زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚


Kanal geosi va tili: Eron, Forscha
Toifa: ko‘rsatilmagan


الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Kanal geosi va tili
Eron, Forscha
Toifa
ko‘rsatilmagan
Statistika
Postlar filtri


للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️




ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..

اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..

اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين

اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ أمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...

اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..

ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...

عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt


-إن بلوغ الغايات.. وتحقق الإنتصارات.. لا يأتي بغير تضحيات... فكيف نبخل بالتضحية في سبيل تحرير الأقصى ..والتضامن مع آلاف الأسرى.. وإجهاض المؤامرات الكبرى.. التي خططت لتصفية القضية...بمباركة عربية وخيانات داخلية؟!

-أما تلا المنبطحون قول الله تعالى: ((وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا))..
أي : لا يقعدكم عن الجهاد ما يصاحبه من آلام ..لأن من رحمها تولد الآمال.. وتكسر الأغلال.. وتتحرر الأجيال.. ويتخرج الرجال.
فلماذا الوهن والخنوع..؟ ولماذا الذل والخضوع؟!
والمتأمل في معركة طوفان الأقصى.. يؤكد تحقيق الوعد الإلهي في الآية..
فقد عاش اليهود كابوسا أرهقهم وأقض مضجعهم ..وهز أركانهم.. ومزق نسيجهم..وهددإقتصادهم،
وشرد سكانهم .
لقد كان صمود غزة الأسطوري.. طعنة في خاصرة الأعداء.. وصفعة في جبين العملاء.. ولو عُمد بالأشلاء والدماء.

-إن الذين يطعنون في المقاومة بذريعة حب غزة ...هم الذين ساءهم توقف الحرب ..وقبلها باركوا الحصار.. وتشفوا بمظاهر الدمار.. وهذا التناقض وصمة عار..
فحيلة التباكي على الشعوب.. ما عادت تنطلي على العقول الواعية.. وهي ترى المواقف الهزيلة.. والعناصر الدخيلة.. والكيانات العميلة.

-كان الأولى بأولئك الأقزام.. أن يقفوا تحية إجلال وإعظام.. لمن هم حربة الإسلام في وجه قوى الشر والإجرام.. و لما تحلوا به من عزم وثبات.. وما قدموه من تضحيات.. حتى أسقطوا كل الرهانات!
لا أن يدعموا سقوطها.. ويتمنوا زوالها.. ويتهمون مقاومتها.

لقد أسقطت غزة الأحلام الصهيونية.. ومنظومة القوى الغربية..
وتوجهات الأنظمة الرجعية.. في زمن الذل والتبعية.

-إن هؤلاء الذين ارتعدت فرائصهم.. وماتت شجاعتهم.. وجبنوا عن لقاء عدوهم.. قد شابهوا أجدادهم الذين قعدوا عن القتال.. مع نبينا في وقت الشدة.. تحت أعذار واهية هدفها صد الناس عن مواجهة المعتدين
..وتقبيل الظالمين ..والتخلي عن قيم الدين.

-من يقول: إن مئات ألوف الشهداء والجرحى.. دماؤهم في رقبة السنوار وحماس..فنقول له:
إن كل قطرة دم.. في رقبة العربي.. الذي حاصر جيرانه...في رقبة الإسرائيلي الذي قصف،.. وفي رقبة الغربي الذي دعم بالسلاح..في رقبة سلطة ‘‘وطنية‘‘ متعاونة ذهبت لتقمع جنين في ظل سحق غزة...كل ما أرادت حماس فعله من المعركة.. هو تنبيه العالم.. إلى أن هناك شعب لا يقبل نسيان حقه..ولا تمييع قضيته..ولو كان الثمن مريرًا.

-إن النصر.. له صور متعددة.. فإضعاف العدو نصر.. ومراغمته نصر،.. وإغاضته نصر.. وكسر هيبته نصر.. والثبات نصر.. والفتح لدين الله نصر.. وجعل كلمة عدو الله السُّفلى وكلمة أولياء الله هي العُليا نصر..

فكيف وقد اجتمع لغزة جميع ماسبق.. إضافة إلى عجز العدو عن تحقيق أهدافه العسكرية..من القضاء على المقاومة ..وتجريدها من السلاح والتهجير..

فهذا رئيس الموساد يقول: "يجب علينا أن نعترف بأن ‎حماس انتصرت برغم القوة التدميرية التي نفذناها..فمن لايعترف بالهزيمة لايحقق في المستقبل"
وسلسلة الإستقالات.. وعاصفة الإختلافات في الداخل الإسرائيلي.. دليل وشاهد آخر على اعترافهم بالهزيمة.

بينماالحاقدون من أبناء جلدتنا.. أكثر عنادا من اليهود أنفسِهم.. فهم يتعامون عن هذا النصر.. وقلوبهم تغلي بالحقد والحسرة.. وتتمنى أن تكون للعدو.. كرة لطمس هذه الحقيقة المرة.

-الحقيقة ان كتائب_القسام وفصائل المقاومة لم ينتصروا لأهلنا في ‎غزه فقط.. بل لعموم الأمة.. و للشعب المصري خاصة باستعادة ‎محور_فيلادلفيا ..الذي باعه ‎السيسي خدمة للصهيونية ونكاية بالمقاومة الإسلامية!

ختاما أقول:
تبّاً لزيفِ عِمامةٍ
ركعت لطاغوتٍ قذِر.

ولكلِّ بوقٍ حاقدٍ
ولكلِّ كذابٍ أشِر.

ولكلِّ عبدٍ خانعٍ
يبكي لأني منتصِر.

يصفُ الصمودَ تَهوراً
ويقولُ: شعبٌ منتحِر!

ويرى الدفاعَ تَطرُّفاً
ولو القنابلُ تنهمِر!

ولوِ الدماءُ تَدفّقَت
شعبٌ بأكملِهِ حُصِر!

ولوِ الطفولةُ مُزقت
ولوِ المشافي تَستعِر!

ولوِ المساكنُ أُشعِلت
والجوعُ بادٍ مُنتشِر.

فبأيِّ دينٍ يا تُرى
في أن نُقَبّلَ مَن سَكِر؟!

في أن نُعظّمَ قاتلاً
في أن نذِلَّ لمَن كُفِر؟!

كلا سنقتحمُ الوغَى
ونعيدُ من فِينا أسِر

ونحررُ الأقصى غداً
فالحقُّ ليسَ بِمُنكسِر

حتماً سيشرقُ فجرُنا
ونرَى العمَالةَ تَحتَضِر

@- هذا ما تيسر ذكره ...وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب: 56]،


-يرى القارئ في سورة الإسراء: أن الله ذكر قصة الإسراء في اية واحدة فقط. قال تعالى: ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ﴾ [الإسراء: 1]..

ثم أخذ في ذكر فضائح اليهود، وجرائمهم، ثم نبههم إلى أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم، والارتباط بين الآيات في سورة الإسراء،.. يشيـر إلى أن اليهـود سيعزلون عن منصب قيـادة الأمة الإنسانية ...لما ارتكبوا من الجرائم التي لم يبق معها مجال لبقائهم على هذا المنصب،.. وأنه سيصير إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ،.. ويجمع له مركزا الدعوة الإبراهيمية كلاهما،.. إن سورة الإسراء تعرضت للاستبداد الإسرائيلي،... وبينت كيف تهاوى بين مخالب القوى الدولية الكبرى في ذلك الزمان «الفرس، والروم»؛...
ولذلك فإن من الفوائد العظيمة في رحلة الإسراء لرسول الله صلى الله عليه وسلم... وأمته.. رؤية بعض آيات الله؛.. لأن من أوضح آيات الله المتعلقة بالمسجد الأقصى... هي آياته التاريخية.. التي كان يعكسها الصراع الروماني الفارسي.. الإسرائيلي قبل الإسراء،.. قال تعالى: ((وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا()ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا()وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا()فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا()ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا()إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا))..[الإسراء2___7]..

-بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم...

-الخطبةالثانية👇

الحمدلله وحده..والصلاةوالسلام على من لانبي بعده..

أماااابعد:
أيهاالأحبةالكرام:

- إدراك الصحابة لأهمية المسجد الأقصى:
أدرك الصحابة رضي الله عنهم، مسؤوليتهم نحو المسجد الأقصى، وهو يقع أسيرا تحت حكم الرومان، فحرروه في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه،...
وظل ينعم بالأمن، والأمان، حتى عاث الصليبيون فسادا فيه بعد خمسة قرون، من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومكثوا ما يعادل قرنا يعيثون فسادا، ..
فحرره المسلمون بقيادة (صلاح الدين الأيوبي)، وها هو ذا يقع تحت الاحتلال اليهودي، فما الطريق إلى تخليصه؟

الطريق إلى تخليصه: الجهاد في سبيل الله؛ على المنهج الذي سار عليه الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
@-شبهات وردود :
‏(طوفان الأقصى مغامرة فاشلة
أدت إلى نتائج كارثية قاتلة)

وهذه الشبهة صنعها أعداء الجهاد.. وروجها أبواق الجلاد.. ورموز الظلم والإلحاد.. لترسيخ ثقافة الإستبداد
وفيهم أصحاب لحى وعمائم.. عميت أبصارهم عن رؤية المظالم.. وما لحق شعب غزة من حصار وجرائم..
لقد سلوا ألسنتهم على المقاومة.. وألصقوا بها كل تهمة.. وجردوها من الوطنية و الرحمة.
قللوا من قيمة النصر بقولهم: خمسون ألف شهيد... ومليوني مشرّد.. ومدينة بالكامل مُحيت عن بكرة أبيها.. وقالوا: عن اي نصر تتحدثون؟!

والرد على هذه الشبهة من وجوه:
-قرابة قرن من الأعوام.. ماذا حقق دعاة السلام.. سوى المزيد من الإستسلام.. والغرق في بحر الأوهام.. وصدق من قال:

أسلامٌ والأرض تشكو احتلالا
أجنبيا والشعب ضيف خيام

أسلام وكلما مر يوم
حلُم المعتدي بطول المقام.

-من يحمل هم القضية ..ويعشق العز والحرية ...لا يركع لقانون العبودية.. ولو صال عليه الطغيان.. وذاق مرارة الخذلان.. ودفع أبهض الأثمان...
فماقيمة الحياة في ظل احتلال متربع.. واستيطان متوسع؟
خوف وانتهاكات.. وقتل واعتقالات.. ونهب ومداهمات!

-إن أي حركة مقاومة.. تعلم بأن فارق القوة بينها وبين المُحتّل.. هو بالضرورة عملاق، وإلا ما كان الاحتلال قد نشأ بالأساس..

والقسّام أعدّت ما يكفي من القوة التي تضمن.. ليس فقط تحقيق نصر ساحق في السابع من أكتوبر،.. بل والصمود تحت الأرض.. وإيلام العدو فوقها لشهور طويلة.
فمن أعد المستطاع المقدور فهو الغالب المنصور .. كما قال تعالى:
((وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)).

-لماذا لم يلتفت هؤلاء إلى فارق العدد والعدة بين الحق والباطل في تاريخ الغزوات وعلى متداد الفتوحات؟!
فلو كانت المعركة مع الباطل يشترط فيها تكافؤ القوى لما قام سوق الجهاد وما كسرت أجنحة الإلحاد وما جففت ينابيع الفساد!


كانت حادثة الإسراء والمعراج قبل هجرته – عليه السلام – بسنة، هكذا قال القاضي عياض في الشفا، ولـما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من رحلته الميمونة؛ أخبر قومه بذلك، فقال لهم في مجلس حضره (المطعم بن عدي، وعمرو بن هشام، والوليد بن المغيرة): إني صليت الليلة العشاء في هذا المسجد، وصليت به الغداة، وأتيت فيما دون ذلك بيت المقدس، فنشر لي رهط من الأنبياء؛ منهم: (إبراهيم، وموسى وعيسى)، وصليت بهم، وكلمتهم، فقال عمرو بن هشام كالمستهزئ به: صفهم لي، فقال: أما عيسى: ففوق الربعة، ودون الطول، عريض الصدر، ظاهر الدم، جعد، أشعر، تعلوه صهبة، كأنه عروة بن مسعود الثقفي. وأما موسى: فضخم آدم، طوال، كأنه من رجال شنوءة، متراكب الأسنان، مقلص الشفة، خارج اللثة، عابس، وأما إبراهيم: فوالله إنه لأشبه الناس بي، خلقا، وخلقا. فقالوا: يا محمد! فصف لنا بيت المقدس، قال: «دخلت ليلا، وخرجت منه ليلا»، فأتاه جبريل بصورته في جناحه، فجعل يقول: «باب منه كذا، في موضع كذا، وباب منه كذا، في موضع كذا»...
ثم سألوه عن عيرهم، فذكر لهم أشياء...وتأكدوا منها فكانت كما قال...لكنهم استكبروا وكذبوا وقالوا ساحر...

- إن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء.. دليل على أنهم سلموا له القيادة، والريادة،.. وأن شريعة الإسلام نسخت الشرائع السابقة، ..وأنه وسع أتباع هؤلاء الأنبياء ما وسع أنبياءهم، ...أن يسلموا القيادة لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولرسالته التي لا يأتيها الباطل من بين يديها، ولا من خلفها،...

-إن على الذين يعقدون مؤتمرات التقارب بين الأديان.. أن يدركوا هذه الحقيقة، ...ويدعوا إليها،.. وهي ضرورة الانخلاع من الديانات المنحرفة، والإيمان بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم ورسالته، ... وعليهم أن يدركوا حقيقة هذه الدعوات المشبوهة، التي تخدم وضعا من الأوضاع، أو نظاما من الأنظمة الجاهلية، وأي تقريب بين عقيدة منحرفة تعتقد: أن الله هو المسيح، ..وأن المسيح ابن الله،. وأن الله ثالث ثلاثة،...
أو بين من يعتقد: أن عزيرا ابن الله، ويحرف كلام الله، وبين من يعتقد: أن الله واحد لا شريك له، ولا والد، ولا ولد، ولا زوجة له – وهو عبث من القول.

- إن الربط بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام وراءه حكم، ودلالات، وفوائد؛ منها:

أهمية المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين؛... إذ أصبح مسرى رسولهم صلى الله عليه وسلم، ومعراجه إلى السماوات العلا،... وكان لا يزال قبلتهم الأولى طيلة الفترة المكية، وهذا توجيه وإرشاد للمسلمين بأن يحبوا المسجد الأقصى، وفلسطين؛.. لأنها مباركة، ومقدسة.

الربط يشعر المسلمين بمسؤوليتهم نحو المسجد الأقصى،.. بمسؤولية تحرير المسجد الأقصى من أوضار الشرك، وعقيدة التثليث، كما هي أيضا مسؤوليتهم تحرير المسجد الحرام، من أوضار الشرك، وعبادة الأصنام.

الربط يشعر بأن التهديد للمسجد الأقصى،... هو تهديد للمسجد الحرام، وأهله،... وأن النيل من المسجد الأقصى، توطئة للنيل من المسجد الحرام؛... فالمسجد الأقصى.. بوابة الطريق إلى المسجد الحرام،...وزوال المسجد الأقصى من أيدي المسلمين، ووقوعه في أيدي اليهود، يعني: أن المسجد الحرام والحجاز قد تهدد الأمن فيهما، واتجهت أنظار الأعداء إليهما لاحتلالهما.

والتاريخ قديما وحديثا يؤكد هذا،... فإن تاريخ الحروب الصليبية يخبرنا: أن (أرناط) الصليبي صاحب مملكة الكرك، أرسل بعثة للحجاز للاعتداء على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى جثمانه الشريف في المسجد النبوي، وحاول البرتغاليون (النصارى الكاثوليك) في بداية العصور الحديثة الوصول إلى الحرمين الشريفين؛ لتنفيذ ما عجز عنه أسلافهم الصليبيون، ولكن المقاومة الشديدة التي أبداها المماليك، وكذا العثمانيون، حالت دون إتمام مشروعهم الجهنمي، وبعد حرب (1967 م)، التي احتل اليهود فيها بيت المقدس...صرخ زعماؤهم... بأن الهدف بعد ذلك.. احتلال الحجاز،... وفي مقدمة ذلك... مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخيبر.

لقد وقف (دافيد بن جوريون) زعيم اليهود بعد دخول الجيش اليهودي القدس،.. يستعرض جنودا وشبانا من اليهود بالقرب من المسجد الأقصى،.. ويلقي فيهم خطابا ناريا، يختتمه بقوله: «لقد استولينا على القدس، ونحن في طريقنا إلى يثرب»، ووقفت (جولدا مائير).. رئيسة وزراء اليهود،.. بعد احتلال بيت المقدس،.. وعلى خليج إيلات العقبة، تقول: «إنني أشم رائحة أجدادي في المدينة، والحجاز، وهي بلادنا التي سوف نسترجعها».
وبعد ذلك نشر اليهود خريطة لدولتهم المنتظرة؛.. التي شملت المنطقة من.. الفرات إلى النيل،.. بما في ذلك الجزيرة العربية، والأردن، وسورية، والعراق، ومصر، واليمن، والكويت، والخليج العربي كله، ...ووزعوا خريطة دولتهم هذه في أوروبا...بعد انتصارهم في حرب (1967) م .


🎤
خطبةجمعةبعنوان👇

(الحكمة من رحلتي الإسراءوالمعراج)
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الحمدُ لله العظيم الشأن ، الكبير السلطان....خلق آدمَ من طين ثم قال له كن فكان ...أحسن كل شيء خَلْقه وأبدع الإحسان والإتقان ،

-أحمده سبحانه وحمدُه واجبٌ على كل إنسان ،
وأشكره على ما أسداه من الإنعام والتوفيق للإيمان لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ، ...
أكرم مسؤول، وأعظم مأمول، ..
عـــــــالم الغيوب مفرّج الكروب، مجيب دعوة المضطر المكروب،

إذا اشتملت على اليأسِ القلوبُ
وضاق لما بهِ الصدرُ الرحيبُ

ولم تر لانكشافِ الضرِ وجهُـاً
ولا أغنـى بحيلتـِه الأريـبُ

أتاك على قنـوطٍ منك غـوثٌ
يمـنُ به اللطيفُ المسـتجيبُ

وكل الحـادثاتِ وإن تنـاهت
فموصـولٌ بها الفرجِ القريب

-وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. كلمة قامت بها السماوات السبع والأرض المهاد، وخضع لها جميع العباد ،

لا يَنبتُ اليأسُ في روحٍ مُحلِّقةٍ
فضَاؤها الرَّحبُ حُسْنُ الظنِّ باللهِ

فصَلِّ يا خيرَ مَن صلَّى على بَشَرٍ
على خَليلِكَ أعلى القَدرِ والجَاهِ

وانصرْ عبادَكَ في أكنَافِ غَزَّةَ مَا
دعَـاكَ داعٍ وصلَّى كُـلُّ أوَّاهِ

-وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الحوض وشفيع الخلق يوم المعاد..

يُصَلِّي عَليكَ الفُـؤادُ الَّذي
‏يُغَنِّي بِحُبِّكِ … يَشتاقُ لَكْ!

‏بِكَ اللهُ أَكْـمَـلَ دِينَ الهُدَىٰ
‏فَجَلَّىٰ عنِ العالمينَ الحَلَكْ

‏وَبَـانَتْ تَـفَـاصيلُ دَرْبٍ يَرَىٰ
‏صَباحَ تَـبَاشِيرِهِ … مَنْ سَلَكْ

‏عَـلـيكَ الـصَّـلَاةُ مِنَ اللهِ مَنْ
‏هَـداكَ ومَنْ بالهُدَىٰ أَرْسَلَكْ

-صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً ...

أمَّا بَعْــــــــد :-
عبادالله:فأوصيكم ونفسي المخطئةالمذنبة أولابتقوى الله:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ))[آل عمران: 102].

-أيها الأحبةالكرام:
في رحلة الإسراء والمعراج أطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على هذه الآيات الكبرى، توطئة للهجرة، ولأعظم مواجهة على مدى التاريخ للكفر، والضلال، والفسوق.

أما هدف هذه المعجزة، والحكمة منها... فيتمثل في أمور.... من أهمها:

-أن الله -عز وجل- أراد أن يتيح لرسوله صلى الله عليه وسلم فرصة الاطلاع على المظاهر الكبرى لقدرته؛ ..حتى يملأ قلبه ثقة فيه، ..واستنادا إليه؛ ..حتى يزداد قوة في مهاجمة سلطان الكفار القائم في الأرض،...

في رحلة الإسراء والمعراج أطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على هذه الآيات الكبرى،.. توطئة للهجرة، ولأعظم مواجهة على مدى التاريخ للكفر، والضلال، والفسوق.

والآيات التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة؛ منها:
-الذهاب إلى بيت المقدس،.. والعروج إلى السماء، ...ورؤية الأنبياء، والمرسلين،.. والملائكة،.. والسموات، والجنة، والنار، ونماذج من النعيم والعذاب…وغيرها كثير..

كان حديث القرآن الكريم عن الإسراء في سورة الإسراء، وعن المعراج في سورة النجم، ..وذكر حكمة الإسراء في سورة الإسراء بقوله: ((لنريه من آياتنا)) [الإسراء: 1] ..وفي سورة النجم بقوله: ((لقد رأى من آيات ربه الكبرى)) [النجم: 18].

وفي الإسراء والمعراج علوم، وأسرار، ودقائق ودروس، وعبر.

يقول الأستاذ أبو الحسن الندوي: «لم يكن الإسراء مجرد حادث فردي بسيط رأى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات الكبرى، وتجلى له ملكوت السموات، والأرض مشاهدة، عيانا...
بل– زيادة إلى ذلك...اشتملت هذه الرحلة النبوية الغيبية على معان دقيقة كثيرة،... وشارات حكيمة بعيدة المدى.. فقد ضمت قصة الإسراء، وأعلنت السورتان الكريمتان اللتان نزلتا في شأنه «الإسراء» و«النجم»: أن محمدا صلى الله عليه وسلم ...هو نبي القبلتين، وإمام المشرقين والمغربين، ووارث الأنبياء قبله، وإمام الأجيال بعده، فقد التقت في شخصه، وفي إسرائه:
(مكة بالقدس، والبيت الحرام بالمسجد الأقصى)،.. وصلى بالأنبياء خلفه،...فكان هذا إيذانا بعموم رسالته،.. وخلود إمامته، وإنسانية تعاليمه،... وصلاحيتها لاختلاف المكان والزمان،... وأفادت سورة الإسراء... تعيين شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ، ووصف إمامته، وقيادته، وتحديد مكانة الأمة التي بعث فيها،...وآمنت به،...وبيان رسالتها ودورها الذي ستمثله في العالم، ومن بين الشعوب، والأمم.

أولا: قصة الإسراء والمعراج كما جاءت في بعض الأحاديث
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتيت بالبراق -وهو دابة دون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه- قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس، قال: فربطته بالحلقة؛ التي يربط به الأنبياء. قال: ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت، فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر، وإناء من لبن، فاخترت اللبن، فقال جبريل: اخترت الفطرة».. فذكر الحديث [مسلم (162)].










*الخطـــبة الثانــية:-*
الحمد لله وكفى وسلاماً على عباده النبي المصطفى، محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين...

أما بعد:

عبــــــاد الله :-

لقد كانت رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي مازال يرضخ تحت الاحتلال الصهيوني ويتعرض لمؤامرة كبيرة منذ عشرات السنين ،
وقد حاولوا طمس معالم وتخريب ملحقات وتغيير مسميات أماكنه،
ودخل قطعان اليهود يدنسونهم بين الفترة والآخرى ،
ولكن صمود المسلمين من أهل فلسطين المرابطين في بيت المقدس حال دون ذلك مع التضحيات الكبيرة التي يقدمونها.

إن حادثة الإسراء والمعراج ربطت بين مسجدين عظيمين من مساجد المسلمين، المسجد الحرام قبلة المسلمين والمسجد الأقصى أولى القبلتين،
وصلاة النبي بجميع الأنبياء فيه لدليل على أن استاذية الدعوة والبلاغ لدين الله انتقلت للمسلمين ،
وفي هذا بيان كذلك لأهمية الصلاة والمساجد واجتماع الناس في هذه الأماكن الطاهرة يؤدون فيها شعيرة الصلاة ، ويناقشون فيها أمور دينهم ودنياهم وتتآلف قلوبهم وتزداد أخوتهم،

وإن الأمة بخير ما دامت تؤدي حقوق المساجد وترعى حرمتها وهي في مأمن ما دامت تعمر المساجد ، وتحمي رسالتها ، وهي في عزة ومنعة ما دام أبنائها وقادتها يترددون على المساجد ، ويستمدون هدى الله من منابرها ودروس حلقاتها ، والتربية في ساحتها وبين جدرانها ،

ويجب أن تقوم بدورها قال تعالى: ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:114)..

فعودوا إلى دينكم وأخلاقكم وثقوا بربكم واثبتوا على الحق ولا يغرنكم الباطل وجنده فإنهم إلى زوال وحافظوا على مساجدكم وأحيوها بالصلاة والذكر والقرآن، ...

فاللهم احفظ المسجد الأقصى وأرض فلسطين وجميع بلاد المسلمين,
اللهم استعملنا في طاعتك وامنحنا الصبر والثبات على دينك ..

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،

فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،
أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..

اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..

اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،

اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...

اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...

اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرن أعين لنا في الدنيا والآخرة ..

ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...

عباد الله:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt


كان في هذه الرحلة أحداث ومواقف وتوجيهات ومعجزات وكرامات وتشريعات وكان أهمها الصلاة التي فرضت على أمة محمد صلى الله عليه وسلم في السماء في ليلة الإسراء والمعراج لأهميتها وفضلها وأثرها في حياة الفرد والمجتمع والأمة ..

وكان لهذه الرحلة أبعاداً تربوياً عظيمة،
من أهمها بعث الأمل في النفوس وعدم اليأس من الواقع مهما كان ، لأن المتصرف بأحوال الناس وأعمارهم وأرزاقهم وحياتهم وموتهم هو الله وحده سبحانه وتعالى فيزداد المؤمن إيماناً ويقيناً وثقة بالحق الذي يحمله والخير الذي يسعى من أجله ولئن ضاقت عليه الأرض بما رحبت فهناك آفاق السماء وآفاق الآخرة وآفاق الجنة وآفاق النعيم الذي جعله الله لعباده ..
ولئن خذلته قوة البشر فهناك قوة الله ..

أيها المؤمنون /عبــاد الله :

ما أجدر بنا اليوم أن نستفيد من هذا البعد التربوي من حادثة الإسراء والمعراج ، فنحي الأمل في النفوس وفي الأوطان وفي الأحداث والمواقف والتصورات الإيجابية والتفاؤل ،
خاصة ونحن زمن كثرت في الفتن والمصائب وسفكت فيه الدماء واحتدم الصراع فيه على الدنيا وشوهت فيه القيم والمبادىء ، وأصبحت القوة والمصلحة المادية هي اللغة التي تحكم العلاقات بين المسلمين كأفراد ودول وقبائل ومجتمعات،
وتلاعبت كثير من النخب السياسية والدينية والإعلامية بأحكام الدين وأوامر الشرع اتباعاً للهوى ورغبة في متاع دنيوي ،

إلى جانب ذلك تكالبت علينا الأمم بسبب ضعفنا وتفرقنا وابتعادنا عن ديننا وقيمنا وضعف إيماننا،

كل ذلك أدى إلى كثير من المشاكل السياسية والاجتماعية والأخلاقية،

وسفكت دماء المسلمين في بعض دول المسلمين واستبيحت مقدساتهم وأراضيهم ومقدراتهم ومواردهم الإقتصادية،
بل تحكموا في قراراتهم السياديه ،

ولعل ما يحدث اليوم في غزة وفلسطين من حرب همجية وإبادة جماعية من قبل الصهاينة تحت سمع ووبصر العالم ومنظماته،
بل وبدعم غربي لم يتوقف دون أن يقف العرب والمسلمين مع اخوانهم وهم يقتلون وتسفك دمائهم وتهدم بيوتهم وتقصف مستشفياتهم ،
حتى بلغ عدد الشهداء آلاف وعدد الجرحى عشرات الآلاف ،

كل ذلك لدليل على هذا الضعف والخور واليأس من عدم المقدره على التغيير والخروج من هذا النفق المظلم،
وبلغ اليأس مداه في نفوس كثير من المسلمين،
يأس من التغيير ،
يأس من الواقع،
يأس من تبدل الأحوال وغير ذلك،
وهذا لا ينبغي للمسلم ،
فمع هذا كله فإنه عليه أن لا يضعف ولا يستسلم ولا يستكين فيقف كالجبل الأشم لا يتزعزع. ولا يتزلزل أمام هذه العواصف والمؤامرات ..

وهو إذا رأى الباطل يقوم في غفلة الحق أيقن أن الباطل إلى زوال، وأن الحق إلى ظهور وانتصار قال تعالى (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) (الأنبياء: 18)،
وقال تعالى (فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) (الرعد: 17)..
وهو إذا ضاقت عليه الدنيا (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) (الشرح)،

وهو إذا أدركته الشيخوخة، واشتعل رأسه شيباً. لم ينفك يرجو حياة أخرى فيها شباب بلا هرم، وحياة بلا موت، وسعادة بلا شقاء (جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب، إنه كان وعده مأتياً * لا يسمعون فيها لغواً إلا سلاماً، ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً) (مريم: 61، 62) ..

وما ثبات أهل غزة وفلسطين ومقاومتهم لهذا الإجرام الصهيوني وإرغام عدوهم والتنكيل به وبآلياته وجنوده رغم فارق القوة والعتاد لدليل على أن ألأمة لا زالت قادرة والخير فيها، والأمل لا ينقطع منها إذا أصلحت ما بينها وبين ربها وقامت وبواجباتها وبذلت من الأسباب المستطاع.

أيها المسلمون:

إن الأمل والثقة بالله والتوكل عليه قوة لا تلين وحصن لا يهدم وجيش لا يهزم وهو سلاح المؤمنين عند نوائب الدهر وتقلب الزمان ،

وإن في هذه الحادثة رسالة وخطاب إلى المظلومين في الأرض ، إلى المقهورين تحت سياط الجبابرة والظلمة أنه مهما كان الظلام حالكاً وسواد الليل يغطي هذا الكون ومهما كان اليأس يرمي بظلاله على الأحداث ..

لابد أن يأتي الفجر ليبدد الظلمات وينشر النور ..
قال تعالى ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ (آل عمران: 173) ..

وقال تعالى( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )[آل عمران: 139] ..
وقال سبحانه ( وَكَانَ حقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) [الروم: 47]..

فثقوا بالله وأملوا وأحسنوا العمل وثقوا بربكم واثبتوا على دينه وتوكلوا عليه في جميع أموركم الدينية والدنيوية فهو نعم المولى ونعم النصير ..

اللهم اجعلنا ممن يتوكلون عليك حق التوكل و يرجونك ولا يخيب رجاؤهم و احفظنا بالإسلام وأدم علينا نعمة الإيمان والأمـــان..

قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*واقعنا بين اليأس والأمل..!!*
*( من حادثة الإسراء والمعراج)*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
لحمدُ لله العظيم الشأن ، الكبير السلطان ،
خلق آدمَ من طين ثم قال له كن فكان ،
أحسن كل شيء خَلْقه وأبدع الإحسان والإتقان ،
أحمده سبحانه وحمدُه واجبٌ على كل إنسان ،
وأشكره على ما أسداه من الإنعام والتوفيق للإيمان لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ،
أكرم مسؤول، وأعظم مأمول،
عـــــــالم الغيوب مفرّج الكروب، مجيب دعوة المضطر المكروب،

إذا اشتملت على اليأسِ القلوبُ **
وضاق لما بهِ الصدرُ الرحيبُ

ولم تر لانكشافِ الضرِ وجهُـاً **
ولا أغنـى بحيلتـِه الأريـبُ

أتاك على قنـوطٍ منك غـوثٌ **
يمـنُ به اللطيفُ المسـتجيبُ

وكل الحـادثاتِ وإن تنـاهت **
فموصـولٌ بها الفرجِ القريب .

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. كلمة قامت بها السماوات السبع والأرض المهاد، وخضع لها جميع العباد ،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الحوض وشفيع الخلق يوم المعاد ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً ...

أمَّا بَعْــــــــد :-

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...

أما بعـــد :

عبــــــاد الله: –

لقد طــاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجتمعات القبائل وقصد الرؤساء وتوجه بالدعوة إلى الوجهاء ، والتقى بالتجار والركبان والمسافرين، فعل ذلك كله عشر سنوات وهو يرجو أن يجد من ينصره ويحمل معه رسالة ربه ،

كان يقول صلى الله عليه وسلم في كل موسم: "من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي"،

ومع كل هذا لم يجد من يؤويه ولا من ينصره، إلا القليل و سدت كل الأبواب في وجهه وتعرض هو وأصحابه للإيذاء والسخرية والإستهزاء والتعذيب بجميع أشكاله ، وقامت الأجهزة الإعلامية لقريش وللقبائل من حولها بحملة تحريض وتشويه لمحمد صلى الله عليه وسلم ولدينه وأصحابه ،
حتى كان الرجل من أهل اليمن أو من مضر يخرج إلى مكة فيأتيه قومه فيقولون له: احذر غلام قريش لا يفتنك ...

وخرج إلى الطائف لعله أن يجد من يهتدي بهديه ويلتزم دينه فما كان منهم إلا الصد والمنع والسخرية والإيذاء ..

وتخيلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد لهم الخير والنجاة والفلاح في الدنيا والآخرة مع شعوره بعبء المسئولية التي تحملها والأمانة الملقاة على عاتقه ، ومع ذلك لا يجد من قومه غير التكذيب والسخرية والاستهزاء والتحريض والإيذاء ..
كيف ستكون حالته النفسية ؟
ما هو شعوره ؟
وهو وحيد يواجه هذه الأمواج المتلاطمة من المؤامرات والكيد والعداء والتحريض إلى جانب أن سنده الذي كان يدافع عنه عمه أبو طالب قد مات،
وزوجته خديجة رضي الله عنها التي كانت تخفف عنه قد لحقت بربها ،
ومع ذلك لم يفقد الأمل ولم ييأس ،
بل شعر صلى الله عليه وسلم أنه ربما يكون مقصر في دعوته وتبليغ دين الله ..

فتوجه إلى ربه يدعوه ويستمد منه العون ويعترف بضعفه ويطلب رضا ربه فقد ورد في التاريخ والسير أنه صلى الله عليه وسلم دعاء ربه فقال :
(اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟
إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري، إن لم يكن بك غضبٌ عليَّ فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن ينزل بي غضبك، أو يحل عليَّ سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك)..

بعد هذه الأحداث وفي ظل هذا الوضع المرير وتنكر القريب والبعيد أذن الله بأن تكون رحلة الإسراء والمعراج لتكون بمثابة خطة عمل إيمانية و تربوية وتعليمية وتشريعية للدولة الإسلامية الجديدة لأنها بعد ذلك ستقود الأمم ويكون لها الصدارة بما تحمله من مؤهلات ربانية وقيم خالدة ومشروع حضاري يسع الإنسانية جميعا...

قال تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ (الإسراء/1) ..

أيها المسلمون:




ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً .

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛

فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....
والحمد لله رب العالمين ...

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt


كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم، نساءً معلقات من أثدائهن قال: “من هؤلاء يا جبريل؟
قال: هؤلاء اللواتي يدخلن على أزواجهن من ليس من أولادهن”،

ومن المرائي والمشاهد التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة الاسراء والمعراج ما جاء في الصحيحين : قال :(ثُمَّ رُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى ، فَإِذَا نَبِقُهَا مِثْلُ قِلاَلِ هَجَرَ ، وَإِذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةِ قَالَ هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى ، وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ ، وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ .
فَقُلْتُ مَا هَذَانِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ أَمَّا الْبَاطِنَانِ ،فَنَهَرَانِ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ .
ثُمَّ رُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ) ،

ورأى شجرة الزّقوم ، ففي صحيح البخاري : (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما – (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِى أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ).
قَالَ هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيهَا رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ .
قَالَ (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِى الْقُرْآنِ ) قَالَ هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ)،

وفي مسند احمد : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِي لَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَنَظَرْتُ فَوْقَ – قَالَ عَفَّان فَوْقِى – فَإِذَا أَنَا بِرَعْدٍ وَبَرْقٍ وَصَوَاعِقَ – قَالَ – فَأَتَيْتُ عَلَى قَوْمٍ بُطُونُهُمْ كَالْبُيُوتِ فِيهَا الْحَيَّاتُ تُرَى مِنْ خَارِجِ بُطُونِهِمْ ،
قُلْتُ مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ ؟
قَالَ هَؤُلاَءِ أَكَلَةُ الرِّبَا).

 أيها المسلمون:

ولقد كان في هذه الرحلة المباركة وما تلاها من أحداث ومواقف حكم إلهيّة عظيمة ،
ففي تصديق أبي بكر رضي الله عنه إبرازٌ لأهميّة الإيمان بالغيب والتسليم له طالما صحّ فيه الخبر،

وفي ردّة ضعفاء الإيمان تمحيصٌ للصفّ الإسلامي من شوائبه، حتى يقوم الإسلام على أكتاف الرّجال الذين لا تهزّهم المحن أو تزلزلهم الفتن ،

وفي تكذيب كفار قريشٍ للنبي – صلى الله عليه وسلم – وتماديها في الطغيان والكفر تهيئةٌ من الله سبحانه لتسليم القيادة إلى القادمين من المدينة ،
وقد تحقّق ذلك عندما طاف النبي – صلى الله عليه وسلم – على القبائل طلباً للنصرة ، فالتقى بهم وعرض عليهم الإسلام ، فبادروا إلى التصديق والإيمان ، ليكونوا سبباً في قيام الدولة الإسلامية وانتشار دعوتها في الجزيرة العربية ...

فهذه بعض الآيات التي رءآها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج ،
فلنأخذ منها العبرة ، ولنجعل من ذكرى حادثة الإسراء والمعراج محطة تجديد لإيماننا ، وتقويم أخلاقنا وسلوكياتنا ، وتزكية لنفوسنا،،،

أسأل الله أن يردنا إلى دينه مردا جميلا ،،


هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،

فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ،
ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ...

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

اللهم اجمع شمل المسلمين ، ولم شعثهم ، وألف بين قلوبهم وأحقن دمائهم ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻ‌ﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻ‌ﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...

اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن واجعل بلدنا هذا آمناً وسائر بلاد المسلمين ...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ﻭﻻ‌ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ‌ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ,

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻷ‌ﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ ،

ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ،
ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ ،
ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ،
ﻭﻻ‌ﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ‌ ﺭﺣﻤﺘﻪ ،
ﻭﻻ‌ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ‌ ﻫﺪﻳﺘﻪ ،
ﻭﻻ‌ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ‌ ﺳﺪﺩﺗﻪ ،
ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼ‌ﺡ ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼ‌ﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.


ولكنها سرعان ما تَزول وتذهب،
فقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا قَالَ « يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ ، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ ، فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا ، وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلاَ يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّى الأَمَانَةَ ، فَيُقَالُ إِنَّ فِي بَنِى فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينًا . وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ مَا أَعْقَلَهُ وَمَا أَظْرَفَهُ وَمَا أَجْلَدَهُ . وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ)



أيها المؤمنون عباد الله :
ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج :  صورة مانعي الزكاة:
فقد جاء في رواية البيهقيِّ وابن جَرير عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على قومٍ على أقبالهم رِقاع وعلى أدبارهم رِقاع، يَسرَحون كما تسرح الإبلُ والغنم، ويأكلون الضَّريع والزقُّوم، ورَضْفَ جهنَّم وحجارتَها!
قال: (فما هؤلاء يا جبريل؟)
قال: (هؤلاء الذي لا يؤدُّون صدَقات أموالهم، وما ظلَمَهم الله تعالى شيئًا، وما الله بظَلاَّم للعبيد).

فهؤلاء الذين يُقدِّسون أموالهم ويضَعونها في مستَوى كرامتهم وإنسانيتهم – تُعساءُ أذِلاَّء،

وفي صحيح البخاري : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ ،تَعِسَ وَانْتَكَسَ ،وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ )،

 ومن ثَم حُرِم مانِعو الزكاة في هذه المرئية من ثوبٍ سابغ يَستُر أجسادهم، وإنما الذي نالوه فقط رِقاعٌ على السَّوءتين، وضَريعٌ وزقُّوم ورضفُ جهنم وحجارتها؛ يَأكلونها فتُقطِّع أمعاءهم. هذا ما نالوه من أموالٍ تكَدَّست ومُلئت بها الخزائن، أما الباقي فلِغَيرهم؛ لِمَن ورثوه يُبدِّدونه في مَلاذِّهم وأهوائهم...

أسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه...

و أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم...





-:(( الخطبة الثانية )):-

 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .
ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه  الصلاة والسلام.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

                             أما بعد /

أيها المسلمون :

ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج :  رأى قبر ماشطة بنت فرعون، ووجد ريحاً طيبة
فقال: “يا جبريل، ما هذه الرائحة؟
قال: هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها”.

 ففي صحيح ابن حبان : (عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مررت ليلة أسري بي برائحة طيبة فقلت ما هذا يا جبريل؟
فقال هذه ماشطة بنت فرعون كانت تمشطها فوقع المشط من يدها فقالت بسم الله ،
فقالت بنت فرعون أبي ؟
قالت ربي وربك ورب أبيك .
قالت أقول له؟
قالت قولي.
فقالت فقال لها ألك رب غيري ؟
قالت ربي وربك الذي في السماء .
فأحمي لها زيت في قدر من نحاس ، ولما صار الزيت يغلي وضع أولادها واحدا تلو الآخر في ذلك الزيت ،
ولما جاء الدور على ولدها الخامس وكان رضيعا ، أشفقت عليه ، فأنطقه الله ، وقال يا أماه أثبتي فإنك على الحق،
وقبل أن يضعها بعد أولادها في ذلك الزيت ،
قالت له : إن لي إليك حاجة .
قال وما حاجتك؟
قالت : أن تجمع بين عظامي وبين عظام أولادي ،
قال ذلك لك لما لك علينا من الحق.)،

كما رأى النبي في رحلته، الهمّازَون اللمًّازون من أمتنا، وأقوام يُقطع من جنوبهم اللحم فيلقمون، فيقال لأحدهم: “كُل كمَا كنت تأكل لحم أخيك”،

كما رأى الذين يغتابون الناس ، رأى قوم لهم أظافر من نحاس، يخمشون بها وجوههم وصدورهم،

ففي مسند أحمد : (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَمَّا عَرَجَ بِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ ،
فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَءِ يَا جِبْرِيلُ ؟
قَالَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ »،

ورأى النبي رجالا يأكلون لحما نتنا خبيثا، وبين أيديهم اللحم الطيب النضج،
قال: “من هؤلاء يا جبريل؟
قال: هؤلاء رجال من أمتك تكون عند أحدهم المرأة بالحلال، فيدعها ويبيت عند امرأة خبيثة حتى يصبح)،

فالمؤمن ينأى بمائه أن يضعه إلا في موضعه،
فالنفس الهابطة العفنة فإنها لا تبالي أن يكون الفراش طاهرا”.


وجاء في رواية ابن ماجَهْ وأحمدَ : (فَلَمَّا نَزَلْتُ وَانْتَهَيْتُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا أَنَا بِرَهْجٍ وَدُخَانٍ وَأَصْوَاتٍ ،
فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَء؟
ِ قَالَ الشَّيَاطِينُ يُحْرِفُونَ عَلَى أَعْيَنِ بَنِى آدَمَ أَنْ لاَ يَتَفَكَّرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَرَأَتِ الْعَجَائِبُ »،
وهذه الرُّؤية توضح لنا عَقبة من العقبات التي تَعترض أمة الإسلام؛
بل ذلك الحجاب الكثيف من الشياطين الذين يَصدُّون عن ذِكر الله عز وجل،
قال الله تعالى :﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6]،

تلك هي العداوة الأبديَّة بين إبليسَ وبين دعوة الحقِّ والدعاة إليه؛
فلْينتَبِه الدعاة والمدعوُّون إلى حبائله وشباكه أن تَلفَّهم وتأخُذَ بنواصيهم.
ولو أقبَل المؤمنون على ربِّهم وجاَهدوا حتى تتخلَّى الشياطينُ عن طريقهم – لانكشَفَت لهم الحجُب، ورأوا العجائب.

ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج :
 المجاهدون في سبيل الله:
فقد روى ابن جرير وغيرُه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على قوم يَزرعون في يومٍ ويحصدون في يوم، كلَّما حصَدوا عاد كما كان،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا جبريل ما هذا؟)
قال: (هؤلاء المجاهدون في سبيل الله؛ تُضاعَف لهم الحسَنةُ بسَبعِمائة ضعف)؛
قال تعالى :﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39].

فهذه المرئية تشير إلى ما أعدَّه الله عز وجل للمجاهدين مِن جزاء ، وما ادَّخَره لهم من ثوابٍ ، أولئك الذين جاهَدوا في سبيل الله؛ وإعلاءً لكلمته، ونشرًا لدينه؛
فقد جاهَدوا بكلمة صادقة، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله.
فعطاء الله الذي لا تَضيع عنده الودائع هو عطاءٌ سابغ، وفضل عظيم،
ومِن ثَم كانت صورةُ المجاهدين في سبيل الله – كما رأيتَ – جزاءً يوميًّا؛ كلَّما زرَعوا حصَدوا، وكلما حصدوا نَما الزرعُ ثانية ورَبا،
قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [البقرة: 212]؛ 

وقال تعالى : ﴿ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 195]، 
وقال تعالى ﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 198].

ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج : 
 صورة تاركي الصلاة:
فقد جاء في رواية البيهقيِّ وابن جرير عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على قومٍ تُرضَخ رؤوسُهم بالصخرة كلما رُضِخت عادت كما كانت، ولا يُفتَّر عنهم من ذلك شيء،
فقال: (ما هؤلاء يا جبريل؟)
قال: (هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسُهم عن الصلاة المكتوبة)،
يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103]،

ويقول لنبيه صلوات الله وسلامه عليه: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78] ،

فكان لِزامًا على هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة، ويُؤْثرون النوم أو الانهِماك في العمل أو السَّمَر مع الرِّفاق – أن تُرضَخ رؤوسُهم بالصخر مرَّات ومرات؛ ما داموا لا ينتَبِهون لنداء الحق، ولا يَستمعون لداعي الله: حيَّ على الفلاح، الصلاة خيرٌ من النوم.
بيدَ أن في الصلاة ترويحًا للنفس من أعباء الحياة التي تَأخذ بزِمامها، وتستولي على جميع وِجْهاتها،  

أيها المسلمون:

ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج : 
صورة حمل الأمانة:
فقد جاء في رواية البهيقيِّ وابن جَرير عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على رجل قد جمَع حُزمة عظيمة لا يَستطيع حملها، وهو يَزيد عليها،
فقال: (ما هذا يا جبريل؟)
قال: (هذا الرجل مِن أمتك، يَكون عليه أماناتُ الناس لا يَقدر على أدائها، وهو يَزيد عليها ويُريد أن يحمل عليها، فلا يستطيع ذلك).

يقول ربُّ العزة جلَّ علاه: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً ﴾ [الأحزاب: 72].

إن الأمانة فطرةٌ كريمة في الناس غذَّتْها الشريعة الإسلامية بلبان القرآن الكريم والسنة المطهَّرة،

كما في الصحيحين : « أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ »،


وهذه المرئية تتعلق بسُلوك الدعاة، وأنهم لا بد أن تتوافق أفعالهم مع أقوالهم، وأنه إذا انفصلت الكلمة عن السلوك ، وتباينَت عنه ، كان ذلك وحدَه كافيًا للإعراض عن دعوتهم، وعدَم الالتفات إلى أقوالهم،
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ *كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3].

 وخطباء الفتنة أيضًا هم خُطباء رغبةٍ ورهبة؛ يخشَون الناس، ويطمعون فيما في أيديهم، ويَقولون ما لا يُرضى الله دونما نظرٍ إلى شِرعة الحق ، وسُنَّة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم،

وأمثلة ذلك كثيرةٌ في واقع المسلمين اليوم؛ مِن تحليلٍ للحرام، وتعطيل لحدود الله، وتزكيةٍ للفاسقين، ومُجالَسة للظالمين. وكلا الصِّنفين علماء سوء وخطباء فتنة،
ومن ثَم كان عِقابهم أن تُقرَضَ ألسنتُهم وشِفاههم بمقاريضَ من حديد، وأن يستمرُّوا في ذلك العذاب؛ لا يُفتَّر عنهم، وهم فيه مُبلسون.  

ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج : تمثيل الدنيا بامرأة عجوز:
فقد روى البيهقيُّ وغيره من حديث أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : (فبينما أنا أسير إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها عليها من كل زينة خلقها الله ، تقول : يا محمد ، أنظرني أسألك ،
فلم أجبها ولم أقم عليها .
قال : تلك الدنيا أما إنك لو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة) ،
وفي رواية : (رأى في مَسراه عجوزًا على جانب الطريق، فقال: (ما هذا يا جبريل؟)
فقال: (أمَّا العجوز التي قد رأيتَ على جانب الطريق فلم يبقَ مِن عمر الدنيا إلا كما بَقي من عُمرِ تلك العجوز).

ففي هذه المرئيَّة تنبيهًا إلى قِصَر المدة التي يَعيشها الإنسان في ظلِّ تلك الدعوة ،
كما في الصحيحين : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ » 
فعمر الدنيا قصير، وإقامة الإنسان فيها أقصرُ بكثير .
فإذا ما ضحَّى الإنسانُ بعمره القليلِ ،في سبيل غايةٍ لا تَفنى ، فقَد ضحَّى بالقليل ليَكسَب الكثير،
وضحَّى بشيء متوهَّم ، في سبيل نعيمٍ مُتيقَّن،
وضحى بزخرُفٍ برَّاق ، في سبيل جنات عرضُها السموات والأرض،

قال الله تعالى :﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 14، 15].

عباد الله:

ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج : عَقبة على الطريق:
جاء في حديث أبي هريرة أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أتى على خَشبة على الطريق لا يَمرُّ بها ثوبٌ إلا شقَّته، ولا شيءٌ إلا خَرقَته،
قال: (ما هذا يا جبريل؟)
قال: (هذا مَثل أقوامٍ مِن أمتك يقعدون على الطريق فيَقطعونه) ،ثم تلا: ﴿ وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ… ﴾ [الأعراف: 86].

فإذا كان خُطباء الفتنة شرًّا على مَسيرة الدعوة الإسلامية الراشدة بأفعالهم التي لا تتَّفِق مع ما يَقولون، وبفَتاواهم الزائفةِ التي تُضلُّ الناس، ويَحسَبون أنهم مُهتدون – فإن أولئك الَّذين جاهَروا الدعوة بالعداء، وصَبُّوا ألوانَ العذاب والنَّكال على رؤوس الدعاة، واختَرعوا أو استورَدوا مبادئَ وأضاليلَ قد تَستهوي العامَّة ببريقها، حتى إذا ما تَساقَطوا فيها تساقُط الفَراش أحرقَتهم بلهَبِها، وأكَلَت الأخضر واليابس مِن وسائل عيشِهم ومقوِّمات حياتهم،
ولقد عاصَرَت الدعوة الإسلامية الكثيرَ من هذه الأباطيل كالذَّهب الخالص لا تَزيده الفتنةُ إلا نَقاءً في جوهره، وضياءً وصفاء في مظهره؛
قال تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32].

أيها المسلمون

ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج : رؤية الشياطين:
فقد جاء في رواية ابن جَرير عن أنسٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ ليلة أُسري به بشيءٍ يَدعوه مُتنحِّيًا عن الطريق يقول: هَلمَّ يا محمد!
فلما سأل جبريلَ عنه قال: (وأما الذي أراد أن تَميل إليه فذاك عدوُّ الله إبليس؛ أراد أن تَميل إليه).

20 ta oxirgi post ko‘rsatilgan.