أبرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم
النهار
لم يصفق اللبنانيون او يهللوا، لـ"تدخل" خارجي جارف بقوة غير مسبوقة في انتخاب رئيس لهم، كما فعلوا يوم انتخاب الرئيس العماد جوزف عون، الا مرة واحدة في خريف 1989. والحال ان الكثير مما استعجل "فجر لبنان" بعد انهيار المحور الممانع الإيراني في المنطقة يستعيد بنسخة محدثة ومتبدلة فجر الطائف الذي وضع نهاية لحرب لبنان. يومذاك انقذ التدخل الخارجي لبنان بفعل مظلة دولية عربية فرضتها نهاية الحرب الباردة. اليوم، ثمة نهاية إقليمية لمحور تمادى عقوداً في تمزيق دول عربية اكثر مما هي ممزقة. في حالة انتخاب الرئيس جوزف عون، بدا خامس قائد للجيش ينتخب رئيسا، في خطاب قسمه، اكثر العارفين ان المتغيرات الخارجية الهائلة شكلت الموج والرافعة العربية الغربية لمصلحته دون سائر الطبقة السياسية اللبنانية، فعمد إلى إلزام عهده بوعد الدولة الذي تضمن أولويات لا نهاية لها، واسمع اللبنانيين بكل اتجاهاتهم ما يودون سماعه وأكثر ولا يصدقون ان ثمة حكما قادراً على إيفائه لفرط معاناتهم مع العهود والحكام والطبقات السياسية المتعاقبة ناهيك عن ظروف المنطقة سابقاً.
في المعالم الموضوعية للمرحلة الجديدة التي بشر بها الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية، يغدو محسوما ان يوم التاسع من كانون الثاني شكل تتويجاً مثبتاً لاقتحام العصر الجديد في الشرق الأوسط قديم لبنان المأزوم وفرض تبديله بدءاً من رأس الهرم الدستوري. العصر او المرحلة المتبدلة بأهم عناوينها اي سقوط النظام السوري بعد نهاية الحرب الإسرائيلية على "حزب الله" ولبنان وتداعياتها، هذه المرحلة بدأت بغير ما توقعت كل ألوان الطبقة السياسية اللبنانية قاطبة. الكثير مما حصل يحفزنا على مقارنة بداية عهد الرئيس جوزف عون بتلك البداية، التي كان يفترض ان تعقب انتخاب اول رؤساء عصر الطائف، الرئيس المنتخب أنذاك رينه معوض، الذي انتخب بمظلة عربية دولية لانهاء الحرب فعمد نظام حافظ الأسد بعد أسبوعين الى اغتياله لتحوير مسار التاريخ نحو وصايته الدامية. لو قيض لعهد الرئيس رينه معوض ان يمضي وفق المسار الأصلي لما كانت وصاية النظام الاسدي ولا شراكته القاتلة مع الثورة الخمينية أجهزت على سيادة لبنان واستقلاله وعبثت بخصائصه ودمرتها سحابة العقود الأخيرة. الان، زالت معالم قدرات العبث الإقليمي الى حدود بعيدة عن التلاعب بما يأتي الى لبنان من ظروف انفراج نادرة، ان بعودة لبنان الى العالم وعودة العالم الى لبنان، وكذلك في التزام تنفيذ الاتفاق بين لبنان وإسرائيل والضغط الأميركي نفسه لانهاء الاحتلال الإسرائيلي لمناطق حدودية، واستتباعا لتنفيذ القرارات الدولية بحذافيرها بلا تشاطر وعبث وتلاعب في التفسيرات. الحاصل اقوى من الرموز الآتية الى المواقع الدستورية. هي المرحلة الجارفة التي تصنع ظروف لبنان طوعا او قسرا. ولا ترانا في حاجة بعد أيام من تلك الولادة للعصر اللبناني الجديد الى فرك العيون للتصديق، فما مر بلبنان وتاريخ تجاربه، اكثر من كاف لإدراك معنى خطورة فقدان البوصلة مجددا حيث لا يعود ينفع الندم هذه المرة فعلا
النهار
لم يصفق اللبنانيون او يهللوا، لـ"تدخل" خارجي جارف بقوة غير مسبوقة في انتخاب رئيس لهم، كما فعلوا يوم انتخاب الرئيس العماد جوزف عون، الا مرة واحدة في خريف 1989. والحال ان الكثير مما استعجل "فجر لبنان" بعد انهيار المحور الممانع الإيراني في المنطقة يستعيد بنسخة محدثة ومتبدلة فجر الطائف الذي وضع نهاية لحرب لبنان. يومذاك انقذ التدخل الخارجي لبنان بفعل مظلة دولية عربية فرضتها نهاية الحرب الباردة. اليوم، ثمة نهاية إقليمية لمحور تمادى عقوداً في تمزيق دول عربية اكثر مما هي ممزقة. في حالة انتخاب الرئيس جوزف عون، بدا خامس قائد للجيش ينتخب رئيسا، في خطاب قسمه، اكثر العارفين ان المتغيرات الخارجية الهائلة شكلت الموج والرافعة العربية الغربية لمصلحته دون سائر الطبقة السياسية اللبنانية، فعمد إلى إلزام عهده بوعد الدولة الذي تضمن أولويات لا نهاية لها، واسمع اللبنانيين بكل اتجاهاتهم ما يودون سماعه وأكثر ولا يصدقون ان ثمة حكما قادراً على إيفائه لفرط معاناتهم مع العهود والحكام والطبقات السياسية المتعاقبة ناهيك عن ظروف المنطقة سابقاً.
في المعالم الموضوعية للمرحلة الجديدة التي بشر بها الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية، يغدو محسوما ان يوم التاسع من كانون الثاني شكل تتويجاً مثبتاً لاقتحام العصر الجديد في الشرق الأوسط قديم لبنان المأزوم وفرض تبديله بدءاً من رأس الهرم الدستوري. العصر او المرحلة المتبدلة بأهم عناوينها اي سقوط النظام السوري بعد نهاية الحرب الإسرائيلية على "حزب الله" ولبنان وتداعياتها، هذه المرحلة بدأت بغير ما توقعت كل ألوان الطبقة السياسية اللبنانية قاطبة. الكثير مما حصل يحفزنا على مقارنة بداية عهد الرئيس جوزف عون بتلك البداية، التي كان يفترض ان تعقب انتخاب اول رؤساء عصر الطائف، الرئيس المنتخب أنذاك رينه معوض، الذي انتخب بمظلة عربية دولية لانهاء الحرب فعمد نظام حافظ الأسد بعد أسبوعين الى اغتياله لتحوير مسار التاريخ نحو وصايته الدامية. لو قيض لعهد الرئيس رينه معوض ان يمضي وفق المسار الأصلي لما كانت وصاية النظام الاسدي ولا شراكته القاتلة مع الثورة الخمينية أجهزت على سيادة لبنان واستقلاله وعبثت بخصائصه ودمرتها سحابة العقود الأخيرة. الان، زالت معالم قدرات العبث الإقليمي الى حدود بعيدة عن التلاعب بما يأتي الى لبنان من ظروف انفراج نادرة، ان بعودة لبنان الى العالم وعودة العالم الى لبنان، وكذلك في التزام تنفيذ الاتفاق بين لبنان وإسرائيل والضغط الأميركي نفسه لانهاء الاحتلال الإسرائيلي لمناطق حدودية، واستتباعا لتنفيذ القرارات الدولية بحذافيرها بلا تشاطر وعبث وتلاعب في التفسيرات. الحاصل اقوى من الرموز الآتية الى المواقع الدستورية. هي المرحلة الجارفة التي تصنع ظروف لبنان طوعا او قسرا. ولا ترانا في حاجة بعد أيام من تلك الولادة للعصر اللبناني الجديد الى فرك العيون للتصديق، فما مر بلبنان وتاريخ تجاربه، اكثر من كاف لإدراك معنى خطورة فقدان البوصلة مجددا حيث لا يعود ينفع الندم هذه المرة فعلا