إلى الأخت السائلة عن مشكلة زوجها الذي لا يجيد احتواء ولده طالب الثانوية، حتى بدأ الولد يرد عليه ويتطاول ويسيء:
--- --- --- --- --- --- --- --- --- ---
الحقيقة أن حضرتك سبب مباشر في استمرار هذا الوضع المُزري؛ حضرتك واقفة تتفرجي على ابنك بيتطاول على أبيه، وكل تفكيرك في سوء تصرف الأب العصبي المزاج اللي مش عارف يحتوي ابنه، لكن الولد اللي بيعمل كبيرة ويعُق أباه مشفقة عليه، وواضعة أوراق القضية بين يديك في كفتين متساويتين (رأس برأس) كأنها قضية ولدين لك بينهما خلاف، بل ومع ذلك دوما متحيزة للابن على حساب أبيه!
لم تتدخلي مرةً مُعنفةً للابن، وأنه كيف يكلم أباه هكذا؟ كيف يعلو صوته عليه؟ بل في كل مرة توجهين الكلام لذلك الأب الذي لا يحسن الاحتواء!!
وتلك آفة عصرنا، لاسيما مع ظهور أولئك المرشدين التربويين والتفسيين و(عواطلية التنمية البشرية) الجهلة بدين الله عز وجل، الذين صوروا الابن صنمًا والأخطاء في حقه مخرجة من الرحمة، ولا مكان فيها لأحكام شرعية؛ فالكبيرة هي إتيان ما تنص كتب التربية الإيجابية على خطئه، والوالد (أبا أو أُمّا) لا حرمة له من الشرع؛ بل لا مكان للشرع إلا حيث استُلَّ منه آية أو حديث يخدم الموضوع، ويجعل ذلك التربوي (تربويا إسلاميا)، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
يا أستاذة ذكري ولدك بمنزلة أبيه .. التمسي لأبيه الأعذار أمامه، واجعلي ذكر أخطاء الأب بينك وبينه، لا أمام الولد، كبري زوجك لا تصغريه، وإذا حدثتِ الأب في أخطائه فلا تأخذي دور الآمر الناهي، بل خذي دور الناصح، دور أحد رباني سفينة تحرص عليها من الغرق.
اعلمي أنت أيضا منزلة ذلك الأب .. تثنين على أخيك الذي يعامل ولدك جيدا حيث يحسن إليه ببعض الكلمات والثناءات، ولو أن أخاك هذا عاش مع ولدك أو رأى منه بعض ما يراه منه والده لقاطعه وقاطعك معه .. عجيب أن البعض يرى أن الغريب الذي يحسن إليه بكلمة أو خدمة هو عظيم الجميل عليه، لكن رفيق الحياة الذي يعطي دوما وكل شيء لا يرى جميله لأن له أخطاءً!!
يا أختي الكريمة! الولد إذا انفلت زمامه سيعقك أيضا؛ فلست بعيدة عن ذلك.
ونَعم الأب إن كان كما ذكرتِ فهو مخطئ في تعامله مع الولد بهذا الأسلوب، لكن فهمت من حكايتك وما سألتك عنه أن الأمر زاد منه بشدة لما بدأ الولد يسيء ويرد وأنت تدافعين عنه، فصار الأب عنيفا معه، واعتبرك شريكة له.
واعلمي أن الله عز وجل لم يوجب البر بشرط أن يكون الوالد ملاكا، بل أوجبه بكل حال إلا ما فيه أمر بمخالفة الشرع أو ضرر متحقق في الدين أو الدنيا، مع علمه سبحانه بأن الآباء لا يدرسون تربية إيجابية، ولا يحضرون دورات تنمية بشرية!!
وأما الفتوى والحكم الشرعي: فنعم الولد عاق لوالده، فاعل كبيرة، وحضرتك آثمة مشاركة معه في ذلك، بل في بعض ما حكيتِه أنت السبب في جرأته على والده أصلا، واستمراره في ذلك دون شعور بوخز في ضميره، ولا فساد في تصرفاته، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والله تعالى أعلم.
#أسئلة_وأجوبة_أبي_علياء
#إعادة_نشر
--- --- --- --- --- --- --- --- --- ---
الحقيقة أن حضرتك سبب مباشر في استمرار هذا الوضع المُزري؛ حضرتك واقفة تتفرجي على ابنك بيتطاول على أبيه، وكل تفكيرك في سوء تصرف الأب العصبي المزاج اللي مش عارف يحتوي ابنه، لكن الولد اللي بيعمل كبيرة ويعُق أباه مشفقة عليه، وواضعة أوراق القضية بين يديك في كفتين متساويتين (رأس برأس) كأنها قضية ولدين لك بينهما خلاف، بل ومع ذلك دوما متحيزة للابن على حساب أبيه!
لم تتدخلي مرةً مُعنفةً للابن، وأنه كيف يكلم أباه هكذا؟ كيف يعلو صوته عليه؟ بل في كل مرة توجهين الكلام لذلك الأب الذي لا يحسن الاحتواء!!
وتلك آفة عصرنا، لاسيما مع ظهور أولئك المرشدين التربويين والتفسيين و(عواطلية التنمية البشرية) الجهلة بدين الله عز وجل، الذين صوروا الابن صنمًا والأخطاء في حقه مخرجة من الرحمة، ولا مكان فيها لأحكام شرعية؛ فالكبيرة هي إتيان ما تنص كتب التربية الإيجابية على خطئه، والوالد (أبا أو أُمّا) لا حرمة له من الشرع؛ بل لا مكان للشرع إلا حيث استُلَّ منه آية أو حديث يخدم الموضوع، ويجعل ذلك التربوي (تربويا إسلاميا)، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
يا أستاذة ذكري ولدك بمنزلة أبيه .. التمسي لأبيه الأعذار أمامه، واجعلي ذكر أخطاء الأب بينك وبينه، لا أمام الولد، كبري زوجك لا تصغريه، وإذا حدثتِ الأب في أخطائه فلا تأخذي دور الآمر الناهي، بل خذي دور الناصح، دور أحد رباني سفينة تحرص عليها من الغرق.
اعلمي أنت أيضا منزلة ذلك الأب .. تثنين على أخيك الذي يعامل ولدك جيدا حيث يحسن إليه ببعض الكلمات والثناءات، ولو أن أخاك هذا عاش مع ولدك أو رأى منه بعض ما يراه منه والده لقاطعه وقاطعك معه .. عجيب أن البعض يرى أن الغريب الذي يحسن إليه بكلمة أو خدمة هو عظيم الجميل عليه، لكن رفيق الحياة الذي يعطي دوما وكل شيء لا يرى جميله لأن له أخطاءً!!
يا أختي الكريمة! الولد إذا انفلت زمامه سيعقك أيضا؛ فلست بعيدة عن ذلك.
ونَعم الأب إن كان كما ذكرتِ فهو مخطئ في تعامله مع الولد بهذا الأسلوب، لكن فهمت من حكايتك وما سألتك عنه أن الأمر زاد منه بشدة لما بدأ الولد يسيء ويرد وأنت تدافعين عنه، فصار الأب عنيفا معه، واعتبرك شريكة له.
واعلمي أن الله عز وجل لم يوجب البر بشرط أن يكون الوالد ملاكا، بل أوجبه بكل حال إلا ما فيه أمر بمخالفة الشرع أو ضرر متحقق في الدين أو الدنيا، مع علمه سبحانه بأن الآباء لا يدرسون تربية إيجابية، ولا يحضرون دورات تنمية بشرية!!
وأما الفتوى والحكم الشرعي: فنعم الولد عاق لوالده، فاعل كبيرة، وحضرتك آثمة مشاركة معه في ذلك، بل في بعض ما حكيتِه أنت السبب في جرأته على والده أصلا، واستمراره في ذلك دون شعور بوخز في ضميره، ولا فساد في تصرفاته، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والله تعالى أعلم.
#أسئلة_وأجوبة_أبي_علياء
#إعادة_نشر