٢- البصيرة النافذة
في زمن أعمى الغبش بصيرة كثير من الناس كان العبّاس نافذ البصيرة، معتنقًا لفكر الرسالة والإمامة، فكانت خيارات الطريق واضحة جلية لديه، لم يشوشها بريق النضار، ولا زهو المنصب، ولا رداء الوجاهة، ولا الأفكار المتصارعة، فلم يعبأ بإغراءات شمر وغيره بأمان مكفول، أو قيادة جيش عرمرم (١). لقد كان قلبه عامرًا بالله ـ سبحانه وتعالى ـ، ويرى كلّ شيء ويقيّمه من خلال نظرته لله، فما كان يستطيع شيء من الأشياء ـ أنّى كان شكله فاتنًا ـ أن يزيح خطاه الراسخة عن درب الحقّ والصدق.
وتتجلى هاتان الصفتان في حياة أبي الفضل العبّاس ـ عليه السلام ـ حين يصفه الإمام الصّادق (عليه السلام) ـ بلسانه، وحين يقف زائرًا له، فيشهد له بهما، وما أعظمها من شهادة، إنّها شهادة إمام معصوم يتوّجه بهذا الوسام البهي الخالد، فيخاطبه:
"كان عمنا العبّاس نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله الحُسَين - عليه السلام -، وأبلى بلاء حسنًا، ومضى شهيدًا".
"نعم الأخ المواسي ﻷخيه".
"أشهد أنّك لم تهن، ولم تنكل، وأنّك مضيت على بصيرة من أمرك مقتديًا بالصالحين".
(١) العَرَمْرَمُ: شديد، كثير، جيش عَرَمْرَم: كثير العدد.
_
في زمن أعمى الغبش بصيرة كثير من الناس كان العبّاس نافذ البصيرة، معتنقًا لفكر الرسالة والإمامة، فكانت خيارات الطريق واضحة جلية لديه، لم يشوشها بريق النضار، ولا زهو المنصب، ولا رداء الوجاهة، ولا الأفكار المتصارعة، فلم يعبأ بإغراءات شمر وغيره بأمان مكفول، أو قيادة جيش عرمرم (١). لقد كان قلبه عامرًا بالله ـ سبحانه وتعالى ـ، ويرى كلّ شيء ويقيّمه من خلال نظرته لله، فما كان يستطيع شيء من الأشياء ـ أنّى كان شكله فاتنًا ـ أن يزيح خطاه الراسخة عن درب الحقّ والصدق.
وتتجلى هاتان الصفتان في حياة أبي الفضل العبّاس ـ عليه السلام ـ حين يصفه الإمام الصّادق (عليه السلام) ـ بلسانه، وحين يقف زائرًا له، فيشهد له بهما، وما أعظمها من شهادة، إنّها شهادة إمام معصوم يتوّجه بهذا الوسام البهي الخالد، فيخاطبه:
"كان عمنا العبّاس نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله الحُسَين - عليه السلام -، وأبلى بلاء حسنًا، ومضى شهيدًا".
"نعم الأخ المواسي ﻷخيه".
"أشهد أنّك لم تهن، ولم تنكل، وأنّك مضيت على بصيرة من أمرك مقتديًا بالصالحين".
(١) العَرَمْرَمُ: شديد، كثير، جيش عَرَمْرَم: كثير العدد.
_