(ومضة تفكّر)
مِن الأدعيةِ التي يُستحَبُّ قِراءتُها في كُلِّ ليلةٍ مِن ليالي شهرِ رمضان؛ هذا الدعاء الذي بدايتُهُ: (إلهي وقف السائلون ببابك) هل تفكّرنا يوماً في كلماتِ هذا الدعاءِ وتساءلنا عن المُراد مِن وقوفِ السائلينَ عند بابِهِ سُبحانهُ وتعالى؟!
الجواب:
المُراد مِن البابِ الذي وقف السائلونَ عِندهُ هو إمامُ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه كما نُخاطِبُهُ في دعاءِ النُدبةِ الشريف: (أين بابُ اللهِ الذي منه يُؤتى) فالبابُ الذي يُؤتى اللهُ مِنه هو الإمامُ المعصوم فقط، وليس هناك مِن بابٍ سِواه
أئمتُنا الأطهار جميعاً هم أبوابُ اللهِ تعالى كما يقولُ إمامُنا الصادقُ صلواتُ اللهِ عليه: (الأوصياءُ هم أبوابُ اللهِ عزَّ وجلَّ الّتي يُؤتى منها، ولولاهم ما عُرِفَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وبهم احتجَّ اللهُ تبارك وتعالى على خلقِهِ) [الكافي: ج1]
فحين نقول: (إلهي وقفَ السائلونَ ببابك) يعني وقفنا بين يدي الحُجّةِ بن الحسن صلواتُ اللهِ عليه فهو إمامُ هذا الزمان، وهو بابُ اللهِ على نحو الحقيقةِ لا المجاز، وهو وجهُ اللهِ الذي إليه يتوجّهُ الأولياء، ومِن هنا كان شهرُ رمضان هو شهرُ إمامِ زمانِنا، فهو بابُ الله، وهو الداعي إلى ضيافةِ الله.
ونحنُ في ليالي هذا الشهرِ المُعظّم، بل في سائرِ الأيّام ليس فقط نقِفُ بهذا البابِ سائلين. وإنّما نُنيخُ رواحِلَنا عندَهُ ونلتصِقُ به، ونسجدُ عند أعتابِهِ خاضعينَ خاشعين، ولا نُبارحُهُ أبداً.. مثلما نقرأ في دعاءِ أبي حمزةَ الثمالي: (فوعزّتِك لو انتهرتني ما برحتُ مِن بابك..) لماذا؟! لبديهةٍ واضحةٍ في دِيننا وهي أنَّ غفرانَ ذُنوبِنا والعفوَ عن سيّئاتِنا، وكذلك مسألةُ قَبولِ أعمالِنا كُلُّ ذلك لا يتحقّقُ إلّا مِن خلالِ هذا الباب وهو الإمامِ المعصوم، كما نقرأ في زيارةِ إمامِ زمانِنا: (أشهدُ أنّ بولايتكَ تُقبَلُ الأعمالُ، وتُزكّى الأفعالُ، وتُضاعَفُ الحسَناتُ، وتُمحَى السيّئات فمَن جاء بولايتِكَ واعترف بإمامَتكَ قُبِلتْ أعمالهُ وصُدِّقَتْ أقوالُهُ وتضاعفت حسناتُهُ ومُحِيَتْ سيّئاتُهُ ومَن عدلَ عن ولايتِك وجَهِلَ معرفتكَ واستبدلَ بك غيرك أكبّهُ اللهُ على منخرِهِ في النارِ ولم يقبلِ اللهُ له عَمَلاً ولم يُقِم له يومَ القيامةِ وَزْناً..)
وهذا المضمون هو نفسُ المضمونِ الواردِ في الحديثِ القُدسي الذي ينقلُهُ إمامُنا العسكريُّ عن اللهِ تعالى حين خاطِبُ الباري تعالى إمامَ زمانِنا في يومِ مولدِهِ الشريف قائلاً: (آليتُ أنّي بكَ آخُذُ، وبكَ أُعطي، وبكَ أغفِر، وبكَ أُعذّب..) معنى "آليتُ": يعني أقسمتُ قَسَماً شديداً أنّي بكَ آخُذ، وبكَ أُعطي، وبكَ أغفِرُ، وبكَ أُعذِّب، فهذه الباء في قولهِ تعالى (بك آخذُ) هي باءُ الواسطة، فإمامُ زمانِنا هو البابُ في كُلِّ الأخذِ وفي كُلِّ العطاء.
ولِذا فإنَّ الضلالةَ تُخيِّمُ على القلوبِ التي لا تطرِقُ هذا الباب لأنَّ الأخذَ والعطاءَ والمغفرةَ والعذابَ وكُلُّ أمرٍ هو بيدِ إمامِ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه فلا يُقبَلُ صِيامٌ ولا تُقبَلُ صلاةٌ ولا أيُّ عبادةٍ إلّا بولايتِنا لإمامِ زمانِنا صلواتُ الله عليه ولذا نُردّدُ في أسحارِ هذه الّليالي قائلين: (فوعزّتِك لو انتهرتني ما برحتُ مِن بابك، ولا كفَفْتُ عن تملُّقكَ، لِما أُلهِم قلبي مِن المعرفةِ بكرمِك وسعةِ رحمتِك) فكُلُّ المسائلِ مَدارُها الإمامُ المعصوم، كُلُّ المسائل مردُّها لإمامِ زمانِنا الحُجّةِ بن الحسنِ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه.
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya
مِن الأدعيةِ التي يُستحَبُّ قِراءتُها في كُلِّ ليلةٍ مِن ليالي شهرِ رمضان؛ هذا الدعاء الذي بدايتُهُ: (إلهي وقف السائلون ببابك) هل تفكّرنا يوماً في كلماتِ هذا الدعاءِ وتساءلنا عن المُراد مِن وقوفِ السائلينَ عند بابِهِ سُبحانهُ وتعالى؟!
الجواب:
المُراد مِن البابِ الذي وقف السائلونَ عِندهُ هو إمامُ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه كما نُخاطِبُهُ في دعاءِ النُدبةِ الشريف: (أين بابُ اللهِ الذي منه يُؤتى) فالبابُ الذي يُؤتى اللهُ مِنه هو الإمامُ المعصوم فقط، وليس هناك مِن بابٍ سِواه
أئمتُنا الأطهار جميعاً هم أبوابُ اللهِ تعالى كما يقولُ إمامُنا الصادقُ صلواتُ اللهِ عليه: (الأوصياءُ هم أبوابُ اللهِ عزَّ وجلَّ الّتي يُؤتى منها، ولولاهم ما عُرِفَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وبهم احتجَّ اللهُ تبارك وتعالى على خلقِهِ) [الكافي: ج1]
فحين نقول: (إلهي وقفَ السائلونَ ببابك) يعني وقفنا بين يدي الحُجّةِ بن الحسن صلواتُ اللهِ عليه فهو إمامُ هذا الزمان، وهو بابُ اللهِ على نحو الحقيقةِ لا المجاز، وهو وجهُ اللهِ الذي إليه يتوجّهُ الأولياء، ومِن هنا كان شهرُ رمضان هو شهرُ إمامِ زمانِنا، فهو بابُ الله، وهو الداعي إلى ضيافةِ الله.
ونحنُ في ليالي هذا الشهرِ المُعظّم، بل في سائرِ الأيّام ليس فقط نقِفُ بهذا البابِ سائلين. وإنّما نُنيخُ رواحِلَنا عندَهُ ونلتصِقُ به، ونسجدُ عند أعتابِهِ خاضعينَ خاشعين، ولا نُبارحُهُ أبداً.. مثلما نقرأ في دعاءِ أبي حمزةَ الثمالي: (فوعزّتِك لو انتهرتني ما برحتُ مِن بابك..) لماذا؟! لبديهةٍ واضحةٍ في دِيننا وهي أنَّ غفرانَ ذُنوبِنا والعفوَ عن سيّئاتِنا، وكذلك مسألةُ قَبولِ أعمالِنا كُلُّ ذلك لا يتحقّقُ إلّا مِن خلالِ هذا الباب وهو الإمامِ المعصوم، كما نقرأ في زيارةِ إمامِ زمانِنا: (أشهدُ أنّ بولايتكَ تُقبَلُ الأعمالُ، وتُزكّى الأفعالُ، وتُضاعَفُ الحسَناتُ، وتُمحَى السيّئات فمَن جاء بولايتِكَ واعترف بإمامَتكَ قُبِلتْ أعمالهُ وصُدِّقَتْ أقوالُهُ وتضاعفت حسناتُهُ ومُحِيَتْ سيّئاتُهُ ومَن عدلَ عن ولايتِك وجَهِلَ معرفتكَ واستبدلَ بك غيرك أكبّهُ اللهُ على منخرِهِ في النارِ ولم يقبلِ اللهُ له عَمَلاً ولم يُقِم له يومَ القيامةِ وَزْناً..)
وهذا المضمون هو نفسُ المضمونِ الواردِ في الحديثِ القُدسي الذي ينقلُهُ إمامُنا العسكريُّ عن اللهِ تعالى حين خاطِبُ الباري تعالى إمامَ زمانِنا في يومِ مولدِهِ الشريف قائلاً: (آليتُ أنّي بكَ آخُذُ، وبكَ أُعطي، وبكَ أغفِر، وبكَ أُعذّب..) معنى "آليتُ": يعني أقسمتُ قَسَماً شديداً أنّي بكَ آخُذ، وبكَ أُعطي، وبكَ أغفِرُ، وبكَ أُعذِّب، فهذه الباء في قولهِ تعالى (بك آخذُ) هي باءُ الواسطة، فإمامُ زمانِنا هو البابُ في كُلِّ الأخذِ وفي كُلِّ العطاء.
ولِذا فإنَّ الضلالةَ تُخيِّمُ على القلوبِ التي لا تطرِقُ هذا الباب لأنَّ الأخذَ والعطاءَ والمغفرةَ والعذابَ وكُلُّ أمرٍ هو بيدِ إمامِ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه فلا يُقبَلُ صِيامٌ ولا تُقبَلُ صلاةٌ ولا أيُّ عبادةٍ إلّا بولايتِنا لإمامِ زمانِنا صلواتُ الله عليه ولذا نُردّدُ في أسحارِ هذه الّليالي قائلين: (فوعزّتِك لو انتهرتني ما برحتُ مِن بابك، ولا كفَفْتُ عن تملُّقكَ، لِما أُلهِم قلبي مِن المعرفةِ بكرمِك وسعةِ رحمتِك) فكُلُّ المسائلِ مَدارُها الإمامُ المعصوم، كُلُّ المسائل مردُّها لإمامِ زمانِنا الحُجّةِ بن الحسنِ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه.
●➼┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya