*لاتوجد مرجعية صامتة*
*أوليس لو كان صامتا لما صار مرجعا أصلا؟*
*مقال للشيخ جعفر البري
لا توجد مرجعية صامته، هذا ما قاله العلامة السيد منير الخباز صراحة ولا يمكن تأويل قوله تأويلا آخر، فلم ينتقد أحدا من المراجع بل أشاد بالجميع بدون استثناء، ولم يذكر السيد محمد صادق الصدر في المقطع الصوتي مطلقا، مع أن كلامه قديم قديم واثارته في هذا الوقت ومحاولة تحوير مضمونه أمر يثير علامات الإستفهام، ووراءه ما وراءه من المآرب!
حتى لو كان كلام العلامة الخباز به نقد علمي لنهج معين او طريقة معينه، لا يسمح هذا للتهجم عليه أو دعوته للخروج من النجف، فهذا النهج خطير و باب لو فتح لما بقي حجر على حجر في حوزات النجف، فالعالم إن تكلم بأسلوب علمي ووفق القواعد العلملية المعمول بها في الحوزات وناقش آراء العلماء، فقد عمل بتكليفه الشرعي، وليس لأحد الحق أن يحجم التشريع أو يفصله على مقاسه ومبتغاه.
فسنة انتقاد العلماء في كل محفل وكل مجال و من أجل أي قول أمر شيطاني، يحتاج وقفة صارمة وجريئة، والسكوت عنه أمر خطير يجرؤ كل من هب ودب للتهجم على العلماء أصحاب الاختصاص.
لا أحد يقول بعصمة أحد من العلماء والمراجع، ولكن احترام قولهم والتسليم لفتاواهم أمر نتعبد به، يقول الشيخ المظفّر في كتاب (عقائدنا) عن المجتهد: ((والرادّ عليه رادّ على الإمام، والرادّ على الإمام رادّ على الله تعالى، وهو على حدّ الشرك بالله، كما جاء في الحديث عن صادق آل البيت(عليهم السلام)، وهذا فحوى ما وردنا عن أهل بيت العصمة(ع).
مع ذلك من حق العالم صاحب التخصص أن يناقش ويقلب آراء العلماء لا من باب التحدي واللجاجة، بل من باب إثراء الحجة وتقوية إستدلاله وإثراء النقاش والخروج برأي جديد أو مغاير، ولا يعني ذلك أن الرأي الأول خاطيء، بل كلا الرأيين يحتملان الصواب، ما داما ناتجين من اتباع قواعد الإستدلال السليمة التي تسالم عليها العلماء وصاغها الشيخ العاملي صاحب الوسائل في إثني عشرة نقطة وقاعدة في كتابه ( الايقاض من الهجعة في اثبات الرجعة)
ومن حق العامي (بعد التسليم التعبدي) الإستفهام لا الإعتراض والتحدي والندية كما نجده سائد هذه الأيام في وسائل التواصل الإجتماعي والفضاء الفوضوي المفتوح بلا قيود ولا رادع.
ولا يحق لأحد أن يقترح على المرجع أو العالم الحقيقي طريقة عمل، فالمرجع يعرف تكليفه الشرعي أكثر منا نحن، مثله مثل أئمة أهل البيت(ع) لم ينتهجوا نهجا واحدا ثابتا، بل أدوار متكاملة حسب الظروف الزمانية والمكانية، وكذلك حسب الإمكانات والقابليات الشخصية والمجتمعية، فالحسين (ع) لا يحق لنا أن نقول أنه أشجع من علي بن أبي طالب(ع) حيث حارب يزيد وعلي أعتزل في داره! والحسن(ع) لم يكن بأقل غيرة على الدين من الحسين(ع) حيث اختار الصلح واختار الثاني الحرب!
والصادق (ع) لم يكن أعلم من السجاد والباقر(ع) حيث صار المذهب ينسب باسمه وصار القاصي والداني يقول حدثني جعفر بن محمد!
فالمرجع الأعلى اليوم السيد علي السيستاني والذي يصفه البعض جهلا منهم بما يدور في الخفاء بالمرجع الصامت، طالما قلتها وأقولها مرارا أنه يذكرني بالإمام السجاد(ع) حين التزم العبادة واعتزل السياسة ظاهرا مع ذلك كان يعمل بالخفاء والتقية ما أمكن ويوكل الأدوار لغيره ويشرف عليه من بعيد، بل كان له اليد الطولى في انتشار مذهب اهل البيت من خلال شراء العبيد وتعليمهم وعتقهم بعد الأنس منهم والاطمئنان على أنهم تشربوا المذهب وهضموه، حتى هم انفسهم لا أظنهم يعلمون بنية الإمام وهدفه حين اشتراهم و حررهم ومولهم وزوجهم وأعادهم لديارهم لينشروا المذهب الحق بغير أن يشعروا، بل يكفي لو أنه نتج من بين هذا وذاك ولد صالح ينتمي لهذا المنهج القويم ويعبد الله على دين علي بن الحسين، فهذا الأمر أبلغ من الضرب في الأرض وحمل السيف وارغام الرقاب على الدخول في الدين، بل هو الفتح الحقيقي الذي أراده الله.
ومن قال لكم أن من واجب المرجع أن تكون له جريدة رسمية وقناة تلفزيونية توثق كل تحركاته!
ومن قال لكم أن العالم ينبغي له أن يكون كمندوب العلاقات العامة متواجد في كل المحافل والأندية!
قبل كل شيء علينا أن نعرف ما هو الدور الرئيسي للمرجع والعالم، وعلى أساسه نحدد هل هو مقصر أم لا؟
فيكفي العالم أن يقوم بتكليفه على أكمل وجه أن يجلس حليس الدار إذا اقتضت الظروف ذلك كعلي بن أبي طالب ليسطر بيديه ما تعلمه من رسول الله(ص)ولا يتدخل في سياسة ولا يتصدر مجلسا ولا يرفع سيفا في معركة، ليصلنا بخط يده المباركة ستون كتابا، كما ذكر صاحب أعيان الشيعة في كتابة.
ولن اتحدث عن السيد السيستاني وعن إنجازاته فالعراق كل العراق يدين له بالفضل، ويكفيه أن يرفع العتب والمؤاخذة الشرعية عن نفسه لو عكف على الرسالة العملية بحثا وتحقيقا وتحديثا كما هو حاصل فعلا، وإذا جاء وقت فتوى الجهاد المقدس أن يصدر بيانا بذلك ، ليكون قد عمل ما عليه من تكليف، فما بالك وكل شارع في العراق يتحدث بفضله.
*أوليس لو كان صامتا لما صار مرجعا أصلا؟*
*مقال للشيخ جعفر البري
لا توجد مرجعية صامته، هذا ما قاله العلامة السيد منير الخباز صراحة ولا يمكن تأويل قوله تأويلا آخر، فلم ينتقد أحدا من المراجع بل أشاد بالجميع بدون استثناء، ولم يذكر السيد محمد صادق الصدر في المقطع الصوتي مطلقا، مع أن كلامه قديم قديم واثارته في هذا الوقت ومحاولة تحوير مضمونه أمر يثير علامات الإستفهام، ووراءه ما وراءه من المآرب!
حتى لو كان كلام العلامة الخباز به نقد علمي لنهج معين او طريقة معينه، لا يسمح هذا للتهجم عليه أو دعوته للخروج من النجف، فهذا النهج خطير و باب لو فتح لما بقي حجر على حجر في حوزات النجف، فالعالم إن تكلم بأسلوب علمي ووفق القواعد العلملية المعمول بها في الحوزات وناقش آراء العلماء، فقد عمل بتكليفه الشرعي، وليس لأحد الحق أن يحجم التشريع أو يفصله على مقاسه ومبتغاه.
فسنة انتقاد العلماء في كل محفل وكل مجال و من أجل أي قول أمر شيطاني، يحتاج وقفة صارمة وجريئة، والسكوت عنه أمر خطير يجرؤ كل من هب ودب للتهجم على العلماء أصحاب الاختصاص.
لا أحد يقول بعصمة أحد من العلماء والمراجع، ولكن احترام قولهم والتسليم لفتاواهم أمر نتعبد به، يقول الشيخ المظفّر في كتاب (عقائدنا) عن المجتهد: ((والرادّ عليه رادّ على الإمام، والرادّ على الإمام رادّ على الله تعالى، وهو على حدّ الشرك بالله، كما جاء في الحديث عن صادق آل البيت(عليهم السلام)، وهذا فحوى ما وردنا عن أهل بيت العصمة(ع).
مع ذلك من حق العالم صاحب التخصص أن يناقش ويقلب آراء العلماء لا من باب التحدي واللجاجة، بل من باب إثراء الحجة وتقوية إستدلاله وإثراء النقاش والخروج برأي جديد أو مغاير، ولا يعني ذلك أن الرأي الأول خاطيء، بل كلا الرأيين يحتملان الصواب، ما داما ناتجين من اتباع قواعد الإستدلال السليمة التي تسالم عليها العلماء وصاغها الشيخ العاملي صاحب الوسائل في إثني عشرة نقطة وقاعدة في كتابه ( الايقاض من الهجعة في اثبات الرجعة)
ومن حق العامي (بعد التسليم التعبدي) الإستفهام لا الإعتراض والتحدي والندية كما نجده سائد هذه الأيام في وسائل التواصل الإجتماعي والفضاء الفوضوي المفتوح بلا قيود ولا رادع.
ولا يحق لأحد أن يقترح على المرجع أو العالم الحقيقي طريقة عمل، فالمرجع يعرف تكليفه الشرعي أكثر منا نحن، مثله مثل أئمة أهل البيت(ع) لم ينتهجوا نهجا واحدا ثابتا، بل أدوار متكاملة حسب الظروف الزمانية والمكانية، وكذلك حسب الإمكانات والقابليات الشخصية والمجتمعية، فالحسين (ع) لا يحق لنا أن نقول أنه أشجع من علي بن أبي طالب(ع) حيث حارب يزيد وعلي أعتزل في داره! والحسن(ع) لم يكن بأقل غيرة على الدين من الحسين(ع) حيث اختار الصلح واختار الثاني الحرب!
والصادق (ع) لم يكن أعلم من السجاد والباقر(ع) حيث صار المذهب ينسب باسمه وصار القاصي والداني يقول حدثني جعفر بن محمد!
فالمرجع الأعلى اليوم السيد علي السيستاني والذي يصفه البعض جهلا منهم بما يدور في الخفاء بالمرجع الصامت، طالما قلتها وأقولها مرارا أنه يذكرني بالإمام السجاد(ع) حين التزم العبادة واعتزل السياسة ظاهرا مع ذلك كان يعمل بالخفاء والتقية ما أمكن ويوكل الأدوار لغيره ويشرف عليه من بعيد، بل كان له اليد الطولى في انتشار مذهب اهل البيت من خلال شراء العبيد وتعليمهم وعتقهم بعد الأنس منهم والاطمئنان على أنهم تشربوا المذهب وهضموه، حتى هم انفسهم لا أظنهم يعلمون بنية الإمام وهدفه حين اشتراهم و حررهم ومولهم وزوجهم وأعادهم لديارهم لينشروا المذهب الحق بغير أن يشعروا، بل يكفي لو أنه نتج من بين هذا وذاك ولد صالح ينتمي لهذا المنهج القويم ويعبد الله على دين علي بن الحسين، فهذا الأمر أبلغ من الضرب في الأرض وحمل السيف وارغام الرقاب على الدخول في الدين، بل هو الفتح الحقيقي الذي أراده الله.
ومن قال لكم أن من واجب المرجع أن تكون له جريدة رسمية وقناة تلفزيونية توثق كل تحركاته!
ومن قال لكم أن العالم ينبغي له أن يكون كمندوب العلاقات العامة متواجد في كل المحافل والأندية!
قبل كل شيء علينا أن نعرف ما هو الدور الرئيسي للمرجع والعالم، وعلى أساسه نحدد هل هو مقصر أم لا؟
فيكفي العالم أن يقوم بتكليفه على أكمل وجه أن يجلس حليس الدار إذا اقتضت الظروف ذلك كعلي بن أبي طالب ليسطر بيديه ما تعلمه من رسول الله(ص)ولا يتدخل في سياسة ولا يتصدر مجلسا ولا يرفع سيفا في معركة، ليصلنا بخط يده المباركة ستون كتابا، كما ذكر صاحب أعيان الشيعة في كتابة.
ولن اتحدث عن السيد السيستاني وعن إنجازاته فالعراق كل العراق يدين له بالفضل، ويكفيه أن يرفع العتب والمؤاخذة الشرعية عن نفسه لو عكف على الرسالة العملية بحثا وتحقيقا وتحديثا كما هو حاصل فعلا، وإذا جاء وقت فتوى الجهاد المقدس أن يصدر بيانا بذلك ، ليكون قد عمل ما عليه من تكليف، فما بالك وكل شارع في العراق يتحدث بفضله.