي نقرأ بها الآخرين، لا هاشم تايه!
هذا الكتابُ درسٌ كبيرٌ بتلقّي العمل الفنّي، سأحتفظُ بنسخته المبلّلة التي أحب، وأقتني أخرى للقراءة الكلاسيكية المُملة، التي نقرأ بها الآخرين، لا هاشم تايه!