#شبكة الحطامي عاجل
وكالات/ اليمن تقارير 4:00م
الخميس 26 ديسمبر كانون الاول 2025م
دعوات الحكم الذاتي في اليمن مشاريع تقسيم برغبة وأطماع قوى إقليمية (تقرير)
يمن شباب نت
برزت في الآونة الأخيرة دعوات لما يسمى "الحكم الذاتي"، في محافظتي سقطرى وحضرموت (شرقي اليمن)، على خطى مشاريع التمزيق في البلاد، المدعومة من بعض الدول الإقليمية، ومساعيها للبحث عن مناطق نفوذ وسيطرة جنوب وشرق البلاد.
والسبت الفائت، وخلال عرض قبلي مسلح في هضبة حضرموت، بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لانطلاق "الهبة الحضرمية الشعبية"، جدد حلف قبائل حضرموت، تمسكه بـ"الحكم الذاتي" وإنهاء ما وصفه بالإهمال والتسويف بحقوق المحافظة.
وقال رئيس حلف قبائل حضرموت عمرو بن حبريش، إنه سيتم فتح معسكرات وبدء التجنيد من أبناء حضرموت، وهو ما تم بالفعل حيث أعلن الحلف أمس الأربعاء، عن تشكيل قوات عسكرية جديدة تحت مسمى "قوات حماية حضرموت"، خارج إطار مؤسسات الدولة، تحت مبرر "المصلحة العامة وترسيخ الأمن والاستقرار، ومواجهة الإرهاب والجهات التخريبية الشريرة، وحماية ثروات الوطن".
وفي منتصف الشهر الجاري، دعا مكون مستحدث يطلق على نفسه اسم "المجلس الوطني لأبناء سقطرى"، يديره قيادي في المجلس الانتقالي يحمل الجنسية الإماراتية ويدعى "علي عيسى بن عفرار"، دعا إلى "الحكم الذاتي في أرخبيل سقطرى"، وسارع مستشار رئيس الإمارات محمد بن زايد، "عبدالخالق عبدالله"، بوصفه بـ"الخطوة التاريخية".
إلا أن هده الدعوات لاقت رفضا وتنديدا واسعا من قبل مكونات ومشايخ وأعيان سقطرى، حيث أعلن مؤتمر سقطرى الوطني، رفضه للخطوات التي وصفها بالأحادية بإعلان ما يسمى بـ"الحكم الذاتي".
وحمل المؤتمر، مجلس القيادة الرئاسي والحكومة مسؤولية عدم تطبيع الأوضاع العسكرية والإدارية في سقطرى وتوفير المشتقات النفطية والغاز وتحسين الخدمات بعد أحداث 2020م، التي نتج عنها فشل إداري وتنموي، وأوجدت مساحة كبيرة للتلاعب في سيادة البلد وحقوق أبنائه.
واعتبر مراقبون وسياسيون هذه الدعوات ضمن خطوات الصراع وتقسيم المقسم المدفوعة برغبات دولتي تحالف دعم الشرعية (السعودية والإمارات)، والتي تعمل على إبقاء الوضع على ما هو عليه، دون الخروج إلى رؤية موحدة في البلاد.
رفض شعبي وصمت رسمي
جاءت دعوات الحكم الذاتي، في محافظتي حضرموت وسقطرى، تزامنا مع حراك سياسي تشهده العاصمة السعودية الرياض، ورغم خطورة تلك الدعوات إلاّ أن أيٍ من الجهات الحكومية الرسمية أو الأحزاب السياسية لم تصدر أي تعليق على ذلك.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر سقطرى الوطني، الشيخ علي عامر، إن دعوات الحكم الذاتي، في سقطرى، ماهي إلا ضمن مشاريع تمزيق وتشتيت اليمن، كما هو واضح للجميع.
وأضاف عامر، في حديث خاص لـ "يمن شباب نت"، مضت عشر سنوات منذ انطلاق التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية، وما نشاهده العكس من ذلك، حيث يجري تمزيق للشرعية وشرعنة للمليشيات وتقسم البلاد.
واتهم عامر الحكومات اليمنية الشرعية المتعاقبة منذ بدء الحرب، بعدم قيامها بدورها بالشكل المطلوب وإبراز دورها في المحافظات المحررة، مرجعا أن ما يحدث نتيجة الاهمال الحكومي.
من جانبه، قال الناشط السقطري عبدالله بداهن، إن دعوات الحكم الذاتي، ورغم الإدراك التام الذي في مخيلة المخرج لهذه السيناريوهات وما فيها من أسلوب مبتذل، إلا أنه لا يوجد لها أي تأثير فعلي على الأرض، والتي لاقت رفضا واسعا على مستوى الأوساط الجماهيرية والشعبية والمكونات والشخصيات الاجتماعية.
واعتبر بداهن في حديث لـ "يمن شباب نت"، صمت الجهات الرسمية والأحزاب السياسية بشأن هذه الدعوات، ربما يبرره الرغبة الرسمية والسياسية في الإبقاء على حالة الهدوء والتي يعتقد أن تتطلبها المرحلة الحالية في ظل التقاربات وما يجري من حراك سياسي ومشاورات في الرياض بين الأطراف السياسية اليمنية.
واستدرك: "لكن ما يجري في سقطرى من دعوات لحكم ذاتي، يجب أن يأخذ على محمل الجد، أكثر من حضرموت وغيرها من المناطق في اليمن، وذلك بالنظر إلى ما سبق في سقطرى من تدخلات وتجاوزات تغذيها بل وتشرف عليها أطراف إقليمية ظاهرة ومعلومة".
وأضاف ما يحدث تتجاوز السيادة اليمنية في ظل الضعف الحالي للدولة وغياب شبه تام لمؤسساتها الفاعلة على الأرض نتيجة الحرب وما نتج عنها من تفرد بعض الأطراف منها بإدارة أجزاء من البلاد مما ساعد أيادٍ خارجية ممتدة عبرها ولا سيما في سقطرى مستغلة العزلة الجغرافية والبعد عن المركز.
وبدوره، قال الكاتب الصحفي عبدالعزيز المجيدي، إن دعوات الحكم الذاتي في سقطرى، "هي انعكاس لمساعي ومشاريع سابقة لدولة الإمارات أرادت من خلالها السيطرة على جزيرة سقطرى، وأيضا فرض وصايتها عليها، وأعتقد بأن الأمر أصبح تحت سيطرتها إلى حد كبير، وأصبحت جزيرة منسية بالنسبة للحكومة اليمنية".
وكالات/ اليمن تقارير 4:00م
الخميس 26 ديسمبر كانون الاول 2025م
دعوات الحكم الذاتي في اليمن مشاريع تقسيم برغبة وأطماع قوى إقليمية (تقرير)
يمن شباب نت
برزت في الآونة الأخيرة دعوات لما يسمى "الحكم الذاتي"، في محافظتي سقطرى وحضرموت (شرقي اليمن)، على خطى مشاريع التمزيق في البلاد، المدعومة من بعض الدول الإقليمية، ومساعيها للبحث عن مناطق نفوذ وسيطرة جنوب وشرق البلاد.
والسبت الفائت، وخلال عرض قبلي مسلح في هضبة حضرموت، بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لانطلاق "الهبة الحضرمية الشعبية"، جدد حلف قبائل حضرموت، تمسكه بـ"الحكم الذاتي" وإنهاء ما وصفه بالإهمال والتسويف بحقوق المحافظة.
وقال رئيس حلف قبائل حضرموت عمرو بن حبريش، إنه سيتم فتح معسكرات وبدء التجنيد من أبناء حضرموت، وهو ما تم بالفعل حيث أعلن الحلف أمس الأربعاء، عن تشكيل قوات عسكرية جديدة تحت مسمى "قوات حماية حضرموت"، خارج إطار مؤسسات الدولة، تحت مبرر "المصلحة العامة وترسيخ الأمن والاستقرار، ومواجهة الإرهاب والجهات التخريبية الشريرة، وحماية ثروات الوطن".
وفي منتصف الشهر الجاري، دعا مكون مستحدث يطلق على نفسه اسم "المجلس الوطني لأبناء سقطرى"، يديره قيادي في المجلس الانتقالي يحمل الجنسية الإماراتية ويدعى "علي عيسى بن عفرار"، دعا إلى "الحكم الذاتي في أرخبيل سقطرى"، وسارع مستشار رئيس الإمارات محمد بن زايد، "عبدالخالق عبدالله"، بوصفه بـ"الخطوة التاريخية".
إلا أن هده الدعوات لاقت رفضا وتنديدا واسعا من قبل مكونات ومشايخ وأعيان سقطرى، حيث أعلن مؤتمر سقطرى الوطني، رفضه للخطوات التي وصفها بالأحادية بإعلان ما يسمى بـ"الحكم الذاتي".
وحمل المؤتمر، مجلس القيادة الرئاسي والحكومة مسؤولية عدم تطبيع الأوضاع العسكرية والإدارية في سقطرى وتوفير المشتقات النفطية والغاز وتحسين الخدمات بعد أحداث 2020م، التي نتج عنها فشل إداري وتنموي، وأوجدت مساحة كبيرة للتلاعب في سيادة البلد وحقوق أبنائه.
واعتبر مراقبون وسياسيون هذه الدعوات ضمن خطوات الصراع وتقسيم المقسم المدفوعة برغبات دولتي تحالف دعم الشرعية (السعودية والإمارات)، والتي تعمل على إبقاء الوضع على ما هو عليه، دون الخروج إلى رؤية موحدة في البلاد.
رفض شعبي وصمت رسمي
جاءت دعوات الحكم الذاتي، في محافظتي حضرموت وسقطرى، تزامنا مع حراك سياسي تشهده العاصمة السعودية الرياض، ورغم خطورة تلك الدعوات إلاّ أن أيٍ من الجهات الحكومية الرسمية أو الأحزاب السياسية لم تصدر أي تعليق على ذلك.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر سقطرى الوطني، الشيخ علي عامر، إن دعوات الحكم الذاتي، في سقطرى، ماهي إلا ضمن مشاريع تمزيق وتشتيت اليمن، كما هو واضح للجميع.
وأضاف عامر، في حديث خاص لـ "يمن شباب نت"، مضت عشر سنوات منذ انطلاق التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية، وما نشاهده العكس من ذلك، حيث يجري تمزيق للشرعية وشرعنة للمليشيات وتقسم البلاد.
واتهم عامر الحكومات اليمنية الشرعية المتعاقبة منذ بدء الحرب، بعدم قيامها بدورها بالشكل المطلوب وإبراز دورها في المحافظات المحررة، مرجعا أن ما يحدث نتيجة الاهمال الحكومي.
من جانبه، قال الناشط السقطري عبدالله بداهن، إن دعوات الحكم الذاتي، ورغم الإدراك التام الذي في مخيلة المخرج لهذه السيناريوهات وما فيها من أسلوب مبتذل، إلا أنه لا يوجد لها أي تأثير فعلي على الأرض، والتي لاقت رفضا واسعا على مستوى الأوساط الجماهيرية والشعبية والمكونات والشخصيات الاجتماعية.
واعتبر بداهن في حديث لـ "يمن شباب نت"، صمت الجهات الرسمية والأحزاب السياسية بشأن هذه الدعوات، ربما يبرره الرغبة الرسمية والسياسية في الإبقاء على حالة الهدوء والتي يعتقد أن تتطلبها المرحلة الحالية في ظل التقاربات وما يجري من حراك سياسي ومشاورات في الرياض بين الأطراف السياسية اليمنية.
واستدرك: "لكن ما يجري في سقطرى من دعوات لحكم ذاتي، يجب أن يأخذ على محمل الجد، أكثر من حضرموت وغيرها من المناطق في اليمن، وذلك بالنظر إلى ما سبق في سقطرى من تدخلات وتجاوزات تغذيها بل وتشرف عليها أطراف إقليمية ظاهرة ومعلومة".
وأضاف ما يحدث تتجاوز السيادة اليمنية في ظل الضعف الحالي للدولة وغياب شبه تام لمؤسساتها الفاعلة على الأرض نتيجة الحرب وما نتج عنها من تفرد بعض الأطراف منها بإدارة أجزاء من البلاد مما ساعد أيادٍ خارجية ممتدة عبرها ولا سيما في سقطرى مستغلة العزلة الجغرافية والبعد عن المركز.
وبدوره، قال الكاتب الصحفي عبدالعزيز المجيدي، إن دعوات الحكم الذاتي في سقطرى، "هي انعكاس لمساعي ومشاريع سابقة لدولة الإمارات أرادت من خلالها السيطرة على جزيرة سقطرى، وأيضا فرض وصايتها عليها، وأعتقد بأن الأمر أصبح تحت سيطرتها إلى حد كبير، وأصبحت جزيرة منسية بالنسبة للحكومة اليمنية".