#في_روضة_القصص
#في_روضة_الانبياء
علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لمّا حضرت يوسف (عليه السلام) الوفاة جمع شيعته وأهل بيته، فحمد الله وأثنى عليه، ثم أخبرهم بشدة تنالهم، يقتل فيها الرجال، وتُشقّ بطون الحبالى، وتذُبح الأطفال، حتى يُظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب، وهو رجل أسمر طويل، ووَصَفه لهم بنعته
فتمسكوا بذلك، ووقعت الغيبة والشدة على بني إسرائيل، وهم ينتظرون قيام القائم أربع مائة سنة حتى إذا بُشّروا بولادته، ورأوا علامات ظهوره، اشتدّت البلوى عليهم، وحُمل عليهم بالخشب والحجارة، وطلبوا الفقيه الذي كانوا يستريحون إلى أحاديثه فاستتر، وراسلهم
وقالوا: كنا مع الشدّة نستريح إلى حديثك؛ فخرج بهم إلى بعض الصحاري، وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الأمر، وكانت ليلة قمراء، فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم موسى (عليه السلام)، وكان في ذلك الوقت حدَث السن، وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة، فعدل عن موكبه، وأقبل إليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان خزّ
فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت، فقام إليه وانكب على قدميه فقبلهما
ثم قال: الحمد لله الذي لم يُمتني حتى رأيتك، فلما رآه الشيعة فعل ذلك علموا أنه صاحبهم، فانكبوا عليه، فلم يزدهم على أن قال: أرجو أن يعجل الله فرجكم
ثم غاب بعد ذلك، وخرج إلى مدينة مدين، فأقام عند شعيب ما أقام، فكانت الغيبة الثانية أشدّ عليهم من الأولى، وكانت نيّفاً وخمسين سنة، واشتدّت البلوى عليهم، واستتر الفقيه
فبعثوا إليه: أنه لا صبر لنا على استتارك عنا، فخرج إلى بعض الصحاري واستدعاهم، وطيب نفوسهم، وأعلمهم أن الله عز وجل أوحى إليه أنه مفرّج عنهم بعد أربعين سنة
فقالوا بأجمعهم: الحمد لله
فأوحى الله عز وجل إليه: قل لهم: قد جعلتها ثلاثين سنة لقولهم: الحمد لله
فقالوا: كل نعمة فمن الله؛ فأوحى الله إليه: قل لهم: قد جعلتها عشرين سنة
فقالوا: لا يأتي بالخير إلا الله، فأوحى الله إليه: قل لهم: قد جعلتها عشراً
فقالوا: لا يصرف السوء إلا الله؛ فأوحى الله إليه: قل لهم: لا تبرحوا فقد أذنت في فرجكم
فبينا هم كذلك، إذ طلع موسى (عليه السلام) راكباً حماراً، فأراد الفقيه أن يُعرّف الشيعة ما يتبصّرون به، وجاء موسى (عليه السلام) حتى وقف عليهم، فسلم عليهم، فقال له الفقيه: ما اسمك؟
فقال: موسى
قال: ابن مَن؟
قال: ابن عمران
قال: ابن مَن؟
قال: ابن فاهث بن لاوي بن يعقوب
قال: بماذا جئت؟
قال: بالرسالة من عند الله عز وجل
فقام إليه فقبّل يده، ثم جلس بينهم، فطيّب نفوسهم، وأمرهم أمره، ثم فرّقهم، فكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم بغرق فرعون أربعون سنة
البرهان في تفسير القرآن ج4 ص756
https://t.me/hikma313
#في_روضة_الانبياء
علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «لمّا حضرت يوسف (عليه السلام) الوفاة جمع شيعته وأهل بيته، فحمد الله وأثنى عليه، ثم أخبرهم بشدة تنالهم، يقتل فيها الرجال، وتُشقّ بطون الحبالى، وتذُبح الأطفال، حتى يُظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب، وهو رجل أسمر طويل، ووَصَفه لهم بنعته
فتمسكوا بذلك، ووقعت الغيبة والشدة على بني إسرائيل، وهم ينتظرون قيام القائم أربع مائة سنة حتى إذا بُشّروا بولادته، ورأوا علامات ظهوره، اشتدّت البلوى عليهم، وحُمل عليهم بالخشب والحجارة، وطلبوا الفقيه الذي كانوا يستريحون إلى أحاديثه فاستتر، وراسلهم
وقالوا: كنا مع الشدّة نستريح إلى حديثك؛ فخرج بهم إلى بعض الصحاري، وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الأمر، وكانت ليلة قمراء، فبينا هم كذلك إذ طلع عليهم موسى (عليه السلام)، وكان في ذلك الوقت حدَث السن، وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة، فعدل عن موكبه، وأقبل إليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان خزّ
فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت، فقام إليه وانكب على قدميه فقبلهما
ثم قال: الحمد لله الذي لم يُمتني حتى رأيتك، فلما رآه الشيعة فعل ذلك علموا أنه صاحبهم، فانكبوا عليه، فلم يزدهم على أن قال: أرجو أن يعجل الله فرجكم
ثم غاب بعد ذلك، وخرج إلى مدينة مدين، فأقام عند شعيب ما أقام، فكانت الغيبة الثانية أشدّ عليهم من الأولى، وكانت نيّفاً وخمسين سنة، واشتدّت البلوى عليهم، واستتر الفقيه
فبعثوا إليه: أنه لا صبر لنا على استتارك عنا، فخرج إلى بعض الصحاري واستدعاهم، وطيب نفوسهم، وأعلمهم أن الله عز وجل أوحى إليه أنه مفرّج عنهم بعد أربعين سنة
فقالوا بأجمعهم: الحمد لله
فأوحى الله عز وجل إليه: قل لهم: قد جعلتها ثلاثين سنة لقولهم: الحمد لله
فقالوا: كل نعمة فمن الله؛ فأوحى الله إليه: قل لهم: قد جعلتها عشرين سنة
فقالوا: لا يأتي بالخير إلا الله، فأوحى الله إليه: قل لهم: قد جعلتها عشراً
فقالوا: لا يصرف السوء إلا الله؛ فأوحى الله إليه: قل لهم: لا تبرحوا فقد أذنت في فرجكم
فبينا هم كذلك، إذ طلع موسى (عليه السلام) راكباً حماراً، فأراد الفقيه أن يُعرّف الشيعة ما يتبصّرون به، وجاء موسى (عليه السلام) حتى وقف عليهم، فسلم عليهم، فقال له الفقيه: ما اسمك؟
فقال: موسى
قال: ابن مَن؟
قال: ابن عمران
قال: ابن مَن؟
قال: ابن فاهث بن لاوي بن يعقوب
قال: بماذا جئت؟
قال: بالرسالة من عند الله عز وجل
فقام إليه فقبّل يده، ثم جلس بينهم، فطيّب نفوسهم، وأمرهم أمره، ثم فرّقهم، فكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم بغرق فرعون أربعون سنة
البرهان في تفسير القرآن ج4 ص756
https://t.me/hikma313