قناة : درر وفوائد عصيمية dan repost
طريقة أهل الحِذق والمعرفة من أهل العلم أنهم يجْرُون في تفقُّههم وإفتائهم على مذهبٍ معتمدٍ، لكنَّ التزامَهم بالمذهب لا يعني عدم خروجهم عنه إذا بان الدَّليل في غيره، واتِّباع الدَّليل أعظم مِن اتِّباع الأئمَّة المعظَّمين المُقلَّدين.
والنَّاس في هذا طرفان ووسطٌ:
فطائفةٌ جامدةٌ على ما تضمَّنته كتب المذاهب المتبوعة، تمنع الخروج عنها قِيد أُنمُلةٍ.
وتُقابِلها طائفةٌ ثانيةٌ تُزري على كتب الفقه، وتَعيب الأخذَ بها، وتنأى عن الانتفاع بها في التَّفَقُّه.
وبينهما طريقةٌ متوسِّطةٌ حسنةٌ جرى عليها كُمَّل الخلق، وهي الاعتداد بكتب المذاهب المصنَّفة في التَّفقُّه في الدِّين، فإذا تضمَّنت شيئًا مخالِفًا للدَّليل خارجَ المذهب المتبوع أُخذ بما دلَّ عليه الدَّليل؛ ولو كان مخالِفًا للمذهب، دون تشويشٍ ولا تَهييجٍ.
وهذه هي طريقة أئمَّة الدَّعوة الإصلاحيَّة في جزيرة العرب بعد القرن الثَّاني عشر، فإنَّهم على مذهب الحنابلة أصولًا وفروعًا، وإذا بان لهم الدَّليل على خلاف شيءٍ مِن مُقيَّدات المسائل في المذهب اتَّبعوا الدَّليل.
وكانت سبيلهم قاصدةً سالمةً حتَّى نشأ في الإسلام مَن لم يعرف طريقتهم، فتوهَّم أنَّ طريقة الاتِّباع عندهم هي مُجانَبة كتب الفقه.
وقابلتهم طائفةٌ أُخرى توهَّمت أنَّ طريقتهم الجُمُود على مذهب الحنابلة.
وطريقتهم - كما سلف - هي اعتماد مذهب الحنابلة، مع مُلاحظة ما ترجَّح به الدَّليل؛ إلَّا أنَّ المُرجِّح للدَّليل عندهم هو مَن كانت له قدرةٌ على الاجتهاد، وذلك مخصوصٌ بمَن جمع آلته، وليس الاجتهاد عندهم حِمًى مُستباحًا لكلِّ مَن تكلَّم في العلم.
ولذلك فالغالب على فقهاء هذه الدَّعوة: عدم مُخالفة المذهب؛ إلَّا مِن قومٍ قلَّةٍ كانت لهم مُكنَةٌ في النَّظر في المسائل، والخروج عمَّا تضمَّنه المذهب؛ كالعلَّامة عبد الله بن محمَّد بن عبد الوهَّاب - مِن علماء الصَّدر الأوَّل منهم -، ثمَّ العلَّامة عبد الرَّحمن بن حسن بن محمَّد بن عبد الوهَّاب - مِن علماء الطَّبقة الثَّانية منهم -، ثمَّ العلَّامة عبد الله بن عبد اللَّطيف بن عبد الرَّحمن بن حسنٍ - مِن الطَّبقة الثَّالثة -، ثمَّ العلَّامة محمَّد بن إبراهيمَ بن عبد اللَّطيف - في الطَّبقة الرَّابعة -، ثمَّ العلَّامة عبد العزيز بن عبد الله ابن بازٍ - مِن الطَّبقة الخامسة.
وقلَّ خروجُ غير هؤلاء، ممَّا يدلُّ على أنَّهم يعظِّمون هذا الأمر تعظيمًا شديدًا.
📚 شرح (التَّحقيق والإيضاح للعلَّامة ابن بازٍ) لشيخنا صالح بن عبد الله العصيمي
والنَّاس في هذا طرفان ووسطٌ:
فطائفةٌ جامدةٌ على ما تضمَّنته كتب المذاهب المتبوعة، تمنع الخروج عنها قِيد أُنمُلةٍ.
وتُقابِلها طائفةٌ ثانيةٌ تُزري على كتب الفقه، وتَعيب الأخذَ بها، وتنأى عن الانتفاع بها في التَّفَقُّه.
وبينهما طريقةٌ متوسِّطةٌ حسنةٌ جرى عليها كُمَّل الخلق، وهي الاعتداد بكتب المذاهب المصنَّفة في التَّفقُّه في الدِّين، فإذا تضمَّنت شيئًا مخالِفًا للدَّليل خارجَ المذهب المتبوع أُخذ بما دلَّ عليه الدَّليل؛ ولو كان مخالِفًا للمذهب، دون تشويشٍ ولا تَهييجٍ.
وهذه هي طريقة أئمَّة الدَّعوة الإصلاحيَّة في جزيرة العرب بعد القرن الثَّاني عشر، فإنَّهم على مذهب الحنابلة أصولًا وفروعًا، وإذا بان لهم الدَّليل على خلاف شيءٍ مِن مُقيَّدات المسائل في المذهب اتَّبعوا الدَّليل.
وكانت سبيلهم قاصدةً سالمةً حتَّى نشأ في الإسلام مَن لم يعرف طريقتهم، فتوهَّم أنَّ طريقة الاتِّباع عندهم هي مُجانَبة كتب الفقه.
وقابلتهم طائفةٌ أُخرى توهَّمت أنَّ طريقتهم الجُمُود على مذهب الحنابلة.
وطريقتهم - كما سلف - هي اعتماد مذهب الحنابلة، مع مُلاحظة ما ترجَّح به الدَّليل؛ إلَّا أنَّ المُرجِّح للدَّليل عندهم هو مَن كانت له قدرةٌ على الاجتهاد، وذلك مخصوصٌ بمَن جمع آلته، وليس الاجتهاد عندهم حِمًى مُستباحًا لكلِّ مَن تكلَّم في العلم.
ولذلك فالغالب على فقهاء هذه الدَّعوة: عدم مُخالفة المذهب؛ إلَّا مِن قومٍ قلَّةٍ كانت لهم مُكنَةٌ في النَّظر في المسائل، والخروج عمَّا تضمَّنه المذهب؛ كالعلَّامة عبد الله بن محمَّد بن عبد الوهَّاب - مِن علماء الصَّدر الأوَّل منهم -، ثمَّ العلَّامة عبد الرَّحمن بن حسن بن محمَّد بن عبد الوهَّاب - مِن علماء الطَّبقة الثَّانية منهم -، ثمَّ العلَّامة عبد الله بن عبد اللَّطيف بن عبد الرَّحمن بن حسنٍ - مِن الطَّبقة الثَّالثة -، ثمَّ العلَّامة محمَّد بن إبراهيمَ بن عبد اللَّطيف - في الطَّبقة الرَّابعة -، ثمَّ العلَّامة عبد العزيز بن عبد الله ابن بازٍ - مِن الطَّبقة الخامسة.
وقلَّ خروجُ غير هؤلاء، ممَّا يدلُّ على أنَّهم يعظِّمون هذا الأمر تعظيمًا شديدًا.
📚 شرح (التَّحقيق والإيضاح للعلَّامة ابن بازٍ) لشيخنا صالح بن عبد الله العصيمي