زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚


Channel's geo and language: Iran, Persian
Category: not specified


الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321

Related channels  |  Similar channels

Channel's geo and language
Iran, Persian
Category
not specified
Statistics
Posts filter


للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️


*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt


فاتقوا الله عباد الله: واستغفروه وتوبوا إليه، وترجموا أخلاق دينكم الحنيف إلى واقع فى حياتكم تفوزوا برضوان ربكم جل وعلا،
أقول قولى هذا، واستغفر الله العظيم لى ولكم..


*الخطبة الثانية:*
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد؛ فيا عباد الله: إن الإسلام دين الرحمة والتسماح والعدل والإخاء جاء لإسعاد الإنسانية؛ فنجده يُرسخ مفهوم التعايش السلمى؛ فالناس على اختلافهم إخوة في الإنسانية تنشأ بينهم علاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية قوامها التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والمنافع

ثالثاً: التعايش السلمى؛ لقد رسخ الإسلام مفهوم التعايش السلمى بين الناس جميعاً، فلم يفرق بين إنسان وآخر من أجل لونه أو جنسه أو دينه؛ قال تعالى: ﴿أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾(الحجرات: ١٣)، وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «النَّاسُ بنو آدمَ، وآدمُ خُلِق من ترابٍ» رواه الترمذي.
ومن الشواهد التاريخية على ترسيخ الإسلام لمبدأ التعايش السلمي بين جميع الناس:

- صحيفة المدينة المنورة؛ لقد كانت صحيفة المدينة بمثابة دستور للتعايش السلمى وضح فيه سيدنا رسول الله ﷺ دعائم الإخوة بين الناس جميعاً وأمن اليهود على دينهم وأموالهم وعاهدهم على الحماية والنصرة فكتب ﷺ كتاباً بين المهاجرين والأنصار ووادع اليهود..
قال ابن القيم رحمه الله: وادع رسول الله من بالمدينة من اليهود وكتب بينه وبينهم كتاب وبادر حبرهم عبدالله بن سلام فدخل في الإسلام.. زاد المعاد.
وهذا خير شاهد على أن الإسلام دين التعايش السلمي لقد استوعبت تشريعاته كل الملل والنحل الأخرى فجعل للإنسان حقوقاً فاقت كل ما أنتجه الفكر البشرى في مجال حقوق الإنسان؛ فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال رسول الله ﷺ:
«يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ» أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء، والبيهقي في شعب الإيمان.

- كتاب سيدنا رسول الله ﷺ لنصارى نجران؛ لقد وفد نصارى نجران على النبي ﷺ بالمدينة المنورة فحانت صلاتهم فقاموا يصلون في مسجده فأراد الناس منعهم فقال: «دعوهم» فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم وكتب لهم النبي عهداً وقال فيه: «لنجران وحاشيتها وسائر من ينتحل دين النصارى في أقطار الأرض جوار الله وذمة محمد رسول الله ﷺ على أموالهم وأنفسهم وملتهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وبيعهم وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير أن احمى جانبهم وأذب عنهم وعن كنائسهم وبٍيعهم وبيوت صلواتهم أن لهم ما على المسلمين وعلى المسلمين ما عليهم حتى يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم وفيما عليهم» زاد المعاد.
-
- ولم يكن هذا مجرد ميثاق لا حظ له في أرض الواقع بل طبق النبي ﷺ ذلك عملياً وخلفاؤه فلم يهدموا كنيسة ولا صومعة بل صانوا جميع أماكن العبادة واحترموها؛ فهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه لما كان في طريقه إلى الشام رأى معبداً لليهود قد غيبه الرومان بالتراب فأخذ يزيل عنه التراب حتى يتمكن اليهود من معاودة العبادة فيه مرة أخرى.

- موقف عمر بن الخطاب رضى الله عنه عند فتح بيت المقدس عام ١٥ - ١٦ هجرياً؛ لقد كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لأهل إيلياء عهد أمان عرف بالعهدة العمرية فأعطاهم أماناً على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وبرهم وبحرهم وأن لا ينتقص من ذلك شىء؛ وكذلك فقد رفض رضي الله عنه أن يصلى داخل الكنيسة لئلا يتخذها المسلمون مسجداً مبررين ذلك بقولهم هنا صلى عمر وصلى خارجها وبجوارها بنى مسجد عمر بن الخطاب ولا يزال قائم إلى يومنا هذا ليكون خير شاهد على أن الإسلام دين السلام؛ قال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾(الممتحنة: ٨)،
-
- عمرو بن العاص رضى الله عنه وأرضاه لما فتح مصر؛ أحسن إلى القبط ورد الأنبا بنيامين إلى كنيسته وأعطاه أماناً لأهل ملته بعدما كان القبط مضطهدون من إخوتهم في الدين النصارى الرومان؛ فساد السلام أرض مصر وجميع الأراضي التي فتحها المسلمون.
-
اللهم اجعل مصر آمنا أماناً وسلما سلاماً وسائر بلاد المسلمين، اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، واهدنا لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدى لأحسنها إلا أنت، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
وأقم الصلاة؛


ملئ الضلوعَ وفاض عن أجنابها
قلبُ إذا ذكرَ الحبيبُ يذوبُ
ما زال يخفقُ ضارباً بجناحه
يا ليت شعري هل تطيرُ قلوبُ
- ولقد كان الحلم من أجل شمائله ﷺ فعندما كسرت رباعيته وشج وجهه يوم أحد شق ذلك على أصحابه كثيراً، وقالوا: لودعوت عليهم ! فقال: «إنى لم أبعث لعاناً، ولكنى بعثت داعياً، ورحمة، اللهم اهد قومى فإنهم لايعلمون» رواه البخارى.
-
فكان ﷺ أجمل الناس صفحاً، ممتثلاً قوله تعالى:﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾(الحجر: ٨٥-٨٦)، وقوله تعالى: ﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾(الزخرف: ٨٩)، فكان يقابل أذاهم بالصفح الجميل، وكان من عظيم حلمه ﷺ أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول: يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال ﷺ: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً»، وموقفه مع أهل مكة خير شاهد على عفوه عند المقدرة فلما فتح مكة دخل البيت، فصلى بين الساريتين، ثم وضع يديه على عضادتي الباب، فقال: لا إله إلا الله وحده ماذا تقولون، وماذا تظنون؟ قالوا: نقول خيراً، ونظن خيراً: أخ كريم، وابن أخ، وقد قدرت.. قال: فإني أقول لكم كما قال أخي يوسف: ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين﴾(يوسف: ٩٢)، اذهبوا أنتم الطلقاء.

أثر الأخلاق فى فتح القلوب للإيمان؛ لقد كان لحسن الأخلاق بالغ الأثر فى فتح القلوب للهداية والإيمان بالله عز وجل من ذلك:
- إسلام الغلام الذى كان يخدم سيدنا رسول الله ﷺ، فعن أنس رضي الله عنه قال: «كان غلام يهودي يخدم النبي ﷺ فمرض فأتاه يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطع أبا القاسم .. فأسلم، فخرج النبي ﷺ وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه من النار» رواه البخاري.
-
- إسلام ملك عمان، لقد ذكر ابن حجر في الإصابة، أن الجُلَنْدى ملك عُمَان قال: لقد دَلَّنِي على هذا النبي الأمي ﷺ أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له، وأنه يَغْلِب فلا يَبْطَرُ، ويُغْلب فلا يجبر - لا يتلفظ بقبيح - وأنه يفي بالعهد وينجز الوعد، وأشهد أنه نبي، فأسلم الجُلَنْدى حُباً فى أخلاق سيدنا رسول الله ﷺ.
-
- إسلام خصم على بن أبي طالب، لقد فقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه درعه، فوجدها في يد رجل من غير المسلمين كان قد عرضها في السوق يريد بيعها، فلمّا رآها عرفها، فقال له: هذه درعي كانت قد سقطت عن جمل لي في مكان كذا، فأنكر الرجل، ورفع الأمر إلى القاضي الذى طلب من أمير المؤمنين البينة، فأراد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أن يشهد له الحسن، فأجابه القاضي شريحٌ بأن شهادة الولد لا تجوز لأبيه، فقال عليّ: يا سبحان الله! رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته؟! أما سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الحسَنُ والحُسَيْنُ سيِّدا شَبابِ أَهْلِ الجنَّةِ»، إلّا أنّ القاضي شريح أصرّ على موقفه بأنّه لا تجوز شهادة الولد لأبيه، فلما رأى الخصم مثل هذا، قال لعليّ: أشهد أنّها درعك يا أمير المؤمنين.. ثم قال مُتعجباً: أميرُ المؤمنين يقاضيني أمام قاضيه، وقاضيه يقضي لي عليه!!، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فأسلم لِما رأى من العدل في القضاء، فكان موقف شريح وقضاؤه بالحقّ وقَبول أمير المؤمنين وخضوعه لحكم القاضي دون اعتراض سبباً في دخول سارق الدرع فى الإسلام.
-
- إسلام أهل سمرقند؛ ففى عهد عمر بن عبدالعزيز فتح قتيبة بن مسلم سمرقند عنوة فشكى أهلها ذلك إلى عمر بن عبدالعزيز فأحال الأمر إلى القضاء فحكم القاضي المسلم بخروج جيوش المسلمين منها فدخل أهلها فى دين الله أفواجاً، فما أحوج أمتنا إلى إرساء مثل هذا العدل حتى تنعم بالأمن والأمان، والمحبة والإخاء.
-
- إسلام جار عبدالله بن المبارك لحسن أخلاق بن المبارك؛ لقد كان لعبد الله بن المبارك جار غير مسلم فأراد أن يبيع داره، فقيل له: بكم تبيع؟ قال: بألفين. فقيل له: لا تساوي إلا ألفاً؟ قال: صدقتم ولكن ألف للدار وألف لجوار عبد الله بن المبارك، فأخبر عبد الله بن المبارك بذلك فأعطاه ثمن الدار، وقال له لا تبعها، فأسلم الرجل لحسن أخلاق بن المبارك..
- إسلام كثير من الشعوب متأثرين بمكارم أخلاق التجار المسلمين؛ لقد انتشر الإسلام بين الصينيين عن طريق التجار المسلمين، وكذلك وصل إلى دول جنوب شرق آسيا كأندونيسيا وماليزيا والفلبين وجزر المالديف التي تقع في الجنوب الغربي من سريلانكا، ودخل الإسلام فيتنام، وألبانيا وغيرها من مناطق البلقان عن طريق لغة الأخلاق الراقية التى تمسك بها التجار المسلمين، لقد غزت مكارم الأخلاق القلوب فلم يملك أصحابها إلا أن يشهدوا أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*« وَلَكِــنْ يَسَعُهُمْ مِنْكُمْ*
*بَسْطُ الوَجْهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ »*
*للشـيخ/ أيمـن حمـدي الحداد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*عناصر الخطبة:*
أولاً: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾
ثانياً: أثر الأخلاق فى فتح القلوب للإيمان.
ثالثاً: التعايش السلمى.

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله رب العالمين أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير وأشهد أن سيدنا محمداً عبدالله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله اللهم صلّ وسلّم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد؛ فيا أيها المسلمون:

لقد حثت جميع الشرائع على مكارم الأخلاق، لأن الأخلاق هى عنوان الأمم المتحضرة، والأخلاق مشترك إنساني عام من القيم والفضائل التي جبل الله عز وجل الناس عليها، كالصدق والكرم والوفاء والعدل والصبر والتسامح وغيرها من المعانٍ المحمودة، وهذا يعنى أصالة الأخلاق وعظمتها وقوتها وسيادتها الفعلية على منظومة القيم الإنسانية، حتى إن العرب قبل الإسلام كانوا يمتدحون مكارم الأخلاق، ويعدونها دليلاً على عقل الرجل وسيادته؛ ولقد علل سيدنا رسول ﷺ بعثته بقوله: «إنما بُعِثتُ لأُتَمِّمَ مكارم الأخْلاقِ» رواه أحمد.
وَعَنْ أبي هريرة رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّكُمْ لَا تَسَعُونَ النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ لِيَسَعْهُمْ منكم بَسْطُ الْوَجْهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ» أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.

فالأخلاق تمثل ركيزة أسياسية من ركائز ديننا الحنيف التي لا يلحقها نسخ ولا تبديل وهي العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات؛ وسوف نلقى الضوء على ذلك من خلال العناصر التالية:

أولاً: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، لقد كان سيدنا رسول الله ﷺ يمتاز بسمو الأخلاق التي لا يحيط بوصفها بيان، حتى فاضت القلوب بإجلاله، من ذلك:
- سيدنا رسول الله ﷺ أكمل البشر خُلقاً، قال تعالى:﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾(آل عمران: ١٥٩)، وقال تعالى:﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِين رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾(التوبة: ١٢٨)، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾(الأنبياء: ١٠٧)، ولما سئلت أمنا عائشة رضى الله عنها عن خلق سيدنا رسول الله ﷺ قالت: «كان خُلُقُه القُرآنَ» رواه مسلم.
-
- ولقد استدلت أمنا خديجة رضى الله عنها بمكارم أخلاق سيدنا رسول الله ﷺ على حسن عاقبته فى الأمور كلها فقالت له حين رجع من الغار خائفاً على نفسه: «كَلاَّ وَاللهِ لا يُخزِيكَ اللهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصدُقُ الحَدِيثَ، وَتَحمِلُ الكَلَّ، وَتَكسِبُ المَعدُومَ، وَتَقرِي الضَّيفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ» رواه البخارى.
-
- وُصِفَ سيدنا رسول الله ﷺ فى الكتب السابقة بكمال الأخلاق، فعن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله ﷺ في التوراة؟ فقال: «أجل؛ والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يُقيم به الملة والعوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح به أعينًا عُميًا، وآذانًا صُمًّا، وقلوبًا غُلفًا» رواه البخاري.
-
- ولقد ملك سيدنا رسول الله ﷺ القلوب بمكارم أخلاقه، فعن عمرو ابن العاص قال: «كان رسول الله ﷺ يقبل بوجهه وحديثه علي حتى ظننت أني خير القوم فقلت: يا رسول الله أنا خير أو أبو بكر؟ فقال «أبو بكر»، فقلت يا رسول الله أنا خير أم عمر؟ فقال «عمر»، فقلت: يا رسول الله أنا خير أم عثمان؟ فقال «عثمان»، يقول عمرو: «فلما سألت رسول الله فصدقني فلوددت أني لم أكن سألته» شمائل الترمذي.
لقد ظن عمرو بن العاص رضى الله عنه أنه أحب الناس وأقرب الناس لقلب النبى ﷺ من حسن تعامله معه.
يا من يذكرني بعهدِ أحبتي
طاب الحديثُ بذكرهم ويطيبُ
أعد الحديثَ علي من جنباته
إن الحديثَ عن الحبيبِ حبيبُ




وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt


وَتَأَمَّلُوا -عِبَادَ اللهِ- حَالَ بَعْضِ الزَّوْجَاتِ الْيَوْمَ مَعَ زَوْجِهَا فِي حَالِ الْغَضَبِ: تَهْجُرُ اسْمَهُ وَرَسْمَهُ، وَتَمْتَنِعُ عَنْ خِدْمَتِهِ، وَتُنْكِرُ جَمَالَ عِشْرَتِهِ؛ فَضَلاً عَنِ الْحَدِيثِ مَعَهُ وَالأُنْسِ بِجِوَارِهِ.

وَفِي حِوَارٍ لَطِيفٍ جَمِيلٍ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- لِعَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: "أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ، أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ-أَيْ: رَأَى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَهُوَ يَحْمِلُ عَائِشَةَ فِي قِطْعَةٍ مِنْ حَرِيرٍ - وَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَاكْشِفْ عَنْهَا، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ"(رَوَاهُ الشَّيْخَانِ).

وَفِي رِوَايَةٍ لِلتِّرْمِذِيِّ: "أَنَّ جِبْرِيلَ جَاءَ بِصُورَتِهَا فِي خِرْقَةِ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: هَذِهِ زَوْجَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"(صححه الألباني).

فَانْظُرُوا إِلَى هَذَا الْحِوَارِ الْهَادِئِ اللَّطِيفِ الَّذِي تَفْقِدُهُ كَثِيرٌ مِنَ اْلبُيُوتَاتِ فِي عَالَمِنَا الْيَوْمَ؛ وَالَّذِي مِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِه: غِيَابُ الْمَنْهَجِ الإِسْلاَمِيِّ فِي الْعَلاَقَةِ الَّتِي بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، وَالَّتِي تُنَظِّمُ أَحْوَالَ الأُسْرَةِ بِأَكْمَلِهَا؛ فَدِينُنَا عَلَّمَنَا الاِحْتِسَابَ فِي الْمُعَاشَرَةِ، وَعَلَّمَنَا الْبَشَاشَةَ فِي الْمُقَابَلَةِ، وَالاِحْتِرَامَ الْمُتَبَادِلَ، وَالْمَشُورَةَ فِي شُؤُونِ الأُسْرَةِ، وَعَلَّمَنَا الْهَدِيَّةَ لِكَسْبِ الْقُلُوبِ النَّدِيَّةِ، وَجَمَالَ الْمَظْهَرِ وَالْمَخْبَرِ، كُلُّ هَذَا وَغَيْرُهُ لأَجْلِ حَصْولِ السَّكَنِ بَيْنَ الزَّوْجَين.

اللَّهُمَّ نَسْأَلُكَ رَبَّنَا أَنْ تَهَبَ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ، وَأَنْ تَجْعَلَنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللهَ -تَعَالَى-، وَاعْلَمُوا أَنَّ مِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ حُصُولِ السَّكَنِ فِي الْعَلاَقَةِ الزَّوْجِيَّةِ: تَقْوَى اللهِ -تَعَالَى-؛ قَالَ -تَعَالَى-: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[التوبة: 109].

فَتَقْوَى اللهِ وَالتَّعَلُّقُ بِهِ، يُقَرِّبُ الْقُلُوبَ لِبَعْضِهَا؛ وَسَبَبٌ لِلْحُصُولِ عَلَى السَّعَادَةِ وَالْوِصَالِ الْمُتَبَادَلِ، وَالسَّكَنِ الْعَادِلِ الَّذِي يَقْضِي عَلَى أَسْبَابِ الْجَفَاءِ الَّذِي مِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِهِ: انْشِغَالُ الزَّوْجَيْنِ عَنْ بَعْضِهِمْ إِمَّا بِمُتَابَعَةِ وَسَائِلِ اتِّصَالاَتِهِمُ الْمُتَنَوِّعَةِ، أَوْ بِزِيَارَاتِهِمُ الْمُتَعَدِّدَةِ، وَتَمْشِيَاتِهِمُ الْمُسْتَمِرَّةِ، أَوْ بِأَعْمَالِهِمُ الْخَاصَّةِ؛ حَتَّى أَصْبَحَ بَعْضُهُمْ لاَ يَأْنَسُ مَعَ الآخَرِ بِحَدِيثٍ، وَلاَ يَهْنَأُ مَعَهُ بِطَعَامٍ، وَلاَ يَسْعَدُ بِجُلُوسٍ، فَضْلاً عَنِ الْحُبِّ وَالْمَوَدَّةِ وَالسَّكَنِ؛ فَأَصْبَحَا يَعِيشَانَ دَاخِلَ الْمَنْزِلِ الْوَاحِدِ وَكَأَنَّهُمَا مُنْفَصِلاَنِ!

فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- فِي حَيَاتِكُمُ الزَّوْجِيَّةِ، فَمَا أُوتِيَتِ الأُمَّةُ الْمُسْلِمَةُ إِلاَّ مِنْ قِبَلِ أُسَرِهَا بِتَفْرِيقِهَا وَتَمْزِيقِهَا، ثُمَّ التَّسَلُّطِ عَلَيْهَا.

عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)


*( لتسكنوا إليها )*
*للشيخ/ محمد المهوس*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ -تَعَالَى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: مِنْ آيَاتِ الزَّوَاجِ الْعَظِيمَةِ وَمَقَاصِدِهِ الْمُبَارَكَةِ الْكَرِيمَةِ: حُصُولُ السَّكَنِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ؛ حَيْثُ جَعَلَ اللهُ الْمَرْأَةَ سَكَنًا لِلرَّجُلِ يَسْكُنُ إِلَيْهَا قَلْبُهُ، وَيَهْنَأُ بِهَا بَالُهُ، وَالرَّجُلُ كَذَلِكَ، وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا خَالِصَ الْحُبِّ، وَهُوَ الْمَوَدَّةُ الْمُقْتَرِنَةُ بِالرَّحْمَةِ؛ كَمَا قَالَ -تَعَالَى-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم: 21].

وَفِيِ قَوْلِهِ: (لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) بَيَانٌ لِلْعِلَّةِ مِنْ خَلْقِهِمْ عَلَى هَذِهِ الطَّرِيقَةِ؛ أَي: أَنَّ اللهَ خَلَقَ لَهُمْ مِنْ جِنْسِهِمْ أَزْوَاجًا، لِيَسْكُنُوا إِلَيْهَا، وَيَمِيلَ بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ، وَمِنْ رَحْمَتِهِ -سُبْحَانَهُ- أَنْ جَعَلَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فَرَاغًا وَافْتِقَارًا وَحَاجَةً إِلَى الطَّرَفِ الآخَرِ؛ كَمَا قَالَ فِي الآيَةِ الأُخْرَى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)[الأعراف: 189].

وَقَوْلُهُ: (لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)؛ لِيَأْنَسَ بِهَا وَتَأْنَسَ بِهِ، وَيَأْوِيَ إِلَيْهَا وَتَأْوِيَ إِلَيْهِ؛ وَهَذَا مِنْ طَبِيعَةِ الإِنْسَانِ، وَفِطْرَتِهِ السَّوِيَّةِ أَنَّهُ يُحِبُّ أَجْوَاءَ الْهُدُوءِ النَّفْسِيِّ، وَالطُّمَأْنِينَةِ الرُّوحِيَّةِ، وَالاِسْتِقْرَارِ الْغَرِيزِيِّ، وَالْهُدُوءِ الْعَاطِفِيِّ.

وَلاَ يَتَحَقَّقُ ذَلِكَ إِلاَّ بِهَذَا الزَّوَاجِ الْمُبَارَكِ؛ حَيْثُ يَشْعُرُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَّ الآخَرَ جُزْءٌ مِنْ ذَاتِهِ وَقِطْعَةٌ مِنْ نَفْسِهِ، بِحَيْثُ يَعِيشُ فِي فَرَاغٍ شُعُورِيٍّ هَائِلٍ عِنْدَمَا يَشْعُرُ بِالاِبْتِعَادِ عَنْهُ وَالْحِرْمَانِ مِنْهُ؛ يَشْعُرُ بِأَنَّ هُنَاكَ إِنْسَانًا يَنْتَظِرُهُ وَيَخُصُّهُ وَيَعِيشُ مَعَهُ مَسْؤُولِيَّةَ الْحَيَاةِ كُلِّهَا، كَمَا يَعِيشُ مَعَهُ مَسْؤُولِيَّتَهُ تِجَاهَ نَفْسِهِ، وَالإِحْسَاسَ بِهِ.

وَسِيرَةُ نَبِيِّنَا -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- زَاخِرَةٌ عَطِرَةٌ بِالْمَوَاقِفِ الْحَسَنَةِ وَالطَّيِّبَةِ مَعَ أَهْلِ بَيْتِهِ بِهَذَا الْجَانِبِ الْمُهِمِّ، وَهُوَ الْقَائِلُ: "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا"(متفق عليه)، وَالْقَائِلُ: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ"(رواه الترمذي، وصححه الألباني).

تَقُولُ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وِآلِهِ وَسَلَّمَ-: "إِنِّي لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى"؛ قَالَتْ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: "أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لاَ وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قُلْتِ: لاَ وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ"؛ قَالَتْ: قُلْتُ: أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ (متفق عليه).

وَقَوْلُهَا -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-: "مَا أَهْجُرُ إِلاَّ اسْمَكَ"؛ أَيْ أَنَّهَا لاَ تَهْجُرُ إِلاَّ اسْمَ الرَّسُولِ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- حِينَ تَحْلِفُ، وَفِي حَالِ الْغَضَبِ الَّذِي يَسْلُبُ الْعَاقِلَ اخْتِيَارَهُ، مَعَ بَقَاءِ صِدْقِ الْمَحَبَّةِ لَهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-؛ فَأَيُّ عِتَابٍ خَفِيٍّ لطَيِف مِنْهَا -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا– تَعْتِبُ فِيهِ عَلَى زَوْجِهَا مَعَ إِبْقَائِهَا لِلْمَحَبَّةِ بَيْنَهُمَا.




تنتهين؟ قال: وجعل يبكي وهو لا يشعر بمكاني، فلما رأيت ذلك، انصرفت وتركته"؛ [تاريخ دمشق].

قال الغزالي: "عرف أرباب البصائر من جملة العباد أنهم سيناقشون في الحساب، ويطالبون بمثاقيل الذر من الخطرات واللحظات، وتحققوا أنه لا ينجيهم من هذه الأخطار إلا لزوم المحاسبة، وصدق المراقبة، ومطالبة النفس في الأنفاس والحركات، ومحاسبتها في الخطرات واللحظات، فمن حاسب نفسه قبل أن يُحاسب، خفَّ في القيامة حسابه، وحضر عند السؤال جوابه، وحسُن منقلبه ومآبه، ومن لم يحاسب نفسه، دامت حسراته، وطالت في عَرَصَات القيامة وقفاته، وقادته إلى الخزي والمقت سيئاته، فحق على الحازم المؤمن بالله واليوم الآخر، ألَّا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها في حركاتها، وسكناتها، وخطراتها، وخطواتها".

قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى لرجل: "كم أتت عليك؟ قال: ستون سنة، قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك، يوشك أن تبلغ، فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال الفضيل: أتعرف تفسيره؟ تقول: إنا لله وإنا إليه راجعون؟ فمن علم أنه لله عبد، وأنه إليه راجع، فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف، فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول، فليُعِدَّ للسؤال جوابًا، قال الرجل: فما الحيلة؟ قال: يسيرة، قال: ما هي؟ قال: تُحسِن فيما بقيَ يُغفَر لك ما مضى، فإنك إن أسأت فيما بقي، أُخذت بما مضى وبما بقي".

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه: ((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابَك قبل هِرَمِك، وصحتك قبل سَقَمِك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك))؛ [أخرجه الحاكم في مستدركه، والبيهقي في الشعب، وصححه الألباني في صحيح الجامع].

أيها الأحبة الكرام، من لم يغتنم حياته في طاعة الله، ندِم بعد مماته، وتمنى العودة إلى الدنيا، وأنَّى له ذلك؟ وظهر له حقيقة هذا الخسران يوم التغابن؛ قال الله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾ [آل عمران: 30].

عباد الله : صلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56]
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt


إلى الفردوس: وفي صفة الصفوة والإحياء كذلك نُقل عن توبة بن الصمة: "أنه جلس يومًا ليحاسب نفسه فعدَّ عمره، فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها فإذا هي واحد وعشرون ألفًا وخمسمائة يوم، فصرخ، وقال: يا ويلتى، ألقى المَلَكُ بواحد وعشرين ألف ذنب! فكيف وفي كل يوم آلاف الذنوب؟! ثم خرَّ فإذا هو ميت، فسمعوا قائلًا يقول: يا لها من ركضة، إلى الفردوس الأعلى"؛ قال الغزالي رحمه الله معلقًا على هذه القصة: "فهكذا ينبغي أن يحاسب العبد نفسه على الأنفاس، وعلى معصيته بالقلب والجوارح في كل ساعة، ولو رمى العبد بكل معصية حجرًا في داره لامتلأت داره في مدة يسيرة قريبة من عمره، ولكنه يتساهل في حفظ المعاصي، والملكان يحفظان عليه ذلك: ﴿ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ﴾ [المجادلة: 6]".

عمر بن عبدالعزيز: ففي محاسبة النفس لابن أبي الدنيا عن عطاء قال: "دخلت على فاطمة بنت عبدالملك بعد وفاة عمر بن عبدالعزيز، فقلت لها: يا بنت عبدالملك، أخبريني عن أمير المؤمنين، قالت: أفعل، ولو كان حيًّا ما فعلت، إن عمر رحمه الله كان قد فرغ نفسه وبدنه للناس، كان يقعد لهم يومه، فإن أمسى وعليه بقية من حوائج يومه وَصَلَه بليله، إلى أن أمسى مساء وقد فرغ من حوائج يومه، فدعا بسراجه الذي كان يُسرج له من ماله، ثم قام فصلى ركعتين، ثم أقعى واضعًا رأسه على يده، تتسايل دموعه على خده، يشهق الشهقة، فأقول: قد خرجت نفسه، وانصدعت كبده، فلم يزلْ كذلك ليلته حتى برق له الصبح، ثم أصبح صائمًا، قالت: فدنوت منه، فقلت: يا أمير المؤمنين، رأيت شيئًا منك البارحة ما رأيته قبل ذلك، فما كان منك؟ قال: أجل، فدعيني وشأني، وعليكِ بشأنكِ، قالت: فقلت له: إني أرجو أن أتعِظَ، قال: إذًا أخبركِ، إني نظرت إليَّ فوجدتني قد وُلِّيتُ أمر هذه الأمة صغيرها وكبيرها، وأسودها وأحمرها، ثم ذكرت الغريب الضائع، والفقير المحتاج، والأسير المفقود، وأشباههم في أقاصي البلاد وأطراف الأرض، فعلمت أن الله سائلني عنهم، فخِفْتُ على نفسي خوفًا دمعت له عيناي، ووجل له قلبي، فأنا كلما ازددت لها ذكرًا، ازددت لهذا وجلًا، وقد أخبرتكِ؛ فاتعظي الآن أو دعي".

ما حملكِ على ما صنعتِ: وحكى صاحب للأحنف بن قيس قال: "كنت أصحبه فكان عامة صلاته بالليل، وكان يجيء إلى المصباح فيضع إصبعه فيه حتى يحس بالنار، ثم يقول لنفسه: يا أحنف، ما حملكِ على ما صنعتِ يوم كذا؟ ما حملكِ على ما صنعتِ يوم كذا؟"؛ [الزهد].

قال عبدالله بن قيس رضي الله عنه: "كنا في غزاة لنا فحضر العدو، فصِيحَ في الناس فقاموا إلى المصاف في يوم شديد الريح، وإذا رجل أمامي وهو يخاطب نفسه ويقول: أي نفسي، ألم أشهد مشهد كذا، فقلتِ لي: أهلك وعيالك؟! فأطعتكِ ورجعت، ألم أشهد مشهد كذا، فقلتِ لي: أهلك وعيالك؟! فأطعتكِ ورجعت، والله لأعرضنك اليوم على الله، أخذكِ أو ترككِ، فقلت: لأرمقنَّكَ اليوم، فرمقته فحمل الناس على عدوهم فكان في أوائلهم، ثم إن العدو حمل على الناس، فانكشفوا – أي: هربوا - فكان في موضعه، حتى انكشفوا مرات وهو ثابت يقاتل، فوالله ما زال ذلك به حتى رأيته صريعًا، فعددت به وبدابته ستين أو أكثر من ستين طعنة".

فلنحاسب أنفسنا على أوامر الله ونواهيه، وعلى كل فعل وترك، وإقدام وإحجام

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على عباده الذين اصطفى؛ أما بعد:

فيا عباد الله، أرأيتم كيف ارتبطت قلوبهم بالله، فكانوا أجسادًا في الأرض، وقلوبًا في السماء، وما إن يحصل من أحدهم تقصير أو زلة إلا ويسارع في معالجة خطئه، ومعاقبة نفسه على ذلك، حتى لا تكاد تأمره إلا بخير؟

قال الذهبي: "ويُروى أن يحيى بن يحيى شرب دواء فقالت زوجته: قم فتمشَّ في الدار، قال: "أنا أحب أن أحاسب نفسي أربعين سنة على خُطاي، فما أعلم ما هذه المشية؟"، فتأمل – أخي - حال يحيى بن يحيى كيف أنه توقف عن المشي؛ لأنه ما يعلم هذه المشية التي تريد زوجته أن يمشيها، وما ذاك إلا لأنهم كانوا يحاسبون أنفسهم عن كل خطوة، هل هي حلال؟ وهل تعود عليهم بالخير أم بالشر؟

رياح القيسي: قال مالك بن ضغيم: "جاء رياح القيسي يسأل عن أبي بعد العصر، فقلنا إنه نائم، فقال: نوم هذه الساعة؟ أهذا وقت نوم؟ ثم ولى منصرفا فأتبعناه رسولًا، فقلنا: قل له: ألَا نوقظه لك؟ فأبطأ علينا الرسول ثم جاء وقد غربت الشمس، فقلنا: أبطأت جدًّا، فهل قلت له؟ قال: هو أشغل من أن يفهم عني شيئًا، أدركته وهو يدخل المقابر وهو يعاتب نفسه، وهو يقول: أقلتِ أنوم هذه الساعة؟ أفكان عليكِ ينام الرجل متى شاء؟ وقلتِ: هذا وقت نوم؟ وما يدريكِ أن هذا ليس وقت نوم؟ تسألين عما لا يعنيكِ، وتكلمين بما لا يعنيكِ، أما إن لله عليَّ عهدًا ألَّا أنقضه أبدًا، ألَّا أوسدكِ الأرض لنومٍ حولًا، إلا لمرض جاء بكِ، أو لذهاب عقل زائل، سوءة لكِ سوءة لكِ، أما تستحين كم توبخين عن غيك؟ ألا


رابعًا: أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد لِمَ فعله؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة فيكون رابحًا، أو أراد به الدنيا وعاجلها، فيخسر ذلك الربح ويفوته الظَّفَر به؟

وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن محاسبة النفس تكون كالآتي:

أولًا: البدء بالفرائض، فإذا رأى فيها نقصًا تداركه.

ثانيًا: ثم المناهي، فإذا عرف أنه ارتكب منها شيئًا، تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية.

ثالثًا: محاسبة النفس على الغفلة، ويتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله.

رابعًا: محاسبة النفس على حركات الجوارح؛ كلامِ اللسان، ومشي الرجلين، وبطش اليدين، ونظر العينين، وسماع الأذنين، ماذا أردت بهذا؟ ولمن فعلته؟ وعلى أي وجه فعلته؟

ثمرات المحاسبة: أيها المسلمون، إن لمحاسبة النفس ثمراتٍ كثيرة، أذكر منها أن المرء بالمحاسبة:

يطلع المرء على عيوب نفسه ونقائصها ومثالبها، ومن اطلع على عيوب نفسه عرف قدره، ومعرفة العبد بقدر نفسه تُورِثه تذللًا لله، وتعظيمًا وإجلالًا وعبودية لله عز وجل، فلا يمنُّ بعمله مهما عظُم، ولا يحتقر ذنبه مهما صغر، وبالمحاسبة كذلك يتعرف العبد على حق الله تعالى عليه، وعظيم فضله ومنِّه سبحانه، عندما يقارن نعمة الله عليه بتفريطه في جنب الله، فيكون ذلك دافعًا له إلى الطاعات والقربات، رادعًا له عن القبائح والسيئات، عند ذلك يعلم أنه من حقه سبحانه أن يُطاع فلا يُعصى، وأن يُذكَر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفَر، وبالمحاسبة كذلك تكون تزكية النفس وتطهيرها من كل الأمراض والأدران، وبتزكيتها يكون الفلاح والنجاح؛ قال سبحانه: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10]، وقال مالك بن دينار: "رحم الله عبدًا قال لنفسه: ألستِ صاحبة كذا؟ ألستِ صاحبة كذا؟ ثم ذمَّها، ثم خَطَمَها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل، فكان لها قائدًا.

وبالمحاسبة يكون التغيير نحو الأفضل والأحسن؛ فلا خير فيمن لا يستفيد من ماضيه ويتدارك أخطاءه؛ قال تعالى في وصف عباده المتقين: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135]؛ فلا يكون الإقلاع عن الذنب وتفاديه في المستقبل، إلا بمحاسبة النفس وتقويمها.

عباد الله: ولما أدرك السلف مفهوم المحاسبة، ضربوا لنا أروع الأمثلة في ذلك، وإن الهدف ما هو إلا التذكير فحسب؛ لأن في إيراد القصة أثرًا لا يخفى على القارئ والسامع، فكيف إذا كانت هذه القصص من حياة صفوة الأمة وخيارها، وهم سلفها الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم؟! ولا شك أن البحث والاستقصاء عن كل ما ورد من نماذجَ رائعة، وصور مشرقة لمحاسبة السلف الصالح لأنفسهم، يتطلب مجهودًا جبارًا ووقتًا طويلًا، وحسبنا هنا أن نذكر طرفًا من ذلك عمر بن الخطاب والمحاسبة: ففي كتاب الزهد للإمام أحمد وموطأ الإمام مالك أن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت عمر بن الخطاب يومًا - وقد خرجت معه حتى دخل حائطًا - فسمعته يقول وبيني وبينه جدار وهو في جوف الحائط: "عمر بن الخطاب أمير المؤمنين، بخٍ، والله لتتقينَّ الله ابن الخطاب أو ليعذبنَّك".

وفي مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لابن الجوزي، "أنه جاء رجل يشكو إلى عمرَ وهو مشغول، فقال له: أتتركون الخليفة حين يكون فارغًا حتى إذا شُغل بأمر المسلمين أتيتموه؟! وضربه بالدرة، فانصرف الرجل حزينًا، فتذكر عمر أنه ظلمه، فدعا به وأعطاه الدرة، وقال له: اضربني كما ضربتك، فأبى الرجل وقال: تركت حقي لله ولك، فقال عمر: إما أن تتركه لله فقط، وإما أن تأخذ حقك، فقال الرجل: تركته لله، فانصرف عمر إلى منزله فصلى ركعتين، ثم جلس يقول لنفسه: يا ابن الخطاب، كنت وضيعًا فرفعك الله، وضالًّا فهداك الله، وضعيفًا فأعزك الله، وجعلك خليفةً فأتى رجل يستعين بك على دفع الظلم فظلمته؟! ما تقول لربك غدًا إذا أتيته؟ وظل يحاسب نفسه حتى أشفق الناس عليه".

ورُوي عن عمر بن الخطاب كذلك: أنه كان يضرب قدميه بالدرة كل ليلة، ويقول: ماذا عملت اليوم؟ ورُوي عنه أيضًا: أنه عاقب نفسه حين فاتته صلاة العصر في جماعة بأن تصدَّقَ بأرضٍ كانت له قيمتها مائتا ألف درهم؛ [الإحياء].

اعملي يا نفس: وفي كتاب الزهد للإمام أحمد أن إبراهيم التيمي قال: "مثلَّتُ نفسي في الجنة آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها، ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: يا نفس، أي شيء تريدين؟ فقالت: أريد أن أُرَدَّ إلى الدنيا فأعمل صالحًا، قلت: فأنتِ في الأمنية فاعملي".


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*محاسبة النفس سبيل النجاة*
*للشـيخ / محـمـد سـويـدان*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمد لله الذي لا مانعَ لِما وهب، ولا معطيَ لِما سلب، طاعته للعاملين أفضل مكتسب، هيَّأ قلوب أوليائه للإيمان وكتب، أحمده على ما منحنا من فضله ووهب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هزم الأحزاب وغلب، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله الذي اصطفاه وانتخب، صلى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكر الفائق في الفضائل والرُّتَب، وعلى عمر الذي فر الشيطان منه وهرب، وعلى عثمان ذي النورين التَّقِيِّ النَّقِيِّ الحسب، وعلى عليٍّ صهره وابن عمه في النسب، وعلى بقية أصحابه الذين اكتسَوا في الدين أعلى فخر ومكتسب، وعلى التابعين لهم بإحسان ما أشرق النجم وغرب، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:

فيا أيها الكرماء الأجلاء عباد الله: فنحن نودع عامًا قد طُوِيَ من عمر الزمان، ولا بد لنا من وقفة محاسبة نودع بها عامًا مضى وفات، ونستقبل بها عامًا حل وحضر، فما أحوجنا إلى محاسبة النفس ومراجعتها؛ لعلها تنتبه من غفلتها، وتستفيق من رَقدتها، وتقوم من سُباتها، وترجع عن غيِّها وضلالتها!

ومحاسبة النفس أمرُ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ حيث يقول الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].

وروى الترمذي وقال: حديث حسن، عن شداد بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الكيِّسُ من دان نفسه، وعمِل لِما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنَّى على الله الأماني))؛ دان نفسه: أي: حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يُحاسب يوم القيامة.

وروى ابن ماجه عن ابن عمر أنه قال: ((كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل من الأنصار، فسلم على النبي، ثم قال: يا رسول الله، أي المؤمنين أفضل؟ قال: أحسنهم خلقًا، قال: فأي المؤمنين أكيس (أعقل)؟ قال: أكثرهم للموت ذكرًا، وأحسنهم لِما بعده استعدادًا، أولئك الأكياس)).

وهي وصية السلف؛ فقد روى أحمدُ في كتاب الزهد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوا أنفسكم قبل أن تُوزنوا؛ فإن أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيَّنوا للعرض الأكبر يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية".

وفي شعب الإيمان للبيهقي أن عمر رضي الله عنه كتب إلى بعض عماله أن: "حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة؛ فإنه من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة، عاد مرجعه إلى الرضا والغِبطة، ومن ألْهَتْهُ حياتُه وشُغله بهواه، عاد مرجعه إلى الندامة والحسرة".

وروى النسائي في السنن الكبرى أن الحسن البصري قال: "إن المؤمن قوَّام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خفَّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة"، وقال أيضًا: "إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة من همته"؛ [محاسبة النفس لابن أبي الدنيا].

وفي حلية الأولياء عن ميمون بن مهران، أنه قال: "لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريكه، حتى يعلم من أين مطعمه، ومن أين ملبسه، ومن أين مشربه، أمن حِلٍّ ذلك أم من حرام؟".

وفي حلية الأولياء أيضًا: أن سهل بن عبدالله قال: "المؤمن من راقب ربه، وحاسب نفسه، وتزوَّد لمعاده".

أحبتي الكرام: إذا كانت محاسبة النفس هي أمر الله ورسوله، ووصية السلف، فتعالَوا بنا لنرى ما هي المحاسبة:

المحاسبة وأنواعها: يقول الماوردي في تعريفه للمحاسبة: "أن يتصفح الإنسان في ليله ما صدر من أفعال نهاره، فإن كان محمودًا أمضاه وأتبعه بما شاكله وضاهاه، وإن كان مذمومًا استدركه إن أمكن، وانتهى عن مثله في المستقبل".

ومحاسبة النفس نوعان؛ النوع الأول: محاسبة النفس قبل العمل؛ فهو أن يقف العبد عند أول همه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه؛ قال الحسن رحمه الله: "رحم الله عبدًا وقف عند همِّه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر".

أما النوع الثاني، فهو محاسبة النفس بعد العمل؛ وهو ثلاثة أنواع:

أولًا: محاسبتها على طاعة قصَّرت فيها من حق الله تعالى، فلم توقِعْها على الوجه الذي ينبغي.
وحق الله في الطاعة ستة أمور: الإخلاص لله في العمل، النصيحة لله فيه، متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم، شهود مشهد الإحسان فيه، شهود منة الله عليه، شهود تقصيره فيه، بعد ذلك يحاسب نفسه، هل وفَّى هذه المقامات حقها؟ وهل أتى بها في هذه الطاعة؟

ثانيًا: أن يحاسب نفسه على المناهي، فإن عرف أنه ارتكب منها شيئًا تداركه بالتوبة، والاستغفار، والحسنات الماحية.

ثالثًا: أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركُهُ خيرًا من فعله.




اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt


أيُّهم يسبق فيظفرُ بالأجر، ولا يأتي في بال أحدهم أنَّه أفضل من غيره في خدمة والديه، فإنَّ الفضل فضل الله أن منَّ عليه بخدمتهما، ولكم أن تتصوروا بيتاً لا تعاون فيه، ما هو حاله.

خامساً من مقومات البيت الناجح: كثرة ذكر الله فيه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ"(أخرجه مسلم)، فإذا رأيت أهل البيت هذا يصلي النافلة ويقوم الليل، وهذا يتلو القرآن الكريم، وآخر يدعو ويستغفر ويُسبِّح، وآخر يقرأ في علم نافع يرفع عنه الجهل، وإذا دخل أحدهم البيت ذكر الله وسلَّم على أهله، فإنَّ هذا من أعظم مقومات البيت الناجح السعيد، فأحيوا بيوتكم بذكر الله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ"(أخرجه مسلم).

سادساً من مقومات البيت الناجح: الحرص على نظافته الحسية والمعنوية وتعاون أفراده على ذلك.

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

-------------------------------------------------

الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:

عباد الله: سابعاً من مقومات البيت الناجح: عدم التكلف في تأثيثه، ذلك أنَّ بعض الناس قد يضطر إلى الاقتراض لأجل تكلُّفه في الأثاث، فيصاب بالهمِّ والغم، كيف يُسدده ومتى يقضيه؟ ولو أنَّه اكتفى بما يقدر عليه من أثاث وتبسَّط في ذلك لما تكدَّر همَّاً وغمَّاً، وأنتم ترون كيف الناس يحنُّون إلى البساطة في حياتهم، ولا يحبُّون التكلف فيها، وكما قيل: الكلفة ترفع الألفة.

ثامناً من مقومات البيت الناجح: تخلُّق أهله بالرفق، كلٌّ منهم يرفق بالآخر، فإنَّ ذلك مفتاح عظيم من مفاتيح سعادة أهل البيت، والرفق إذا حلَّ في البيت حلَّ فيه خير عظيم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا أَرَادَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا، أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ"(أخرجه الإمام أحمد وصححه الألباني) فرفق أهل البيت بعضهم لبعض، رفق في التعامل، رفق في التخاطب، رفق في التفاهم رفق في المناقشة، رفق في حل المشاكل، من أهم الأمور التي تجعل أهل البيت في سعادة، فلا غلظة ولا قسوة ولا صراخ ولا تراشق للعبارات الغليظة، ولا غضب يغلِب هذا أو ذاك، هذا من أهمِّ مقومات البيت الناجح.

تاسعاً من مقومات البيت الناجح: قلَّ بيت إلا وفيه خلاف في بعض وجهات النظر بين الأب والأمِّ، وعليهما حل ذلك فيما بينهما، ولا يصلح أن يظهر ذلك عند الأبناء، وعلى الزوج أن يصبر على زوجته وأن تصبر هي عليه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ"(أخرجه مسلم)، وقال أبو الدرداء -رضي الله عنه- لزوجته: "إذا رأيتني غ ضبت فرضني، وإذا رأيتك غضبى رضيتك وإلا لم نصطحب"، وقال الله -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)[النساء: 19].

عباد الله: ومن مقومات البيت الناجح: التسامح بين أفراده، وحسن اعتذار المخطئ إن أخطأ في حق أحدهم، وقبول الاعتذار، وأهمية تخلقهم بخلق العفو والصفح.

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى *** ودافع ولكن بالتي هي أحسن

اللهم اغفر ذنوبنا، ووسع لنا في دورنا، وبارك في أرزاقنا.

عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*من مقوِمات البيت الناجح*
*للشــيخ/ عـمـــر المـشـاري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

عباد الله: عباد الله: إنَّ البيت الناجح هو البيت الذي يؤدي كل فرد من أفراده الحق الذي عليه، فالأب والأم والبنون، كل له دوره المهم في نجاح البيت وسعادته، في حلقة متكاملة، هدفها الوصول إلى ألفة ومحبَّة دائمة، ومن مقوِّمات البيت الناجح ما ألخِّصه في أمور: أولاً: كل بيت يقوم على أركان، وأركان البيت وأعمدته هما الأب والأم، إذ بهما تعمر البيوت، فالأمُّ منبع للحنان والعطف، والحب والرحمة، ودورها هو الدور الأكبر في نجاح البيت.

عباد الله: إنَّ الأم في البيت هي المربية لأبنائها، فإذا كانت كثيرة الخروج منه لغير حاجة، فمن الذي يربي؟ من الذي يملأ البيت عطفاً وحناناً وحبَّاً ووئاماً؟

إنَّ الأمَّ مثل الشمعة المضيئة في بيتها، وبقدر خروجها تنطفئُ تلك الإضاءة، ويحصل فيه ظلمة حتى تعود إليه، وإنَّ الأم التي تقوم بوظيفتها على أكمل وجه في بيتها، لها من الأجور العظيمة ما لا يعلمه إلا الله.

والمرأة إن احتاجت إلى الخروج من بيتها، سواء لوظيفتها أو لغير ذلك، فإنَّها تخرج بكامل حجابها، ثم إذا عادت إليه تقوم بالواجب نحوه ولا تهمل بيتها، فالله الله أيتها الأمهات قُمنَ بواجبكنَّ في البيوت تربية وتأديباً وخدمةً وقدوةً حسنة، جزاكنَّ الله خيراً.

ثانياً: من مقومات البيت الناجح: قيام الأب بحقِّ بيته عليه، فهو الساعي على أهل بيته، يكدح نهاره طلباً للرزق، لينفق على زوجته وأبنائه وبناته، ويُكرم ضيفه، ومن حقِّ أهل بيته عليه، حسن التوجيه والتأديب والتربية، فلا بد أن يكون قريباً منهم، لا لاهياً عنهم، لا غافلاً عن تربيتهم، لا معرضاً عنهم إلى سهر خارج البيت، فأنت أيها الأب خصيم نفسك إن أخللت بدورك في البيت، وإن أردت بِرَّ أبنائك بك فبُرَّ بهم تربية وتوجيهاً وتقويماً وإصلاحاً ونصحاً، تأمرهم بمعروف وتنهاهم عن منكر، تأمر أبناءك بالصلاة لسبع سنين وتضربهم عليها وهم أبناء عشر سنين، لا تقل هؤلاء ما زالوا صغاراً وقد أمرك النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فاحرص أن تصحبهم معك إلى المسجد ليكونوا بجانبك ولتأدبهم بآداب المسجد حتى لا يشوشوا على المصلين.

ثالثاً من مقومات البيت الناجح: أن يكون مبنياً على التقوى، فإذا كان أهل البيت متقين لله، فلا تسل عن سعادة أهله وهناءتهم، وقوة ترابطهم ومحبَّتهم فيما بينهم، وفرق كبير بينه وبين بيت لا يُذكر الله فيه، وتكثر فيه الآثام من غيبة وسلاطة لسان، وتلاعن وشتام، وصوت معازف وآلات لهو، وصور محرَّمة وغيرها من الآثام، فهذا بيت لا يعيش أهله السعادة ولا ينعمون بقوة التماسك ولا تتعمق فيه روابط الألفة والمحبة، ولا يجدون ما يجده أهل البيت المتقين من فوائد وثمرات قطوفها يانعات.

رابعاً من مقومات البيت الناجح: تعاون أهله على الخير كلٌّ منهم يعين الآخر على ما يحتاجه، وبعضهم يكمِّل بعضاً، فالأمُّ تُعين زوجها وأبناءها، والأب يعين زوجته وأبناءه، والأبناء يعينون الأب والأم ويعينون بعضهم، وكذلك إذا احتاجت الأخت إلى أخيها خدمها، وإذا احتاج إليها أخوها خدمته، وفي ذلك أجر عظيم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ كَانَ لَهُ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَتَاهُ، كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ" يَعْنِي السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى (أخرجه ابن أبي شيبه وصححه الألباني)، وإذا احتاج الأب أو الأم شيئاً تسابق الأبناء والبنات تلبيةً وخدمةً وبِرَّاً




"يا ابن آدم بسطت لك صحيفتك، ووكل بك ملكان: أحدهما عن اليمين وعن الشمال، فصاحب اليمين يكتب الحسنات، وصاحب الشمال يكتب السيئات، فاعمل ما شئت أقلل أو أكثر، فإذا مت طُويت صحيفتك حتى يوم القيامة، فيقال لك: اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا، ثم قال: "عدل والله من جعلك حسيب نفسك".

عبد الله! اجلس مع نفسك وحاسبها، وقل لها: يا نفس أتعلمين أن كل من يلتفت إلى ملاذ الدنيا، ويأنس بها، فمصيره الموت، يا نفس أو ما تنظرين إلى الذين مضوا كيف بنوا وعلوا ثم ذهبوا، أما ترينهم كيف يجمعون ما لا يأكلون، ويبنون ما لا يسكنون، ويؤملون ما لا يدركون، يبني كل واحد قصرًا مرفوعًا إلى جهة السماء ومقره قبر محفور تحت الأرض.

ويحكِ يا نفس، أما تستحين من الله تزينين ظاهرك للخلق، وتبارزين الله في السر بالعظائم.
ويحك أهو أهون الناظرين إليك، أتأمرين الناس بالخير وأنت ملطخة بالرذائل، فانظري يا نفس بأي بدنٍ تقفين بين يدي الله، وبأي لسان تجيبين فأعدي للسؤال جوابًا وللجواب صوابًا.

يا نفس اخرجي من الدنيا خروج الأحرار قبل أن تخرجي منها على الاضطرار.

عبد الله قل:

أنا العبد الذي كسب الذنوبا *** وصدته المنايا أن يتوبا
أنا العبد الذي أضحى حزينا *** على زلاته قلقاً كئيبا
أنا المضطر أرجو منك عفواً *** ومن يرجو رضاك لن يخيبا
فيا أسفى على عمرٍ تقَضّى *** ولم أكسب به إلا الذنوبا
ويا حزناه من حشري ونشري *** بيوم يجعل الولدان شيبا
فيا من مد في كسب الخطايا *** خطاه أما آن الأوان أن تتوبا

قال مالك بن دينار -رحمه الله تعالى -: "مكتوب في التوراة: كما تدين تدان، وكما تُزرع تحصد، فتب إلى مولاك من قريب فو الله ما ظلمك من جعلك حسيب نفسك".

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : "يقول العبد يوم القيامة: يا رب ألم تجرني من الظلم؟ فيقول: بلى فيقول: إني لا أجيز على نفسي إلا شاهدًا من نفسي، فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً، وبالكرام الكاتبين شهودًا" فيُختم على فيه ويقال لأركانه: انطقي فتنطق بأعماله، ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بُعداً لكُنّ وسُحقًا، فعنكُنّ كنت أُناضل.

أخي: حاسب نفسك لنفسك وأخلص تخلص، فالناقد بصير..

العمر ينقص والذنوب تزيد *** وتُقال عثرات الفتى فيعود
هل يستطيع جحود ذنب واحد *** رجل جوارحه عليه شهود

عباد الله: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين؛ أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

20 last posts shown.