حين تجد نفسك في غرفتك مرة أخرى، حيث البيانو القديم ينتظر صبرًا، تدرك أنك لم تكن تعزف عليه بقدر ما كنت تعزف على فكرة وجودها. نافذة مفتوحة على المطر، يوم شتائي ثقيل يعبق برائحة الغيوم والمعاطف المبللة، يشكل امتدادًا لتلك اللحظة التي غادرتها لكنها لم تغادرك. تلمس أصابعك مفاتيح البيانو كما لو أنك تلمس حبات المطر التي انتظرتها طويلاً، تلك اللحظة التي تبدو فيها اليد والذاكرة والموسيقى متواطئة ضد الزمن.
أليس ذلك هو الخلود الذي كنت تبحث عنه؟ ليس في الزمن، بل في التداخل بين الماضي والحاضر، في لحظة تفيض بالحياة رغم أنف عبثيتها. ربما كانت يدها مجرد وهم، لكنك، في تلك اللحظة، شعرت بالحب كما لم تشعر به من قبل. ليس الحب الذي يكتمل، بل ذلك الحب الذي يبقى دائمًا بعيدًا، مستحيلًا، لكنه حاضر، يطاردك كظل لا يمكنك الهرب منه.
مع كل نغمة تعزفها، ومع كل قطرة مطر تلمس النافذة، تتلاشى الحدود بين الحاضر والماضي، بين الألم والسعادة. كأن العالم بأسره يتآمر ليضعك في مواجهة هذا الهذيان الجميل، هذا الجنون الذي يمنح الحياة معناها. تنتظر المطر، تنتظر صوتها، تنتظر نفسك، وكأن الانتظار هو الحياة نفسها، حياة مليئة بالوعد الذي لا يأتي أبدًا ولكنه يبرر كل شيء.
أليس ذلك هو الخلود الذي كنت تبحث عنه؟ ليس في الزمن، بل في التداخل بين الماضي والحاضر، في لحظة تفيض بالحياة رغم أنف عبثيتها. ربما كانت يدها مجرد وهم، لكنك، في تلك اللحظة، شعرت بالحب كما لم تشعر به من قبل. ليس الحب الذي يكتمل، بل ذلك الحب الذي يبقى دائمًا بعيدًا، مستحيلًا، لكنه حاضر، يطاردك كظل لا يمكنك الهرب منه.
مع كل نغمة تعزفها، ومع كل قطرة مطر تلمس النافذة، تتلاشى الحدود بين الحاضر والماضي، بين الألم والسعادة. كأن العالم بأسره يتآمر ليضعك في مواجهة هذا الهذيان الجميل، هذا الجنون الذي يمنح الحياة معناها. تنتظر المطر، تنتظر صوتها، تنتظر نفسك، وكأن الانتظار هو الحياة نفسها، حياة مليئة بالوعد الذي لا يأتي أبدًا ولكنه يبرر كل شيء.