«لا مستحيل مع الله»
امرأة ابتُليت بزوج جلب عليها الألم والنكد، وعقم حرمها الأنس بالولد
قالت لي امرأة ثقة صالحة عابدة – أحْسبها كذلك:
قدّر الله عليّ أنْ جمع عليّ بلاءين:
أحدهما: زواجي من رجل لم يكن على طريق الاستقامة والصلاح فلم أجد السعادة التي كنت أنشدها من الزواج.
والثاني: عقم لم أعرفه إلا بعد أن اشتكيت وجعا شديدا، فأسعفوني ليلا، فقال الأطباء: لابد من عملية جراحية عاجلة، لوجود أكياس دموية كثيرة قابلة للانفجار والتهابات شديدة والتصاقات في الرحم وبطانة مهاجرة فأدخلوني على عجل وبقيت في غرفة العمليات ما يقارب ثمان ساعات وكنت أستيقظ من شدة الألم وأنا في البنج وأنظر في وضعي ثم أغيب عن الوعي ويتعجّب الأطباء من هذا الفعل ويستغربون وبعد أن أخرجوني كانوا يتكلمون حولي بشدة وخوف وكأنهم فعلوا شيئا لا يرغبون فعله، وإذ بهم أزالوا نصف مبيضي الأيمن، وقال لي المستشار بعد أن سألتهم عن حالي وهل من الممكن أن يرزقني الله طفلًا بعد هذه العملية، وصبري طيلة هذه السنوات؟
فقال: لي انظري إلى الحائط، لو هذا الحائط أنجب أنجبت فقلت له: أنت لست رب العالمين، وجعلتُ أقول وأكرر: لا حول ولا قوة إلا بالله وجثوت على ركبتي أبكي بشدة، فوجدتهم يعيّروني بالعقم؛ "لا ولد ولا تلد".
وكنت في ذهابي لحاجتي في الأسواق أتلمّس ملابس الأطفال وأشمّها وأحتضنها وأبكي.
لقد كنت في شوق ولهفة للأولاد وإذا رأيتُ امرأة معها ولدها يزداد حنيني وشوقي.
وأنا واثقة يقينا بعطاء الله تبارك وتعالى.
وقدّر الله تبارك وتعالى مفارقة زوجي بعد الأعوام التي قضيتها معه وفيها أوجاع الجحود وسوء الأخلاق والأدب والقسوة فقد آذاني في روحي وعقلي ومازال يعيّرني بعدم الإنجاب.
فمكثتُ بعد فراقه تسعة أشهر ما تركت فيها الدعاء لحظة واحدة فرزقني الله تبارك وتعالى بعد ذلك رجلًا كان يعرف كلّ ما أعاني منه وخطبني لديني وقال لي: بعد الأسبوع الأول من زواجنا: إذا لم تُنْجِبي سأتزوّج عليك!
فلما حان وقتُ الثّلث الأخير من الليل فرَرْت من العالم بأسره ومن آلامي كلّها وأوجاعي إلى الله رب العالمين ومشاعري ممتلئة بمعنى الاضطرار الحقيقي ومعنى الافتقار إلى الله، فلم يبق غير الله وانقطعت كلّ الأسباب ولم يبق إلا مسبّب الأسباب الكريم الجواد الوهّاب وقلبِي منكسر أشدّ الانكسار، وتوجّهت بصدق للعظيم الجبار.
فكبّرت للصلاة وأنا أبكي بشدّة حتى شعرت أني هالكة لا محالة، فقلت لربي: أنت خلقتني وإن شئت رزقتني وإن شئت حرمتني ليس لي من الأمر شيء وليس لي إلا أنت فلك الأمر ولك الحمد ارحمني يا رحمن يا أرحم الراحمين، فسألته والألم يكاد يقتلني.
فسلّمت من الصلاة ونمت، فرأيت في المنام بين اليقظة والنوم امرأةً اسمها "سعاد" تنام على كتفي وشعْرُها كشعر الرجل تقرأ على بطْنِي آياتِ السِّحْر، وتكرر: {ما جئتم به السحر إن الله سيبطله} وتمسح عليّ، وتكرر القراءة، حتى إذا فتحت عيني رأيتها حقيقةً بين الخيال والواقع فصرخت خائفةً مذعورة جدًا، فكانت هذه الليلة هي التي رزقني الله تبارك وتعالى بولدي.
وصدق الله تعالى: (وما يعلم جنود ربك إلا هو).
وجبرني ربّي بعد خمس سنوات من الحرمان وقد آذاني كثير من الناس وعيّروني وكأن الأمر بيدي ورزقني ربي بفضله وجوده وكرمه من غير تدخّلٍ طبّي، بل بأمره: "كن" فيكون.
ما أكرمك يا الله صَبّرْتَنِي ووَهَبْتَنِي اليقين والدعاء وربطتَ على قلبي وملأت بحسن الرجاء مع عظم المصيبة والبلاء حتى أخرجتني من ظلماتِ الضيق إلى نور الفرج بلطفك وكرمك.
ومن فضل الله عليّ أني رابطْتُ على التقوى قدر استطاعتي، وكنت مُلازمة لبيت والدي حريصة على أن لا يراني الرجال ولا أرى الرجال؛ لأن هذه الآية العظيمة كانت نصب عينيّ وأنا بها مؤمنة {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب} فوالله وبالله وتالله لقد كانت التقوى أعظمَ زادٍ لي، وأقوى جبرٍ لمصيبتي، وأقوى حصْنٍ حصينٍ يمكن أنْ يواجه الْمُبْتَلى بها أعتى قوارع البلاء، فلقد أيقن الجميع من قريب وحبيب وصاحب ورفيق وبعيد وعدوّ أني عقيم، وطالبوني بعدم طرْق بابِ الأطباء مجددًا، فلقد خلقني الله عقيمة؟!
فأراهم الله قدرته وحوله وجبْره فالكريم إذا أعطى أغنى.
فلا تيأس – أخي المبتلى - مهْما كان بلاؤك فلك ربٌّ كريم سميع قريب مجيب لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهو على كل شيء قدير.
وأيقن بالفرج مهما عظمت المصيبة، واسأل الله كلّ ما تريد بقين وإيمان ولا تقل: هذا أمرٌ مستحيل فالله لا يُعجزه شيء، وعطاءُ الله لك بقدر يقينك به، وإحسانُه إليك بقدر إحسانك له.
فهذه المرأة خرق الله لها العادة؛ لأجل صدقها ودعائها ويقينها، فأرسل لها مَلَكًا يرقيها ويُعالجها بعد أن عجز أطباء البشر، ويئسوا من قدرة الله.
اللهم ارزقنا اليقين بك واللجوء إليك والثقة بك، إنك على كل شيء قدير.
امرأة ابتُليت بزوج جلب عليها الألم والنكد، وعقم حرمها الأنس بالولد
قالت لي امرأة ثقة صالحة عابدة – أحْسبها كذلك:
قدّر الله عليّ أنْ جمع عليّ بلاءين:
أحدهما: زواجي من رجل لم يكن على طريق الاستقامة والصلاح فلم أجد السعادة التي كنت أنشدها من الزواج.
والثاني: عقم لم أعرفه إلا بعد أن اشتكيت وجعا شديدا، فأسعفوني ليلا، فقال الأطباء: لابد من عملية جراحية عاجلة، لوجود أكياس دموية كثيرة قابلة للانفجار والتهابات شديدة والتصاقات في الرحم وبطانة مهاجرة فأدخلوني على عجل وبقيت في غرفة العمليات ما يقارب ثمان ساعات وكنت أستيقظ من شدة الألم وأنا في البنج وأنظر في وضعي ثم أغيب عن الوعي ويتعجّب الأطباء من هذا الفعل ويستغربون وبعد أن أخرجوني كانوا يتكلمون حولي بشدة وخوف وكأنهم فعلوا شيئا لا يرغبون فعله، وإذ بهم أزالوا نصف مبيضي الأيمن، وقال لي المستشار بعد أن سألتهم عن حالي وهل من الممكن أن يرزقني الله طفلًا بعد هذه العملية، وصبري طيلة هذه السنوات؟
فقال: لي انظري إلى الحائط، لو هذا الحائط أنجب أنجبت فقلت له: أنت لست رب العالمين، وجعلتُ أقول وأكرر: لا حول ولا قوة إلا بالله وجثوت على ركبتي أبكي بشدة، فوجدتهم يعيّروني بالعقم؛ "لا ولد ولا تلد".
وكنت في ذهابي لحاجتي في الأسواق أتلمّس ملابس الأطفال وأشمّها وأحتضنها وأبكي.
لقد كنت في شوق ولهفة للأولاد وإذا رأيتُ امرأة معها ولدها يزداد حنيني وشوقي.
وأنا واثقة يقينا بعطاء الله تبارك وتعالى.
وقدّر الله تبارك وتعالى مفارقة زوجي بعد الأعوام التي قضيتها معه وفيها أوجاع الجحود وسوء الأخلاق والأدب والقسوة فقد آذاني في روحي وعقلي ومازال يعيّرني بعدم الإنجاب.
فمكثتُ بعد فراقه تسعة أشهر ما تركت فيها الدعاء لحظة واحدة فرزقني الله تبارك وتعالى بعد ذلك رجلًا كان يعرف كلّ ما أعاني منه وخطبني لديني وقال لي: بعد الأسبوع الأول من زواجنا: إذا لم تُنْجِبي سأتزوّج عليك!
فلما حان وقتُ الثّلث الأخير من الليل فرَرْت من العالم بأسره ومن آلامي كلّها وأوجاعي إلى الله رب العالمين ومشاعري ممتلئة بمعنى الاضطرار الحقيقي ومعنى الافتقار إلى الله، فلم يبق غير الله وانقطعت كلّ الأسباب ولم يبق إلا مسبّب الأسباب الكريم الجواد الوهّاب وقلبِي منكسر أشدّ الانكسار، وتوجّهت بصدق للعظيم الجبار.
فكبّرت للصلاة وأنا أبكي بشدّة حتى شعرت أني هالكة لا محالة، فقلت لربي: أنت خلقتني وإن شئت رزقتني وإن شئت حرمتني ليس لي من الأمر شيء وليس لي إلا أنت فلك الأمر ولك الحمد ارحمني يا رحمن يا أرحم الراحمين، فسألته والألم يكاد يقتلني.
فسلّمت من الصلاة ونمت، فرأيت في المنام بين اليقظة والنوم امرأةً اسمها "سعاد" تنام على كتفي وشعْرُها كشعر الرجل تقرأ على بطْنِي آياتِ السِّحْر، وتكرر: {ما جئتم به السحر إن الله سيبطله} وتمسح عليّ، وتكرر القراءة، حتى إذا فتحت عيني رأيتها حقيقةً بين الخيال والواقع فصرخت خائفةً مذعورة جدًا، فكانت هذه الليلة هي التي رزقني الله تبارك وتعالى بولدي.
وصدق الله تعالى: (وما يعلم جنود ربك إلا هو).
وجبرني ربّي بعد خمس سنوات من الحرمان وقد آذاني كثير من الناس وعيّروني وكأن الأمر بيدي ورزقني ربي بفضله وجوده وكرمه من غير تدخّلٍ طبّي، بل بأمره: "كن" فيكون.
ما أكرمك يا الله صَبّرْتَنِي ووَهَبْتَنِي اليقين والدعاء وربطتَ على قلبي وملأت بحسن الرجاء مع عظم المصيبة والبلاء حتى أخرجتني من ظلماتِ الضيق إلى نور الفرج بلطفك وكرمك.
ومن فضل الله عليّ أني رابطْتُ على التقوى قدر استطاعتي، وكنت مُلازمة لبيت والدي حريصة على أن لا يراني الرجال ولا أرى الرجال؛ لأن هذه الآية العظيمة كانت نصب عينيّ وأنا بها مؤمنة {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب} فوالله وبالله وتالله لقد كانت التقوى أعظمَ زادٍ لي، وأقوى جبرٍ لمصيبتي، وأقوى حصْنٍ حصينٍ يمكن أنْ يواجه الْمُبْتَلى بها أعتى قوارع البلاء، فلقد أيقن الجميع من قريب وحبيب وصاحب ورفيق وبعيد وعدوّ أني عقيم، وطالبوني بعدم طرْق بابِ الأطباء مجددًا، فلقد خلقني الله عقيمة؟!
فأراهم الله قدرته وحوله وجبْره فالكريم إذا أعطى أغنى.
فلا تيأس – أخي المبتلى - مهْما كان بلاؤك فلك ربٌّ كريم سميع قريب مجيب لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهو على كل شيء قدير.
وأيقن بالفرج مهما عظمت المصيبة، واسأل الله كلّ ما تريد بقين وإيمان ولا تقل: هذا أمرٌ مستحيل فالله لا يُعجزه شيء، وعطاءُ الله لك بقدر يقينك به، وإحسانُه إليك بقدر إحسانك له.
فهذه المرأة خرق الله لها العادة؛ لأجل صدقها ودعائها ويقينها، فأرسل لها مَلَكًا يرقيها ويُعالجها بعد أن عجز أطباء البشر، ويئسوا من قدرة الله.
اللهم ارزقنا اليقين بك واللجوء إليك والثقة بك، إنك على كل شيء قدير.
اللّهم كما أنعمت فتمّم .."🇵🇸
وَ أُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ
نَصْرٌ مِّنَ اللّه
وَ فَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ🍀🍀