زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚


Kanal geosi va tili: Eron, Forscha
Toifa: ko‘rsatilmagan


الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Kanal geosi va tili
Eron, Forscha
Toifa
ko‘rsatilmagan
Statistika
Postlar filtri


للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️




قال: «وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا مما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بينهم،» ومعنى بأسهم أي: القتل والقتال، الآن القتل في البحار وفي التوبة والاستغفار سبب لنزول الأمطار
الصحاري والقفار، وفي الشعوب والأقطار.
يا عباد الله الأرض ممتلئة بالموبقات والمهلكات.
أستغفر الله، إنه هو الغفور الرحيم


*الخطبة الثانية*
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من نبي بعده، وعلى آله وأصحابه، أما بعد:

قال الله:﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف:٩٦]، لا تحاربوا
نعم الله.

قال الإمام ابن القيم رحم الله في "طريق الهجرتين " : "فإن المعاصي نار النعم تأكلها كما تأكل النار الحطب»، أي: سبب إتلاف النعم وحلول النقم ورفع
الخيرات.

وقال ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى في "الكافي": "المعاصي
القحط، والتقوى سبب البركات". انظروا إلى الأحوال الآن كيف رفع الله البركة من الأرزاق، ومن الثمار، ومن
المياه، كيف أحوال الناس الآن ؟ ما سبب ) ، ذلك؟ المعاصي والذنوب. احذروا يا عباد الله الغفلة احذروا تقليد الكفار فيما هم عليه من الإجرام
والكفر والإصرار ويدعون أن ذلك حضارة، إنها لزيادة في الكفر.

ندعو أنفسنا جميعا وندعو ولاة أمورنا من الرؤساء والملوك والخلفاء والوزراء إلى إحداث توبة إلى الله، ورجوع إليه، ووقوف عند حدوده، يكفي التخبط ، يكفي البعد عن مرضاة الله وعن طاعة الله، إلى متى؟ إلى متى نبقى - التوبة والاستغفار سبب لنزول الأمطار

على هذه الموبقات والمخالفات لشرع الله والتعدي الحدود الله إلا من رحمه الله، الموت آت العذاب آت الحياة أنفاس معدودة وأوقات محدودة، إن عذاب الله في الآخرة أكبر.

فتدعو أنفسنا جميعا: الرجال والنساء، الشباب والشيبان الراعي والرعية إلى أننا نتوب إلى الله بقلوب خاشعة، وأعين دامعة، وجوارح خاضعة.

وسأدعو وأنتم أمنوا: اللهم اسقنا الغيث اللهم اسقنا الغيث، اللهم اسقنا الغيث، اللهم اسقنا غيثا مغيثاً مريعاً نافعا غير ضار، عاجلا غير آجل، اللهم أحيي بلدك، اللهم أحيي بلدك، اللهم انشر رحمتك، اللهم ارحم عبادك، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا ظلمنا أنفسنا، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt


فلهذا معاشر المسلمين، إن المسلمين بحاجة إلى هذين الأمرين.
قال العلامة عبد الرحمن المعلمي رحمه الله في "آثاره" : "كان الناس إذا أصابهم طرف من القحط أقلعوا عن كل سيئة وتابوا من كل خطيئة، وسارعوا بالأعمال الصالحة، وتبادروا إلى القرب كالصدقات وغيرها، عملاً بقوله: (تاجروا الله بالصدقات)، وتلك هي التجارة الرابحة، فلا تلبث السماء أن ينهمر مطرها، والأرض أن يورق شجرها ويينَع ثمرها، فافعلوا فعلهم فيستجاب لكم كما كان يُستجاب لهم".

نريد أن يفرج الله عنا، نريد أن يرحمنا الله، نريد أن يغيثنا الله، نريد أن يصلح الله أحوالنا نريد بقاء أمننا واستقرارنا، نريد البركة في أرزاقنا ولا نتقرب إلى الله ونصلح ما بيننا وبينه؟ وقد بيّن الله أضرار المعاصي في أمور الدنيا ناهيك عن ضررها في أمور الدين، قال تعالى في كتابه الكريم ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِ وَالْبَحْرِ بمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا ﴾ [الروم: ٤١].
قال الإمام المفسر ابن عاشور رحمه الله في "تفسيره" في هذه الآية: "وهي من جوامع كلم القرآن".
وقال أبو هلال العسكري رحمه الله في " الوجوه والنظائر ": "قد كسبوا الذنوب فعجل لهم العقوبة بالقحط".
فهذه عقوبات الحرمان من الأمطار تدل على غضب الجبار، وعلى سخط الواحد القهار بسبب ما اقترفته الأيدي واكتسبته القلوب من الآثام والذنوب، ومن محاربة طاعة علام الغيوب، والعجيب أن الناس يريدون من الله كل خير، وإذا أراد الله منا خيرًا امتنعنا إلا من رحمة الله ، انظروا إلى الجرأة في كلا الأمرين في
سؤال الله كل مصالح الدنيا وفي الامتناع عن طاعته وعبادته.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" وهو يشرح قوله تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴾ [الروم: ٤١] قال: "ومن له معرفة بأحوال العالم ومبدئه يعرف أنَّ فساده في جوه ونباته وحيوانه وأحوال أهله جميع حادث بعد خلقه، بأسباب اقتضت حدوثه. ولم تزل أعمال بني آدم ومخالفتهم للرسل تحدث لهم من الفساد العام والخاص ما يجلب عليهم من الآلام والأمراض والأسقام والطَّواعين، والقحوط والجدوب، وسلب بركات الأرض وثمارها ونباتها، وسَلْبِ منافعها، أو نقصانها أمورًا متتابعة يتلو بعضها بعضا". فمن ظن أنه إذا عصى الله سيدوم أمره على حسن الحال فهو جاهل أحمق أخرق، لا معرفة له بسنة الله ، ولِمَ أهلك الله الأمم بعد الأمم والأحزاب بعد الأحزاب والعام والخاص إلا بسبب الذنوب والمعاصي، أيترك سبحانه هؤلاء الحمقى؟ وربنا ختم الآية السابقة بقوله:﴿ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم:٤١] ولم يقل ليرجعوا؛ لأن كثيراً من الناس لا يتوبون إلى الله وإن عاقبهم الله، فحصول القحط داع إلى التوبة إلى الله وهؤلاء هم الذين يتشبهون بالكفار الذين سبق ذكرهم من أول الخطبة وهم قوم نوح وقوم هود وبنو إسرائيل

وقريش وأمثال هؤلاء أفيليق بمسلم أكرمه الله بالإسلام واصطفاه بالإيمان أن يتشبه بهؤلاء الذين هم شر البرية والذين هم أضل من الأنعام.

وسأذكر لكم حديثاً عظيماً نزلوه على واقعنا وعلى أحوالنا، فستجدون الرسول يخبرنا عن واقعنا المؤلم الموجع المظلم ، روى الإمام ابن ماجه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: «يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن؛ لم تظهر الفاحشة في قوم قط، حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا»، الفاحشة هنا الزنا، وتفشي الزنا في عصرنا ملأ القاع والبقاع، وكما يُقال زيد فوق الرزمة حجر، ظهرت الدعوة إلى زواج الرجل بالرجل وإلى نكاح الرجل بالرجل، جريمة لم تقع منذ أن جاءت الأمم الكافرة، فقد ألحد منها من ألحد وتمرد ولكن لم
يصلوا إلى هذا الإجرام الذي حصل في هذا العصر، فهذه الجريمة الدعوة إليها قائمة ومنتشرة في أرجاء المعمورة إلى هذا الإجرام الذي لم يكن له نظير حتى في قوم لوط الذين ارتكبوا فاحشة اللواط ودمرهم الله كما تعلمون ذلك لم يكن هذا الأمر حاصلا عندهم أن الرجل ينكح الرجل ويصير الرجل المنكوح كالزوجة تماما، والرجل الفاعل كالزوج تماما، وتجري أمور الزواج هذا على مراسيم الزواج بالنساء.

يا عباد الله، عصرنا مظلم، عصرنا مدلهم بالجرائم الكبار والبوائق العظام والمدمرات العاتيات.
قال عليه الصلاة والسلام «ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلا أخذوا بالسنين»، يعني بالجدب والقحط،«وشدة المؤونة، وجور السلطان عليهم».« ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم
يمطروا».
«ولم ينقضوا عهد الله، وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم» أي الكفار. انظروا إلى هذا التسلط، فما أشده وما أنكاه في هذه العصور المتأخرة لا سيما في عصرنا.


العطش، ونفد بهم معهم من ماء فقالوا يا موسى سنهلك، قال الله في كتابه الكريم: ﴿وَإِذ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ ﴾ [البقرة: ٦٠] أي طلب لهم السقيا من الله فاستجاب الله له، فأمره بقوله: ﴿فَقُلْنَا أَضْرِب بَعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنا قَدْ عَامَ كُلُّ أُنَاسِ مَشْرَبَهُمْ ﴾ [البقرة: ٦٠] الآية. فرج الله عنهم وجعل الله الماء ينبع من بين حجر مربع، وجعل فيه ثنتي عشرة عينًا والحجر هذا منفصل عن الأرض، فلأجل هذا كانت معجزة كبيرة من معجزات الله لموسى.

قال أبو حيان رحمه الله في " تفسيره " : "هذا هو الإنعام، وهو جامع لنعم الدنيا والدين، أما في الدنيا فلأنه أزال عنهم الحاجة الشديدة إلى الماء، ولولا هو لهلكوا في التيه، وهذا أبلغ من الماء المعتاد في الإنعام، لأنهم في مفازة منقطعة، وأما في الدين فلأنه من أظهر الدلائل على وجود الصانع وقدرته وعلمه، وعلى صدق موسى عليه السلام والاستسقاء طلب الماء عند عدمه وقلته".
ومعنى التيه: الحيرة، يدورون فيها ليخرجوا ما دروا من أين يخرجون، فاستمروا هذه المدة حتى هلك أكثرهم.

قال بعض الشراح: الحكمة من قضاء الله عليهم أن يتيهوا أربعين سنة أن يموت أكثرهم من الكبار الذين قد تمكنت منهم الشركيات والخرافات والبغي والظلم حتى يأتي جيل جديد يعرف الله ويوحده ويعبده بحيث لا يقتدون بهؤلاء
الآباء الذين قد أخذهم الله عز وجل بسبب ذلك الامتناع الذي سمعتموه.

وهؤلاء كفار قريش ماذا قالوا ؟ أخبر الله عنهم أنهم قالوا:﴿ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الأنفال:٣٢]،
بعث فيهم سيد الأولين والآخرين منهم، يعرفون حسبه ونسبه، ويعرفون أمانته وعدله وصلاحه عليه الصلاة والسلام، فأبوا كل الإباء، وعاندوا كل العناد وجحدوا كل الجحود قبول ما جاء به، حتى قالوا هذه المقالة التي لم يقلها من قبلهم ولا من بعدهم قال الله: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال:٣٣].

فلما أصر كفار قريش على ما سبق ذكره دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:
«اللهم اجعلها سنين كسني يوسف»، رواه البخاري ومسلم.

قال ابن مسعود راوي هذا الحديث فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام، فأنزل الله: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا ينضَرَّعُونَ ﴾ [المؤمنون: ٧٦].

قال المفسرون: "سبب نزول هذه الآية ما أصاب قريشاً من الجوع
والقحط بعدما دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما اشتد على هؤلاء الكفار هذا العذاب قالوا: ﴿رَبَّنَا اكْشِفَ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴾ [الدخان:١٢]، فرد الله عليهم
وكذبهم بقوله:﴿ أَنَّ لَهُمُ الذِكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (٣) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّم مجنُونُ (٤) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائدُونَ الله [الدخان: ١٣-١٥]، ثم توعدهم الله بقوله: ﴿ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴾ [الدخان: ١٦] .

وروى الإمام أحمد رحمه الله من حديث فضالة بن عبيد أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «العبد آمن من عذاب الله ما استغفر الله».
وأخرج الدينوري في المجالسة بإسناد لا بأس به عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:«عجبت لمن يهلك والنجاة معه». قيل له: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: الاستغفار.

وأخرج ابن أبي حاتم في "تفسيره" وغيره بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «جعل الله عز وجل في هذه الأمة أمانين لا يزالون معصومين مجارين من قواع العذاب ما دام بين أظهرهم، فأمان قبضه الله إليه، وأمان بقي فيكم قوله: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ
معذبهم وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: ۳۳]) .

أما الأول فقد ذهب بموت الرسول ، فبقي الاستغفار.

من يريد أن يأمن من عذاب الله في العاجل والآجل بإذن الله فعليه أن يكثر من
الاستغفار والاستغفار طلب المغفرة من الله وطلب الهداية والتوفيق من الله
والإقلاع عن الذنوب والندم على ما فاته من خير وما ارتكبه من إثم وقصر فيه من عبادة وطاعة.

وأخرج الإمام البيهقي في "شعب الإيمان" بإسناد صحيح عن قتادة رحمه الله وهو من أئمة التابعين من المفسرين الله قال: "إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم ، أما داؤكم فذنوبكم، وأما دواؤكم فالاستغفار".
هكذا كانوا يفهمون وكانوا يعلمون.


🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*الـتـوبـة والاستـغـفـار*
*سـبب لـ نزول الأمـطار*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*
*﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*
*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:٧٠-٧١]*

أما بعد:
فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعةضلالة.

أما بعد:
فكما تعلمون أن نزول الأمطار في أكثر البلاد اليمنية قد تأخر عن إبان وقتها،
وهذا يعتبر من القحط والجدب ومن الأمور التي يحصل بسببها الضرر. ألا وإن الله عز وجل قد دعا عباده إلى أمرين اثنين لينالوا ما عنده من الأمطار وغيرها: دعاهم إلى التوبة وإلى الاستغفار، فإذا تاب العباد إلى ربهم واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم أنزل الله عليهم بركات السماء، وأحيا الله الأرض به ويسر

لهم خيراتها وبركاتها، قال الله: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيَّ ﴾ [الأنبياء:٣٠]. ففي مقامي هذا سأذكر ما ذكره الله في كتابه من تمرد كثير من الأمم والأحزاب عن قبول التوبة إلى الله والاستغفار فعوقبوا بعقوبات كثيرة ومنها القحط والجدب والدمار والخراب.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" : "وأما تأثير الاستغفار في دفع الهم والغم والضيق فلما اشترك في العلم به أهل الملل وعقلاء كل أمة أن المعاصي والفساد توجب الهم والغم والخوف والحزن وضيق الصدر وأمراض القلب، حتى إن أهلها إذا قضوا منها أوطارهم وسئمتها نفوسهم ارتكبوها دفعاً لما يجدونه في صدورهم من الضيق والهم والغم".

وهكذا يكون الاستغفار سبب لنزول الأمطار.
فهذا الاستغفار وهذه التوبة دعا الأنبياء والرسل أممهم وأقوامهم إلى أن
يقوموا بذلك لا سيما عند وجود الجدب والقحط.
ذكر الإمام ابن الجوزي رحمه لله في تفسيره قال : قال المفسرون: منع الله عنهم القطر وأعقم أرحام نسائهم أربعين سنة، فقال لهم نوح: استغفروا ربكم من الشرك، أي: استدعوا مغفرته بالتوحيد( يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا)، ومعنى الكلام: أنه أخبرهم أن الإيمان يجمع لهم خير الدنيا والآخرة". هكذا بشر نوح عليه السلام قومه إذا تابوا واستغفروا سينالون ما سمعتم في الآية الكريمة، فما كان منهم إلا أن أصروا واستكبروا واستمروا على ما هم عليه فأغرقهم الله بالغرق الذي ذكره الله في كتابه كما تعلمون ذلك.


انظروا إلى شؤم المعصية ،والذنوب، وانظروا إلى شؤم ترك الاستغفار وهو طلب المغفرة من الغفار الواحد القهار.
وذكر الإمام الواحدي في البسيط والوسيط قال الله: "قال المفسرون: إن الله تعالى حبس المطر عن قوم عاد ثلاث سنين، وأعقم أرحام نسائهم، فقال لهم هود: إن أنتم آمنتم أحيا الله بلادكم ورزقكم المال والولد، وذلك قوله: ﴿يُرسل السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴾ [هود:٥٢]".
هذا أعطاهم الله أجسادًا لم تكن للبشرية قبلهم ولا بعدهم، ومع سیزیدهم من القوة والعطاء والإكرام والإنعام إذا تابوا واستغفروا، أبوا، أن يستغفروا وأبوا أن يتوبوا، وتعلمون ما ذكره الله في كتابه من العذاب الذي أرسله الله على عاد قوم هود أرسل الله عليهم الريح، قال تعالى: ﴿سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَنِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴾ [الحاقة:7]، هذا بسبب الإصرار على الآثام والأوزار.

وهؤلاء بنو إسرائيل قوم موسى موسى عليه السلام أمر قومه بني إسرائيل أن يدخلوا الأرض المقدسة وهي أرض بيت المقدس، وسميت مقدسة بمعنى مطهرة؛ لأنها أرض الأنبياء، أرض العبادة والتوحيد، ليست أرض الشرك والكفر والبغي والعدوان أمرهم الله أن يدخلوا الأرض المقدسة فأبوا أن يدخلوها فعاقبهم الله بأن أمرهم أن يدخلوا أرض التيه، وأرض التيه أرض تقع في سيناء مصر، ذكر أكثر المفسرين أن مساحتها ستة فراسخ بمقدار ثلاثة وثلاثين كيلو متر. فعاقبهم الله فدخلوا أرض التيه، وهذه الأرض لا مياه فيها ولا بناء ولا أشجار ولا ثمار ولا شيء، أرض صحراء قاحلة، أبدلهم الله وعاقبهم الله بها وجعلهم يتيهون فيها أربعين سنة، فلما دخلوها اشتد .


وهي من أسباب أن يسلط الله الكفار على المؤمنين
إذا عصى المؤمنون ربهم ،
إذا عصى المؤمنون ربهم ،
أن يسلط الله عليهم الكفار فيفعلون بهم ما يفعلون ، ويسلبون أموالهم ويحاربون دينهم ، ويأخذون ملكهم وعزهم ، كما هذا يحصل ما بين حين وأخر.

يا معشر الناس : إتقوا الله وراقبوا الله ، لم يكن في المعاصي إلا ما يسوؤك أيها المسلم،
فلم تحرص على المعصية؟
ولما ترغب فيها ؟
ولم تصر عليها ؟ أين عقلك؟ أين إيمانِك؟
أين فهمك السديد ؟
أين أنت؟ من المعرفة السديدة لأخطار الذنوب ، وأضرارها في العاجل والأجل ،

ولهذا قال العلماء : المعاصي تُسبب تغيير أحوال العباد ،
من عز إلى ذل - من عز إلى ذل-
ومن غنى إلى فقر ،
ومن قوةٍ إلى ضعف ،
ومن أمان إلى خوف ،
ومن عافية إلى مرض،
ومن صلاح إلى فساد
ومن إخوة إلى عداوة.

هكذا المعاصي ، سبب لتبديد أحوال الناس ، وخراب ، وخراب عمران الناس ، فيما قد تحصلوا عليه، وفيما قد توصلوا إليه،

أيها المسلمون : لو نظرنا بعين مُتفحصين إلى المعاصي الموجودة ، لوجدنا أنها معاصي تُعِلن بالدمار ، تُعِلن بالدمار على البلاد، وعلى العباد،

ولهذا من جُملة العقوبات العظيمة ، التي نعاني منها في الساعة الراهنة ، وفي الساعة الحاضرة ، تسليط المنظمات التنصيرية ، على كثير من أهل هذا البلد ، على غيرهم من المسلمين ،
وهذه المنظمات :
تحمل معها كل شر وفساد ،
كل شر وفساد ،
وكل إجرام وإلحاد ،

هذه المنظمات : جاءت تنفذ مخططات مخططات دُولها ،
ومخططات أعداء الإِسلامَ ، فصارت هذه المنظمات ،
لها صولة وجولة ، عند بعض المسلمين ،
صارت تفعل الأفاعيل.

فيا معشر المسلمين : إننا بحاجة ، إلى إننا نصدق مع الله، في توبتنا إليه ، ونخلص لله في رجوعنا إليه،

إننا بحاجةٍ إلى أن نتدارك أنفسنا ، إلى أن نتدارك أنفسنا ، لعلى الله أن يرحمنا ،
حذاري ! حذار ! أن تبقى أيها المسلم على غفلتك، وعلى أخطائك ، وذنوبك ، وعلى بوائقك ، أحذر ! من البقاء على هذا، فكدوا في أمر التوبة إلى الله ،
فما الذي بينك وبين الله؟
حتى تتأخر عن التوبة إلى الله، أي شيء أحبُ إلى المسلمين، من أن يتوبوا إلى الله، ويرجعوا إلى الله، خاشعين، خاضعين، باكين، مُعترفين، بما جنتوا أيديهم ، بما جنتهُ أيديهم ،
فلنعد إلى الله -عز وجل- ولنصدق مع الله -عز وجل- في ذلك ، لعلى الله -عز وجل- أن يرحمنا ،وهو أرحم الراحمين، فكم له من رحمات على العباد ، مع عصيانهم أياه ،
ومع مخالفتهم شرعه ،
ومع تعديهم حدوده،
ومع تركهم لما أوجب عليهم ، ومع إرتكابهم لما نهاهم عنه ، هذا حاصل من كثير من الناس ،عياذا بالله ،

ولكن مع هذا كله ، الله رحيم ، وهو يُمهل ولا يهمل ، فلا تأمنوا مَكرَ اللَّهِ ، *{ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ ﴾ [٧:٩٩] - الأعراف*

وآني سادعوه بدعاء الإستسقاء، وأنتم تؤمنون وارفعوا أيديكم ، واصدقوا مع الله ،
اللهم أسقنا الغيث ،
اللهم أسقنا الغيث،
اللهم أسقنا الغيث،
اللهم أسقنا غيثا هنيئا مريئا ، ساحاً غدقا ،
اللهم أنشر رحمتك ،
اللهم أنشر رحمتك،
اللهم أحي بلدك،
اللهم أرحم عبادك،
اللهم أسقنا الغيث ، ولا تجعلنا من القانتين،
اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا،
اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا،
اللهم أنا عبيدك ، اللهم أنا عبيدك ، اللهم أنا ننتظر رحمتك ، اللهم فرج عنا كربتنا وازل عنا ما نزل بنا
اللهم ارحمنا فإنك بنا راحم ولا تعذبنا فإنك علينا قادر

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt


وهنالك أمور : يحتاج المسلم إلى أن يفقهها ،من هذه الأمور
ما جاء من حديث إبن مسعود ،
ومن حديث عائشة،
ومن حديث سهل إبن سعد، وغيرهم رضي الله عنهم ، إن الرسول عليه الصلاة والسلام ، قال : «إيَّاكُم ومحقَّراتِ الذُّنوبِ» ومعناه أحذركم أحذركم محقَّراتِ الذُّنوبِ ، أي الصغائر من الذُّنوبِ ، قال:« إيَّاكُم ومحقَّراتِ الذُّنوبِ فإنَّهنَّ يجتمِعنَ على الرَّجلِ حتَّى يُهلِكنَهُ»


أيها المسلم : إن الذنوب إذا أحتقرها أهلها صارت عظيمة عند الله ،
ولهذا صح عن بلال بن سعد ، أنه قال: لا تنظر إلى صِغر المعصية ، ولكن أنظر إلى من عصيت ،
أنظر إلى من عصيت إن الذي يُعصى هو الله ،
الذي يطاع ، ولا يعصى ، ويشكر ، ولا يكفر ، ويذكر فلا ينسى ،
أنظر ماذا تعمل ، وأنظر كيف تعاملت مع الله -عز وجل- فاحتقار الذنوب ، ولو كانت صغيرة ، هذا يضر بصاحبه،

ولهذا قال العلماء : إن الصغائر تسير كبائر ، إذا لم يحصل من العبد توبة إلى الله ، من الصغائر فتصير كبائر ،
ما بالكم بما هو حاصل من إحتقار كبائر الذنوب ،
فهذا خطر آخر ، وهذا شر عظيم ،

ولهذا جاء عن علي إبن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : إنه قال:إن من أعظم الذنب، أن يحتقر الرجل ذنبه ، أن يحتقر الرجل ذنبه ،
فهذا ذنب آخر ، إذا أحتقر ذنبه ، وإذا أصر عليه ، فهذا ذنب آخر ، وإذا أعتز بالذنب ، وافتخر به ، وتوجه به ،فهذا ذنب آخر ، وهو أعظم وأعظم مما سبق،

ولهذا صح عن الحسن البصري رحمه الله، قال: من تعزز بالذنب أذله الله ، من تعزز بالذنب أذله الله ، إنتبة على نفسك ، أن تقع في هذا البلاء العظيم، يعصي العبد ربه، ومع هذا يتبجح بذلك،
ويقول: أنا فعلت ، وأنا صنعت وأنا أرتكبت ، وأنا قتلت ، وأنا وأنا ،

إخذرو هذه الطُرق الخطيرة ، على صاحبها ، والمُدمرة ، المؤمن إذا وقع في معصية ، تاب إلى الله ، وبادر بذلك مُستغفراً نادماً تائباً مقبلاً على الله -عزوجل- خائفاً من عذاب الله ، أن يعجل الله له العقوبة ، وخائفاً أن يعاقب بسبب ذنبه ، أن يعاقب في الآخرة،

فيا معشر المسلمين : إننا بحاجة ماسة ، إِلى أننا نجدُ في التوبة إلى الله ، ونهيئ مركب السير إلى الله، ونكُف عما حرم الله ، ونأدي ما أوجب الله ،هذا إذا أردنا ،
أن يصلح الله لنا الأحوال،
أن يصلح الله لنا الأحوال،
وأن يديم الله علينا فضله وإحسانا ، ونعمه، وإكرامه،

هذا إذا أردنا هذا ، فإذا استمر العبد ، واصر على المعصية ،
فهذا من أعظم المحق ،
فهذا من أعظم الحرمان ،
وهذا من الخِذلان، للعبد من قبل الله الله-عز وجل ،
يعلموم مافي قلوب عباده، فمن علم أنه ليس بصادق في التوبة إليه ،
وليس بخائف من عذابه ، ولا يخشى نقمته ، ولا يرجو رحمته ، فإن الله -عز وجل- يتعامل معه من جِنس ما تعامل مع الله ،
فإن مكر ، فارتكب الأثام ،
مكرا بالعباد ، مكر الله به ،
مكر الله به ، واستدرجه الله حتى يأخذه ، أخذ عزيز مُقتدر.

فيا معشر المسلمين : إن الذنوب والمعاصي في أوساطنا، وبين أيدينا ، وبين أظهرنا ،صارت مُتفشية ، لا تكاد تحصى ، لا تكاد تحصى ،
رحمة الله، نازلة علينا ، في الليل وفي النهار ،
وشرنا صاعد إلى الله ، في الليل وفي النهار ،
لا تأمنوا عذاب الله ، بما يعذبنا به ، لا تأمنوا ، بل العقوبات من الله ، جارية وسائرة كما سمعتم ، إن الوقوع في الذنوب ، يُعتبر عقوبة من الله ،
لأن الله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
ولأن الله -عز وجل- هو الهادي هو الموفق للعبد، فمن لم يوفقه الله ولم يعنه الله ، ولم ينصره الله ، فذلك لشؤم في العبد، ذلك لشؤم في العبد ، فليصلح العبد ما بينه وبين الله ، وليستقم على شرع الله ،
أستغفر الله أنه هو الغفور الرحيم.


~*(الخطبة الثانية)*~
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله واصحابه

~*أما بعد :*~
أيها المسلمون : ىنحن بحاجة إلى التفقه في أضرار المعاصي واخطارها،

أخرج الأمام أحمد : في كتاب الزهد ، وغيره ،باسناد صحيح، عن جُبير إبن نفير ،
قال :لما فُتحت جزيرة قُبرص ، ذهب أبو الدرداء يبكي ،
قال: فقلت له يا أبا الدرداء ، أتبكي في يوم أعز الله فيه الإِسلامَ ونصر الله عباد المؤمنين ،
فقال : أبو الدرداء يا جبير ما أهون الناس؟ ما أهون الناس على ربهم إذا عصوا أمره؟
إذا عصوا أمره ،

قال : بينما هي أُمة قاهرة ، أي الذين صاروا أسرى ، وصار الأطفال، والنساء، سبياء هؤلاء
أبو الدرداء يقول: له كانت أُمة قاهرة ، أُمة قاهرة ،
قال : فلما خالفوا أمره ، أنظر إلى ما صاروا إليه،
أنظر إلى ما صاروا إليه ، فالمعاصي سبب ،
لأن يسلط الله الناس ،
بعضهم على بعض،
بالقتل والقِتال ،
بالسلب والنهب ،
والإغتصاب بالغدر والمكر ،
هذا من شؤم المعاصي ،
ومن الأمور الخطيرة المُضرة ،


وهذا *نوح* عليه السلام :
يقول لقومه: *{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (١١) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (١٢) مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (١٣) } [٧١] - نوح*

ذكر المفسرون : رحمهم الله تعالى أن الله -عز وجل- حبس الأمطار ، عن قوم نوح ، _أربعين سنة
وقطع عنهم النسل _أربعين سنة فدعاهم رسولهم نوح ، إلى أن يستغفروا الله ، ويتوبوا إلى الله ، من أجل أن يتفضل الله عليهم بالأمطار الكثيرة ، والأمطار الغزيرة ،
فأبوا واصروا ، واستكبروا ، واستمروا على ماهم عليه ،

يا عباد الله إن الإصرار على الأثام ، وعلى الأوزار ، إنه لشؤم على أهله ، إنه لشؤم وأي شؤم، وإنه لسبب من أسباب خراب حيات الناس ، ودمار سعادتهم ،

وازالةٍ ما به تصلح أحوالهم ، فما أحوج المسلمين ، إلى أن يكثروا من الإستغفار ،
لا سيما عند الوقوع في الذنب ،
لا سيما عند الوقوع في الذنب ،
فإذا أراد الله بعبده خيراً ، ألهمه ذكره وشكره ، وحسن عبادته ،
لا سيما عند الذنوب ،
يتوب الى الله ، ويقبل على الله ،
ويعتذر لله ، ويخضع ويخشع لله ،
ويقف بين يدي الله ،
ضعيفاً فقيرا ، يعترف بذنبه ، ويعلم أنه جان على نفسه ،
وأنه قد تعدى، قد تعدى وفعل ما فعل، مما يغضب الله ويسخطه،

*وهذا هود عليه السلام:* قال لقومه : *وَيا قَومِ استَغفِروا رَبَّكُم* إلى أن قال : *وَيَزِدكُم قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُم* فالله -عز وجل- جعل التوبة والإستغفار ، أسبابًا عظيمة ، لمصالح كبيرا ،
يتمتع بها الناس ،
وينتفع بها الناس ،
وليس المراد بالأستغفار في الآيات والأحاديث مجرد الإستغفار ، بل المطلوب من الإستغفار ،
وفي الإستغفار ، الإقلاع عن الذنوب ، الإقلاع عن الذنوب ، والصدق مع الله في التوبة إليه ، والندم على ما وقع ، وعلى ما فات ، وعلى ما أرتكبه العبد ، فإن حصل أن العبد ، عرف هذا الطريق ، وسار على هذا الطريق ،
وصل إلى الله عز وجل ،
وصل إلى الله عز وجل ،

فلهذا معاشر المسلمين : إن ذنوب العباد لها أخطار كثيرة،
وأضرار متنوعة ، وعواقب وخيمة ،
لها أخطار كثيرة ، ومتنوعة ، وعواقب وخيمة ، بسبب الذنوب ،

فالمسلمون بحاجة ماسة ،
إلى أن يعرفوا هذه الأخطار ،
وإلى أن يعلموا أن الذنوب ،
لا تأتيهم إلا بما يكون فيه شقاؤهم.

ولهذا قال إبن القيم رحمه الله تعالى : إن ضرر الذنوب لابد منه ،
قال : وضررها في القلوب،
كضرر السموم على الأبدان،
كضرر السموم على الأبدان،

فكما أن السموم تتلف الأبدان، فالذنوب تتلف الأديان ،
أي تُتلف إيمان الناس،
وتضعفه شيئاً فشيئا ،

ولهذا قال العلماء رحمهم الله تعالى : "المعاصي بريد الكفر" ،
أي توصل صاحبها مرحلة مرحلة ، إلى أن يقع في الكفر ،
فاحذروا ! الوقوع في المعاصي، إخذرو ! الغفلة عما وقعنا فيه ، مما يغضب الله -عز وجل ،

فقد جاء عن بِشر إبن الحارث رحمه الله تعالى :
قال : من عمل بالمعاصي ، فقد أنتقم الله منه ،
من عمل بالمعاصي ، فقد أنتقم الله منه ،
لأنه يُسلب منه من الإيمان ، ما يسلب ،
ويُسلب منه من الطاعات ، ما يسلب ،
ويُسلب منه من العبادات ، ما يسلب ، ويعاقب بما به يعاقب ،

ولهذا جاء عن الحسن البصري وغيره رحمهم الله : أنهم قالوا :
إن للطاعة : ضياءً في الوجه ، ونوراً في القلب ، وقوةً في البدن ، وسعةً في الرزق ، ومحبةً في قلوب العباد ،

وإن للمعصية : سواداً في الوجه، وظلمةً في القلب ، ووهنً في البدن ، وضيقاً في الرزق ، وبغضاً في قلوب العباد ،
يا عباد الله : المعاصي خطرها عظيم ،

ولهذا أجمع العلماء ، أنه مانزلت مُصيبة ، إلا بذنب ، وما رفعت إلا بتوبة ، فأين التوبة إلى الله؟
فإذا كنا متضررين ، بسبب تأخر نزول الأمطار ،
فهل أحدثنا توبة إلى الله؟
وهل جددنا عهدنا مع الله ؟ وهل أعترفنا أننا عبيد لله ؟
لا عبيد لأنفسنا ، وأهوائنا وشياطين الجن والإنس ،
أنظر أيها المسلم ماذا تصنع؟
وماذا تعمل ؟
إن الذنوب ، إن الذنوب لها عواقب لا تؤمن ، لها عواقب لا تؤمن ،

فلهذا الناس ، إذا أصيبوا بمصيبة ، ونزلت به النكبة ، وحلت في ساحتهم بلية ،

فالمطلوب : منهم أن يفتشوا عن الذنوب ، وأن ينظروا ما الذي وقعوا فيه ، وفي هذه الأيام ، وفي هذه العصور المتأخرة ،

إن الذنوب صارت ظاهرة ، وصارت منتشرة ، لا يحتاك الشخص إلى أن يفتش ، بمعنى أنه لا يقف على الذنب ، ولا يعثر عليه إلا إذا فتش ،

فلو تبنا إلى الله من الذنوب الحاصلة، والظاهرة ،والمتفشية، هذا والله ، من أعظم التوفيق من الله ، والتشديد لنا ، والإعانة لنا ، فلنبادر بالتوبة إلى الله -عز وجل


🎤
*خطـبة جمعـة بعنـوان:*
*حـاجـتـنا الى الإسـتسـقـاء*
*للشيخ/ محمد بن عبدالله الإمام*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الْخُطْبَةُ الْأُولَـــى*
إِنَّ الْحَمْدَ لِله نَحْمَدُهُ تعالى، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّـهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّـهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.

*وَأَشْهَدُ* أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، *وَأَشْهَدُ* أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .

*﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:١٠٢].*

*﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ أن اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:١].*

*﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب:]*

*أَمَّا بَعْـدُ:*
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كَلامُ اللَّـهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وصحبه وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، .

*أَمَّا بَعْدُ:*

تعلمون معاشر المؤمنين: أن الشريعة الإسلامية ، قد جاءت بصلاة الإستسقاء، وصلاة *الإستسقاء* تكون عند حصول الجد والقحط ، أو عند تأخر نزول الأمطار ، على وقتها المعهود ،

ألا وأنه قد حصل تأخر نزول الأمطار ، عن وقتها ،
ألا وأن *الإستسقاء* لها كيفيتان ؛

*الأولى :* أن يخرج الناس إلى الصحراء ، فيصلي الأمام ، ويصلي الناس معه ، ويخطب ثم يدعو ، هذه الكيفية الأولى وهي أعم وهي أعظم ،

*الكيفية الثانية :* أن يكون الإستسقاء مع خطبة الجمعة، فإذا كان الإستسقاء ، مع خطبة الجمعة ،
فخطبة الجمعة تكون مُجزئةً عن خطبة الإستسقاء،
وصلاة الجمعة مُجزئةً عن صلاة الإستسقاء ،
ويكون الدعاء في آخر الخطبة، يكون الدعاء بالإستسقاء، هذا هو الوارد ، عن سيد الأولين والأخرين عليه الصلاة والسلام،

*معاشر المسلمين :* إن تأخر الأمطار عن نزولها ، إن هذا كثيراً ما يكون، بسبب ما يحدثهُ من يحدثه من الناس ، من المعاصي، والذنوب، والآثام، والأوزار،

ألا وأن الله -عز وجل- قد دعا عباده ، إلى ما دعاهم إليه ، مما سأذكر ذلك في الأدلة الأتية : ليعلم الناس ، الأسباب التي ينالون بها ما عند الله ، من كثرة الأمطار ، ومن سعت الأرزاق، ومن رغد العيش، ومن بقاء الآمن والإستقرار ، وما ينالون به مما عند الله ، من أمور الدين، ومن أمور الدنيا النافعة ،

ربنا جل شأنه قال في كتابه الكريم : ، *﴿ وَأَن لَوِ استَقاموا عَلَى الطَّريقَةِ لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقًا(١٦) لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾ [٧٢] - الجن*

فربنا أخبر أن الناس لَوِ استَقاموا على الهدى، واستَقاموا على الدين ،
قال : لَأَسقَيناهُم ماءً غَدَقًا ، ومعنا غَدَقًا أي كثيراً مُتدفقا مُستديما هذا وعدُ الله، لعباده المؤمنين ، أن سيفعل لهم ، وأن سينزل عليهم ، ما سمعتم في هذا الشرط : الذي طلبه الله ، الإستقامة على الهُدى ، وعلى الدين ، وعلى الخير ،
فهذه من المهمات التي يحتاج المسلم ، إلى أن يجاهد نفسه ، حتى يكون من أهل الإستقامة في الدين ،

وقال الله في كتابه الكريم : *﴿ وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ ﴾ [٧:٩٦] - الأعراف*

فدعا الله العباد إلى *أمرين أثنين* إلى الإيمان به جل شأنه ، وإلى الإيمان بلقائه ، وإلى الإيمان الكامل ،
وكذلك دعاهم إلى تقوى الله،
ونحن في هذا البلد مؤمنون بالله ، وبلقاء الله ، ولكن تحقيق التقوى ، هذا حصل فيه من النقص، ومن التقصير، ومن المُخالفات،

ما كان هذا من أسباب تأخر ، ومن أسباب الحرمان من كثير من المنافع، والمصالح،
فقوله سبحانه : *لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ*
قال *المفسرون :* البركات هي المطر،

وكذلك قوله *لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ*
قالوا بركات الأرض : نباتها ، واشجارها ، وثمارها ، هذا وعد الله عز وجل ،
مع أن بركات السماء أعم ،
وأن بركات الأرض أعم مما ذكره المفسرون رحمهم الله تعالى،

فهذا وعد الله -عز وجل- بأن تكون حال المسلمين، حالهم حسنة، ومستديمة، وصالحة، فيما يتعلق بأمور دنياهم ، إذا أقاموا دين الله، واصلحوا ما بينهم وبين الله -عز وجل ،




أسأل الله عز وجل بمنه وكرمه أن يمن علينا بالهداية اللهم اهدنا اللهم اهدنا اللهم اهدنا، اللهم تب علينا اللهم تب علينا اللهم تب علينا

اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من الآيسين اللهم أغثناً اللهم أغثناً اللهم أغثنا اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريعاً سحاً طبقاً عاجلاً غير رائث، اللهم اسق عبادك وإمائك وبهائمك وأحيي أرضك الميت، اللهم هب مسيئنا لمحسننا اللهم هب مسيئنا لمحسننا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم اغفر لنا أجمعين اللهم اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وإخواننا المسلمين الأحياء منهم والميتين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين واخذل أعداء الدين اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين اللهم احقن دماء المسلمين واجمع كلمتهم على الحق المبين اللهم احقن دماء المسلمين واجمع كلمتهم على الحق المبين وافرج عنا ما نحن فيه عاجلاً غير آجل على الوجه الذي يرضيك يا رب العالمين أقول ما تسمعون والحمد لله رب العامين .

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
=========================
ـــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــ
منــبرالحكـمـــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt


أما بــعــد : -
أيها المسلمون يقول الله جل وعلا في كتابه الكريم : ﴿هُوَ الَّذي يُريكُم آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِنَ السَّماءِ رِزقًا وَما يَتَذَكَّرُ إِلّا مَن يُنيبُ﴾ [غافر: ١٣] يعني: الذين يستشعرون ذلك ويتدبرون فيما يحصل وما ينزل من كرم الله جل وعلا ما ينتبه لذلك إلا من ينيب

فأهل الإنابة إن رُزِقوا شَكروا وإن مُنِعوا صبروا وهم حامدون لله في السراء والضراء إن اخضرت الأرض كان له فيها عبرة وإن أغبرت الأرض كان له فيها عبرة

إن رأى العافية في الأبدان كان له فيها عبرة وإن رأى الأمراض كان له فيها عبرة، فهو ينظر إلى صنع الله عز وجل وحكمته في خلقه بعين بصيرته فمن هم هؤلاء ؟! هم أهل الإنابة وما يتذكر إلا من ينيب، وهذه الصفة من صفات الأنبياء قال الله عز وجل : ﴿إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ﴾ [هود: ٧٥]

ومن صفات المتقين أهل الجنة قال الله جل وعلا : ﴿وَأُزلِفَتِ الجَنَّةُ لِلمُتَّقينَ غَيرَ بَعيدٍ ۝ هذا ما توعَدونَ لِكُلِّ أَوّابٍ حَفيظٍ ۝ مَن خَشِيَ الرَّحمنَ بِالغَيبِ وَجاءَ بِقَلبٍ مُنيبٍ﴾ [ق: ٣١، ٣٢، ٣٣]

فأهل الإنابة هم الذين رجعوا إلى الله وانكسرت قلوبهم بين يدي الله وخشعوا لله وخضعوا لله ورضوا عن الله وساءتهم سيئاتُهم وسرتهم حسناتُهم وكثرت توبتهم وكثر استغفارهم هؤلاء هم المنيبون وزدهم من الأوصاف الحسنة ما شئت، فلهذا إذا رزقك الله الإنابة فقد رزقت خيراً عظيماً ويقول الله جل وعلا : ﴿…وَنُخَوِّفُهُم فَما يَزيدُهُم إِلّا طُغيانًا كَبيرًا﴾ [الإسراء: ٦٠]

هذه صفة لفئة من الناس يرسل الله عليهم من العقوبات ما شاء يرسل الصواعق يرسل العواصف يرسل عليهم الدمار يحصل لهم القحط يحصل لهم الأوبئة والأمراض فلا يزدادون إلا طغياناً {ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً}، وأنت تلاحظ يا عبد الله شيئاً من ذلك يعيشه الناس، أنت ترى كم قد حصل في المجتمع من البلاء والمصائب من اختلال الأمن وحصول القحط وضيقٍ في الرزق وسوء في المعيشة وغير ذلك من البلاء ومع ذلك ترى المرابي على رباه والعاق على عقوقه والقاطع على قطيعته بل ازداد كثير من الناس سلوك طرائق فيها اكتساب المعيشة من طرق محرمة لا يبالي بذلك ألا ترى الآية يظهر لك معناها أمام عينك {ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً }

إن عقوبة الله بانقطاع الأمطار ليس أمراً سهلاً فالله عز وجل قد عاقب فرعون الطاغية بالسنين {ولقد آخذنا آل فرعون بالسنين}

والمراد بالسنين انقطاع الأمطار عقوبة طأطأت رأس فرعون وقومه ليس الأمر هيِّناً وعندما أبطأت قريش على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يسلموا قال: اللهم اجعلها عليهم سبعاً كسبع يوسف فحصلت لهم سنة واحدة حصت ما بأيديهم حتى أكلوا الجلود والميتات وكان أحدهم ينظر إلى السماء فيُخَيل إليه أن في الهواء دخاناً وما هو إلا الجوع فجاء من أتى إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مشركي قريش قال : يا محمد أنت تدعو إلى صلة الرحم ادعو الله لقومك فدعا لهم، فالشاهد أن عقوبة القحط ليست سهلة بل هو أمر عظيم.

أيها المسلمون :-
جاء في حديث ابن عمر عند ابن ماجة سبب أو سببان من أسباب العقوبة بالقحط قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:( يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن) قال فيما أردته في ذلك الحديث قال: (ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخِذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم ) المعصية في المكيال والميزان والعقوبة لا تخطر على بال العقوبة الأولى: السنين وهي انقطاع الأمطار

العقوبة الثانية: شدة المؤونة باختصار : أن يكون صرفك أكثر من دخلك فتشتد عليك المؤونة فتبقى لك مطالب لا يتسع كسبك لتغطيتها، قال: (وجور السلطان عليهم) فترى الحاكم عليه أو شيخ القبيلة أو مدير المدرسة أو مسؤول الشركة إلى غير ذلك ترى أنه يسلط عليك بالظلم.

والمعصية من الدكان من تطفيف المكاييل والموازين، ثم قال: (ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنِعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا) لولا البهائم لم يمطروا بسبب قطع الزكاة، قال:( إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا)

يصبح حمار الرجل أولى بالمطر من راكبه الأبقار والأغنام أولى بالمطر من أصحابها ومن غيرهم من الناس فتنزل الأمطار ويبذر الناس الأرض من أموالهم وتنشأ الزروع حتى إذا ترعرعت ونشأت وربت وأصبحت على مستوى ينتظرون أن تثمر وإذا بالمطر يقف فيضطرون لحصدها علفاً لبهائمهم ودوابِّهم (ولولا البهائم لم يمطروا) ونصبح بسبب معاصينا خداماً للأبقار والأغنام والحمير وغيرها وما هو إلا بسبب المعصية.

فهلا من توبة نحن كلنا محتاجون إلى أن نحاسب أنفسنا وأن يقف كل إنسان مع نفسه بانفراده يتذكر سيئاته ويتذكر ذنوبه صغائرها وكبائرها لا تستسهل الصغائر ولا تغض الطرف عنها بل حاسب نفسك على كل صغير وكبير ثم تب إلى الله عز وجل وأقلع عن هذا الذنب وارجع إلى الله عز وجل .


فيظهر الفساد في البر وفي البحر وتموت الحيتان في باطن البحار ويتغير إنتاج البحار من الأسماك بسبب معاصي بني آدم ويظهر الفساد في التجارة والزروع والثمار والصناعات ويظهر الفساد في الإبل والأبقار والأغنام والأولاد والذرية والزوجات ويظهر الفساد في الأسماع والأبصار والقوى ويظهر التغير حتى في الإيمان كل ذلك بسبب الأعمال {ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِي النّاسِ ليذيقهم بعض الذي عملوا }

أي: هذا الفساد الذي يحصل في البر والبحر عقوبة لبعض ما عملوا وانتبه لكلمة (بعض) ولم يقل (كل) ولا (جل) وإنما قال: ب(بعض) ، فله الحمد سبحانه وتعالى الذي عفا عن الكثير وجعل العقوبة بالقليل موعظة لعلنا أن نتذكر أو نرجع { ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون } أي: رجاءَ أن يرجعوا وأن يتوبوا وأن ينيبوا إليه سبحانه وتعالى، وقال جل وعلا : ﴿وَلا تُفسِدوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها وَادعوهُ خَوفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحمَتَ اللَّهِ قَريبٌ مِنَ المُحسِنينَ﴾ [الأعراف: ٥٦]

انتبه لهذا المعنى العظيم في هذه الآية المباركة (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) ما هو الإصلاح الذي حصل لها ؟ ويطلب منا أن لا نفسد فيها بعد أن أصلحها

المراد أن الله عز وجل أرسل الرسل فنهى عن الشرك وأمر بالتوحيد وحرم الربا وأمر ببر الوالدين وحرم العقوق وأمر بصلة الأرحام ونهى عن القطيعة وأمر بحسن الجوار وأمر بصدق الحديث وأداء الأمانة ورد المظالم إلى أهلها وحرم الغش وحرم الأيمان الفاجرة وحرم الزور إلى غير ذلك

وأمر بالأعمال الصالحة من صلاة وصيام وحج وزكاة وغير ذلك هذه الأحكام الشرعية صلاح الدنيا كلها فيها

فإذا أتى الناس إلى هذه الأحكام الشرعية فوقع أناس في الشرك وعق أناس آبائهم وأمهاتهم وأساءوا الجوار وقطعوا الأرحام ومالوا إلى المكاسب المحرمة ووقعوا في الزنا والخمور والفجور والفواحش وغير ذلك

فخالفوا ما فيه صلاح الدنيا فأفسدوا في الأرض بعد إصلاحها فالله أصلحها بشرائعه التي أمر أن يعمل بها وإذا عمل بشرعه استقامت حياة المسلمين

فعكس ذلك أناس فأفسدوا في الأرض بعد إصلاحها، ويقول جل وعلا : ﴿…إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَومٍ سوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُم مِن دونِهِ مِن والٍ﴾ [الرعد: ١١] وقال جل وعلا : ﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَم يَكُ مُغَيِّرًا نِعمَةً أَنعَمَها عَلى قَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم وَأَنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليمٌ﴾ [الأنفال: ٥٣] هذه الآية فيها بِشارة وإنذار .

المراد: أن الله عز وجل لا يغير ما بالناس من حسن إلى سيء إلا إذا تغير ما بنفوسهم من حسن إلى سيء ولا يغير ما بهم من سيئ إلى حسن إﻻ إذا تغير ما بنفوسهم من سيء إلى حسن، إذاً لابد أن نحسن ليحسن الله عز وجل إلينا قال الله جل وعلا : ﴿هَل جَزاءُ الإِحسانِ إِلَّا الإِحسانُ﴾ [الرحمن: ٦٠]

كثير منا يريد أن يجازينا الله على الإساءة بالإحسان كثير من الناس يريد أن يصلح الله دنياه وهو يتقلب في معاص فيها لعنة الله فربما يتعرض لللعنة كل يوم ويريد أن يعامله الله بالإحسان لست مستعداً أن تعامل ابنك بهذا إذا كان ابنك يسيء إليك ويريد منك أن تحسن إليه كيف سيكون الحال وكثير من الناس يريد أن يبقى على عقوق الوالدين وسوء الجوار وقطيعة الأرحام وقتل النفس المحرمة والربا والزنا والفواحش وسوء المعاملة مع المسلمين إلى غير ذلك ويريد أن ينزل الله له المطر ويريد أن يكثر الله له الرزق ويريد أن يعافي الله بدنه إلى غير ذلك ألا فأحسن يحسن الله إليك، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مبيناً عقوبة على عمل في نظرنا أنه يسير : (لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم في الصلاة إلى السماء أو لتُخطفن أبصارهم).

هذه معصية صغيرة في نظر كثير من الناس أنه يرفع بصره إلى السماء وهو مهدد بالعمى ولا يلزم أن يكون العمى حالاً فقد يحصل له العمى تدريجاً مع الأيام وقال: (أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام ويركع قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس كلب أو رأس حمار). وقال:(لتسوٌّنَّ صفوفكم أو ليخالفنَّ الله بين وجوهكم) يعني: بين وجهاتكم فيكون سبباً للفرقة فهذه معاصي فكيف بما هو أكبر منها هذه معاصي هُدِدَ فاعلوها بالعقوبة فكيف بما هو أكبر منها فمن أراد أن يحسن الله إليه فعليه أن يقدم الإحسان ليجازى على الإحسان بالإحسان.

أسأل الله أن يغفر لي ولكم والحمد لله رب العالمين.

*الخطبة الثانية :-*
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.


🎤
*خطـبة جمـعة بعنوان :*
*انــقــــــطـاع.الأمـــطـار.tt*
*للشيخ/ عبدالعزيز البرعي*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبــة.الاولــى.cc*
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢] .

﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾[النساء: ١] .

﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا ۝ يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠، ٧١]

أما بـعـد : فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل ضلالة في النار .

أيها المسلمون :-
كلامنا في هذا المقام المبارك عن ( انقطاع المطر وتأخره عن إبانه).

واعلموا أيها الناس أن المصائب لا تنزل إلا بذنب ولا ترفع إلا بتوبة، فنسأل الله عز وجل أن يتوب علينا أجمعين وأن يهدينا أجمعين

يقول الله جل وعلا في كتابه الكريم : ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم هَل مِن خالِقٍ غَيرُ اللَّهِ يَرزُقُكُم مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَأَنّى تُؤفَكونَ﴾
[فاطر: ٣]

والرزق من السماء هو المطر فليس هناك أحدٌ سوى الله جل وعلا يقدر على إنزال المطر، فالله هو الذي يرزق عباده رزقاً سماوياً ورزقاً أرضياً

قال الله جل وعلا : {وَفِي السَّماءِ رِزقُكُم وَما توعَدونَ} وتقديم الجار والمجرور لإفادة الحصر أي: ليس رزقكم إلا في السماء {وَفِي السَّماءِ رِزقُكُم وَما توعَدونَ ۝ فَوَرَبِّ السَّماءِ وَالأَرضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثلَ ما أَنَّكُم تَنطِقونَ}

فيقسم الله بنفسه ليؤكد لنا ذلك والله صادِق ومُصَدَّق بدون يمين ولكنه أراد أن يؤكد ذلك لتطمئن النفوس ثم قال: {مِثلَ ما أَنَّكُم تَنطِقون} أي: كما لا تشك أنك تنطق فلا تشك في أن رزقك في السماء

فالله قد كتب الأرزاق وجعل لها أسبابها، ويقول الله عز وجل: ﴿وَلَقَد أَرسَلنا إِلى أُمَمٍ مِن قَبلِكَ فَأَخَذناهُم بِالبَأساءِ وَالضَّرّاءِ لَعَلَّهُم يَتَضَرَّعونَ ۝ فَلَولا إِذ جاءَهُم بَأسُنا تَضَرَّعوا وَلكِن قَسَت قُلوبُهُم وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ ما كانوا يَعمَلونَ﴾ [الأنعام: ٤٢، ٤٣]

يعني: أنه يبتلي الأمم أمة بعد أمة بما يحصل لهم من البُؤس والضر عساهم أن يرجعوا إليه جل وعلا، عسى أن يتبعوا الرسل، عسى أن يتوبوا من ذنوبهم، عسى أن يفيقوا من سباتهم ومن غفلتهم، ومعنى يتضرعون أي: يدعون الله عز وجل بإلحاح كما يصنع الصبي يوم أن يرضع من ثدي أمه فترى ما هو عليه من الإلحاح والشغف والشوق والرغبة

ولكن الذي حصل من أولئك الأمم أنهم أعرضوا فلم يتضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون

وهذا يحصل حتى في هذه الأعصار وليس ذلك على الأمم السابقة فقط

فكم من الناس عند انقطاع الأمطار ربما تسخطوا على الله عز وجل، وفي بعض المناطق النائية ربما تركوا الصلاة بحجة انعدام الماء وأن يُبقوا الماء لاستخداماتهم الخاصة، وربما يبقى الرجل جنباً الأيام والليالي فأصيب الناس بقسوة القلب وزيادة في البعد عن الله عز وجل

والذي كان ينبغي وهو الواجب الرجوع إلى الله عز وجل ويستشعر العبد أن عنده ذنوباً وأن عنده معاصياً ولا يرمي بلائمة ذلك على غيره فذنوبنا مجتمعة ومشتركة وتظافرت حتى سببت لنا أن تنزل بنا العقوبة وأن يحل بنا البلاء قال الله جل وعلا في كتابه الكريم : ﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾ [الشورى: ٣٠]

يعني : أن الذي يصيبنا إنما هو عقوبة على بعض المعاصي لا كلها

فالله يعفو عن كثير وما العقوبة إلا عن شيء يسير من ذنوبنا ﴿وَلَنُذيقَنَّهُم مِنَ العَذابِ الأَدنى دونَ العَذابِ الأَكبَرِ لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾ [السجدة: ٢١]

فالعذاب الأكبر في القبر وفي المحشر والنار والذي يصيبنا في الدنيا إنما هو شيء يسير مقارنة بالعذاب الذي في القبور والذي في الحشر والذي في نار جهنم والله يريد منا أن نرجع إليه يوم أن ينزل علينا بعض العقوبات، ويقول جل وعلا في كتابه الكريم : ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِي النّاسِ لِيُذيقَهُم بَعضَ الَّذي عَمِلوا لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾ [الروم: ٤١]




ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ...

اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين.. اللهم اجمع شمل المسلمين ، ولم شعثهم ، وألف بين قلوبهم وأحقن دمائهم ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺁﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻧﻨﺎ ﻭﺃﺻﻠﺢ ﺃﺋﻤﺘﻨﺎ ﻭﻭﻻ‌ﺓ ﺃﻣﻮﺭﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﻭﻻ‌ﻳﺘﻨﺎ ﻓﻴﻤﻦ ﺧﺎﻓﻚ ﻭﺍﺗﻘﺎﻙ ﻭﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ...

اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن واجعل بلدنا هذا آمناً وسائر بلاد المسلمين ...

اللهم تقبل منا صيامنا وصلاتنا وسائر أعمالنا واستعملنا في طاعتك ،
وادفع عنا وعن المسلمين شر الشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا أرحم الراحمين...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻷ‌ﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺷﻔﻴﺘﻪ ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻟﻰ ﻓَﺮَّﺟْﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ﻣﻴﺘﺎ ﺇﻻ‌ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻋﺎﺻﻴﺎ ﺇﻻ‌ ﻫﺪﻳﺘﻪ ، ﻭﻻ‌ ﻃﺎﺋﻌﺎ ﺇﻻ‌ ﺳﺪﺩﺗﻪ ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻚ فيها ﺭﺿﺎً ﻭﻟﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻼ‌ﺡ ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ,...

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺟﻤﻌﺎً ﻣﺮﺣﻮﻣﺎً ، ﻭﺗﻔﺮﻗﻨﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺗﻔﺮﻗﺎ ﻣﻌﺼﻮﻣﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺠﻌﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻌﻨﺎ ﺷﻘﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺤﺮﻭﻣﺎً ,

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺍﻫﺪﻧﺎ ﻭﺍﻫﺪِ ﺑﻨﺎ ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻤﻦ ﺍﻫﺘﺪﻯ ,

ﺍﻟﻠـﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺭﺩﺕ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﻨﺔ ﻓﺎﻗﺒﻀﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﻴﺮ ﺧﺰﺍﻳﺎ ﻭﻻ‌ ﻣﻔﺘﻮﻧﻴﻦ ﻭﻻ‌ ﻣﻐﻴﺮﻳﻦ ﻭﻻ‌ ﻣﺒﺪﻟﻴﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ,

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺣﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴلﻤﻴﻦ ﺍﻟﺤﻔﺎﺓ ،
ﻭﺍﻛﺴﻮﺍ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﺓ ،
ﻭﺃﻃﻌﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺎﻉ ,

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺤﺮﻡ بلاد المسلمين ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﻣﻦ ﻭﺍﻷ‌ﻣﺎﻥ و ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﻤﻮﺣﺪﻳﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ ...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝٍ ﻭﻋﻤﻞ،ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺃﻟﺴﻨﺔ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ، ﻭﻗﻠﻮﺑﺎً ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺃﺧﻼ‌ﻗﺎً ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ ﺍﻟﺮﺍﺣﻤﻴﻦ..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﺻﻠﺢ ﻟﻨﺎ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻋﺼﻤﺔ ﺃﻣﺮﻧﺎ، ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻟﻨﺎ ﺩﻧﻴﺎﻧﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎﺷﻨﺎ، ﻭﺃﺻﻠﺢ ﻟﻨﺎ ﺁﺧﺮﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎﺩﻧﺎ، ﻭﺍﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﺭﺍﺣﺔ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﺮ...

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺧﺘﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺨﺎﺗﻤﺔ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ، ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻳﺎ ﺭﺣﻴﻢ.

 ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار...

ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹ‌ﺣﺴﺎﻥ ﻭﺇﻳﺘﺎﺀ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﺑﻰ ﻭﻳﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﺤﺸﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ ﻳﻌﻀﻜﻢ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ، فاذﻛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻳﺬﻛﺮﻛﻢ، ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ ﻳﺰﺩﻛﻢ، ﻭﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻮﻥ...
والحمد لله رب العالمين ...

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt


ومن صور الغش ما يحدث في امتحانات الطلاب من غش وتزوير وبيع ذمم وتسابق الناس إلى الغش على أنه حق وشطارة ، حتى لم يعد الغش في الامتحانات مطلب للطلاب المهملين والضعاف والمتغيبين ،
بل تجد أن هناك من الآباء والأسر من يدعم ذلك ، وتشجع على الغش وتبذل الأموال والهبات ليغش أبنائها دون حياء أو خجل ...

وأصبحنا نتحدث عند امتحانات الطلاب وعن ظاهرة الغش وأساليبها وطرقها ،
وسمعنا عن وجهاء ومتنفذين وموظفين ومدرسين ومدراء ، ساهموا في تقديم الغش للطلاب في مراكزهم ،
وأصبح الكثير من الطلاب يعتمدون على الغش الذي أصبح ظاهرة اجتماعية وثقافة مجتمع ..!!

فماذا حدث بسبب ذلك ؟
دمرنا أجيالنا ،
وأضعفنا التعليم ،
وأفسدنا القيم ،
وجنينا على الوطن بإخراج جيل يتعلم الغش من الإبتدائية إلى الجامعة ...
الأمر الذى أدى إلى ظهور نتائج أكثر خطورة على الفرد والمجتمع ، تتمثل في ضعف صلة العبد بربه ، ومحاربة الفضيلة ،

وسيؤدي استمرار الغش إلى تحول المجتمع من خصائصه الحضارية إلى مجتمع همجي يغيب فيه دور العقل في كل مجالات الحياة ،
ويصبح الفساد والرشوة هما العرف السائد في المعاملات ،
ويسود الظلم وضياع الحقوق ،
وتنمى القيم والعادات السيئة ،
ويتحول الغش إلى عادة حميدة يتفنن فيها الغشاشون ،
ويتفشي الغش في المجتمع في المجالات المختلفة ،
وتنتشر البطالة والتطرف بين الشباب ،
ويعم الحقد والكراهية بين أفراد المجتمع، وتضعف الروح الوطنية،
ويقل استشعار المسئولية في كثير من المواقف التي تواجه الشخص الممارس للغش،...

وبسبب الغش تظهر قيادات هزيلة في المجتمع،
ويوضع الرجل الغير مناسب في المكان المناسب ، وتتحول عملية التعليم إلى تجارة رخيصة ...

وتظهر الأخطاء المهنية القاتلة والمدمرة من قبل غشاشين ، كالطبيب الضعيف ، والمهندس الضعيف ، والمعلم الضعيف ،

ويتسبب الغش في تكوين أمة متخاذلة ضعيفة في مواجهة تحديات العصر ،

وبسبب الغش في الاختبارات نجد المتخرجين الفاسدين في المجالات المختلفة ..!!

فيظهر (المعلم الفاسد والقاضي الفاسد والمهندس الفاسد والمدير الفاسد والطبيب الفاسد والضابط ...) ..
وبهؤلاء تتعقد الحياة وتزداد المشكلات وتتهدم الحضارة الإنسانية ...

فهل من مراجعة للأخطاء وتصويب للأعمال والتربية الجادة على القيم ، وإتقان الأعمال واستشعار المسئولية أمام الله والوطن والأجيال ...

اللهم أهدنا بهداك ولا تولنا أحداً سواك وخذ بنواصينا إلى كل خير ...

قلت قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه...




-:(( الخطـــــــبة الثانية )):-

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم...

أما بعـد :
عبــــاد الله : -
لن يكون علاج مثل هذا الداء العضال إلا بإيقاظ الضمائر وإحياء جانب المراقبة عند الأفراد،
فيعلم كل فردٍ أن الله مطّلع على أعماله وسوف يحاسبه،
ويتزامن ذلك مع إيجاد عقوبات رادعة تُعاقب كل من سوّلت له نفسه خيانة الأمانة،
وقيام أجهزة الضبط والمتابعة ،
وتحسين وتجويد التعليم ،
وإيجاد المدرسة الجيدة والمعلم الكفؤ والإدارة الناجحة ،
والمتابعة المستمر من أولياء الأمور لمستوى التحصيل العلمي لأولادهم طوال العام الدراسي ،

وعلينا أن نستوعب جيداً أن رقي الأمم والدول والشعوب وتطورها لم يكن إلا بتربية جادة وعمل متقن وضمير حي واستشعار المسئولية أمام الله والوطن والأجيال ...

ولنتذكر قدومنا على الله بأعمال لا تؤهلنا لرحمته ومغفرته ولا يكون هناك جواب يشفع لنا بين يديه سبحانه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ: عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاهُ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني) ...

فاثبتوا على القيم والأخلاق وتعاملوا بالصدق وأدوا الأمانة ويكفيكم بهذا فخراً وشرفاً عند الله وبين الناس ،
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم (أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا: حِفْظُ أَمَانَةٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ) (رواه أحمد، وصححه الألباني) ...

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا إلى الصواب ،
وأن يهدي شبابنا ويوفق طلابنا في امتحاناتهم ،
وأن ييسر لهم كل صعب وأن يعينهم ويكتب لهم النجاح والتفوق والسداد ...

هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ، النبي المصطفى والرسول المجتبى ،
ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56]...


بل يُوَجِّه رسول الله صلى الله عليه وسلم خطابه للمسلين قائلاً لهم: "اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ؛ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ"(صحيح الجامع (1018)..

إلى جانب أن الإسلام حرم الغش والخداع قال تعالى( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينْ . الّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُون . وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ) (المطففين:1-3)...

وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغش وتوعد فاعله،
وذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مر على صُبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً. فقال: «ما هذا يا صاحب الطعام؟»
قال: أصابته السماء يا رسول الله.
قال: «أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه النّاس من غش فليس مني»

وفي رواية: «من غشنا فليس منا»
وفي رواية: «ليس منا من غشنا» (رواه مسلم)..

وأمتنا عندما كانت بهذه القيم والأخلاق كانت تسود العالم في جميع جوانب الحياة ،
وازدهرت علومها وصناعاتها ومخترعاتها وأنظمتها ،
ومكث العالم يأخذ ويستفيد من هذه الأمة قرون من الزمان ،
حتى دب الضعف والخور والركون إلى الدنيا وفسدت عندها الكثير من القيم والأخلاق ، ومنها الصدق والأمانة ..
فرأينا إنحطاطا أخلاقياً وسياسياً وفساداً اجتماعياً ، وضعفاً في التعليم وتأخر في الصناعات والاختراعات والطب والهندسة وغير ذلك،،،

وأصبحنا عالة على أمم الأرض وأصبحت ظاهرة الغش والخداع من صفات الكثير من مجتمعاتنا ..

فتجد بعض الأطباء يقصر في عمله ويغش في أدائه ولا يتعب في تشخيص المرض وتحديد الداء ووصف الدواء ، ليكسب شيء من متاع الدنيا قليل ..

وتجد بعض المهندسين يغش في عمله ، ويبرم صفقة مع المقاول على حساب الفقراء والجوعى والأيتام ...

وتجد التاجر يأتي بالمواد الرديئة والمنتهية الصلاحية ويغير في تاريخها أو غلافها ، ثم يبيعها للناس دون خجل أو حياء ، ويظن في نفسة أنه في قمة الذكاء والشطارة ، ويحلف الأيمان الكاذبة ليبيع سلعته ...
قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثَلاثٌة لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلا يُزَكِّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وذكر منهم: (وَرَجُلٌ بَايَعَ رَجُلاً بِسِلْعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَحَلَفَ لَهُ بِاللهِ لأَخَذَهَا بِكَذَا وَكَذَا فَصَدَّقَهُ، وَهُوَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ) (رواه مسلم)...

وتجد بائع الخضروات يخفي التي بها عيب تحت السليمة ويبيع للناس ولا يدرك أن هذا من الغش الذي حرمه الله ورسوله ...

والصيدلي يبيع الأدوية المهربة والمقلدة للمرضى وأصحاب العاهات ولا يشعر حتى بتأنيب الضمير ..

وهناك من يغش في المعاملات ويزور في الوثائق ، أهم شيء أن يصل إلى مبتغاه ويحقق هدفه ...

وهذا يخفي عيبٌ في بيته أو سيارته أو تجارته ويبيع للآخرين ويتكسب مالاً حراماً من هذا الغش ، فيمحق الله بركة ماله. ، ويسلبه راحة الضمير وبرد اليقين ...
قال عليه الصلاة والسلام (البيِّعانِ بالخيَارِ مَا لم يتَفرَّقا، فإِنْ صدَقَا وبيَّنَا بُورِكَ لهمَا في بيْعِهِمَا، وإِنْ كتَمَا وكَذَبا مُحِقَتْ بركَةُ بيْعِهِمَا) (متفق عليه )...


إن القرد ذلك الحيوان لا يرضى بالغش ،
وغيره الكثير من الحيوانات فطرت على ذلك ...

فقد أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم عن قصة في الأمم السابقة فقال: (إِنَّ رَجُلاً كَانَ يَبِيعُ الْخَمْرَ فِي سَفِينَةٍ، وَكَانَ يَشُوبُ الْخَمْرَ بِالْمَاءِ، وَمَعَهُ قِرْدٌ ، فَأَخَذَ الْكِيسَ فَصَعِدَ الدَّقـَلَ. ، فَجَعَلَ يُلْقِي دِينَارًا فِي الْبَحْرِ وَدِينَارًا فِي السَّفِينَة ِ، حَتَّى جَعَلَهُ نِصْفَيْنِ) (رواه أحمد، وصححه الألباني) ...

وهناك من يغش في النصيحة والمشورة والرأي ،

فقد قال صلى الله عليه وسلم (الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ) (رواه الأربعة، وصححه الألباني)...

وهناك صور كثيرة من الغش كالغش السياسي والكذب على الجماهير وغش الحاكم لشعبه وأمته ،
ويظهر ذلك بعدم تحكيم شرع الله وإقامة العدل وحفظ الأموال والأعراض والنصح للرعية والظلم والطغيان والاستبداد ...

قال عليه الصلاة والسلام (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) (رواه مسلم). ..

وهناك الغش السياسي والإعلامي والاقتصادي وغش التابع للمتبوعين والغش الأسري والإجتماعي...


عبــــــاد الله :


🎤
*خطبـة جمعــة بعنــوان :*
*عندما.يصبح.الغش.ثقافة.مجتمع.tt*
*للشيخ/ حــســـان أحـمـــد الــعـمـــاري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبـــة.الاولـــى.cc*
الحمد لله خالق كل شيء، ورازق كل حي،
أحاط بكل شيء علماً، وكل شيء عنده بأجل مسمى،
أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره وهو
بكل لسان محمود،

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو الإله المعبود...

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود،

صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الركع السجود، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الموعود،
وسلم تسليماً كثيراً ...

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...

أمابعــد :
عبــــاد الله :
لا يمكن أن تستقيم حياة أو تنهض أمة أو تزدهر حضارة أو تبنى أوطان إلا عندما يكون الصدق والأمانة من أهم الصفات التي يجب يتحلى بها أفرادها ، وتصبح واقعاً وسلوكاً عملياً في حياتهم ..

وانظروا في تاريخ الأمم والدول والشعوب كيف تطورت وارتقت وازدهرت ..!!
وكيف سعدت في حياتها وماذا قدمت للإنسانية من حولها ؟

فهل يعتقد مثلاً أن تزدهر اليابان وكوريا والصين وأوربا وأمريكا دون أن تكون هاتين الصفتين متوفرة في أبنائها ، فتربوا وتثقفوا عليها حتى وإن كان هدفهم وغايتهم من التخلق بهذه القيم والأخلاق غير مرتبط بأوامر الدين ورضا الخالق سبحانه وتعالى ، وكانوا يريدون بها الدنيا ،
لكنهم أدركوا أنها قيم إنسانية لا تقوم الحياة إلا بها فالتزموها في أمور حياتهم ...

لذلك نجد هذا التطور العمراني والصناعي والزراعي والقانوني والعسكري والاقتصادي والتكنولوجي والسياسي والاجتماعي في حياتهم ،،،
وقدموا للبشرية والإنسانية الكثير من الاختراعات والصناعات في شتى نواحي الحياة ،
ونجد أنها في قمة الإتقان والإجادة والفاعلية ،

وأصبحنا نتصور أنه لا يمكن أن يغش العامل الياباني في مصنع السيارات أو الأدوات أو الآلات !
لا لأنه يعلم أن له رباً يراقبه !!
ولكنه تربى على ذلك واستشعر دوره في الإرتقاء بوطنه والتفاخر بمنجزاته ...


وانظروا مثلاً شركة تويوتا تسحب كل السيارات من الأسواق لسنة 2010م وعددها 12 مليون سيارة حول العالم حين تم إكتشاف خطأ تقني في دواسة البنزين وهو خطأ خطير على سلامة السائق ...

ولأول مرة يقدم مدير شركة تويوتا إعتدار لزبائنه ويعدهم بعدم تكرار هذه الأخطاء ..!!

كم ستكون خسارة الشركة بسبب قيامها بسحب هذه السيارات ؟
إنها ملايين الدولارات ..

وقامت شركة الأدوية السويسرية "نوفيرتيس" بسحب المستحضر الدوائي المعروف باسم "اكس درين" والمستخدم في علاج مرض "الشقيقة" الصداع النصفي من الأسواق..
وجاء قرار سحب الدواء من الأسواق وفقا بسبب خلل في عملية إنتاج الدواء ..

هذه أمثلة فلماذا قاموا بذلك ؟
ما هو الدافع وراء ذلك؟
لماذا يحبون أن تكون أعمالهم متقنة؟

إن السبب وراء ذلك هي القيم والقوانين التي تربوا عليها ،
وكذلك سعيهم للتميز بين دول العالم ،
وكذلك البحث عن المصلحة والمنفعة ...

وانظروا إلى شركات الطرق في بلادنا ..
فالشركة الصينية عملها منذ عشرات السنين قوى ومتماسك ومتقن ،
والشركات المحلية ما إن تنتهي من عملها وإذا بالحفر والمطبات والتشققات والإنحرافات تملىء الطرق والشوارع ...
لماذا ؟
ما هو الفرق ؟

وقيس على ذلك الكثير من الأعمال والمشاريع ،
مع إدراكنا بأنه يوجد في مجتمعاتنا من استطاع أن يجود من عمله ويتقن في أدائه وينافس الآخرين...


أيها المؤمنون /عبــــاد الله : -
ونحن المسلمين أولى بأن نكون على قدر كبير من العمل والإبداع والإتقان ،
فإلى جانب أن سنة الحياة لا تقوم إلا على القيم العظيمة ، ومنها الصدق والأمانة ،فإننا مأمورين شرعاً بهما في سائر حياتنا ،،،
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة: 119) ...

و يقول صلى الله عليه وسلم: ( إنّ الصدق يهدي إلى البر، وإن البرّ يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ، حتى يكتب عند الله صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ) (صحيح الجامع للألباني 1665)...

20 ta oxirgi post ko‘rsatilgan.