وعودة إلى مشروب "الحار" الذي هو في الأصل عشبة الخولنجان التي تعتبر من التوابل، فهو مشروب حار ولاذع وساخن مفيد جدًا للانتفاخ والأمعاء، يُشكل رائحة هذه المقهى، وهناك ارتباط بين الرائحة والمكان. فيحدث ارتباط عقلي وذهني بالنسبة لي بين تلك الروائح وزيارتي لهذه المدينة، وربما هو سبب علاقتي بوسعادة؛ فلا أتصور تمامًا أن أصلها دون تلك الرائحة، وهي خليط بين قهوة الجزوة والحار والجور وأحاديث البسطاء.
ويحدث أن أجد نفسي في ذلك المقهى أجالس شيخًا بعمامته وقشابيته، فأسأله بعفوية "آ واش راك آ الحاج؟" لندخل في حديث طويل وعريض استفيد فيه من الغالب من حكمة هؤلاء الكبار، وأمام كوب "حار" أعطاني ثمانيني حكمة عظيمة كتبها في كتابي تين شوكي وأشاركها معكم في التعليقات.
المهم أنني في هذا المكان العتيق أعدت ربط علاقتي بالخولنجان أو الخلجان أو الخيجلان أو الخرجلان في بعض المناطق أو العرق أو العرق الأحمر، عرفته في سوق بريكة حيث يحضر تحت الجمر، وما يزال في يباع في خيم في الأسواق الشعبية إلى اليوم (الخروب، فرجيوة، تاجنانت، عين البيضاء..) فهو القاهر الأول للبرد، يدفئك بشكل عجيب، وما اكتشفته العام الماضي في حمام في مدينة سيدي عيسى أنهم يعطونك هذا المشروب لزيادة التعرق وتسهيل مهمة المدلك "الكياس".
ومما أعرفه عن مشروب الحار أنه يُعطى للمرأة التي وضعت مولودًا لدعم تعافيها؛ فهو مفيد لتنشيط الدورة الدموية وتخفيف التقلصات، ويستخدم في علاج الزكام وأمراض الجهاز التنفسي، ويُوقف الإسهال. في الشتاء، يعطيك الطاقة، وأما إضافته للقهوة، فهي تزيدها مرارة وممتعة ومذاقًا، وفوق ذلك تمنعها أن تؤذي المعدة. أما الأبحاث العلمية فتقول أكثر من هذا بكثير؛ تقول عن الخولنجان، الذي هو من عائلة الزنجبيل لكنه لم يحظَ بسمعته مع أنه أفضل منه، إنه مضاد قوي جدًا ضد الالتهابات بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا والطفيليات، مفيد للمفاصل ولألم الأسنان واللثة.
فيه مضادات الأكسدة القوية في الخولنجان وهذه تحتاج لشرح وتبسيط : فعندما يتعرض الجسم لـ : التلوث، التدخين، التوتر، فضلا عن كثرة تناول الأكل السيء، فإن إنتاج الجذور الحرة قد يزداد، مما يؤدي إلى زيادة فرص حدوث التهابات وأمراض مزمنة مثل أمراض القلب، والسرطان، وشيخوخة الجلد المبكرة، وبالتالي يقاوم كل هذا. فهو صديق جهاز المناعة، مفيد للخصوبة وصحة الدماغ، وليس له أضرار، كما أنه يدعم التركيز صباحًا.
وها هو يُباع اليوم في أكياس في السوبر ماركت. أمس ذهبت لشرائه، وكنت قبل أسبوع تركت في الركن علبتين فقط، فخفت أن يكون قد قفز عليهما أحدهم. في النهاية وجدتهما كما هما، وتذكرت: إنهم يحبون الكابوتشينو، بينما نحب الحار والجور والشيح وغيرها. فنبدو متخلفين، دعهم يروننا كما يحبون؛ المهم أننا نعرف صلاحنا.
نهاركم زين ومبروك
#نجم_الدين_سيدي_عثمان
ويحدث أن أجد نفسي في ذلك المقهى أجالس شيخًا بعمامته وقشابيته، فأسأله بعفوية "آ واش راك آ الحاج؟" لندخل في حديث طويل وعريض استفيد فيه من الغالب من حكمة هؤلاء الكبار، وأمام كوب "حار" أعطاني ثمانيني حكمة عظيمة كتبها في كتابي تين شوكي وأشاركها معكم في التعليقات.
المهم أنني في هذا المكان العتيق أعدت ربط علاقتي بالخولنجان أو الخلجان أو الخيجلان أو الخرجلان في بعض المناطق أو العرق أو العرق الأحمر، عرفته في سوق بريكة حيث يحضر تحت الجمر، وما يزال في يباع في خيم في الأسواق الشعبية إلى اليوم (الخروب، فرجيوة، تاجنانت، عين البيضاء..) فهو القاهر الأول للبرد، يدفئك بشكل عجيب، وما اكتشفته العام الماضي في حمام في مدينة سيدي عيسى أنهم يعطونك هذا المشروب لزيادة التعرق وتسهيل مهمة المدلك "الكياس".
ومما أعرفه عن مشروب الحار أنه يُعطى للمرأة التي وضعت مولودًا لدعم تعافيها؛ فهو مفيد لتنشيط الدورة الدموية وتخفيف التقلصات، ويستخدم في علاج الزكام وأمراض الجهاز التنفسي، ويُوقف الإسهال. في الشتاء، يعطيك الطاقة، وأما إضافته للقهوة، فهي تزيدها مرارة وممتعة ومذاقًا، وفوق ذلك تمنعها أن تؤذي المعدة. أما الأبحاث العلمية فتقول أكثر من هذا بكثير؛ تقول عن الخولنجان، الذي هو من عائلة الزنجبيل لكنه لم يحظَ بسمعته مع أنه أفضل منه، إنه مضاد قوي جدًا ضد الالتهابات بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا والطفيليات، مفيد للمفاصل ولألم الأسنان واللثة.
فيه مضادات الأكسدة القوية في الخولنجان وهذه تحتاج لشرح وتبسيط : فعندما يتعرض الجسم لـ : التلوث، التدخين، التوتر، فضلا عن كثرة تناول الأكل السيء، فإن إنتاج الجذور الحرة قد يزداد، مما يؤدي إلى زيادة فرص حدوث التهابات وأمراض مزمنة مثل أمراض القلب، والسرطان، وشيخوخة الجلد المبكرة، وبالتالي يقاوم كل هذا. فهو صديق جهاز المناعة، مفيد للخصوبة وصحة الدماغ، وليس له أضرار، كما أنه يدعم التركيز صباحًا.
وها هو يُباع اليوم في أكياس في السوبر ماركت. أمس ذهبت لشرائه، وكنت قبل أسبوع تركت في الركن علبتين فقط، فخفت أن يكون قد قفز عليهما أحدهم. في النهاية وجدتهما كما هما، وتذكرت: إنهم يحبون الكابوتشينو، بينما نحب الحار والجور والشيح وغيرها. فنبدو متخلفين، دعهم يروننا كما يحبون؛ المهم أننا نعرف صلاحنا.
نهاركم زين ومبروك
#نجم_الدين_سيدي_عثمان