«الفصل السادس»
أغمضت عيني وبدأت أتصور ذلك التصميم المميز الذي أريد أن أعده لأبهر به من أتقدم للعمل لديهم .. ثم ذهبت بخيالي نحو حظوة ذلك التصميم بانبهار المدراء وثنائهم عليه، وقبولي للعمل بشركة كبيرة، شعرت بالحماسة تدب في أوصالي، وتساءلت لم لا ؟ هل بدأت كل الإنجازات العظيمة إلا بفكرة .. مجرد فكرة عاشها أصحابها بكل قلوبهم وجوارحهم، وبذلوا لأجلها وضحوا وصبروا عليها؟ لم لا أكون واحدا من هؤلاء؟ إلم لا أفعل ذلك حتى لو لم أنجح؟ فلقد كنت أشعر بسعادة بالغة حين أصمم تصميما جميلا، وأرى إنجازي أمام عيني، فلماذا لا أفعل ذلك الآن وفورا ؟ ! وفجأة استولت تلك الصور على عقلي .. فوجدت نفسي مندفعا من جديد نحو العمل .. قمت فتوضأت وصليت ركعتين .. ودعوت الله أن يوفقني فيما عزمت عليه من أمر وأن يساعدني على إنجاز أهدافي، ثم شلغت حاسوبي من جديد .. وبقيت أعمل لساعات طويلة لا أقطع عملي إلا لأجل الصلاة .. ثم أعود إلى غرفتي فأغلقها وأواصل العمل .. ولم أنم في تلك الليلة إلا متأخرا .. وفي الصباحالباكر قمت الأصلي الفجر، ثم ألقيت نظرة على تصميمي .. وأجريت به بعض التعديلات .. ثم ذهبت لأجالس أمي قليلا وأطلب إليها الدعاء لي، وقبلت يديها ورأسها ثم انطلقت حاملا هدفي وأملي الجديد قبل تصميماتي، وذهبت لخمس شركات كبرى فقدمت فيها سيرتي الذاتية مع نماذج من تصاميمي ثم ذهبت لعملي الكادح من جديد .. هناك في الشارع المزدحم .. لأكمل عمل الأمس .. وجلست خلف كومة البضائع الرخيصة التي حطم أكثرها ذلك الرجل بالأمس .. ولكنني مع ذلك كنت أحمل نفسا جديدة .. تهفو نحو الأمل الكبير ...
جلست في موضعي أراقب بضاعتي القليلة بعيني .. بينما ذهني شارد في المعوقات التي تعرضت لها والتي سوف أتعرض لها فيما بعد... لقد تعرضت لحرماني من فرص كنت أحق بها، ولكن لعل ذلك كان خيرا لي، فلربما الطريق الذي أمامي الآن هو خير من الطريق الذي كنت سأسير فيه لو حصلت على فرصتي بالجامعة... لقد كان موت أبي وفقداننا ما نملكه من السيارة التي كنا نعيش بها واضطراري لتحمل مسئولية الأسرة، ثم مرض أمي و بيعنا الأرض التي كنا ندخرها لزواج أختي لأجل العلاج .. لقد كانت كلها معوقات وقفت في طريقي فجعلت منه صعبا شائكا .. لكن الاستسلام للمعوقات جبن وتخاذل وطريق النجاح لم يكن في يوم من الأيام سهلا ولا مفروشا بالورود كما قال ضياء .. فكل الناجحين قد واجهوا الكثير من المعوقات .. ولقد كان إصرارهم وعزيمتهم القوية وإرادتهم الصلبة أحد الدعائم التي قام عليها نجاحهم ... فلماذا لا أكون مثلهم؟ لماذا لا أتحدى كل المعوقات التي في حياتي الآن لأصنع نجاحي كما صنعوا ؟ ما الذي يختلف في عنهم .. جميعنا واجه المعوقات والصعوبات .. فلماذا يستسلم بعض الناس ويصر آخرون حتى يصلوا .. لابد أن تكون إرادتي قوية وعزيمتي صلبة لا تفت فيها المحن .. ولا بد أن أمتلك ذلك الإصرار الذي قادهم من القاع نحو النور ...
وبينما أنا جالس في موضعي وذهني شارد في عالم الهدف الجديد فوجئت بضياء يقول منزعجا : ها قد عثرت عليك أخيرا .. لقد أتعبتني يارجل."
" ضياء ما الذي أتى بك إلى هنا الآن؟."
" أنا منذ ساعتين أدور في المكان باحثا عنك يارجل."
" ولماذا ؟! "
.. يتبع.. 🍀
أغمضت عيني وبدأت أتصور ذلك التصميم المميز الذي أريد أن أعده لأبهر به من أتقدم للعمل لديهم .. ثم ذهبت بخيالي نحو حظوة ذلك التصميم بانبهار المدراء وثنائهم عليه، وقبولي للعمل بشركة كبيرة، شعرت بالحماسة تدب في أوصالي، وتساءلت لم لا ؟ هل بدأت كل الإنجازات العظيمة إلا بفكرة .. مجرد فكرة عاشها أصحابها بكل قلوبهم وجوارحهم، وبذلوا لأجلها وضحوا وصبروا عليها؟ لم لا أكون واحدا من هؤلاء؟ إلم لا أفعل ذلك حتى لو لم أنجح؟ فلقد كنت أشعر بسعادة بالغة حين أصمم تصميما جميلا، وأرى إنجازي أمام عيني، فلماذا لا أفعل ذلك الآن وفورا ؟ ! وفجأة استولت تلك الصور على عقلي .. فوجدت نفسي مندفعا من جديد نحو العمل .. قمت فتوضأت وصليت ركعتين .. ودعوت الله أن يوفقني فيما عزمت عليه من أمر وأن يساعدني على إنجاز أهدافي، ثم شلغت حاسوبي من جديد .. وبقيت أعمل لساعات طويلة لا أقطع عملي إلا لأجل الصلاة .. ثم أعود إلى غرفتي فأغلقها وأواصل العمل .. ولم أنم في تلك الليلة إلا متأخرا .. وفي الصباحالباكر قمت الأصلي الفجر، ثم ألقيت نظرة على تصميمي .. وأجريت به بعض التعديلات .. ثم ذهبت لأجالس أمي قليلا وأطلب إليها الدعاء لي، وقبلت يديها ورأسها ثم انطلقت حاملا هدفي وأملي الجديد قبل تصميماتي، وذهبت لخمس شركات كبرى فقدمت فيها سيرتي الذاتية مع نماذج من تصاميمي ثم ذهبت لعملي الكادح من جديد .. هناك في الشارع المزدحم .. لأكمل عمل الأمس .. وجلست خلف كومة البضائع الرخيصة التي حطم أكثرها ذلك الرجل بالأمس .. ولكنني مع ذلك كنت أحمل نفسا جديدة .. تهفو نحو الأمل الكبير ...
جلست في موضعي أراقب بضاعتي القليلة بعيني .. بينما ذهني شارد في المعوقات التي تعرضت لها والتي سوف أتعرض لها فيما بعد... لقد تعرضت لحرماني من فرص كنت أحق بها، ولكن لعل ذلك كان خيرا لي، فلربما الطريق الذي أمامي الآن هو خير من الطريق الذي كنت سأسير فيه لو حصلت على فرصتي بالجامعة... لقد كان موت أبي وفقداننا ما نملكه من السيارة التي كنا نعيش بها واضطراري لتحمل مسئولية الأسرة، ثم مرض أمي و بيعنا الأرض التي كنا ندخرها لزواج أختي لأجل العلاج .. لقد كانت كلها معوقات وقفت في طريقي فجعلت منه صعبا شائكا .. لكن الاستسلام للمعوقات جبن وتخاذل وطريق النجاح لم يكن في يوم من الأيام سهلا ولا مفروشا بالورود كما قال ضياء .. فكل الناجحين قد واجهوا الكثير من المعوقات .. ولقد كان إصرارهم وعزيمتهم القوية وإرادتهم الصلبة أحد الدعائم التي قام عليها نجاحهم ... فلماذا لا أكون مثلهم؟ لماذا لا أتحدى كل المعوقات التي في حياتي الآن لأصنع نجاحي كما صنعوا ؟ ما الذي يختلف في عنهم .. جميعنا واجه المعوقات والصعوبات .. فلماذا يستسلم بعض الناس ويصر آخرون حتى يصلوا .. لابد أن تكون إرادتي قوية وعزيمتي صلبة لا تفت فيها المحن .. ولا بد أن أمتلك ذلك الإصرار الذي قادهم من القاع نحو النور ...
وبينما أنا جالس في موضعي وذهني شارد في عالم الهدف الجديد فوجئت بضياء يقول منزعجا : ها قد عثرت عليك أخيرا .. لقد أتعبتني يارجل."
" ضياء ما الذي أتى بك إلى هنا الآن؟."
" أنا منذ ساعتين أدور في المكان باحثا عنك يارجل."
" ولماذا ؟! "
.. يتبع.. 🍀