فأخذ القربة بِفَمِه، وبينما هو جاهد أن يوصلها إلى المخيَّم، إذ صُوِّب نحوه سهمان، أحدهما أصابَ عينه الشريفة، فَسالَت ونبت السهم فيها.
وأمَّا الآخر فقد أصاب القِربة فَأُرِيق ماؤها، وعندها انقطع أمله من إيصال الماء، فحاول أن يخرج السهم الذي في عينه، فضربه ملعونٌ بعَمَود من حديد على رأسه فقتله.
فلمَّا رآه الحُسَين (عليه السلام) صريعًا على شاطئ الفرات، بكى وأنشأ يقول:
تعدَّيتُمُ يا شرَّ قومٍ ببغيكم * وخالفتُمُ دِينَ النبيِّ محمَّدِ
أما كانَ خير الرسْل أوصَاكُم بِنا * أمَا نَحنُ مِن نجلِ النبيِّ المُسدَّدِ
أما كانت الزهراء أمِّي دونكـم * أمَا كَان مِن خيرِ البريَّة أحمَدِ
لُعِنْتم وأُخزِيتُـم بما قد جَنَيتُـمُ * فَسـوفَ تُلاقوا حَرَّ نَارٍ تُوقَّدِ
وقد قال الإمام الحُسَين (عليه السلام)، حين قتل أخوه العباس (عليه السلام): (الآن اِنكَسَرَ ظَهرِي، وقَلَّتْ حِيلَتي).
فمضى أبو الفضل العباس وأخوته من أمِّه، شهداء يذبُّون عن حرم الإمام الحُسَين (عليه السلام)، وحرم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ضاربين أروع أمثلة الشرف، والعِزَّة، والكَرَامة، والإباء، والمواساة، والإيثار، والوفاء.
وأما أمُّه أم البنين (سلام الله عليها) فقد قالت فيهم:
لا تَدعُوَنِّي وَيـكِ أمَّ البنين * تُذكِّرينـي بِلِيـوثِ العَريـنْ
كَانت بَنونٌ ليَ أُدعَى بهـم * واليومُ أصـبحتُ ولا مِنْ بَنينْ
أربَعةٌ مِثل نُسـور الرّبَـى * قَد واصَلُوا الموتَ بِقَطعِ الوَتينْ
تنازع الخِرصان أشلاءهم * فَكُلّهم أمسَـى صَريعًا طَعِينْ
يَا لَيتَ شِعري أَكمَا أخَبَروا * بأنَّ عَبَّاسـًا قَطيـعُ اليَمينْ
فسلامٌ عليك يا أبا الفضل العباس، وعلى أخوتك: عبد الله، وجعفر، وعثمان، يوم وُلِدتُم، ويوم استَشهَدْتُم، مظلومِينَ محتسبين، ويوم تُبعَثون أحياءً في جنَّة الخلد والرضوان.
_
وأمَّا الآخر فقد أصاب القِربة فَأُرِيق ماؤها، وعندها انقطع أمله من إيصال الماء، فحاول أن يخرج السهم الذي في عينه، فضربه ملعونٌ بعَمَود من حديد على رأسه فقتله.
فلمَّا رآه الحُسَين (عليه السلام) صريعًا على شاطئ الفرات، بكى وأنشأ يقول:
تعدَّيتُمُ يا شرَّ قومٍ ببغيكم * وخالفتُمُ دِينَ النبيِّ محمَّدِ
أما كانَ خير الرسْل أوصَاكُم بِنا * أمَا نَحنُ مِن نجلِ النبيِّ المُسدَّدِ
أما كانت الزهراء أمِّي دونكـم * أمَا كَان مِن خيرِ البريَّة أحمَدِ
لُعِنْتم وأُخزِيتُـم بما قد جَنَيتُـمُ * فَسـوفَ تُلاقوا حَرَّ نَارٍ تُوقَّدِ
وقد قال الإمام الحُسَين (عليه السلام)، حين قتل أخوه العباس (عليه السلام): (الآن اِنكَسَرَ ظَهرِي، وقَلَّتْ حِيلَتي).
فمضى أبو الفضل العباس وأخوته من أمِّه، شهداء يذبُّون عن حرم الإمام الحُسَين (عليه السلام)، وحرم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ضاربين أروع أمثلة الشرف، والعِزَّة، والكَرَامة، والإباء، والمواساة، والإيثار، والوفاء.
وأما أمُّه أم البنين (سلام الله عليها) فقد قالت فيهم:
لا تَدعُوَنِّي وَيـكِ أمَّ البنين * تُذكِّرينـي بِلِيـوثِ العَريـنْ
كَانت بَنونٌ ليَ أُدعَى بهـم * واليومُ أصـبحتُ ولا مِنْ بَنينْ
أربَعةٌ مِثل نُسـور الرّبَـى * قَد واصَلُوا الموتَ بِقَطعِ الوَتينْ
تنازع الخِرصان أشلاءهم * فَكُلّهم أمسَـى صَريعًا طَعِينْ
يَا لَيتَ شِعري أَكمَا أخَبَروا * بأنَّ عَبَّاسـًا قَطيـعُ اليَمينْ
فسلامٌ عليك يا أبا الفضل العباس، وعلى أخوتك: عبد الله، وجعفر، وعثمان، يوم وُلِدتُم، ويوم استَشهَدْتُم، مظلومِينَ محتسبين، ويوم تُبعَثون أحياءً في جنَّة الخلد والرضوان.
_