لماذا نخاف من الجوع؟
نخاف كثيرًا من الجوع ونسميه في بعض المناطق"الشر"، ذلك أن من يجوع يمكنه أن يقترف كل أنواع الموبقات. لكن ماذا عن الشبع؟
ذلك الشبع الذي يكبح طاقتك ويعطل قدراتك الذهنية وتركيزك، وتلك التخمة التي تكبس على بطنك وصدرك وأمعائك فتهزمك، ولا تجعلك قادرًا إلا على البحث عن أقرب كرسي، وربما سرير للاستلقاء، مع شعور بالقرف وحتى إزدرا. ء الذات.
حينما أكون جائعًا، أكون في طاقة ولياقة واندفاع ورغبة. تركيزي يتضاعف، وانتباهي كذلك؛ تتدفق مني الكثير من الأفكار الإبداعية. حينما أجوع، أكون أكثر خفة ونشاطًا وقدرة على المشي والتحرك وحتى الركض. حينما أجوع، أكون أكثر قدرة على الانتباه للتفاصيل. وحينما أجوع، أكون قادرًا على شم رائحة الطعام أخيرًا، فأتلذذ بكل ما يوضع أمامي.
قال أحدهم: "إننا لم نعد نشم رائحة الطعام سوى في شهر رمضان." فقلت له: "القصة ليست كذلك؛ لم نعد نشم الطعام لأننا لا نجوع إلا في رمضان! جرب الجوع، ستشم رائحة الطعام من على بعد كيلومترات."
أعطيك نصيحة أخرى: إذا كنت تريد أن تعرف إن كنت جائعًا أم لا، حاول أكل الخضار. إن كنت ترغب في ذلك، فأنت جائع. وإذا إنِفت نفسك، فأنت فقط تبحث عن أكل عاطفي تُسكت به جوعك النفسي وقلقك وكل ما يعتريك.
النصيحة الثانية: لتحقيق الجوع، ينصح بالصيام المتقطع؛ تتوقف عن الأكل مثلاً في السادسة مساءً إلى الحادية عشرة صباحًا من اليوم التالي. هكذا تصوم باحتساب ساعات النوم 16 ساعة، فتستفيد مما يسمى عملية "الالتهام الذاتي" - وهو نتيجة بحث فاز بجائزة نوبل عام 2016، حيث يقوم الجسم في فترة الصيام بترميم نفسه وتصليح الخلايا التالفة. الصيام الإسلامي مفيد كذلك، ولا شك.
النصيحة الثالثة: جرب اليوم أن تجوع، ثم اذهب للأكل، ستجد كل شيء لذيذاً. جرب ذلك بنفسك، حتى الخبز اليابس للجائع جدًا سيشبه طعمه شيئا آخر.
الشبع المفرط أحيانًا هو محرض للشرور البشرية أكثر من الجوع؛ من يجوع قد يسرق هاتفًا نقالاً، ومن يشبع حد التخمة قد يطغى في الأرض. والإنسان، بخلاف الحيوانات، حتى وهو شبع حد التخمة، سيواصل البحث عن المزيد. بينما تعطينا الحيوانات ومنها الضبع درسًا: أن من يكتفي بحاجته يتراجع ليترك المجال للآخرين ليأكلوا معه.
متى آخر مرة جربت الشعور بالجوع؟
نخاف كثيرًا من الجوع ونسميه في بعض المناطق"الشر"، ذلك أن من يجوع يمكنه أن يقترف كل أنواع الموبقات. لكن ماذا عن الشبع؟
ذلك الشبع الذي يكبح طاقتك ويعطل قدراتك الذهنية وتركيزك، وتلك التخمة التي تكبس على بطنك وصدرك وأمعائك فتهزمك، ولا تجعلك قادرًا إلا على البحث عن أقرب كرسي، وربما سرير للاستلقاء، مع شعور بالقرف وحتى إزدرا. ء الذات.
حينما أكون جائعًا، أكون في طاقة ولياقة واندفاع ورغبة. تركيزي يتضاعف، وانتباهي كذلك؛ تتدفق مني الكثير من الأفكار الإبداعية. حينما أجوع، أكون أكثر خفة ونشاطًا وقدرة على المشي والتحرك وحتى الركض. حينما أجوع، أكون أكثر قدرة على الانتباه للتفاصيل. وحينما أجوع، أكون قادرًا على شم رائحة الطعام أخيرًا، فأتلذذ بكل ما يوضع أمامي.
قال أحدهم: "إننا لم نعد نشم رائحة الطعام سوى في شهر رمضان." فقلت له: "القصة ليست كذلك؛ لم نعد نشم الطعام لأننا لا نجوع إلا في رمضان! جرب الجوع، ستشم رائحة الطعام من على بعد كيلومترات."
أعطيك نصيحة أخرى: إذا كنت تريد أن تعرف إن كنت جائعًا أم لا، حاول أكل الخضار. إن كنت ترغب في ذلك، فأنت جائع. وإذا إنِفت نفسك، فأنت فقط تبحث عن أكل عاطفي تُسكت به جوعك النفسي وقلقك وكل ما يعتريك.
النصيحة الثانية: لتحقيق الجوع، ينصح بالصيام المتقطع؛ تتوقف عن الأكل مثلاً في السادسة مساءً إلى الحادية عشرة صباحًا من اليوم التالي. هكذا تصوم باحتساب ساعات النوم 16 ساعة، فتستفيد مما يسمى عملية "الالتهام الذاتي" - وهو نتيجة بحث فاز بجائزة نوبل عام 2016، حيث يقوم الجسم في فترة الصيام بترميم نفسه وتصليح الخلايا التالفة. الصيام الإسلامي مفيد كذلك، ولا شك.
النصيحة الثالثة: جرب اليوم أن تجوع، ثم اذهب للأكل، ستجد كل شيء لذيذاً. جرب ذلك بنفسك، حتى الخبز اليابس للجائع جدًا سيشبه طعمه شيئا آخر.
الشبع المفرط أحيانًا هو محرض للشرور البشرية أكثر من الجوع؛ من يجوع قد يسرق هاتفًا نقالاً، ومن يشبع حد التخمة قد يطغى في الأرض. والإنسان، بخلاف الحيوانات، حتى وهو شبع حد التخمة، سيواصل البحث عن المزيد. بينما تعطينا الحيوانات ومنها الضبع درسًا: أن من يكتفي بحاجته يتراجع ليترك المجال للآخرين ليأكلوا معه.
متى آخر مرة جربت الشعور بالجوع؟