تأملات مهدوية: انتظار الفرج أعظم الفرج!
عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك متى الفرج؟ فقال: يا أبا بصير وأنت ممن يريد الدنيا؟ من عرف هذا الأمر فقد فرج عنه لانتظاره.
(الكافي- الشيخ الكليني- ج ١- الصفحة ٣٧١)
هنالك العديد من المعاني المهمة والعظيمة التي يمكن تأملها واستنتاجها من هذه الرواية:
المعنى الأول: الظاهر أن هنالك نوعين من انتظار الفرج أراد إيصالهما الإمام، انتظار من يريد الدنيا وانتظار من يريد الآخرة، وطبعا لا شك في أن كلا النوعين من الانتظار عظيمين، ولكن شخصا عظيما بمستوى أبي بصير إذا سأل عن الفرج يجيبه الإمام بجواب يليق به، فلو سأل شخصا آخر من عامة الناس غير أبي بصير سيجيبه الإمام بجواب آخر أبسط من ذلك، فقد يذكر له علامات وشروط الظهور وما شابه ولا يجيبه بما أجاب به أب بصير.
حيث إن الإمام الصادق يقول لأبي بصير باستنكار (وأنت ممن يريد الدنيا!)، أي أن الإمام يريد منه أن يرتقي إلى مستوى من الانتظار أعلى من الانتظار الدنيوي وهو مستوى من يريد الآخرة.
ويمكن أن نميز بين المستويين من الانتظار من خلال التمييز بين أنواع الفرج.
فالفرج نوعان:
فرج دنيوي وهو أن يعيش الخلق في زمن الإمام المهدي حياة سعيدة مليئة بالعدالة والمساواة وخالية من الظلم والفقر والمرض.
وفرج أخروي وهو تطهير الأرض من الكفر والشرك والشبهات والظلال والذنوب والمعاصي ومراكز الفسق والفجور ومن كل ما يعصى الله فيه، وهذا هو النوع الأعظم من الفرج.
فلذلك الإمام قسم الانتظار إلى قسمين:
انتظار من يريد الدنيا (أي أنه يريد الفرج الدنيوي) وانتظار من يريد الآخرة (أي أنه يريد الفرج الأخروي)، وكلاهما جيدين، ولكن الانتظار الأخروي أعظم وأكثر ثوابا.
وإن الانتظار الدنيوي ليس نوع مذموم وأهل البيت لم يذموه، ولكن لا شك أن الانتظار الأخروي أعظم بكثير.
والمعنى الثاني الذي نستنتجه من الرواية: هو قوله (عليه السلام): (من عرف هذا الأمر فقد فرج عنه لانتظاره)
وفي روايات أخرى (انتظار الفرج من أعظم الفرج)!!
شيء عظيم!!
انتظار الشيء أعظم من الشيء نفسه!!
انتظار الفرج أعظم من الفرج نفسه!!
وهذا يؤكد لنا المعنى الذي يذكره الإمام الصادق لأبي بصير وهو أن (من عرف هذا الأمر فقد فرج عنه لانتظاره!)
فمن كان منتظرا فهو بانتظاره يكون ذا عقيدة سليمة، لأن المنتظر للإمام الحجة فهو يقين يعرفه ويؤمن به وثابت على ولايته وإلا كيف ينتظره!!
وهو بانتظاره يكون ذا أخلاق سليمة لأنه قد حصن نفسه وأوصلها إلى مستوى الانتظار في زمن كثر فيه الفتن والانحراف والضلال وفي زمن القابض على دينه كالقابض على جمرة.
لذلك يصل إلى المرتبة الأعظم من مراتب الفرج وهي مرتبة الانتظار الأخروي، انتظار من يريد أن تصبح الأرض خالية من الكفر والضلال والمعاصي والذنوب، وهي المرتبة التي أراد الإمام الصادق من أبي بصير أن يصل إليها.
فكم فينا مثل أبي بصير يستطيع صاحب الزمان أن يعقد أمله عليه كما كان الإمام الصادق يعقد أمله على أبي بصير وغيره من أصحابه الخلص!!
تمت مشاركة هذا المنشور بواسطة بوت تذكرة مهدوية.
من يرغب بأن ينشر البوت في قناته ما عليه سوى رفعه كمشرف في القناة: @Alnashirmahdawi2bot
عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك متى الفرج؟ فقال: يا أبا بصير وأنت ممن يريد الدنيا؟ من عرف هذا الأمر فقد فرج عنه لانتظاره.
(الكافي- الشيخ الكليني- ج ١- الصفحة ٣٧١)
هنالك العديد من المعاني المهمة والعظيمة التي يمكن تأملها واستنتاجها من هذه الرواية:
المعنى الأول: الظاهر أن هنالك نوعين من انتظار الفرج أراد إيصالهما الإمام، انتظار من يريد الدنيا وانتظار من يريد الآخرة، وطبعا لا شك في أن كلا النوعين من الانتظار عظيمين، ولكن شخصا عظيما بمستوى أبي بصير إذا سأل عن الفرج يجيبه الإمام بجواب يليق به، فلو سأل شخصا آخر من عامة الناس غير أبي بصير سيجيبه الإمام بجواب آخر أبسط من ذلك، فقد يذكر له علامات وشروط الظهور وما شابه ولا يجيبه بما أجاب به أب بصير.
حيث إن الإمام الصادق يقول لأبي بصير باستنكار (وأنت ممن يريد الدنيا!)، أي أن الإمام يريد منه أن يرتقي إلى مستوى من الانتظار أعلى من الانتظار الدنيوي وهو مستوى من يريد الآخرة.
ويمكن أن نميز بين المستويين من الانتظار من خلال التمييز بين أنواع الفرج.
فالفرج نوعان:
فرج دنيوي وهو أن يعيش الخلق في زمن الإمام المهدي حياة سعيدة مليئة بالعدالة والمساواة وخالية من الظلم والفقر والمرض.
وفرج أخروي وهو تطهير الأرض من الكفر والشرك والشبهات والظلال والذنوب والمعاصي ومراكز الفسق والفجور ومن كل ما يعصى الله فيه، وهذا هو النوع الأعظم من الفرج.
فلذلك الإمام قسم الانتظار إلى قسمين:
انتظار من يريد الدنيا (أي أنه يريد الفرج الدنيوي) وانتظار من يريد الآخرة (أي أنه يريد الفرج الأخروي)، وكلاهما جيدين، ولكن الانتظار الأخروي أعظم وأكثر ثوابا.
وإن الانتظار الدنيوي ليس نوع مذموم وأهل البيت لم يذموه، ولكن لا شك أن الانتظار الأخروي أعظم بكثير.
والمعنى الثاني الذي نستنتجه من الرواية: هو قوله (عليه السلام): (من عرف هذا الأمر فقد فرج عنه لانتظاره)
وفي روايات أخرى (انتظار الفرج من أعظم الفرج)!!
شيء عظيم!!
انتظار الشيء أعظم من الشيء نفسه!!
انتظار الفرج أعظم من الفرج نفسه!!
وهذا يؤكد لنا المعنى الذي يذكره الإمام الصادق لأبي بصير وهو أن (من عرف هذا الأمر فقد فرج عنه لانتظاره!)
فمن كان منتظرا فهو بانتظاره يكون ذا عقيدة سليمة، لأن المنتظر للإمام الحجة فهو يقين يعرفه ويؤمن به وثابت على ولايته وإلا كيف ينتظره!!
وهو بانتظاره يكون ذا أخلاق سليمة لأنه قد حصن نفسه وأوصلها إلى مستوى الانتظار في زمن كثر فيه الفتن والانحراف والضلال وفي زمن القابض على دينه كالقابض على جمرة.
لذلك يصل إلى المرتبة الأعظم من مراتب الفرج وهي مرتبة الانتظار الأخروي، انتظار من يريد أن تصبح الأرض خالية من الكفر والضلال والمعاصي والذنوب، وهي المرتبة التي أراد الإمام الصادق من أبي بصير أن يصل إليها.
فكم فينا مثل أبي بصير يستطيع صاحب الزمان أن يعقد أمله عليه كما كان الإمام الصادق يعقد أمله على أبي بصير وغيره من أصحابه الخلص!!
تمت مشاركة هذا المنشور بواسطة بوت تذكرة مهدوية.
من يرغب بأن ينشر البوت في قناته ما عليه سوى رفعه كمشرف في القناة: @Alnashirmahdawi2bot