التفكير في الصلاة
س: كيف أتخلَّص من التفكير - في مسائل أخرى- في الصلاة؟
ج: مختصراً أقول:
إن الصلاة استمرار لحياة الانسان، وما ينشغل به قلبه طيلة وقته
فمن لا يغفل عن الله، وهو في السوق، وفي مقعد الدراسة، وفي الوظيفة، وفي التعامل مع الأهل والأولاد.. سوف لا يغفل عنه في صلاته.
ومن كان قلبه منشغلاً بالدنيا طيلة يومه، سينشغل بها في الصلاة أيضا، لأن الصلاة ستكون استمراراً لما قبلها ومتشابهةً لما بعدها.
ثمُ:
حين تكون حياة الانسان مستقيمةً، وحين يكون قلبه نظيفاً، وحين تكون اهتماماته صحيحة
ينعكس ذلك كله على صلاته فتكون صلاته خاشعة
لأنه سوف لا يجد على قلبه من الحجب التي تفصله عن خالقه.
أو لم يقل الامام زين العابدين (ع) في مناجات الرب: (وأنَّك لا تحتجبُ عن خلقك، الا أن تحجبهما الأعمال دونك)
والعكس بالعكس.
دعني أوضح لك
الصلاة تطهيرٌ للقلب، وجلاءٌ له
وكما يشبِّه النبي (ص) ذلك بأنَّها نهرٌ جار يغتسل فيه الانسان في كل يوم خمس مرات
ولكن ما بال من يغتسل في الماء الجاري
ثم يرجع ليطمس نفسه في الوحل؟!
هل يمكن أن يتطهر جسده يوماً؟!
والصلاة جلاءُ للقلب.. كما يجلو الانسان جوهرةً قد علاها الصدأ
ففي كل صلاة، وفي كل دعاء، وفي كل توبةٍ وانابة الى الله.. ازالةُ لطبقةٍ من ذلك الصدأ.
تجلى، ثم تُجلى .. حتى يصبح القلب نقياً كيومِ خُلِق.
لكن.. في كل ذنبٍ وغفلةٍ ومعصيةٍ جديدة.. إضافة طبقةٍ جديدة منه
فكيف يصل الى الكمال، من أزال في كل يوم عن قلبه طبقةً واحدة في صلاته، لكنَّه إذا انفتل من صلاته، رجع الى المعاصي، فزاد على قلبه من ذلك الصدأ، طبقات؟!
أفلا يبتعد يوماً عن ربِّه، ويزداد حجاباً بينه وبينه؟
فحين تكون حياة الانسان وحلاً،
لهواً ولعباً مستمرين
انشغال بالتوافه
خداعاً للناس
غيبة وتهمة ونميمة
نظرات محرمة
كسلٌ وضجرٌ وملل
مجالس البطّالين..
أو يتوقَّع أن تطهِّر صلاةُ واحدة، ذلك كلِّه.. دفعةً واحدة؟!
كذلك ..حين تملأ عينك من الحرام.. أو تملأ أذنك من الحرام.. أو تملأ بطنك من الحرام
كيف تريد أن يتصل قلبك بالله في صلاتك؟
كذلك .. حين ينشغل فكرك بامر الدنيا طوال يومك
سينشغل فكرك بامر الدنيا في صلاتك أيضا
نعم، ربما اجتهدتَ ان تبتعد عن ذلك في صلاتك، فتبتعد عنه لحظات، ثم سرعان أن ترجع اليه كما يرجع الطيرُ الى فراخه.
فأنت في الصلاة ترتفع قطعاً، لكن ترتفع عما أنت عليه الان، درجةً او بضع درجات
فاذا كنت قد طمستَ حتى أمِّ رأسك في أرضٍ موحلة، هل ترجو أن تخترق السماوات، وتعرج الى بارئك، بتكبيرةٍ واحدة؟!
فاذا أردتَ صلاةً خاشعة
طهِّر نفسك قبل الصلاة
واجتهد على أن تضبط حياتك في اتجاه ما يريد الله
اضبط حياتك خارج الصلاة
وطهِّر قلبك خارج الصلاة
وأزِلْ الحُجُب التي بينك وبين ربِّك خارج الصلاة
ثم ناجِ ربَّك بخشوعٍ وذُق حلاوة الايمان والمؤانسة، في الصلاة
واستعِن على كل ذلك بالصلاة نفسها!
واستمر - يا صديقي- بالبحث عن الخشوع في الصلاة
لأن أول صفة من صفات المؤمن الحقيقي:
(الذين هم في صلاتهم خاشعون)
#السيد_محسن_المدرسي
https://t.me/hikma313
س: كيف أتخلَّص من التفكير - في مسائل أخرى- في الصلاة؟
ج: مختصراً أقول:
إن الصلاة استمرار لحياة الانسان، وما ينشغل به قلبه طيلة وقته
فمن لا يغفل عن الله، وهو في السوق، وفي مقعد الدراسة، وفي الوظيفة، وفي التعامل مع الأهل والأولاد.. سوف لا يغفل عنه في صلاته.
ومن كان قلبه منشغلاً بالدنيا طيلة يومه، سينشغل بها في الصلاة أيضا، لأن الصلاة ستكون استمراراً لما قبلها ومتشابهةً لما بعدها.
ثمُ:
حين تكون حياة الانسان مستقيمةً، وحين يكون قلبه نظيفاً، وحين تكون اهتماماته صحيحة
ينعكس ذلك كله على صلاته فتكون صلاته خاشعة
لأنه سوف لا يجد على قلبه من الحجب التي تفصله عن خالقه.
أو لم يقل الامام زين العابدين (ع) في مناجات الرب: (وأنَّك لا تحتجبُ عن خلقك، الا أن تحجبهما الأعمال دونك)
والعكس بالعكس.
دعني أوضح لك
الصلاة تطهيرٌ للقلب، وجلاءٌ له
وكما يشبِّه النبي (ص) ذلك بأنَّها نهرٌ جار يغتسل فيه الانسان في كل يوم خمس مرات
ولكن ما بال من يغتسل في الماء الجاري
ثم يرجع ليطمس نفسه في الوحل؟!
هل يمكن أن يتطهر جسده يوماً؟!
والصلاة جلاءُ للقلب.. كما يجلو الانسان جوهرةً قد علاها الصدأ
ففي كل صلاة، وفي كل دعاء، وفي كل توبةٍ وانابة الى الله.. ازالةُ لطبقةٍ من ذلك الصدأ.
تجلى، ثم تُجلى .. حتى يصبح القلب نقياً كيومِ خُلِق.
لكن.. في كل ذنبٍ وغفلةٍ ومعصيةٍ جديدة.. إضافة طبقةٍ جديدة منه
فكيف يصل الى الكمال، من أزال في كل يوم عن قلبه طبقةً واحدة في صلاته، لكنَّه إذا انفتل من صلاته، رجع الى المعاصي، فزاد على قلبه من ذلك الصدأ، طبقات؟!
أفلا يبتعد يوماً عن ربِّه، ويزداد حجاباً بينه وبينه؟
فحين تكون حياة الانسان وحلاً،
لهواً ولعباً مستمرين
انشغال بالتوافه
خداعاً للناس
غيبة وتهمة ونميمة
نظرات محرمة
كسلٌ وضجرٌ وملل
مجالس البطّالين..
أو يتوقَّع أن تطهِّر صلاةُ واحدة، ذلك كلِّه.. دفعةً واحدة؟!
كذلك ..حين تملأ عينك من الحرام.. أو تملأ أذنك من الحرام.. أو تملأ بطنك من الحرام
كيف تريد أن يتصل قلبك بالله في صلاتك؟
كذلك .. حين ينشغل فكرك بامر الدنيا طوال يومك
سينشغل فكرك بامر الدنيا في صلاتك أيضا
نعم، ربما اجتهدتَ ان تبتعد عن ذلك في صلاتك، فتبتعد عنه لحظات، ثم سرعان أن ترجع اليه كما يرجع الطيرُ الى فراخه.
فأنت في الصلاة ترتفع قطعاً، لكن ترتفع عما أنت عليه الان، درجةً او بضع درجات
فاذا كنت قد طمستَ حتى أمِّ رأسك في أرضٍ موحلة، هل ترجو أن تخترق السماوات، وتعرج الى بارئك، بتكبيرةٍ واحدة؟!
فاذا أردتَ صلاةً خاشعة
طهِّر نفسك قبل الصلاة
واجتهد على أن تضبط حياتك في اتجاه ما يريد الله
اضبط حياتك خارج الصلاة
وطهِّر قلبك خارج الصلاة
وأزِلْ الحُجُب التي بينك وبين ربِّك خارج الصلاة
ثم ناجِ ربَّك بخشوعٍ وذُق حلاوة الايمان والمؤانسة، في الصلاة
واستعِن على كل ذلك بالصلاة نفسها!
واستمر - يا صديقي- بالبحث عن الخشوع في الصلاة
لأن أول صفة من صفات المؤمن الحقيقي:
(الذين هم في صلاتهم خاشعون)
#السيد_محسن_المدرسي
https://t.me/hikma313