كنوع من التسلية؛
احتفظتُ بالتسجيل الكامل لتنبؤات أحد الدجالين للعام 2024، والتي أعلن عنها في برنامجه التلفزيوني في نهاية العام 2023، واستمعت إليها أمس، من أجل مطابقتها مع الواقع؛ فكانت النتيجة أن من بين (147) نبوءة ذكرها هذا الدجال؛ تحققت ثلاث نبوءات فقط، وهي من النوع البسيط الذي يمكن لأي تلميذ في الابتدائية أن يتنبأ بها، فيما كذب في الـ (144) نبوءة الباقية، رغم أنه كان يقسم بأغلظ الأيمان بأن ما يتنبأ به سيحدث قطعاً، وهو ما كان يُضحك الحزين.
وهذه هي السنة الثالثة التي أقوم فيها بتسجيل نبوءات بعض هؤلاء المنجمين المشهورين، لأستمع إليها بعد نهاية العام، بهدف التسلية، وتكون النتيجة في كل مرة، أن 1- 6 من نبوءاتهم تتحقق بالفعل من بين مئات النبؤات التي يذكرونها، وغالباً ما تكون نبوءات عامة أو بالصدفة.
المفارقة أن المنجمين المحترفين الذين يمتلكون موهبة حقيقية في قراءة المستقبل؛ يصدقون عادة في جملة من نبوءاتهم، وهم الذين يقول عنهم المأثور: ((كذب المنجمون ولو صدقوا))، غير أن منجمي هذا الزمان، فاشلون بامتياز، والسبب يعود إلى أنهم تكاثروا بشكل عجيب، تبعاً لكثرة الفضائيات التي تحتاج إلى هؤلاء من أجل كسب المشاهدين. مع ملاحظة أن المنجمين الأذكياء والأثرياء غالباً ما يستعينون بمحللين سياسيين واقتصاديين وعسكريين وجيولوجيين، وهو ما يظهر أحياناً عليهم بوضوح في المقابلات التلفزيونية، وهم يرددون مصطلحات وقضايا لا يفهمون معانيها وخلفياتها.
أتذكر في العام 2006 في بدايات حرب تموز في لبنان؛ نزحنا إلى بيروت الغربية، وكانت إحدى المنجمات تقيم في المكان نفسه، وكانت تريد أن تظهر في برنامج تلفزيوني للحديث عن تنبؤاتها السياسية بشأن الحرب، وعرفت بالصدفة أنني أعمل في مجال الدراسات والإعلام؛ فأصرت عليّ أن أُملي عليها آرائي حول نتائج حرب إسرائيل ضد المقاومة ومستقبلها وما سيحدث في لبنان وسوريا وإسرائيل وإيران والعراق؛ فأمليتُ عليها ما أعتبره من الواضحات بالنسبة لي، والذي يستند إلى معطيات واقعية، مع بعض التحليل واللغة الاستشرافية. وبالفعل ظهرت المنجمة على الشاشة وذكرت ما قلتُه لها حرفياً، ومنها أن الحرب لن تستمر أكثر من شهر. وكانت تلك المقابلة من أسباب شهرتها فيما بعد. وكانت تلك المرة الوحيدة التي ساعدتُ فيها منجماً، وندمت عليها.
علي المؤمن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام:
https://t.me/alialmomen64
احتفظتُ بالتسجيل الكامل لتنبؤات أحد الدجالين للعام 2024، والتي أعلن عنها في برنامجه التلفزيوني في نهاية العام 2023، واستمعت إليها أمس، من أجل مطابقتها مع الواقع؛ فكانت النتيجة أن من بين (147) نبوءة ذكرها هذا الدجال؛ تحققت ثلاث نبوءات فقط، وهي من النوع البسيط الذي يمكن لأي تلميذ في الابتدائية أن يتنبأ بها، فيما كذب في الـ (144) نبوءة الباقية، رغم أنه كان يقسم بأغلظ الأيمان بأن ما يتنبأ به سيحدث قطعاً، وهو ما كان يُضحك الحزين.
وهذه هي السنة الثالثة التي أقوم فيها بتسجيل نبوءات بعض هؤلاء المنجمين المشهورين، لأستمع إليها بعد نهاية العام، بهدف التسلية، وتكون النتيجة في كل مرة، أن 1- 6 من نبوءاتهم تتحقق بالفعل من بين مئات النبؤات التي يذكرونها، وغالباً ما تكون نبوءات عامة أو بالصدفة.
المفارقة أن المنجمين المحترفين الذين يمتلكون موهبة حقيقية في قراءة المستقبل؛ يصدقون عادة في جملة من نبوءاتهم، وهم الذين يقول عنهم المأثور: ((كذب المنجمون ولو صدقوا))، غير أن منجمي هذا الزمان، فاشلون بامتياز، والسبب يعود إلى أنهم تكاثروا بشكل عجيب، تبعاً لكثرة الفضائيات التي تحتاج إلى هؤلاء من أجل كسب المشاهدين. مع ملاحظة أن المنجمين الأذكياء والأثرياء غالباً ما يستعينون بمحللين سياسيين واقتصاديين وعسكريين وجيولوجيين، وهو ما يظهر أحياناً عليهم بوضوح في المقابلات التلفزيونية، وهم يرددون مصطلحات وقضايا لا يفهمون معانيها وخلفياتها.
أتذكر في العام 2006 في بدايات حرب تموز في لبنان؛ نزحنا إلى بيروت الغربية، وكانت إحدى المنجمات تقيم في المكان نفسه، وكانت تريد أن تظهر في برنامج تلفزيوني للحديث عن تنبؤاتها السياسية بشأن الحرب، وعرفت بالصدفة أنني أعمل في مجال الدراسات والإعلام؛ فأصرت عليّ أن أُملي عليها آرائي حول نتائج حرب إسرائيل ضد المقاومة ومستقبلها وما سيحدث في لبنان وسوريا وإسرائيل وإيران والعراق؛ فأمليتُ عليها ما أعتبره من الواضحات بالنسبة لي، والذي يستند إلى معطيات واقعية، مع بعض التحليل واللغة الاستشرافية. وبالفعل ظهرت المنجمة على الشاشة وذكرت ما قلتُه لها حرفياً، ومنها أن الحرب لن تستمر أكثر من شهر. وكانت تلك المقابلة من أسباب شهرتها فيما بعد. وكانت تلك المرة الوحيدة التي ساعدتُ فيها منجماً، وندمت عليها.
علي المؤمن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة "كتابات علي المؤمن" الجديدة وارشيف مقالاته ومؤلفاته بنسخة (Pdf) على تلغرام:
https://t.me/alialmomen64