هل تَتغير حياة الطبيب في لحظة؟
ج / جميعنا يمتلك حِس الفكاهة، نَمزح بشأن المواد الدراسية، و المجموع. و الاختصاصات. نحاولُ في بعض الأوقات ألا نجعل الحياة الطبية بِتلك الصعوبة..
ولكن هُناك لحظات تمرُ علينا، تتغير بها حياتنا إلى الأبد.
كانت الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل في تلك الليلة الصَيفية.. في نهاية الشهر الثامن. كان الهواء جميلاً في الخارج.. مما جَعل مدخل المشفى مكاناً مفضلاً للكثير من الأطباء.
عندما كُنت أمشي هناك في وقت الاستراحة..وفي يدي كأس ( نسكافيه ) ممتلئ. أحاول أن أتوازن لكيلا أسكبها.. و أنا أراسل الأصدقاء على الهاتف..
سَمعت ذلك الصراخ..
كان مدخل المستشفى فارغاً.. ركضتُ إلى هُناك ووجدت أُماً تصرخ وتبكي بصورة لن أنساها في حياتي..
كانت تبكي، وتضرب نَفسها..
ففي هذه اللحظات، ابنها الوحيد الذي يبلغ من العمر 7 سنوات قد فارق الحياة..
كانت تِلك الدمواع.. لا تشبه أي دموع أُخرى..
في كل مرة تصرخ بها، كنتُ أفقد الاحساس بقدمي وكلتا يداي..
بعد مدة، وعند تشريح الجثة.. اكتشف أن السبب كان (DIC) متخفي.. بدون أي أعراض وعلامات تدل على ذلك..
في مثل هذه المواقف، لن تستطيع أن تسامح نفسك.. رغم أنك لست الطبيب المسؤول.. وحتى ذلك لم يكن على عاتق الطبيب المسؤول..
ولكن من الأكيد...
بعد مثل هذه الحوادث.. لن تعود حياتك كما كانت..
لن تستطيع أخذ دراستك.. وخاصة مهنتك على سبيل التسلية.. وستشعرُ بأن كل دواء توصفه هو مسؤولية كبيرة.. كل عرض تغفلُ عَنه هو مسؤولية كبيرة..
في إحدى لحظات حياتك، ومهما كُنتَ تتجاهل أهمية دورك..
ستدركُ المكان الذي أنتَ به..
هُناك لحظة في حياتك كطبيب، لن تعود بعدها كما كنت سابقاً...
فرانسوا داراني
#الطب_سؤال_وجواب
ج / جميعنا يمتلك حِس الفكاهة، نَمزح بشأن المواد الدراسية، و المجموع. و الاختصاصات. نحاولُ في بعض الأوقات ألا نجعل الحياة الطبية بِتلك الصعوبة..
ولكن هُناك لحظات تمرُ علينا، تتغير بها حياتنا إلى الأبد.
كانت الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل في تلك الليلة الصَيفية.. في نهاية الشهر الثامن. كان الهواء جميلاً في الخارج.. مما جَعل مدخل المشفى مكاناً مفضلاً للكثير من الأطباء.
عندما كُنت أمشي هناك في وقت الاستراحة..وفي يدي كأس ( نسكافيه ) ممتلئ. أحاول أن أتوازن لكيلا أسكبها.. و أنا أراسل الأصدقاء على الهاتف..
سَمعت ذلك الصراخ..
كان مدخل المستشفى فارغاً.. ركضتُ إلى هُناك ووجدت أُماً تصرخ وتبكي بصورة لن أنساها في حياتي..
كانت تبكي، وتضرب نَفسها..
ففي هذه اللحظات، ابنها الوحيد الذي يبلغ من العمر 7 سنوات قد فارق الحياة..
كانت تِلك الدمواع.. لا تشبه أي دموع أُخرى..
في كل مرة تصرخ بها، كنتُ أفقد الاحساس بقدمي وكلتا يداي..
بعد مدة، وعند تشريح الجثة.. اكتشف أن السبب كان (DIC) متخفي.. بدون أي أعراض وعلامات تدل على ذلك..
في مثل هذه المواقف، لن تستطيع أن تسامح نفسك.. رغم أنك لست الطبيب المسؤول.. وحتى ذلك لم يكن على عاتق الطبيب المسؤول..
ولكن من الأكيد...
بعد مثل هذه الحوادث.. لن تعود حياتك كما كانت..
لن تستطيع أخذ دراستك.. وخاصة مهنتك على سبيل التسلية.. وستشعرُ بأن كل دواء توصفه هو مسؤولية كبيرة.. كل عرض تغفلُ عَنه هو مسؤولية كبيرة..
في إحدى لحظات حياتك، ومهما كُنتَ تتجاهل أهمية دورك..
ستدركُ المكان الذي أنتَ به..
هُناك لحظة في حياتك كطبيب، لن تعود بعدها كما كنت سابقاً...
فرانسوا داراني
#الطب_سؤال_وجواب