قصور الموضوعية :
شبَّه المسيريُّ الباحثَ الموضوعيَّ (بآلة التصوير) ؛ لأنه يريد أن ينقل الحقيقةَ نقلًا وصفيًّا محضًا ، خاليًا من الأحكام المعيارية ، تمامًا كما تحفظ لنا آلةُ التصوير الصورةَ دون أن نستفيد منها حُكمًا على مضمون الصورة -المنقول بدقَّةٍ- بأنه حقٌ أو باطلٌ ، وحسنٌ أو قبيحٌ ، آلة التصوير تسكت عن هذا ، والمُؤدلَج بالموضوعية يسكت عن أمثال هذه الأحكام حين يقضي الله عليه أن يكتب أو يتكلَّم .
وتشبيهُ المسيريِّ الباحثَ الموضوعيَّ بآلة التصوير يُطابق في معناه ما شبَّه به نيتشه هذا النوع من الباحثين ، ونيتشه على عادته - يكتب بالمطرقة ، ويتحدَّث كأنه يتفجَّر - ذكر تشبيهاتٍ عديدةً ، منها أنه شبَّه المُؤدلَج بالموضوعية بالمرآة العاكسة ، وبالوعاء .
والغرض من كل هذه التشبيهات : بيان (قصور الموضوعية) عن الوفاء بمطلوب النفس البشرية من العلم والمعرفة ؛ فإنها مجبولةٌ على إتباع معرفتها الشيءَ بتطلُّب معرفة قيمته ، فتجمعُ بين إدراكها للشيء وإدراكها لموقفها منه وحاجتها له ، لا أن يُقال لها : افهمي ولا تحكُمي .
وهذا الفصلُ البغيضُ النكِدُ بين الحقيقة والقيمة فصلٌ تنويريٌّ أوروبيٌّ بامتيازٍ ، وله سياقهُ السجاليُّ الأوروبيُّ بامتيازٍ ، لا يمتُّ بصلةٍ لفطرة النفس ، ولم يشهد له التاريخُ البشريُّ مثيلًا .
وحديثي هنا عن الموقف المنهجيِّ لا الإجرائيِّ ، وسأذكر الفرق بينهما لاحقًا بإذن الله ، وسأضع هنا كلام نيتشه لمن أحبَّ الاطلاع عليه .
شبَّه المسيريُّ الباحثَ الموضوعيَّ (بآلة التصوير) ؛ لأنه يريد أن ينقل الحقيقةَ نقلًا وصفيًّا محضًا ، خاليًا من الأحكام المعيارية ، تمامًا كما تحفظ لنا آلةُ التصوير الصورةَ دون أن نستفيد منها حُكمًا على مضمون الصورة -المنقول بدقَّةٍ- بأنه حقٌ أو باطلٌ ، وحسنٌ أو قبيحٌ ، آلة التصوير تسكت عن هذا ، والمُؤدلَج بالموضوعية يسكت عن أمثال هذه الأحكام حين يقضي الله عليه أن يكتب أو يتكلَّم .
وتشبيهُ المسيريِّ الباحثَ الموضوعيَّ بآلة التصوير يُطابق في معناه ما شبَّه به نيتشه هذا النوع من الباحثين ، ونيتشه على عادته - يكتب بالمطرقة ، ويتحدَّث كأنه يتفجَّر - ذكر تشبيهاتٍ عديدةً ، منها أنه شبَّه المُؤدلَج بالموضوعية بالمرآة العاكسة ، وبالوعاء .
والغرض من كل هذه التشبيهات : بيان (قصور الموضوعية) عن الوفاء بمطلوب النفس البشرية من العلم والمعرفة ؛ فإنها مجبولةٌ على إتباع معرفتها الشيءَ بتطلُّب معرفة قيمته ، فتجمعُ بين إدراكها للشيء وإدراكها لموقفها منه وحاجتها له ، لا أن يُقال لها : افهمي ولا تحكُمي .
وهذا الفصلُ البغيضُ النكِدُ بين الحقيقة والقيمة فصلٌ تنويريٌّ أوروبيٌّ بامتيازٍ ، وله سياقهُ السجاليُّ الأوروبيُّ بامتيازٍ ، لا يمتُّ بصلةٍ لفطرة النفس ، ولم يشهد له التاريخُ البشريُّ مثيلًا .
وحديثي هنا عن الموقف المنهجيِّ لا الإجرائيِّ ، وسأذكر الفرق بينهما لاحقًا بإذن الله ، وسأضع هنا كلام نيتشه لمن أحبَّ الاطلاع عليه .