وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أسأله سبحانه أن يغفر لنا وله وأن يعفوا عنا جميعا وأن لا يفتننا في ديننا أبدا
تأملي معي هذا الحديث
عن أسامة بن زيد، قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ، فصبحنا الحرقات من جهينة ،
فأدركت رجلا ، فقال : لا إله إلا الله ، فطعنته فوقع في نفسي من ذلك ،
فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقال : لا إله إلا الله ، وقتلته ؟
قال : قلت : يا رسول الله ، إنما قالها خوفا من السلاح ،
قال : " أفلا شققت عن قلبه ، حتى تعلم أقالها أم لا ؟ "
فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ
[رواه مسلم]
هذا الحديث يحتاج إلى وقفة وتأمل سبحان الله
فالرجل ظاهره شيء وباطنه الله أعلم به
ونحن ليس لنا سوى الظاهر وما نراه
ذلك الرجل الذي انتحر، نعم ظاهره أنه ارتكب ذنب عظيم
ولكن هناك جانب آخر ظاهر فيه، ذكرتيه في سؤالك،
الرجل طيب جدا وخلوق وعزيز نفس وتراكمت عليه الخسائر وحياته صعبة،
مما يعني أنه قد يكون أصابه الاكتئاب (المرضي) والذي من أعراضه الألم النفسي الشديد وكثرة التفكير في الانتحار، وبعضهم يقدم على الانتحار فعلا لو كان الوازع الديني ضعيف وكان تفكيره مشوش جدا لا يميز فيه بين الصواب والخطأ.
لذلك من هو في مثل حاله - قد - ينطبق عليه أنه ليس عاقل لما يفعله،
وهذا أمر الله وحده من يعلمه وهو وحده من يحكم هل كفر أم لا؟
فلابد أن تذكري ابنك أنه لا يحق له الحكم على الناس ولا تكفيرهم
بل ينبغي أن يكون في قلبه شفقة ورحمة لأنه لا يعلم ما هي الظروف والملابسات وهل كان هذا الرجل في وعيه أم لا؟
كما أن ابنك يحتاج أن يركز على نفسه وقلبه ويدعوا الله دائما أن يجدد الإيمان في قلبه، وهو شاب يدرك معنى الضغوط وأكيد مر ببعضها،
فعليه أن يدعوا الله أن يعصمه من الفتن.
فلا يوجد إنسان طبيعي يقتل نفسه، ففطرة الإنسان تجعله مهما فكر في الانتحار، يتشبث بالحياة لآخر لحظة،
ومن ينتحر فمعناه أنه وصل لدرجة من الألم والمعاناة كبيرة جدا.
وذكريه أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيفما شاء، فهل يأمن على قلبه من الزيغ والعياذ بالله، أسأله سبحانه أن يحفظه لك ويقر عينك به.
والصراحة ابنك يحتاج إلى وقفة كبيرة لأن تكفير الناس بتلك الطريقة أمر صعب جدا.
أما ابنتك، فحاولي أن تحتويها وتخففي عنها وأخبريها من حقنا نحزن على طريقة وفاته،
لكن لنتذكر أن الدنيا ليست دائمة، بل هي محطة في طريقنا
أخبريها عن مدرستها مثلا التي قضت فيها سنوات، هي مجرد محطة في حياتها وستنتهي يوما ما لتنتقل إلى عالم آخر، في الجامعة، ثم المجتمع
وهذه الدنيا أيضا محطة نسير فيها وستنتهي يوما ما وتزول، وأن أعمارنا مكتوبة في اللوح المحفوظ ومعلومة بغض النظر عن طريقة الموت، وكلميها عن الموت بشكل إيجابي وجميل وأنه بوابة ذهابنا إلى الله وهو من سنن الله، فالدوام له وحده
والأهم من ذلك كلميها عن صفات الجمال في الله، وعن نعيم الجنة وكيف ينبغي ان نعمل من أجلها.
واجعليها توجه مشاعرها إلى الدعاء لهذا الرجل لعل هناك ما لا نعرفه وتكون موته خيرا له وراحة
أسأله سبحانه أن يغفر لنا وله وأن يعفوا عنا جميعا وأن لا يفتننا في ديننا أبدا
تأملي معي هذا الحديث
عن أسامة بن زيد، قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ، فصبحنا الحرقات من جهينة ،
فأدركت رجلا ، فقال : لا إله إلا الله ، فطعنته فوقع في نفسي من ذلك ،
فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقال : لا إله إلا الله ، وقتلته ؟
قال : قلت : يا رسول الله ، إنما قالها خوفا من السلاح ،
قال : " أفلا شققت عن قلبه ، حتى تعلم أقالها أم لا ؟ "
فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ
[رواه مسلم]
هذا الحديث يحتاج إلى وقفة وتأمل سبحان الله
فالرجل ظاهره شيء وباطنه الله أعلم به
ونحن ليس لنا سوى الظاهر وما نراه
ذلك الرجل الذي انتحر، نعم ظاهره أنه ارتكب ذنب عظيم
ولكن هناك جانب آخر ظاهر فيه، ذكرتيه في سؤالك،
الرجل طيب جدا وخلوق وعزيز نفس وتراكمت عليه الخسائر وحياته صعبة،
مما يعني أنه قد يكون أصابه الاكتئاب (المرضي) والذي من أعراضه الألم النفسي الشديد وكثرة التفكير في الانتحار، وبعضهم يقدم على الانتحار فعلا لو كان الوازع الديني ضعيف وكان تفكيره مشوش جدا لا يميز فيه بين الصواب والخطأ.
لذلك من هو في مثل حاله - قد - ينطبق عليه أنه ليس عاقل لما يفعله،
وهذا أمر الله وحده من يعلمه وهو وحده من يحكم هل كفر أم لا؟
فلابد أن تذكري ابنك أنه لا يحق له الحكم على الناس ولا تكفيرهم
بل ينبغي أن يكون في قلبه شفقة ورحمة لأنه لا يعلم ما هي الظروف والملابسات وهل كان هذا الرجل في وعيه أم لا؟
كما أن ابنك يحتاج أن يركز على نفسه وقلبه ويدعوا الله دائما أن يجدد الإيمان في قلبه، وهو شاب يدرك معنى الضغوط وأكيد مر ببعضها،
فعليه أن يدعوا الله أن يعصمه من الفتن.
فلا يوجد إنسان طبيعي يقتل نفسه، ففطرة الإنسان تجعله مهما فكر في الانتحار، يتشبث بالحياة لآخر لحظة،
ومن ينتحر فمعناه أنه وصل لدرجة من الألم والمعاناة كبيرة جدا.
وذكريه أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيفما شاء، فهل يأمن على قلبه من الزيغ والعياذ بالله، أسأله سبحانه أن يحفظه لك ويقر عينك به.
والصراحة ابنك يحتاج إلى وقفة كبيرة لأن تكفير الناس بتلك الطريقة أمر صعب جدا.
أما ابنتك، فحاولي أن تحتويها وتخففي عنها وأخبريها من حقنا نحزن على طريقة وفاته،
لكن لنتذكر أن الدنيا ليست دائمة، بل هي محطة في طريقنا
أخبريها عن مدرستها مثلا التي قضت فيها سنوات، هي مجرد محطة في حياتها وستنتهي يوما ما لتنتقل إلى عالم آخر، في الجامعة، ثم المجتمع
وهذه الدنيا أيضا محطة نسير فيها وستنتهي يوما ما وتزول، وأن أعمارنا مكتوبة في اللوح المحفوظ ومعلومة بغض النظر عن طريقة الموت، وكلميها عن الموت بشكل إيجابي وجميل وأنه بوابة ذهابنا إلى الله وهو من سنن الله، فالدوام له وحده
والأهم من ذلك كلميها عن صفات الجمال في الله، وعن نعيم الجنة وكيف ينبغي ان نعمل من أجلها.
واجعليها توجه مشاعرها إلى الدعاء لهذا الرجل لعل هناك ما لا نعرفه وتكون موته خيرا له وراحة