لا يترك طلب العلم لكبر سن أو عدم الذكاء أو غيرهما
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية:
وبعض الناس يحتج لتركه بكبر السن، أو عدم الذكاء، أو القلة والفقر، أو غير ذلك، ومن ذلك وسواس الشيطان يثبطون بها.
ومن نظر في حال السلف وجماعة من علماء الخلف وجدهم لا يلتفتون إلى هذه الأعذار، ولا يعرجون عليها، وقد قيل
ومن يجتهد في نيل أمر ويصطبر ... ينله وإلا بعضه إن تعسرا
فما دمت حيا فاطلب العلم والعلى ... ولا تأل جهدا أن تموت فتعذرا
ولكن ينبغي اغتنام أوقات الفراغ فإنه أقرب إلى حصول المقصود، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» رواه البخاري من حديث ابن عباس
وكان الشاشي محمد بن الحسين الفقيه الشافعي المشهور المتوفى سنة سبع وخمسمائة ينشد:
تعلم يا فتى والعود رطب ... وطينك لين والطبع قابل
وقال ابن الجوزي: إن أبا بكر أحمد بن محمد الدينوري الحنبلي تلميذ أبي الخطاب المتوفى في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة قال أنشدني:
أخي لن تنال العلم إلا بستة ... سأنبيك عن مكنونها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة ... وإرشاد أستاذ وطول زمان
قال وأنشدني - رحمه الله تعالى -:
تمنيت أن تمسي فقيها مناظرا ... بغير عناء والجنون فنون
وليس اكتساب المال دون مشقة ... تلقيتها فالعلم كيف يكون
قال ابن الجوزي: ما يتناهى في طلب العلم إلا عاشق، والعاشق ينبغي أن يصبر على المكاره. ومن ضرورة المتشاغل به البعد عن الكسب، وقد فقد التفقد لهم من الأمراء ومن الإخوان، ولازمهم الفقر، والفضائل ينادى عليها:
﴿هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا﴾ [الأحزاب: ١١] فلما أجابت مرارة الابتلاء قالت:
لا تحسب المجد تمرا أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
ثم ذكر الإمامَ أحمد رحمه الله وشأنه وقال: فما شاع له الذكر الجميل جزافا…. فيا له من ثناء ملأ الآفاق وجمالا زين الوجود، وعِزا نسخ كل ذُلٍّ، هذا في العاجل، وثواب الآجل لا يوصف، وتلمح قبور أكثر العلماء لا تعرف ولا تزار، ترخصوا وتأولوا وخالطوا السلاطين فذهبت بركةُ العلم ومُحي الجاه، ووردوا عند الموت حياضَ الندم، فيالها من حسرات لا تتلافى، وخسرانا لا ينجبر، كانت صحبة اللذات كطرفة عين، ولازم الأسف دائما.
الآداب الشرعية ١/ ٢١٥
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية:
وبعض الناس يحتج لتركه بكبر السن، أو عدم الذكاء، أو القلة والفقر، أو غير ذلك، ومن ذلك وسواس الشيطان يثبطون بها.
ومن نظر في حال السلف وجماعة من علماء الخلف وجدهم لا يلتفتون إلى هذه الأعذار، ولا يعرجون عليها، وقد قيل
ومن يجتهد في نيل أمر ويصطبر ... ينله وإلا بعضه إن تعسرا
فما دمت حيا فاطلب العلم والعلى ... ولا تأل جهدا أن تموت فتعذرا
ولكن ينبغي اغتنام أوقات الفراغ فإنه أقرب إلى حصول المقصود، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» رواه البخاري من حديث ابن عباس
وكان الشاشي محمد بن الحسين الفقيه الشافعي المشهور المتوفى سنة سبع وخمسمائة ينشد:
تعلم يا فتى والعود رطب ... وطينك لين والطبع قابل
وقال ابن الجوزي: إن أبا بكر أحمد بن محمد الدينوري الحنبلي تلميذ أبي الخطاب المتوفى في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة قال أنشدني:
أخي لن تنال العلم إلا بستة ... سأنبيك عن مكنونها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة ... وإرشاد أستاذ وطول زمان
قال وأنشدني - رحمه الله تعالى -:
تمنيت أن تمسي فقيها مناظرا ... بغير عناء والجنون فنون
وليس اكتساب المال دون مشقة ... تلقيتها فالعلم كيف يكون
قال ابن الجوزي: ما يتناهى في طلب العلم إلا عاشق، والعاشق ينبغي أن يصبر على المكاره. ومن ضرورة المتشاغل به البعد عن الكسب، وقد فقد التفقد لهم من الأمراء ومن الإخوان، ولازمهم الفقر، والفضائل ينادى عليها:
﴿هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا﴾ [الأحزاب: ١١] فلما أجابت مرارة الابتلاء قالت:
لا تحسب المجد تمرا أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
ثم ذكر الإمامَ أحمد رحمه الله وشأنه وقال: فما شاع له الذكر الجميل جزافا…. فيا له من ثناء ملأ الآفاق وجمالا زين الوجود، وعِزا نسخ كل ذُلٍّ، هذا في العاجل، وثواب الآجل لا يوصف، وتلمح قبور أكثر العلماء لا تعرف ولا تزار، ترخصوا وتأولوا وخالطوا السلاطين فذهبت بركةُ العلم ومُحي الجاه، ووردوا عند الموت حياضَ الندم، فيالها من حسرات لا تتلافى، وخسرانا لا ينجبر، كانت صحبة اللذات كطرفة عين، ولازم الأسف دائما.
الآداب الشرعية ١/ ٢١٥