دينا بدر/كاتبة dan repost
جرح ينزف
درةٌ هي، زوجة تعلقت بزوجها، صار هو لها كالهواء، تتنفس عطره، وترتوي بِوُدِّه، ولكنها استيقظت يومها لترى كابوسًا لطالما أرَّق ليلها صار حقيقة، فها هو حبيبها قد شاركها في قلبه غيرها، بل قد قرر زوجها أن يقسم عمره بينها وبين زوجته الجديدة، سقطت درة من فزع كابوسها، ولكن استيقظي يا درتي أنتِ أقوى من أن تسقطي.
أتظنين أن زوجكِ ظلمكِ؟
فإن كان كذلك؛ فالذنب لا يُنسى، والديان لا يموت.
يا غالية، أعلم أنكِ تتألمين، لا، لا، بل تحترقين، حتى إنني أكاد أشعر بحرارة جسدكِ، وغور جُرحكِ، ولكنه الملِك رأى قلبكِ قد تعلق بغيره فأبى إلا أن يعلقكِ به وحده، أتظنين أنه يظلمكِ؟ أتظنين أنه يكلفكِ ما لا تطيقين، حينما كتب عليكِ زواج زوجكِ؟ لا بل الله أعلم بكِ منكِ؛ ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]، وربكِ يقول: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، فالله يعلم أنكِ تقدرين، وإن كنتِ لا ترين أنتِ ذلك.
أعلم أنكِ تكرهين، وأنكِ تغارين؛ ولكن ربك قال: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].
أترين: الله يعلم ونحن لا نعلم؟
ربما هي فرصة لتستعيدي نفسكِ التي ذابت، حتى كادت أن تتلاشى في زوجكِ، ربما هي فرصة لتتذوقي برد الجبر، لتنعمي بالقرب من الجبار؛ لأنه وحده من يجبركِ.
علقي قلبكِ باللطيف الودود، وانفضِّي عن المخلوقين، جاهدي نفسكِ حبيبتي، لا أقول لتصبري، بل لترضي بما كتبه الله عليكِ حتى تنعمي بالأنس.
لا تكوني عونًا للشيطان على نفسكِ، بل جاهدي ولا تسترسلي وتذكري: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].
أحسني لنفسكِ، وارضي حتى تذوقي برد العيش في كفايته هو وحده لا غيره، فما ظنكِ بعبدٍ كفاه الله؟
أقبلي على كتاب الله تعلمًا لتعايشي معانيه؛ فهو نجاتك، تعلَّميه لا لتستعيدي زوجكِ، بل لتستعيدي نفسكِ؛ فحقًّا ستجدينها كما لم تجديها من قبل، واحمدي الله أنه فرغ لكِ بعض الوقت لتكوني له أمَةً طال غيابها عن مولاها.
يا دُرَّتي، هل ما زال جُرحكِ ينزف؟
لا بأس، هوِّني على نفسكِ.
أنتِ مجروحة، وجرحكِ عميق يحتاج إلى من يضمده، ويحتاج إلى وقت ليلتئمَ.
ادعمي قلبكِ، وطمئنيه، أفهميه أنها مسألة وقت ليهدأ، سلميه لربٍّ وكيل.
https://t.me/dinabadr_2022
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/literature_language/0/164385/%D8%AC%D8%B1%D8%AD-%D9%8A%D9%86%D8%B2%D9%81/#ixzz8BJFwAphm
درةٌ هي، زوجة تعلقت بزوجها، صار هو لها كالهواء، تتنفس عطره، وترتوي بِوُدِّه، ولكنها استيقظت يومها لترى كابوسًا لطالما أرَّق ليلها صار حقيقة، فها هو حبيبها قد شاركها في قلبه غيرها، بل قد قرر زوجها أن يقسم عمره بينها وبين زوجته الجديدة، سقطت درة من فزع كابوسها، ولكن استيقظي يا درتي أنتِ أقوى من أن تسقطي.
أتظنين أن زوجكِ ظلمكِ؟
فإن كان كذلك؛ فالذنب لا يُنسى، والديان لا يموت.
يا غالية، أعلم أنكِ تتألمين، لا، لا، بل تحترقين، حتى إنني أكاد أشعر بحرارة جسدكِ، وغور جُرحكِ، ولكنه الملِك رأى قلبكِ قد تعلق بغيره فأبى إلا أن يعلقكِ به وحده، أتظنين أنه يظلمكِ؟ أتظنين أنه يكلفكِ ما لا تطيقين، حينما كتب عليكِ زواج زوجكِ؟ لا بل الله أعلم بكِ منكِ؛ ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]، وربكِ يقول: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، فالله يعلم أنكِ تقدرين، وإن كنتِ لا ترين أنتِ ذلك.
أعلم أنكِ تكرهين، وأنكِ تغارين؛ ولكن ربك قال: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].
أترين: الله يعلم ونحن لا نعلم؟
ربما هي فرصة لتستعيدي نفسكِ التي ذابت، حتى كادت أن تتلاشى في زوجكِ، ربما هي فرصة لتتذوقي برد الجبر، لتنعمي بالقرب من الجبار؛ لأنه وحده من يجبركِ.
علقي قلبكِ باللطيف الودود، وانفضِّي عن المخلوقين، جاهدي نفسكِ حبيبتي، لا أقول لتصبري، بل لترضي بما كتبه الله عليكِ حتى تنعمي بالأنس.
لا تكوني عونًا للشيطان على نفسكِ، بل جاهدي ولا تسترسلي وتذكري: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].
أحسني لنفسكِ، وارضي حتى تذوقي برد العيش في كفايته هو وحده لا غيره، فما ظنكِ بعبدٍ كفاه الله؟
أقبلي على كتاب الله تعلمًا لتعايشي معانيه؛ فهو نجاتك، تعلَّميه لا لتستعيدي زوجكِ، بل لتستعيدي نفسكِ؛ فحقًّا ستجدينها كما لم تجديها من قبل، واحمدي الله أنه فرغ لكِ بعض الوقت لتكوني له أمَةً طال غيابها عن مولاها.
يا دُرَّتي، هل ما زال جُرحكِ ينزف؟
لا بأس، هوِّني على نفسكِ.
أنتِ مجروحة، وجرحكِ عميق يحتاج إلى من يضمده، ويحتاج إلى وقت ليلتئمَ.
ادعمي قلبكِ، وطمئنيه، أفهميه أنها مسألة وقت ليهدأ، سلميه لربٍّ وكيل.
https://t.me/dinabadr_2022
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/literature_language/0/164385/%D8%AC%D8%B1%D8%AD-%D9%8A%D9%86%D8%B2%D9%81/#ixzz8BJFwAphm