س/ ما معنى ما روي عن أمير المؤمنين " كل متوقع آت، فتوقع ما تمنى"؟
وهل أن أمير المؤمنين يؤيد ما يسمى بقانون الجذب؟
ج/
أولاً: الوارد عن أمير المؤمنين في نهج البلاغة هو " كل متوقع آت" فقط، من دون زيادة " فتوقع ما تتمنى"، وهذه الزيادة لم ترد في أي مصدر على الإطلاق.
ولعل مصدرها الوحيد هو كتب التنمية البشرية.
ثانياً: في قول الأمير" كل متوقع آت" المراد بالمتوقع هو الأشياء التي لا بد من وقوعها، كالموت والبعث والنشور وما شابه، فالعقلاء عادة يتوقعون قدوم الأشياء التي لا بد منها، وهذه الأمور يصدق عليها بأنها متوقعة حقاً وهي آتية.
وأدناه كلمات بعض العلماء في شرح هذا الحديث:
1- محمد جواد مغنية: (و كل متوقع آت) المراد بالمتوقع ما لا مفر من وقوعه و حدوثه في المستقبل القريب أو البعيد، كالموت و البعث و النشر، و عليه تكون كلمة «آت» لمجرد التوضيح. و مثله كل آت قريب.
في ظلال نهج البلاغة، الجزء: ٤، الصفحة: ٢٥.
2- حبيب الله الخوئي: (و كلّ متوقع آت و كلّ آت قريب دان) فكلّ متوقّع قريب دان، و أراد بالمتوقّع الموت.
منهاج البراعة الجزء: ٧، الصفحة: ١٨٤
3- ابن أبي الحديد: فأما قوله و كل متوقع آت فيماثله قول العامة في أمثالها لو انتظرت القيامة لقامت و القول في نفسه حق لأن العقلاء لا ينتظرون ما يستحيل وقوعه و إنما ينتظرون ما يمكن وقوعه و ما لا بد من وقوعه فقد صح أن كل منتظر سيأتي.
أقول: يمكن أن يكون التفسير الثاني لحبيب الله الخوئي هو الأدق والأصح، بقرينة سياق الحديث، حيث أن الحديث ورد بهذا الشكل:
وكل معدود منقض، وكل متوقع آت، وكل آت قريب.
فيمكن أن يكون المقصود بالمعدود هو العمر، فبعد انقضاء العمر فالمتوقع هو الموت، فالموت آت لأنه متوقع، ثم أكملها بالقول " وكل آت قريب" اشارة لقرب الموت، والله العالم.
أما قانون الجذب، فهو بعيد تماماً عن هذه الرواية، وهو لا يعدو عن كونه قانون إلحادي يقوم على الطلب من الطبيعة والإستناد عليها.
تمت مشاركته بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot
وهل أن أمير المؤمنين يؤيد ما يسمى بقانون الجذب؟
ج/
أولاً: الوارد عن أمير المؤمنين في نهج البلاغة هو " كل متوقع آت" فقط، من دون زيادة " فتوقع ما تتمنى"، وهذه الزيادة لم ترد في أي مصدر على الإطلاق.
ولعل مصدرها الوحيد هو كتب التنمية البشرية.
ثانياً: في قول الأمير" كل متوقع آت" المراد بالمتوقع هو الأشياء التي لا بد من وقوعها، كالموت والبعث والنشور وما شابه، فالعقلاء عادة يتوقعون قدوم الأشياء التي لا بد منها، وهذه الأمور يصدق عليها بأنها متوقعة حقاً وهي آتية.
وأدناه كلمات بعض العلماء في شرح هذا الحديث:
1- محمد جواد مغنية: (و كل متوقع آت) المراد بالمتوقع ما لا مفر من وقوعه و حدوثه في المستقبل القريب أو البعيد، كالموت و البعث و النشر، و عليه تكون كلمة «آت» لمجرد التوضيح. و مثله كل آت قريب.
في ظلال نهج البلاغة، الجزء: ٤، الصفحة: ٢٥.
2- حبيب الله الخوئي: (و كلّ متوقع آت و كلّ آت قريب دان) فكلّ متوقّع قريب دان، و أراد بالمتوقّع الموت.
منهاج البراعة الجزء: ٧، الصفحة: ١٨٤
3- ابن أبي الحديد: فأما قوله و كل متوقع آت فيماثله قول العامة في أمثالها لو انتظرت القيامة لقامت و القول في نفسه حق لأن العقلاء لا ينتظرون ما يستحيل وقوعه و إنما ينتظرون ما يمكن وقوعه و ما لا بد من وقوعه فقد صح أن كل منتظر سيأتي.
أقول: يمكن أن يكون التفسير الثاني لحبيب الله الخوئي هو الأدق والأصح، بقرينة سياق الحديث، حيث أن الحديث ورد بهذا الشكل:
وكل معدود منقض، وكل متوقع آت، وكل آت قريب.
فيمكن أن يكون المقصود بالمعدود هو العمر، فبعد انقضاء العمر فالمتوقع هو الموت، فالموت آت لأنه متوقع، ثم أكملها بالقول " وكل آت قريب" اشارة لقرب الموت، والله العالم.
أما قانون الجذب، فهو بعيد تماماً عن هذه الرواية، وهو لا يعدو عن كونه قانون إلحادي يقوم على الطلب من الطبيعة والإستناد عليها.
تمت مشاركته بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot