#قصة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج رسول الله صلّ الله عليه وسلم إلى بدرٍ لقتال المشركين ، وخرج معه من حضر المسلمين ، خرج رسول الله صلّ الله عليه وسلم وثلاثُ مائةٍ وبضعةُ عشر من أصحابه ، ولم يعلم بذلك كثير من المسلمين .
خرج بعض المسلمين يرعى إبله ، وخرج بعضهم يسقي زرعه ، وخرج بعضهم يحرس بستانه ، وخرج بعضهم يفتح دكانه ، وانتشروا في حاجاتهم ، لأنهم أهل جد وشغل ولا يعرفون أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم خارج إلى بدرٍ ، أو غير بدرٍ ، وذهب أنس بن النّضر لبعض شأنه .
أنس بن النّضر :
ولا يدري أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم خارج اليوم إلى بدرٍ ، لو عرف الرجل ذلك لما فارق رسول الله صلّ الله عليه وسلم ولما برح مجلسه ذلك اليوم ، إنه كان حريصاً على الجهاد في سبيل الله ، إنه كان حريصاً على الشهادة في سبيل الله .
عن بدرٍ :
ونصر الله المسلمين في بدرٍ ، فهزموا المشركين شر هزيمة ، وأمّد المسلمين بألف من الملائكة مردفين ، وقتل المسلمون سبعين من المشركين ، وأسروا منهم سبعين ، وقتل ابو جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وقتل وليد وشيبة ، وكان بدراً يوم الفرقان وكان يوماً على الكافرين عسيراً ، رضي الله عن أصحاب بدرٍ ، وأتاهم مغفرة منه وأجراً عظيماً .
ولما علم أنس بن النضرة ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى بدرٍ وقاتل المشركين ، وأن المسلمين خرجوا معه وقاتلوا المشركين ، وعلم أن بدرٍ كانت يوم الفرقان ، يوماً فرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ، يوماً ابيضّت فيه وجوه المسلمين ، واسودت وجوه المشركين .
حزن أنس والانتظار :
حزن أنس على غيبته حزنًا شديدًا ، وجاء إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم متأسفاً حزيناً ، وقال له : يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين ، لئن الله أشهدني قتال المشركين لَيَرَيَنّ الله ما أصنع .
قال أنس ذلك بصوت فيه الحزن وفيه الشجاعة ، وفيه الإيمان وفيه التوكل على الله ، من المؤمنين رجال لو أقسموا على الله لأبرهم ، ولو تكلموا عن أنفسهم لصدقهم ، وبقي أنس ينتظر ذلك اليوم ، الذي يشفي فيه نفسه ويرضي فيه ربه ، وبقي أنس لا يطيب له طعام ولا شراب ، ولا يسكن إلى أهل ولا أصحاب
هزيمة المشركون ومعاودة الأخذ بالثأر :
رجع المشركون من بدرٍ وقد قتل منهم سبعون وأسر منهم سبعون ، ورجعوا إلى مكة وقد أظلمت لهم الدنيا وضاقت عليهم الأرض ، رجعوا إلى مكة لا يرفعون رؤوسهم من الخجل ، لقد هزموا هزيمة منكرة في بدرٍ.
ماذا يقول الناس عن قريش ، لقد هزم ثلاث مائةٍ وثلاثةُ عشر رجلاً ، ألف فارس من قريش ، واعجباه ! ، أين الذي كنا نسمعه عن شجاعة قريش ، ومن فروسية قريش ، ومن عزة قريش ؟
لقد طار ذلك في الآفاق ، وانتشر في القبائل ، وتحدث الناس به في المجالس ! وكيف يخفي مثل بدرٍ على الناس ، وكيف يخفي قتل أبي جهل ، وقتل عتبة عن القبائل ؟ وكيف تواجه قريش الناس في الموسم ، وكيف تفتخر عليهم في منى ! ، وماذا ستقول عن محمد وأصحابه ، وقد هزموا جيشها بالأمس هزيمة منكرة ، عزمت قريش على أن تخرج من هذه المشكلة ، عزمت أن تأخذ ثأر بدرٍ ، عزمت أن تغسل عنها عار بدر ، إنّ هذا هو الحل الوحيد ، إن هذا هو الأمر الرشيد .
اجتماع المسلمون والمشاورة :
لما بلغ رسول الله صلّ الله عليه وسلم خروج المشركين من مكة جمع أصحابه ، وقال لهم : ماذا ترون ؟ هل نقاتلهم في المدينة أم نخرج إليهم ؟ ، وكان من رأي الشيوخ أن يبقى المسلمون في المدينة ويقاتلوا المشركين ، وكان ذلك ما يراه رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وكان هذا هو الرأي ، وكان الشبان يرون أن يخرج المسلمون من المدينة ، ويقاتلوا المشركين ليظهر بلاءهم وجلادتهم ، وتنازل الرسول صلّ الله عليه وسلم إلى رأيهم وخرج من المدينة .
التخطيط للحرب وخروج المسلمين :
ولما كان في الطريق انعزل عبدالله بن أُبيٍ بنحو ثلث العسكر ، وكان رأيه أن لا يخرج رسول الله صلّ الله عليه وسلم من المدينة ، وقال : تخالفني وتسمع من غيري ؟ وهكذا كان المسلمون سبع مائةٍ فيهم خمسون فارساً .
واستعمل رسول الله صلّ الله عليه وسلم عبد الله بن جبير على الرماة ، وأمره وأصحابه أن يلزموا مركزهم ، وأن لا يفارقوه ، ولو رأورا الطير تتخطف العسكر ، وأمر رسول الله صلّ الله عليه وسلم الرماة أن يرموا المشركين لئلا يأتوا المسلمين من ورائهم ، وأعطي اللواء مصعب بن عمير ، ودفع سيفه إلى أبي دجانة وكان شجاعاً وبطلاً ، ودارت رحى الحرب .
الحرب ومخالفة الأمر :
ودارت رحى الحرب ، وكانت الدولة أول النهار للمسلمين على الكفار ، وانهزم عدو الله وولّوا مدبرين حتى انتهوا إلى نسائهم ولكن يا للأسف ! ، لم يحفظ الرماة قول رسول الله صلّ الله عليه وسلم وعملوا برأيهم ، لقد أمرهم رسول الله صلّ الله عليه وسلم أن يلزموا مركزهم ، وأن لا يفارقوه ولو تخطفت الطير العسكر .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج رسول الله صلّ الله عليه وسلم إلى بدرٍ لقتال المشركين ، وخرج معه من حضر المسلمين ، خرج رسول الله صلّ الله عليه وسلم وثلاثُ مائةٍ وبضعةُ عشر من أصحابه ، ولم يعلم بذلك كثير من المسلمين .
خرج بعض المسلمين يرعى إبله ، وخرج بعضهم يسقي زرعه ، وخرج بعضهم يحرس بستانه ، وخرج بعضهم يفتح دكانه ، وانتشروا في حاجاتهم ، لأنهم أهل جد وشغل ولا يعرفون أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم خارج إلى بدرٍ ، أو غير بدرٍ ، وذهب أنس بن النّضر لبعض شأنه .
أنس بن النّضر :
ولا يدري أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم خارج اليوم إلى بدرٍ ، لو عرف الرجل ذلك لما فارق رسول الله صلّ الله عليه وسلم ولما برح مجلسه ذلك اليوم ، إنه كان حريصاً على الجهاد في سبيل الله ، إنه كان حريصاً على الشهادة في سبيل الله .
عن بدرٍ :
ونصر الله المسلمين في بدرٍ ، فهزموا المشركين شر هزيمة ، وأمّد المسلمين بألف من الملائكة مردفين ، وقتل المسلمون سبعين من المشركين ، وأسروا منهم سبعين ، وقتل ابو جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وقتل وليد وشيبة ، وكان بدراً يوم الفرقان وكان يوماً على الكافرين عسيراً ، رضي الله عن أصحاب بدرٍ ، وأتاهم مغفرة منه وأجراً عظيماً .
ولما علم أنس بن النضرة ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى بدرٍ وقاتل المشركين ، وأن المسلمين خرجوا معه وقاتلوا المشركين ، وعلم أن بدرٍ كانت يوم الفرقان ، يوماً فرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ، يوماً ابيضّت فيه وجوه المسلمين ، واسودت وجوه المشركين .
حزن أنس والانتظار :
حزن أنس على غيبته حزنًا شديدًا ، وجاء إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم متأسفاً حزيناً ، وقال له : يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين ، لئن الله أشهدني قتال المشركين لَيَرَيَنّ الله ما أصنع .
قال أنس ذلك بصوت فيه الحزن وفيه الشجاعة ، وفيه الإيمان وفيه التوكل على الله ، من المؤمنين رجال لو أقسموا على الله لأبرهم ، ولو تكلموا عن أنفسهم لصدقهم ، وبقي أنس ينتظر ذلك اليوم ، الذي يشفي فيه نفسه ويرضي فيه ربه ، وبقي أنس لا يطيب له طعام ولا شراب ، ولا يسكن إلى أهل ولا أصحاب
هزيمة المشركون ومعاودة الأخذ بالثأر :
رجع المشركون من بدرٍ وقد قتل منهم سبعون وأسر منهم سبعون ، ورجعوا إلى مكة وقد أظلمت لهم الدنيا وضاقت عليهم الأرض ، رجعوا إلى مكة لا يرفعون رؤوسهم من الخجل ، لقد هزموا هزيمة منكرة في بدرٍ.
ماذا يقول الناس عن قريش ، لقد هزم ثلاث مائةٍ وثلاثةُ عشر رجلاً ، ألف فارس من قريش ، واعجباه ! ، أين الذي كنا نسمعه عن شجاعة قريش ، ومن فروسية قريش ، ومن عزة قريش ؟
لقد طار ذلك في الآفاق ، وانتشر في القبائل ، وتحدث الناس به في المجالس ! وكيف يخفي مثل بدرٍ على الناس ، وكيف يخفي قتل أبي جهل ، وقتل عتبة عن القبائل ؟ وكيف تواجه قريش الناس في الموسم ، وكيف تفتخر عليهم في منى ! ، وماذا ستقول عن محمد وأصحابه ، وقد هزموا جيشها بالأمس هزيمة منكرة ، عزمت قريش على أن تخرج من هذه المشكلة ، عزمت أن تأخذ ثأر بدرٍ ، عزمت أن تغسل عنها عار بدر ، إنّ هذا هو الحل الوحيد ، إن هذا هو الأمر الرشيد .
اجتماع المسلمون والمشاورة :
لما بلغ رسول الله صلّ الله عليه وسلم خروج المشركين من مكة جمع أصحابه ، وقال لهم : ماذا ترون ؟ هل نقاتلهم في المدينة أم نخرج إليهم ؟ ، وكان من رأي الشيوخ أن يبقى المسلمون في المدينة ويقاتلوا المشركين ، وكان ذلك ما يراه رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وكان هذا هو الرأي ، وكان الشبان يرون أن يخرج المسلمون من المدينة ، ويقاتلوا المشركين ليظهر بلاءهم وجلادتهم ، وتنازل الرسول صلّ الله عليه وسلم إلى رأيهم وخرج من المدينة .
التخطيط للحرب وخروج المسلمين :
ولما كان في الطريق انعزل عبدالله بن أُبيٍ بنحو ثلث العسكر ، وكان رأيه أن لا يخرج رسول الله صلّ الله عليه وسلم من المدينة ، وقال : تخالفني وتسمع من غيري ؟ وهكذا كان المسلمون سبع مائةٍ فيهم خمسون فارساً .
واستعمل رسول الله صلّ الله عليه وسلم عبد الله بن جبير على الرماة ، وأمره وأصحابه أن يلزموا مركزهم ، وأن لا يفارقوه ، ولو رأورا الطير تتخطف العسكر ، وأمر رسول الله صلّ الله عليه وسلم الرماة أن يرموا المشركين لئلا يأتوا المسلمين من ورائهم ، وأعطي اللواء مصعب بن عمير ، ودفع سيفه إلى أبي دجانة وكان شجاعاً وبطلاً ، ودارت رحى الحرب .
الحرب ومخالفة الأمر :
ودارت رحى الحرب ، وكانت الدولة أول النهار للمسلمين على الكفار ، وانهزم عدو الله وولّوا مدبرين حتى انتهوا إلى نسائهم ولكن يا للأسف ! ، لم يحفظ الرماة قول رسول الله صلّ الله عليه وسلم وعملوا برأيهم ، لقد أمرهم رسول الله صلّ الله عليه وسلم أن يلزموا مركزهم ، وأن لا يفارقوه ولو تخطفت الطير العسكر .