🎤
*خطـبة.جمـعة.بعنـوان.cc*
*رمــضـــان وشـــر الـقــنـــوات*
*للشيخ/ أحمــد محمـد مخـترش*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبــــة.الأولــــى.cc*
الحمد الله الذي اختار للخيرات أوقاتاً وأياماً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كتب المغفرة لمن صام رمضان إيماناً واحتساباً، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله، بعثه الله للناس إماماً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ما ذكره الذاكرون قعوداً أو قياماً. كثيراً.
أمــــا بعــــد :
فاتقوا الله عباد الله في كل الأزمان والدهور فهي والله نعم العدة لأهوال القبور قال الله في محكم التنزيل: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [لقمان: 33].
أيها المسلمون: إن من الناس من اتخذوا رمضان موسم لطاعة الله ومضاعفة الخيرات صاموا نهاره فأحسنوا الصيام وقاموا ليله فأحسنوا القيام ومنهم من لم ينتفع برمضان ولم يستفد مما فيه من صيام وقيام جعله الله تعالى للقلب والروح فجعلوه للبطن والمعدة جعله الله تعالى للحلم والصبر فجعلوه للغضب والبطش جعله الله تعالى للسكينة فجعلوه شهر السباب والشجار جعله الله تعالى ليغيروا فيه من صفات أنفسهم، فما غيروا إلا مواعيد أكلهم وشربهم وشهواتهم. جعله الله تعالى تهذيباً للغني الطاعم ومواساة للبائس المحروم فجعلوه معرضاً لفنون الأطعمة والأشربة تزداد فيه تخمة الغني بقدر ما تزداد حسرة الفقير.
عباد الله: هنيئاً لكم بشهر الصيام، شهر البر والقيام، وشهر الخيرات والفضائل العظام، شهر الكف عن الحرام، وترك فضول الطعام والكلام، شهر رمضان المساجد فيه مليئة معمورة، والسيئات فيه بعيدة مهجورة، والناس فيه بين صائم وقائم، وتال لكتاب ربه وذاكر، ومتصدق وباذل، وأقلهم من كف نفسه عن الأذى والحرام.
أيها المسلمون: وفي ظل هذه الصور المشرقة والمضيئة نجد رمضان قد صار - وللأسف - عند فئات من الناس: شهر للأكل والكسل، والتسوق والسهر، وامتد الأمر عند بعضهم إلى أن صار شهر رمضان عندهم: شهر للغو واللهو الحرام. فما إنْ يَهِلّ هلالُ رمضان؛ حتى تتسابق القنوات الفضائية بتقديم رصيدها الإعلامي من البرامج والمسلسلات والأفلام، حالةٌ محمومة يتسابق فيها المفسدون بشتَّى أجناسهم وطبقاتهم؛ لتوظيف الناس وإشغالهم لمتابعة برامجهم الساقطة، مع تحريك الغرائز، وبثِّ الشبهات، ودسِّ السمِّ في العسل.
عباد الله: إن وسائل الإعلام المرئية تنشط في رمضان - كما هو مشاهد - بشكل عجيب، تكثف جهودها، وتحشد جنودها، وترص صفوها؛ من أجل شغل الأوقات في هذا الشهر الكريم، عبر استعدادات كبيرة وإمكانات ضخمة، وفي أي شيء - يا ترى - شغلت تلك القنوات الأوقات؟.
لقد بثوا برامج صنعت وأعدت خصيصاً لشهر الصيام، فيها الأغاني الماجنة، والأفلام الهابطة، والرقصات الفاجرة، والأفكار الضالة الماكرة، حتى أضحى فئام من الناس يفطرون على نعمة الله تعالى، ويشاهدون ما فيه معصية لله؛ من برامج هزلية، ومسلسلات فكاهية، تتهكم بالشريعة، وتسخر من أهل الفضيلة بحجة حرية الرأي والفكر.
أيها الصائمون: لقد تبلد الإحساس عند بعض الناس؛ بسبب السيل الجارف من القنوات، وما تحمله من العفن والقاذورات، وماتت الكثير من الفضائل فصار بعض الناس يتقبل أن ينظر في الشاشة رجلاً يحتضن شابة؛ لأنه يمثل دور أبيها، وصرنا لا ننكر أن تظهر المرأة حاسرة للرأس، كاشفة عن الشعر والرقبة، مظهرة للذراعين والساقين، بل ألف البعض منا مناظر احتساء الخمور وصور الاغتصاب والسرقات والقتل والسباب بأقذع الألفاظ بدعوى التمثيل والفكاهة.
أيها الصائمون: قولوا لي بربكم: هل يتناسب ما يطرح في تلك الفضائيات مع شهر الصيام والخيرات؟ وهل حقق التقوى من أمضى وقته في التسمر أمام الشاشات والقنوات؟!
أيعقل يا أولي الألباب أن يصير هذا الشهر عند المحرومين شهراً يتضاعف فيه الإثم والعصيان؟!
أيليق أن يقابل شهر الخيرات، بالإقبال على الموبقات والإدبار عن الصالحات؟!
عباد الله: ما الفائدة من عرض قصص الحب والغزل، ومشاهد العري والسفور، في شهر رمضان؟ هل يريد أرباب هذه القنوات والبرامج الفاضحة أن يُفَرِّغوا رمضان من محتواه الحقيقي ليتحوَّل إلى موسم للفجور؟، وصدق الله: ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ [النساء:27].
عباد الله: وإذا كان هذا هو حال الكثير من البرامج في قنواتنا العربية التي تعرض في بيوت المسلمين، فإن الأمر يزداد خطراً في بعض البرامج الطائشة التي يشاهده -وللأسف!- الكثير من الناس، ولتي لم تقف عند حد الإغراء والإغواء الأخلاقي؛ بل تجاوزه إلى السخرية المباشرة من ثوابت العقيدة وشرائع الإسلام ومن أهل العلم من علماء ومشايخ.
*خطـبة.جمـعة.بعنـوان.cc*
*رمــضـــان وشـــر الـقــنـــوات*
*للشيخ/ أحمــد محمـد مخـترش*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبــــة.الأولــــى.cc*
الحمد الله الذي اختار للخيرات أوقاتاً وأياماً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كتب المغفرة لمن صام رمضان إيماناً واحتساباً، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله، بعثه الله للناس إماماً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ما ذكره الذاكرون قعوداً أو قياماً. كثيراً.
أمــــا بعــــد :
فاتقوا الله عباد الله في كل الأزمان والدهور فهي والله نعم العدة لأهوال القبور قال الله في محكم التنزيل: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [لقمان: 33].
أيها المسلمون: إن من الناس من اتخذوا رمضان موسم لطاعة الله ومضاعفة الخيرات صاموا نهاره فأحسنوا الصيام وقاموا ليله فأحسنوا القيام ومنهم من لم ينتفع برمضان ولم يستفد مما فيه من صيام وقيام جعله الله تعالى للقلب والروح فجعلوه للبطن والمعدة جعله الله تعالى للحلم والصبر فجعلوه للغضب والبطش جعله الله تعالى للسكينة فجعلوه شهر السباب والشجار جعله الله تعالى ليغيروا فيه من صفات أنفسهم، فما غيروا إلا مواعيد أكلهم وشربهم وشهواتهم. جعله الله تعالى تهذيباً للغني الطاعم ومواساة للبائس المحروم فجعلوه معرضاً لفنون الأطعمة والأشربة تزداد فيه تخمة الغني بقدر ما تزداد حسرة الفقير.
عباد الله: هنيئاً لكم بشهر الصيام، شهر البر والقيام، وشهر الخيرات والفضائل العظام، شهر الكف عن الحرام، وترك فضول الطعام والكلام، شهر رمضان المساجد فيه مليئة معمورة، والسيئات فيه بعيدة مهجورة، والناس فيه بين صائم وقائم، وتال لكتاب ربه وذاكر، ومتصدق وباذل، وأقلهم من كف نفسه عن الأذى والحرام.
أيها المسلمون: وفي ظل هذه الصور المشرقة والمضيئة نجد رمضان قد صار - وللأسف - عند فئات من الناس: شهر للأكل والكسل، والتسوق والسهر، وامتد الأمر عند بعضهم إلى أن صار شهر رمضان عندهم: شهر للغو واللهو الحرام. فما إنْ يَهِلّ هلالُ رمضان؛ حتى تتسابق القنوات الفضائية بتقديم رصيدها الإعلامي من البرامج والمسلسلات والأفلام، حالةٌ محمومة يتسابق فيها المفسدون بشتَّى أجناسهم وطبقاتهم؛ لتوظيف الناس وإشغالهم لمتابعة برامجهم الساقطة، مع تحريك الغرائز، وبثِّ الشبهات، ودسِّ السمِّ في العسل.
عباد الله: إن وسائل الإعلام المرئية تنشط في رمضان - كما هو مشاهد - بشكل عجيب، تكثف جهودها، وتحشد جنودها، وترص صفوها؛ من أجل شغل الأوقات في هذا الشهر الكريم، عبر استعدادات كبيرة وإمكانات ضخمة، وفي أي شيء - يا ترى - شغلت تلك القنوات الأوقات؟.
لقد بثوا برامج صنعت وأعدت خصيصاً لشهر الصيام، فيها الأغاني الماجنة، والأفلام الهابطة، والرقصات الفاجرة، والأفكار الضالة الماكرة، حتى أضحى فئام من الناس يفطرون على نعمة الله تعالى، ويشاهدون ما فيه معصية لله؛ من برامج هزلية، ومسلسلات فكاهية، تتهكم بالشريعة، وتسخر من أهل الفضيلة بحجة حرية الرأي والفكر.
أيها الصائمون: لقد تبلد الإحساس عند بعض الناس؛ بسبب السيل الجارف من القنوات، وما تحمله من العفن والقاذورات، وماتت الكثير من الفضائل فصار بعض الناس يتقبل أن ينظر في الشاشة رجلاً يحتضن شابة؛ لأنه يمثل دور أبيها، وصرنا لا ننكر أن تظهر المرأة حاسرة للرأس، كاشفة عن الشعر والرقبة، مظهرة للذراعين والساقين، بل ألف البعض منا مناظر احتساء الخمور وصور الاغتصاب والسرقات والقتل والسباب بأقذع الألفاظ بدعوى التمثيل والفكاهة.
أيها الصائمون: قولوا لي بربكم: هل يتناسب ما يطرح في تلك الفضائيات مع شهر الصيام والخيرات؟ وهل حقق التقوى من أمضى وقته في التسمر أمام الشاشات والقنوات؟!
أيعقل يا أولي الألباب أن يصير هذا الشهر عند المحرومين شهراً يتضاعف فيه الإثم والعصيان؟!
أيليق أن يقابل شهر الخيرات، بالإقبال على الموبقات والإدبار عن الصالحات؟!
عباد الله: ما الفائدة من عرض قصص الحب والغزل، ومشاهد العري والسفور، في شهر رمضان؟ هل يريد أرباب هذه القنوات والبرامج الفاضحة أن يُفَرِّغوا رمضان من محتواه الحقيقي ليتحوَّل إلى موسم للفجور؟، وصدق الله: ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ [النساء:27].
عباد الله: وإذا كان هذا هو حال الكثير من البرامج في قنواتنا العربية التي تعرض في بيوت المسلمين، فإن الأمر يزداد خطراً في بعض البرامج الطائشة التي يشاهده -وللأسف!- الكثير من الناس، ولتي لم تقف عند حد الإغراء والإغواء الأخلاقي؛ بل تجاوزه إلى السخرية المباشرة من ثوابت العقيدة وشرائع الإسلام ومن أهل العلم من علماء ومشايخ.