•
ولعلي هنا أستشهد
بأيسلندا البلد الذي قد لا يعرفه كثير منا، وبالتأكيد أن ندرة من الناس يعلمون أن عدد سكانه يبلغ
خمسمئة ألف نسمة فقط ( كتبتها حرفا؛ كي لا يلتبس على بعض الأحباب القراء أن العدد ربما يكون خمسة ملايين)
هؤلاء الناس حين قامت
شركة مايكروسوفت بتوزيع إصدارها الجديد من برنامج التشغيل
وندوز، رأى المسوقون في الشركة أن سوقاً صغيراً بهذا الحجم لا يستحق أن يقوموا بترجمة النظام إلى لغته، وبناء على تلك النظرة التسويقية قرروا توزيع الإصدار
باللغة الإنجليزية، خاصة وأن معظم الشعب الأيسلاندي يتحدث اللغة الإنجليزية كلغة ثانية,
ولكن الأمناء والشرفاء في ذاك البلد الصغير خافوا على لغتهم التي حافظت على قواعدها اللغوية وطريقة نطق أحرفها أكثر من ألف سنة ( عمر قصير جدا، إذا ما قورن بلغة عتيقة كاللغة العربية) وكان من المعارضين لتوجه مايكروسوفت أستاذ اللغة الأيسلاندية
كرستيان أرناسون ( Kristijan Arnason )
الذي وصف ذلك بقوله:
«
إنه خطر كبير؛ لأن طلبة المدارس يحتاجون الحاسب ولغته ستصبح اللغة الأكثر شيوعا، وهذا سيهدد لغتنا بشكل مباشر»
كل تلك الاعتراضات استدعت الحكومة الأيسلاندية للتدخل ضد
مايكروسوف التي لم تستجب في بداية الأمر، ولكن حين هددتها الحكومة بمنع المنتج واستخدام نظام التشغيل الخاص بشركة «
أبل» المنافسة التي قامت بإصدار نسخة من منتجها باللغة الأيسلاندية؛
رضخت مايكروسوفت وأصدرت نسخة من نظام تشغيلها وندوز باللغة الآيسلاندية.[التغير الاجتماعي | فهد الغفيلي: ۱۱۸]
#لغتي_مدهشة
•°