الإمام المهدي ولي نعمتنا:
قال تعالى: ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ).
من المواضيع التي اولتها الآيات والروايات الشريفة إهتماماً واسعاً هو موضوع شكر وكفر النعمة، وهنالك من الأدلة العقلية التي تؤكد وجوب شكر المنعم.
بمعنى أنه كل شخص أنعم علينا بنعمة، فالعقل يوجب علينا شكره والإحسان إليه بما يليق به، وهذا ما يعرف إجمالاً بوجوب شكر المنعم.
وهنا تطرح عدة تساؤلات: هل إن شكر المنعم فريضة واجبة؟ أو إنه أمر كمالي ومستحب؟
وهل إن المنعم الذي علينا شكره هو مصدر النعمة الله تعالى فقط؟ أم المنعم من المخلوقين كذلك؟ وكيف نشكر المنعم؟
سنوضح هذه التساؤلات بالنقاط التالية:
1- إن شكر الله تعالى على نعمه ضرورة لا بد منها، لأن الله تعالى جعل الشكر في قبال الكفر، بمعنى إما أن تكون شاكراً لنعم الله او كافراً بها ولا يوجد خيار ثالث لهما، لقوله تعالى:
" لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ".
لذلك، الشكر واجب بل وأكثر من الواجب، لانه إذا لم يكن الشخص شاكراً لنعم الله تعالى، سيكون كافراً بها، والنتيجة هي العذاب الشديد، كما مر في قوله تعالى.
2- إن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وكل إمام في زمانه هم واسطة النعم، أيّ إن الله تعالى هو المنعم، والإمام هو واسطة النعم، بمعنى أن كل النعم مثل الغيث والمطر والزرع وغيرها من النعم، الله تعالى هو مصدرها، لكنه لا ينزل هذه النعم بشكلٍ مباشر للخلق، وإنّما عبر واسطة وهو الإمام -الحُجَّة- في كل زمن، ومن دون هذه الواسطة لا تصل النعم للخلق، لذلك، الإمام المعصوم يأتي في الدرجة الثانية في الإنعام بعد الله تعالى، لان الله تعالى هو المنعم، والإمام المعصوم هو واسطة هذه النعم، وقد أثبتنا هذا الأمر في الفصل السابق عند الكلام عن فوائد وجود الحجة وهو غائب.
٣- لا يمكن شكر المنعم -الله تعالى- بدون شكر واسطة النعمة -الإمام-، كما جاء في الروايات عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: " من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق" ، ورواية أخرى عن الإمام السجاد (عليه السلام) قال: " يقول الله تبارك وتعالى لعبدٍ من عبيده يوم القيامة أشكرت فلاناً، فيقول: بل شكرتك يا ربي، فيجيبه الله تعالى: لم تشكرني إذ لم تشكره" .
وعن الإمام الرضا (عليه السلام) قوله: " من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عزّ وجلّ "
يتبين من هذه الروايات إن أيّ صاحب نعمة علينا من المخلوقين اذا لم نشكره، لم نشكر الخالق تعالى، وكأن الشكر لله تعالى، أو تمام الشكر لله، لا يتحقق إلا بشكر ذوي النعمة علينا من المخلوقين.
فإذا كان هذا هو حق ذوي النعمة علينا من المخلوقين، بأن من لم يشكر ذوي النعمة منهم لم يشكر الله تعالى، فكيف بالإمام المعصوم الذي هو واسطة كل النعم علينا، وكل هذه النعم على وجه الأرض من دون إستثناء، إنما الفضل فيها لله تعالى، ثم للإمام المعصوم، لأن الإمام المعصوم هو واسطة الفيوضات الإلهية.
فكل الخلق في زمن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)، عليهم شكر الإمام الحجة، لأنه واسطة كل النعم الإلهية، وأن من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، فكيف بمن لم يشكر واسطة النعم والارزاق والبركات الإلهية التي تأتي عنه طريقه؟ بل حتى عبادة الله تعالى إنّما تتم عن طريقه هو ولولاه لما عبد الله.
إذاً، من لم يؤدِ حق الإمام الحجة، لم يؤدِ حق الله تعالى، وربما إذا لم نودِ شكر الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) سنصبح مع الحزب الثاني المشار إليهم في قوله تعالى (ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).
لذلك لكي يتحقق شكر الله تعالى لا بدّ من شكر الإمام الحجة.
تمت مشاركه بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot
قال تعالى: ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ).
من المواضيع التي اولتها الآيات والروايات الشريفة إهتماماً واسعاً هو موضوع شكر وكفر النعمة، وهنالك من الأدلة العقلية التي تؤكد وجوب شكر المنعم.
بمعنى أنه كل شخص أنعم علينا بنعمة، فالعقل يوجب علينا شكره والإحسان إليه بما يليق به، وهذا ما يعرف إجمالاً بوجوب شكر المنعم.
وهنا تطرح عدة تساؤلات: هل إن شكر المنعم فريضة واجبة؟ أو إنه أمر كمالي ومستحب؟
وهل إن المنعم الذي علينا شكره هو مصدر النعمة الله تعالى فقط؟ أم المنعم من المخلوقين كذلك؟ وكيف نشكر المنعم؟
سنوضح هذه التساؤلات بالنقاط التالية:
1- إن شكر الله تعالى على نعمه ضرورة لا بد منها، لأن الله تعالى جعل الشكر في قبال الكفر، بمعنى إما أن تكون شاكراً لنعم الله او كافراً بها ولا يوجد خيار ثالث لهما، لقوله تعالى:
" لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ".
لذلك، الشكر واجب بل وأكثر من الواجب، لانه إذا لم يكن الشخص شاكراً لنعم الله تعالى، سيكون كافراً بها، والنتيجة هي العذاب الشديد، كما مر في قوله تعالى.
2- إن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) وكل إمام في زمانه هم واسطة النعم، أيّ إن الله تعالى هو المنعم، والإمام هو واسطة النعم، بمعنى أن كل النعم مثل الغيث والمطر والزرع وغيرها من النعم، الله تعالى هو مصدرها، لكنه لا ينزل هذه النعم بشكلٍ مباشر للخلق، وإنّما عبر واسطة وهو الإمام -الحُجَّة- في كل زمن، ومن دون هذه الواسطة لا تصل النعم للخلق، لذلك، الإمام المعصوم يأتي في الدرجة الثانية في الإنعام بعد الله تعالى، لان الله تعالى هو المنعم، والإمام المعصوم هو واسطة هذه النعم، وقد أثبتنا هذا الأمر في الفصل السابق عند الكلام عن فوائد وجود الحجة وهو غائب.
٣- لا يمكن شكر المنعم -الله تعالى- بدون شكر واسطة النعمة -الإمام-، كما جاء في الروايات عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: " من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق" ، ورواية أخرى عن الإمام السجاد (عليه السلام) قال: " يقول الله تبارك وتعالى لعبدٍ من عبيده يوم القيامة أشكرت فلاناً، فيقول: بل شكرتك يا ربي، فيجيبه الله تعالى: لم تشكرني إذ لم تشكره" .
وعن الإمام الرضا (عليه السلام) قوله: " من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عزّ وجلّ "
يتبين من هذه الروايات إن أيّ صاحب نعمة علينا من المخلوقين اذا لم نشكره، لم نشكر الخالق تعالى، وكأن الشكر لله تعالى، أو تمام الشكر لله، لا يتحقق إلا بشكر ذوي النعمة علينا من المخلوقين.
فإذا كان هذا هو حق ذوي النعمة علينا من المخلوقين، بأن من لم يشكر ذوي النعمة منهم لم يشكر الله تعالى، فكيف بالإمام المعصوم الذي هو واسطة كل النعم علينا، وكل هذه النعم على وجه الأرض من دون إستثناء، إنما الفضل فيها لله تعالى، ثم للإمام المعصوم، لأن الإمام المعصوم هو واسطة الفيوضات الإلهية.
فكل الخلق في زمن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)، عليهم شكر الإمام الحجة، لأنه واسطة كل النعم الإلهية، وأن من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، فكيف بمن لم يشكر واسطة النعم والارزاق والبركات الإلهية التي تأتي عنه طريقه؟ بل حتى عبادة الله تعالى إنّما تتم عن طريقه هو ولولاه لما عبد الله.
إذاً، من لم يؤدِ حق الإمام الحجة، لم يؤدِ حق الله تعالى، وربما إذا لم نودِ شكر الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) سنصبح مع الحزب الثاني المشار إليهم في قوله تعالى (ولئن كفرتم إن عذابي لشديد).
لذلك لكي يتحقق شكر الله تعالى لا بدّ من شكر الإمام الحجة.
تمت مشاركه بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot