ارتفعت التكبيرات، زغردت الٲمهات، وغردت الٲرواح فرحًا، وعاد الغائبين لغزتهم، وهاهو يزاح كابوس الخوف والقتلِ والدمار، من هذه اللحظة سيعم السلام، وتُذرف الدموع فرحًا مخلوطًا بالٲلم، ستزهر ٲوجه الٲطفال، وتعلو راياتِ النصر والٲمان، سيعود الغزيين لمنازلهم، سيعمروها والذكرى لمن فقدوهم بين ٲعينهم، سيروا آثار الدماء على الحجارِ، وفي ٲزقةِ الشوارع، سيبنوا منازلهم، ويضموا خيامهم ٳلى تلك المنازل، لن يعبثوا بها، فهي من رافقتهم وآوتهم وقت بردهم ووحدتهم، لن ينسوا تلك الجالونات الصفراء؛ سيٲخذونها ايضًا فهي من ساندتهم وقت انكسار كل صنابير المياه، العدس ايضًا سيرافقهم هو من لم يتخلى عنهم، وقت نسيانهم لٲشكالِ اللحم والخضرواتِ والفواكه، سيقدسوا تلك التفاصيل والٲشياء الصغيرة التي حاربت معهم وكانت معاهم في وقتِ شدتهم، ولن يتخلوا عنها لٲنها لم تتخلى عنهم وكانت شاهدة على كل آلآمهم، سيعـودا وفي داخلهم اشمئزاز وقرف لشيء اسمه عرب ومسلمين.