قناة الولاية


Kanal geosi va tili: Eron, Forscha
Toifa: ko‘rsatilmagan


الْقَوْلُ مِنِّي فِي جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ قَوْل آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ✨️
خَادِمٍ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
@Karballe_313
» لاتغــادرون |✌️

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Kanal geosi va tili
Eron, Forscha
Toifa
ko‘rsatilmagan
Statistika
Postlar filtri


اصعدوا مكالمة صوتية #كيف_تعرف_أمامك
.
https://t.me/khoddam_al_mahdi_313?videochat=8097adea12c68b9a49


اصعدوا


اصعدوا مكالمة صوتية #كيف_تعرف_أمامك
.
https://t.me/khoddam_al_mahdi_313?videochat=8097adea12c68b9a49


اصعدوا مكالمة صوتية #كيف_تعرف_أمامك
.
https://t.me/khoddam_al_mahdi_313?videochat=8097adea12c68b9a49


(ومضة تفكّر)
مِن الأدعيةِ التي يُستحَبُّ قِراءتُها في كُلِّ ليلةٍ مِن ليالي شهرِ رمضان؛ هذا الدعاء الذي بدايتُهُ: (إلهي وقف السائلون ببابك) هل تفكّرنا يوماً في كلماتِ هذا الدعاءِ وتساءلنا عن المُراد مِن وقوفِ السائلينَ عند بابِهِ سُبحانهُ وتعالى؟!

الجواب:
المُراد مِن البابِ الذي وقف السائلونَ عِندهُ هو إمامُ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه كما نُخاطِبُهُ في دعاءِ النُدبةِ الشريف: (أين بابُ اللهِ الذي منه يُؤتى) فالبابُ الذي يُؤتى اللهُ مِنه هو الإمامُ المعصوم فقط، وليس هناك مِن بابٍ سِواه

أئمتُنا الأطهار جميعاً هم أبوابُ اللهِ تعالى كما يقولُ إمامُنا الصادقُ صلواتُ اللهِ عليه: (الأوصياءُ هم أبوابُ اللهِ عزَّ وجلَّ الّتي يُؤتى منها، ولولاهم ما عُرِفَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وبهم احتجَّ اللهُ تبارك وتعالى على خلقِهِ) [الكافي: ج1]

فحين نقول: (إلهي وقفَ السائلونَ ببابك) يعني وقفنا بين يدي الحُجّةِ بن الحسن صلواتُ اللهِ عليه فهو إمامُ هذا الزمان، وهو بابُ اللهِ على نحو الحقيقةِ لا المجاز، وهو وجهُ اللهِ الذي إليه يتوجّهُ الأولياء، ومِن هنا كان شهرُ رمضان هو شهرُ إمامِ زمانِنا، فهو بابُ الله، وهو الداعي إلى ضيافةِ الله.

ونحنُ في ليالي هذا الشهرِ المُعظّم، بل في سائرِ الأيّام ليس فقط نقِفُ بهذا البابِ سائلين. وإنّما نُنيخُ رواحِلَنا عندَهُ ونلتصِقُ به، ونسجدُ عند أعتابِهِ خاضعينَ خاشعين، ولا نُبارحُهُ أبداً.. مثلما نقرأ في دعاءِ أبي حمزةَ الثمالي: (فوعزّتِك لو انتهرتني ما برحتُ مِن بابك..) لماذا؟! لبديهةٍ واضحةٍ في دِيننا وهي أنَّ غفرانَ ذُنوبِنا والعفوَ عن سيّئاتِنا، وكذلك مسألةُ قَبولِ أعمالِنا كُلُّ ذلك لا يتحقّقُ إلّا مِن خلالِ هذا الباب وهو الإمامِ المعصوم، كما نقرأ في زيارةِ إمامِ زمانِنا: (أشهدُ أنّ بولايتكَ تُقبَلُ الأعمالُ، وتُزكّى الأفعالُ، وتُضاعَفُ الحسَناتُ، وتُمحَى السيّئات فمَن جاء بولايتِكَ واعترف بإمامَتكَ قُبِلتْ أعمالهُ وصُدِّقَتْ أقوالُهُ وتضاعفت حسناتُهُ ومُحِيَتْ سيّئاتُهُ ومَن عدلَ عن ولايتِك وجَهِلَ معرفتكَ واستبدلَ بك غيرك أكبّهُ اللهُ على منخرِهِ في النارِ ولم يقبلِ اللهُ له عَمَلاً ولم يُقِم له يومَ القيامةِ وَزْناً..)

وهذا المضمون هو نفسُ المضمونِ الواردِ في الحديثِ القُدسي الذي ينقلُهُ إمامُنا العسكريُّ عن اللهِ تعالى حين خاطِبُ الباري تعالى إمامَ زمانِنا في يومِ مولدِهِ الشريف قائلاً: (آليتُ أنّي بكَ آخُذُ، وبكَ أُعطي، وبكَ أغفِر، وبكَ أُعذّب..) معنى "آليتُ": يعني أقسمتُ قَسَماً شديداً أنّي بكَ آخُذ، وبكَ أُعطي، وبكَ أغفِرُ، وبكَ أُعذِّب، فهذه الباء في قولهِ تعالى (بك آخذُ) هي باءُ الواسطة، فإمامُ زمانِنا هو البابُ في كُلِّ الأخذِ وفي كُلِّ العطاء.

ولِذا فإنَّ الضلالةَ تُخيِّمُ على القلوبِ التي لا تطرِقُ هذا الباب لأنَّ الأخذَ والعطاءَ والمغفرةَ والعذابَ وكُلُّ أمرٍ هو بيدِ إمامِ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه فلا يُقبَلُ صِيامٌ ولا تُقبَلُ صلاةٌ ولا أيُّ عبادةٍ إلّا بولايتِنا لإمامِ زمانِنا صلواتُ الله عليه ولذا نُردّدُ في أسحارِ هذه الّليالي قائلين: (فوعزّتِك لو انتهرتني ما برحتُ مِن بابك، ولا كفَفْتُ عن تملُّقكَ، لِما أُلهِم قلبي مِن المعرفةِ بكرمِك وسعةِ رحمتِك) فكُلُّ المسائلِ مَدارُها الإمامُ المعصوم، كُلُّ المسائل مردُّها لإمامِ زمانِنا الحُجّةِ بن الحسنِ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه.

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




مِن أدعية شهر رمضان التي يُستحبُّ أن ندعو بها في كُلِّ ليلة مِن ليالي شهْر رمضان هذا الدعاء الذي أوّلُهُ: (الَّلهُمّ برحمتكَ في الصالحين فأدخلنا، وفي عليّين فارفعنا..) ومِن العبارات الجديرة بالتفكّر التي وردت في هذا الدعاء الشريف هذهِ العبارة: (وليلةَ القدر وحجّ بيتكَ الحرام وقتلاً في سبيلكَ فوفّق لنا)

السؤال الذي يُطرَح هُنا:
هذا القتل الّذي يَتحدّثُ عنه الدعاء هل هو مُطلَقُ القتل مع أيٍّ كان؟ أم هو القتلُ مع الإمام المعصوم؟

الجواب يتّضحُ مِن نفس كلمات الدعاء إذا تأمّلناها بعناية فإنّ المُرادَ مِن القتلِ في سبيلِ اللهِ الذي يَطلبُهُ الداعي هُنا هُو "القتلُ مع الإمام المعصوم" أن يُقتَلَ الداعي مع إمامِ زمانِهِ وقد وردت صِيغةٌ لِهذا الدعاء تُصرّحُ بهذا المعنى في الجزء (95) مِن كتاب بحار الأنوار حيث يقول الدعاء: (وليلةَ القدر وحجّ بيتكَ الحرام، وقتلاً في سبيلكَ مع وليّكَ فوفّق لنا)

فالصيغة الواردة في بِحار الأنوار تُؤكّد هذا المعنى: أنّ القتلَ الذي يَطلُبُ الداعي التوفيقَ إليهِ يكونُ مع إمامِ زمانهِ ولكن حتّى لو لم يَردْ هذا التعبير "مع وليّك" في الدُعاء فإنّ نفس تعابير الدعاء الشريف تُشيرُ بشكلٍ واضح إلى أنّ القتلَ الذي يَطلبُهُ الداعي هو القتلُ مع الإمام المعصوم لأنَّ المعنى الأعمق والأدق لِهذا المُصطلح (سبيلُ الله) في ثقافةِ الكتاب والعِترة هُو ولايةُ عليٍّ وآل عليّ، كما يقولُ إمامُنا باقر العلوم صلواتُ الله عليه حِين سُئِلَ عن قول اللهِ عزَّ وجلَّ: {ولئن قُتلتُم في سبيل اللّٰه أو مُتُّم} قال عليه السلام للسائل: (يا جابر أتدري ما سبيلُ الله؟ قال جابر: لا أعلم إلاّ أن أسمعَهُ مِنك. فقال صلواتُ اللهِ عليه: سبيلُ اللهِ عليٌّ وذُرّيتُهُ، ومَن قُتِلَ في ولايتِهم قُتِلَ في سبيلِ الله، ومَن ماتَ في ولايتهم ماتَ في سبيل الله) [تفسير العيّاشي]

• وكما وَرَد عنهم صلواتُ اللهِ عليهم في تفسير القُمّي في قولهِ عزّ وجلّ: {وإنْ تُطِعْ أكثرَ مِن في الأرضِ يُضلّوكَ عن سبيل الله} قال: يعني يُحيّروكَ عن الإمامِ فإنّهم مُختلفون فيه)

• أيضاً وَرَد عنهم صلواتُ اللهِ عليهم في تفسير القُمّي في قولهِ عزّ وجلّ: {إنّ الّذين كفروا وصدُّوا عن سبيل الله} قال: صدّوا عن أمير المؤمنين، {وشاقُّوا الرسُول} أي قطعوهُ في أهلِ بيتهِ بعد أخذِ المِيثاق عليهم له).

• أيضاً وَرَدَ عن إمامِنا الكاظم صلواتُ اللهِ عليه في قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {اتّخذُوا أيمانهُم جُنّةً فَصدُّوا عن سبيل اللّٰه} قال: السبيل هُو الوصيّ) [الكافي الشريف: 1]

فمُصطلَح "سبيل الله" في ثقافة الكتاب والعِترة يعني: عليٍّ وآل عليّ صلواتُ اللهِ عليهم وهذا المعنى مُنتشرٌ بشكلٍ كبيرٍ في كلمات أهل البيت وفي أدعيتهم وزياراتهم صلواتُ اللهِ عليهم كما يقول سيّد الأوصياء صلواتُ اللهِ عليه: (واعلموا أيُّها المُؤمنون أنَّ اللهَ عزّ وجلّ قال: {إنّ الله يُحِبُّ الذين يُقاتلونَ في سبيلِهِ صفّاً كأنَّهم بنيانٌ مَرصوص} أتدرونَ ما سبيلُ الله ومَن سبيله؟ ومَن صراطُ الله ومَن طريقه؟ أنا صراطُ اللهِ الذي مَن لم يَسلكهُ بطاعةِ اللهِ فيه هوى به إلى النار، وأنا سبيلُهُ الذي نَصَبَني للاتّباع بعد نبيّه صلَّى اللهُ عليه وآله أنا قسيمُ النار، أنا حُجّتُهُ على الفُجّار، أنا نُور الأنوار) [بحار الأنوار: ج94]

وكما نقرأ في دُعاء الندبة الشريف: (أينَ السبيلُ بعد السبيل) فسبيلُ الله هُم صلواتُ اللهِ عليهم وبعبارةٍ أدق: سبيلُ اللهِ في زماننا هذا هو إمامُ زماننا الحُجّة بن الحسن صلواتُ اللهُ عليه كما نُخاطبُهُ بعِبارةٍ صريحة في زيارتِهِ الشريفة: (السلامُ عليكَ يا سبيل اللهِ الذي مَن سَلَك غيرَهُ هَلَك)

فسبيلُ الله هُو إمامُ زَماننا
والإنفاقُ في سبيلِ اللهِ أعلى درجاتِهِ: هو الإنفاقُ في طَريقِ التمهيدِ لإمامِ زماننا وإحياءِ أمرهِ الشريف
والقتلُ في سبيل الله: هو القتلُ مع إمامِ زماننا. لأنّ الداعي حين يدعو فهو يَطلبُ أعلى المراتب وأعلى مَراتب القتل في سبيلِ اللهِ هي مع الحُجّة ابن الحسن (إما بإدراكهِ عند ظُهورهِ والقتل تحتَ رايتهِ أو القتل تحت رايتِهِ حين نعود في عصْر الرجعة العظيمة)

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




ضمانٌ مِن آلِ محمّدٍ بأنّ لكُلِّ صائمٍ دعوةٌ مُستجابة فاجعلوها لطَلَبِ فرجِ إمامِ زمانِنا
:
❂ يقول إمامُنا الكاظم صلواتُ اللهِ عليه (إنّ للصائمِ عندَ إفطارهِ دعوةٌ لا تُرَدّ) ويقولُ أيضاً عليه السلام (دعوةُ الصائمِ تُستجابُ عند إفطارِهِ) [بحار الأنوار: ج93]

ومضة تفكُّر 💭

إذا كان هناك ضمانٌ معصوميٌّ للصائمينَ بإجابةِ دُعائهم فإنّهُ مِن سُوءِ الأدبِ وسُوءِ التوفيقِ وعدمِ الوفاءِ أن تكونَ هذه الدعوةُ لحوائجِ الصائمِ الشخصيّةِ الدنيويّة ولا تُجعلَ لإمامِ زمانِنا الذي يقولُ في توقيعِهِ الشريف: (وأكثروا الدعاءَ بتعجيلِ الفَرَجِ فإنَّ ذلك فَرَجُكم) الإمامُ ليس فقط أوصانا بالدعاء بتعجيلِ الفرج وإنّما أمرنا بالإكثارِ مِن الدعاءِ بتعجيلِ الفرج.

وحتّى لو لم يُوصِ الإمامُ الشيعةَ بالإكثارِ مِن الدعاءِ بتعجيلِ الفرج فإنَّ الشيعيَّ الحقيقيَّ في ثقافةِ الكتابِ والعترة هو الذي يكونُ إمامُ زمانِهِ هو العنوانُ الأهمُّ في حياتِهِ، أمّا الذي يُقدِّمُ على إمامِ زمانِهِ عناوينَ أًخرى في حياتِهِ الشخصيّة فذلك أمرٌ يكشِفُ عن خَلَلٍ عقائديٍّ عندَهُ وعن سوءٍ في العلاقةِ مع أهلِ البيتِ ومع إمامِ زمانِهِ واضطرابٍ في الأولويّات.

مع مُلاحظة أنّنا نحنُ الذين ننتفعُ مِن الدعاء لفرجِ إمامِ زمانِنا وليس الإمام ونفسُ وصيّةِ الإمام تُشيرُ إلى ذلك، حين تقول: (فإنّ ذلك فرجُكم) إمامُ زمانِنا ليس بحاجةٍ إلى دُعائنا، مَن نحنُ، وما قِيمتُنا حتّى تكونَ لأدعيتِنا قيمةٌ ويكونَ الإمامُ المَعصومُ بِحاجةٍ لأمثالِنا؟!

الإمامُ المعصومُ ذاتُهُ غنيةٌ مُغنية، يعني غنيّةٌ بنفسِها ومُغنيةٌ لِغيرها، والذاتُ الغنيّةُ المُغنيةُ لا تكونُ بحاجةٍ إلى الذواتِ الفقيرةِ المُفتَقِرةِ الفاقرةِ أمثالنا، وإنّما نحنُ الفُقراءُ إليه صلواتُ اللهِ عليه فالدعاءُ بتعجيلِ فَرَجِ إمامِنا هو في حقيقتِهِ فَرَجٌ لنا نحنُ وليس للإمام،

فإذا كان هناك ضمانٌ مِن آلِ مُحمّدٍ للصائمينَ بأنَّ لهم عند إفطارِهم دعوةٌ لا تُرَد فلنجعل هذه الدعوةَ المُستجابةَ في الفناءِ الذي يربِطُنا بإمامِ زمانِنا، ويُشدِّدُ علاقتَنا بإمامِ زمانِنا صلواتُ الله عليه فإنَّ أوسعَ الأرزاقِ في هذا الشهرِ المُبارك لاسيّما في ليلةِ القدر المُعظّمة هو أن نُرزَقَ معرفةَ إمامِ زمانِنا ونُوفَّقَ لخدمتِهِ ونُصرتِهِ وللدعاءِ بتعجيلِ فرجه الشريف،

فخدمةُ الإمامِ ونُصرتُهُ وحتّى الدعاءُ بتعجيلِ فرجِهِ يحتاجُ إلى توفيقٍ، كما يقولُ إمامُنا الزاكي العسكري في حديثٍ له يتحدّثُ فيه عن غيبةِ إمامِ زمانِنا وأحوالِ الناسِ في غيبتِهِ، يقول: (واللهِ لَيغيبنَّ غيبةً لا ينجو فيها مِن الهَلَكةِ إلّا مَن ثَبّتهُ اللهُ عزَّ وجلَّ على القولِ بإمامتِهِ ووَفّقهُ فيها للدعاءِ بتعجيلِ فَرَجه..)

الإمام قال: (ووفَّقَهُ فيها للدعاء بتعجيلِ فرجِهِ) لأنَّ الدعاءَ يحتاجُ إلى عملٍ مِن نفسِ مضمونِ الدعاء فالدعاءُ مِن دونِ عملٍ في ثقافةِ العترةِ كالقوسِ بلا وتر، يعني لا ينطلِقُ أبداً فنحنُ نحتاجُ إلى توفيقٍ للدعاءِ بتعجيلِ الفرج وأجواءُ إجابةِ الدعاءِ مُهيّأةٌ في هذا الشهرِ المُبارك ومِنها الدعوةُ التي لا تَردُّ عند إفطارِ الصائمين،

الَّلهمُّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ وعجّل فَرَجَهم الَّلهمَّ وليّنِ قُلوبَنا لوليّ أمرك، وعافِنا ممّا امتحنتَ بهِ خلقك، وثبِّتنا على طاعتِهِ وولايتهِ، الّلهمَّ ولا تسلبْنا اليقينَ لطولِ الأَمَدِ في غيبتِهِ وانقطاعِ خَبَرهِ عنّا، ولاتُنسِنا ذِكْرَه وانتظارَهُ والإيمانَ بهِ وقوّةَ اليقينِ في ظُهورِهِ والدعاءَ لهُ والصلاةَ عليه، حتّى لايُقنِّطنا طُولُ غَيبتِهِ مِن قيامِهِ، ويكونَ يقينُنا في ذلك كيقينِنا في قيامِ رسولكَ صلواتُكَ عليه وآله الّلهُمّ وعجّل فرجَهُ وأيّدهُ بالنصر، وانصر ناصريه، واخذل خاذليه، وصَلَّ عليهِ وعلى آبائهِ الأئمةِ الطاهرين، وعلى شيعتِهِ المُنتجبين، وبلّغهُم مِن آمالهم مايأملون، برحمتكَ يا أرحمَ الراحمين

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




سُؤالٌ يدورُ في أذهان الكثير مِن الشيعة الإمامية ما هو أفضلُ عملٍ يُقرّبُنا مِن أهلِ البيت ومِن إمامِ زمانِنا في هذه الأشهر المُباركة؟ (رجب، شعبان، وشهر رمضان)؟

الجواب نأخذهُ مِن إمامِنا وليد الشهر الأصب، باقر العلوم صلواتُ الله عليه حين يقولُ: (ذُروةُ الأمرِ وسنامُهُ ومفتاحُهُ وبابُ الأشياءِ ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعةُ للإمامِ بعد معرفتِه) [الكافي الشريف: ج1]

روايةٌ موجزة، لكنّها تشتملُ على أعظمِ المعاني وأهمّها فالإمامُ صلواتُ اللهِ عليه بيّن فيها بشكلٍ واضح أنّ العنوانَ الأهم في وصايا أهل البيت صلواتُ اللهِ عليهم للشيعةِ هو طَلَبُ معرفةِ إمام زمانِنا.

✦ قوله: (ذُروةُ الأمر وسنامه) المراد مِن ذُروةُ الشيء يعني أعلاه، وكذلك السنام هو أعلى الشيء يعني أنَّ ذُروةَ الحقيقةِ وذُروةَ الدينِ وذُروةَ الشيءِ الأهمِّ في حياةِ الإنسان ومدارُ الأشياء كلّها ومِفتاحُها وظواهِرُ الأمورِ وبواطنُها وبداياتُها ونهاياتُها كلُّ تلك الأمورِ مَردُّها إلى معرفةِ الإمام المعصوم صلواتُ اللهِ عليه وبعد ذلك تأتي طاعةُ المعصوم

لأنَّ الإمام يقول أنّ ذروةَ الأمرِ هي (الطاعةُ للإمامِ بعد معرفتِهِ) يعني أنّ معرفةَ الإمام تأتي أوّلاً فهي الأصلُ الذي نبتدئُ منه، كما يقولُ إمامُنا الرضا صلواتُ اللهِ عليه وهو يتحدّثُ عن منزلةِ الإمامة في حديثٍ طويل، يقول: (الإِمامةُ أُسُّ الإِسلامِ النامي وفرعهُ السامي) فالإمامةُ هي الأصلُ وهي الفرعُ أيضاً وبعبارةٍ أُخرى: معرفةُ الإمامِ هي الأساسُ لكلّ شيء لأنّ الإمام هو أصلُ الدين، كما يقولُ رسولُ اللهِ لأمير المؤمنين: (يا عليّ، أنت أصلُ الدين) فالإمامُ المعصوم هو أصلُ الأصول في ديننا، وعلاقتُنا بالإمامِ عنوانُها الولاية، وهذه الولاية لها بُعدٌ نظريٌّ ولها بعدٌ عملي

البُعدُ النظري للولاية: هو معرفةُ إمامِ زمانِنا
والبُعدُ العملي للولاية: هو وظيفتُنا الشرعيّة الأُولى والأهمّ وهي المُرابطةُ في فناءِ إمامِ زمانِنا والمرابطةُ تعني التمهيدُ لإمامِ زمانِنا

والتمهيدُ يختلفُ باختلافِ الأزمنةِ والأمكنةِ وباختلافِ الأشخاصِ وباختلافِ الظُروفِ الموضوعيّة الّتي تُحيطُ بنا وليس الحديثُ هنا عن التمهيد، وإنّما الحديثُ عن البُعد النظري للولاية وهي معرفةُ الإمام فأفضلُ عَمَلٍ يُقرّبُنا مِن إمامِ زمانِنا في هذه الأشهر المُباركة بل في كلّ أيّامِ دهرنا، هو: معرفةُ أهل البيت

وبعبارةٍ أدقّ:
أفضلُ عملٍ: هو أن يعرفَ الشيعيُّ إمامَ زمانِهِ كما يقولُ إمامُنا الصادق صلواتُ اللهِ عليه: (مَن بات ليلةً لا يعرفُ فيها إمامَهُ مات ميتةً جاهليّة) فمعرفةُ الإمامِ المعصوم هي العنوانُ الأهمُّ عند أهل البيت لأنّ الإمامَ المعصوم هو الذي يُعرِّفُنا اللهَ معرفةً صحيحة، كما نقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة: (مَن أراد الله بدأ بكم) بل إنَّ معرفة الإمام في ثقافةِ العترة هي بعينها معرفةُ الله، كما يقولُ سيّد الشهداء صلواتُ اللهِ عليه حين سُئلَ: (ما معرفةُ الله؟ قال: معرفةُ الله -هي- معرفةُ أهلِ كلِّ زمانٍ إمامَهم الذي يجبُ عليهم طاعته)

وقطعاً هذه المعرفة لابُدَّ أن تكون مأخوذةً مِن المَنبع الصافي الذي وجّهنا إليه أهل البيت صلواتُ اللهِ عليهم والذي تُشخّصهُ لنا كلمةُ إِمامِ زمانِنا حين يقول: (طَلَبُ المعارفِ مِن غير طريقنا أهل البيتِ مُساوقٌ لإنكارنا) مساوقٌ: يعني مساوٍ لإنكارنا يعني أنَّ معرفتَنا لأهل البيت لابدّ أن تكونَ مِن طريقِهم فقط (يعني أن تُؤخذَ هذه المعرفةُ مِن نُصوصِ زياراتِهم، ومِن أدعيتِهم، ومِن أحاديثِهم الشريفة)

مع مُلاحظةِ أنّ الأئمةَ حين يُؤكّدون على ضرورةِ معرفةِ الإمام المعصوم فليس المُراد مِن معرفةِ الإمام هو أن نكتفي بمعرفةِ اسم الإمام واسمِ أُمّهِ وأبيهِ ومكانِ ولادتِهِ وتأريخِ وفاتِهِ وأن نعرفَ شيئاً يسيراً عن سيرتِهِ فهذه المعرفةُ هي دون المعرفةِ الأطفاليّة المعرفةُ التي لابدَّ أن نعرفَ الإمامَ بها هي المعرفةُ لمقاماتِ ومنازل الإمام المعصوم الغَيبيّة والاعتقادُ بها وكذلك معرفةُ ظلاماتِ أهل البيت وهذه المعارفُ لا تُؤخَذُ مِن كُتُب المُخالفين وإنّما تُؤخَذُ مِن حديثِ أهلِ البيتِ النوريّ الطاهر المُطهّر، ومِن زياراتِهم الشريفةِ وأدعيتِهم البليغةِ التي هي كنوز مِن المعارفِ والأسرار

ومَن أراد معرفةَ القولِ البليغ الكامل في معرفةِ إمامِ زمانِهِ، وكان يبحثُ عن دُستورِ التشيّعِ الأصيل الذي يُعرِّفُهُ بإمامِ زمانِهِ معرفةً صحيحة فليتوجّه إلى تُحفةِ إمامِنا الهادي النقي صلواتُ اللهِ عليه وهي (الزيارةُ الجامعةُ الكبيرة) فهذه الزيارةُ هي القولُ البليغُ الكاملُ في معرفةِ الإمامِ المعصوم لأنَّ مُوسى ابنِ عبداللهِ النُخعي وهو مِن أصحاب إمامِنا الهادي قال للإمام علّمني يا ابن رسولِ الله قولاً أقولُهُ بليغاً كامِلاً إذا زُرتُ واحداً منكم فالإمامُ جواباً على سُؤالِهِ وطَلَبِهِ هذا علّمهُ الزيارةَ الجامعةَ الكبيرة

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




الأنبياء هم شيعةٌ لأهل البيت في المراتب العالية
:
❂ سُئل إمامُنا الصادق عن معنى قوله تعالى: {وإِنّ مِن شِيعتِهِ لإبراهيم} فقال: (إنّ اللّٰه لمّا خلقَ إبراهيم كشف لهُ عن بصرهِ فنظر إلى جانبِ العرش فرأى نُوراً، فقال: إلهي وسيّدي ما هذا النور؟ قال: يا إبراهيم هذا نُور مُحمّدٍ صفوتي مِن خلقي، ورأى نُوراً إلى جنبهِ فقال: إلهي وما هذا النُور؟ فقِيل لهُ: هذا نُور عليّ بن أبي طالب ناصر ديني، ورأى إلى جنبهم ثلاثة أنوار، فقال: إلهي وما هذهِ الأنوار؟ فقيل له: هذا نُور فاطمة فَطَمت مُحبّيها مِن النار، ونُور ولديها الحسن، والحسين، فقال إبراهيم: إلهي، وأرى أنواراً تسعة قد حفُّوا بهم؟ قيل له: يا إبراهيم هؤلاء الأئمةُ مِن وُلد عليّ، وفاطمة، فقال: إلهي أرى أنواراً قد أحدقوا بهم لا يُحصي عددهم إلّا أنت؟ قيل له: يا إبراهيم هؤلاء شيعتهم، شيعةُ عليّ. فقال إبراهيم: وبمَ تُعرَفُ شِيعتهُ؟ قال: بصلاةِ الإحدى والخمسين، والجهر ببسم اللّٰه الرحمن الرحيم، والقُنوت قبل الرُكوع، والتختّم باليمين، فعند ذلك قال إبراهيم: الّلهُمّ اجعلني مِن شيعة أمير المؤمنين، فأخبرَ اللّٰهُ في كتابهِ فقال: {وإنّ مِن شيعتهِ لإبراهيم}) [تأويل الآيات]

[توضيحات]
✦ قوله: {وإنّ مِن شِيعتهِ لإبراهيم} هذه الآية بحَسَب السِياق الّلفظي المُراد منها: وإنّ مِن شِيعةِ نُوحٍ لإبراهيم؛ لأنّ الآيات السابقة لهذه الآية كانت تتحدّث عن نوح، إذ تقول الآيات: {ولقد نادانا نوحٌ فلَنِعمَ المُجيبون* ونجّيناهُ وأهلَهُ مِن الكرب العظيم} إلى أن تقول: {إنّهُ مِن عبادنا المُؤمنين* ثُمّ أغرقنا الآخرين* وإنّ مِن شيعتهِ لإبراهيم} فبحَسَب هذا السِياق الّلفظي فإنّ المُراد مِن قوله: {وإنّ مِن شِيعتِهِ لإبراهيم} أي: وإنّ مِن شيعةِ نُوحٍ لإبراهيم أمّا بحسب المعنى الحقيقي فالمُراد منها: وإنّ مِن شيعةِ عليٍّ لإبراهيم، كما بيّن إمامُنا الصادق

وليس إبراهيم وحدهُ مِن شيعة عليّ، وإنّما كُلّ الأنبياءُ طُرّاً مِن آدم إلى آخر نبيٍّ ووصيٍ قبل نبيّنا الأعظم كُلّهم جُزءٌ مِن أمّة نبيّنا وهم مِن شيعة عليٍّ كما يقول إمامُنا الصادق في قوله تعالى: {وإنّ مِن شِيعتهِ لإبراهيم} قال: (أي إنّ إبراهيم مِن شيعةِ النبي، فهو مِن شيعةِ عليّ، وكُلُّ مَن كان مِن شِيعةِ عليٍّ فهُو مِن شيعةِ النبيّ) [تفسير البرهان ج4]

وكما قال إمامُنا السجّاد حين قال له رجل: يا بن رسول الله، أنا مِن شيعتكم الخُلّص، فقال لهُ الإمام: (يا عبد الله، فإذن أنت كإبراهيم الخليل الذي قال اللهُ فيه: {وإنّ مِن شيعتهِ لإبراهيم إذ جاء ربّهُ بقلبٍ سليم} فإن كان قلبُكَ كقلبهِ فأنت مِن شيعتنا، وإن لم يكن قلبُك كقلبه وهو طاهرٌ مِن الغِشِّ والغِلِّ فأنت مِن مُحبّينا وإلّا فإنّك إن عرفتَ أنّك بقولك كاذبٌ فيه إنّك لمُبتلى بفالجٍ لا يُفارقك إلى الموت، أو جُذامٍ ليكونَ كفّارةً لكذبك هذا) [بحار الأنوار ج65]
:
✦ وقول الآية: {وإِنّ مِن شِيعتِهِ لإِبراهيم* إِذ جاء ربّهُ بِقلبٍ سليم} هذا القلبُ السليم الذي كان عند إبراهيم إنّما كان قلباً سليماً لأنّهُ شعّ بنورُ أهل البيت ومِن معاني الشيعةِ في حديث العِترة أنّه قِيل لهم شيعة لأنّهم مِن شُعاعِ أنوارِ أهل البيت، كما يقول إمامنا الباقر في حديثٍ له: (ثمّ خُلِقَ شِيعتُنا، وإنّما سُمُّوا شيعة لأنّهم خُلقوا مِن شُعاع نورنا) ونُورُ أهل البيت إنّما يشعُّ في قلب الإنسان كما يقول إمامنا الباقر: (لَنُور الإمام في قُلوب المُؤمنين أنورُ مِن الشمس المُضيئة بالنهار)

فالقلبُ السليم الذي جاء بهِ إبراهيم هو ذلك القلبُ الذي كان عامراً مَعموراً بنُور أهل البيت فكُلّ الأنبياء هم شيعةٌ لأهل البيت وبعبارة أخرى: كُلُّ الأنبياء هم شِيعةٌ لإمام زماننا ولهذا فإنّ النبيّ عيسى حين ينزلُ في آخر الزمان فإنّهُ يُصلّي خلف إمام زماننا ويكونُ جُنديّاً يُقاتِلُ تحت لواء إمام زماننا، كما يقول إمامنا الباقر: (سيأتي على الناس زمانٌ لا يعرفون ما هو التوحيد، حتّى يكون خُروجُ الدجّال، وحتّى ينزل عيسى بن مريم مِن السماء ويقتلَ اللهُ الدجّال على يديه ويُصلّي بهم رجلٌ مِنّا أهل البيت، ألا ترى أنّ عِيسى يُصلّي خَلْفنا وهو نبيّ؟ ألا ونحنُ أفضلُ منه) [بحار الأنوار ج14]

فلا وجه للمُقايسَة بين أهل البيت وبين الأنبياء فإنّ الأنبياء حتّى في خِلقتِهِم إنّما خُلِقُوا مِن فاضل طِينة أهل البيت فقول أهل البيت:  (شيعتُنا خُلقوا مِن فاضل طينتنا وعُجِنوا بماء ولايتنا) هذه العبارة يدخل فيها الأنبياء، لأنّ الأنبياء هم الشيعة في المراتب العالية هم أرقى مظاهر التابعين لأهل البيت بالقياس إلى سائر الناس وما تكاملت النبوّة لنبيّ مِن الأنبياء حتّى أقرَّ بولاية أهل البيت وفضلهم كما يقول نبيّنا الأعظم: (ما تكاملتْ النبوّة لنبيٍّ في الأظلّة حتّى عُرضت عليه ولايتي وولايةُ أهْل بيتي ومثلوا له -أي مَثَل أهل البيت لهؤلاء الأنبياء- فأقرّوا بطاعتهم وولايتهم) [بحار الأنوار ج26]

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




بيان معنى النداءِ الذي يُنادى يومَ القيامة (يا معشرَ الخلائق غُضّوا أبصارَكم لِتجوزَ فاطمةُ بنتُ مُحمّد)
:
❂ يقولُ رسول الله وهو يحدّثنا عن عظمة مقام الزهراء صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها في مواقف يوم القيامة، يقول: (ثمَّ يقول جبرئيل: يا فاطمة سَلي حاجتكِ، فتقولين: يا ربّ شيعتي، فيقولُ اللهُ عزّ وجلّ: قد غفرْتُ لهم. فتقولين: يا ربِّ شيعةُ وُلدي، فيقولُ الله: قد غفرتُ لهم. فتقولين: يا ربّ شيعةُ شيعتي، فيقولُ الله: انطلقي فمَن اعتصمَ بكِ فهو مَعكِ في الجنّة، فعند ذلكَ يودُّ الخلائقُ أنّهم كانوا فاطميّين فتسيرين ومعكِ شِيعتكِ وشِيعةُ وُلدك وشيعةُ أمير المؤمنين آمنةً روعاتهم، مستورةً عوراتهم، قد ذهبتْ عنهم الشدائد وسهّلتْ لهم الموارد يخافُ الناس وهم لا يَخافون، ويظمأ الناس وهُم لا يظمأون..) [تفسير فُرات]

✦ الذي سيعتصمُ بفاطمة صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها في يومِ القيامة هُو كُلُّ مَن كان فاطميّاً في الحياةِ الدُنيويّة، يعني كان مِمّن نالَ حَظّاً مِن مَعرفةِ حَقِّ فاطمة صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها، وكان شديدَ الارتباطِ بالزهراء صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها، ومِمّن وَصَلَها ونَصَرَها ووالى أولياءَها وعادى أعداءَها، ووُفِّقَ للبِرِّ بفاطمة ووُلْدها.

❂ أيضاً يقولُ رسول الله: (إنَّ اللهَ تعالى إذا بعثَ الخلائق مِن الأوّلين والآخرين نادى مُنادي ربّنا مِن تحتِ عرْشهِ: يا مَعشرَ الخلائق غُضُّوا أبصارَكم لِتجوزَ فاطمةُ بنتُ مُحمّدٍ سيّدةُ نساءِ العالمين على الصراط فيغضُّ الخلائقُ كلّهم أبصارَهم، فتجوز فاطمةُ على الصراط لا يبقى أحدٌ في القيامةِ إلّا غضَّ بَصَرَهُ عنها، إلّا مُحمَّدٌ وعليٌ والحسنُ والحُسين والطاهرونَ مِن أولادِها فإنّهم مَحارِمُها، فإذا دخلتْ الجنّة بقي مَرْطُها مَمدوداً على الصِراط طَرَفٌ مِنهُ بيدها وهي في الجنّة وطَرَفٌ في عرصاتِ القيامة. فيُنادي مُنادي ربّنا: يا أيُّها المُحبّونَ لِفاطمة تَعلّقوا بأهدابِ مَرْطِ فاطمة فلا يبقى مُحِبٌّ لِفاطمة إلّا تَعلّقَ بهُدبةٍ مِن أهدابِ مَرطها، حتّى يَتعلّقَ بها أكثر مِن ألفِ فئام وألف فئام وألف فئام. قالوا: وكم فئامٌ واحدٌ يا رسول الله؟ قال: ألفُ ألفٍ مِن الناس -يعني مليون-). [تفسير الإمام العسكري]

المُراد مِن المرط: هُو شيءٌ مِن الثيابِ تلبسهُ المرأة لهُ ذيل، هو كالعباءة. وأمّا الأهداب: فهي الخيوطُ التي في أطراف المرط وقطْعاً الحديثُ في الروايةِ عن مَرْطٍ جناني، وليسَ مرطاً دنيويّاً

وهُنا مُلاحظة مُهمّة:
وهي أنّ هذهِ الروايات تتحدّثُ بأسلوبٍ تقريبي وإلّا إنّ الزهراء صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها مقامُها أعلى بكثير مِن هذهِ المعاني، وهذهِ الرواية لها دلالاتٌ عميقةٌ جدّاً، فحينَ تقولُ الرواية: (يا مَعشرَ الخلائق غُضُّوا أبصارَكم لِتجوزَ فاطمةُ بنتُ مُحمّدٍ) فإنّ غَضَّ البصرِ هُنا ليس المُراد مِنهُ غضُّ البصر الحِسّي. قد يكونُ غَضُّ البصرِ الحِسّي مَوجوداً. ولكنَّ المرادَ مِن غضِّ البَصِرِ هُنا: هو إشارةٌ إلى أنّ هذهِ الحقيقة وهي الحقيقةُ الفاطميّة هي حقيقةٌ أسمى مِن أن تدنو مِنها الأبصار تماماً كالمضمون الذي قالَهُ جبرئيلُ لرسولِ اللهِ في المعراج حين وصلَ رسولُ الله إلى سدرةِ المُنتهى، تركَهُ جبرئيل في تلكَ النُقطة، وقالَ له: (تَقدّم يا رسولَ اللهِ، ليس لي أن أجوزَ هذا المكان، ولو دَنوتُ أنْمُلةً لاحترقت).

✦ مع أنَّ جبرئيل ليسَ مِن البشر، جبرئيل مِن الأركان الأربعة، والأركانُ الأربعة ما بينَ الملائكة هُم سادةُ الملائكة فطبيعةُ جبرائيل طَبيعةٌ مَلكوتيّة وليستْ طبيعةً تُرابيّة. وهذا الحديثُ بين رسولِ اللهِ وبينَ جبرئيل كانَ في الملأ الأعلى وليس في العالم الأرضي، ورُغمَ ذلك فإنَّ جبرئيل قال لرسولِ الله: (لو دنوتُ أنملةً لاحترقت) لأنَّ نورانيّةَ رسول الله أسمى بكثيرٍ مِن نورانيّةِ سائرِ الخَلْق بما فيهم الملائكةُ والأنبياء فما بالكَ بسائر الخلق!

✦ وكذلكَ هي مولاتُنا الزهراء صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها فلا يستطيعُ أحدٌ مِن سائرِ الخَلْقِ بما فيهم الملائكةُ والأنبياءُ أن يَحتملَ نُوريّتها التي تتجلّى في عرصاتِ القيامة، ولِذلك يُقالُ للخلائقِ يومَ القيامةِ: (غُضُّوا أبصارَكم لِتجوزَ فاطمةُ بنتُ مُحمّدٍ) لأنّ هذه الأبصارُ لا تستطيعُ أن تدنو مِن فاطمة صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها وأن تَحتملَ نُوريّتها ولو حاولتْ ذلك لاحترقت (لو دنوت أنمُلة لاحترقت)

✦ أيلومنا أحدٌ بعد هذا الكلام حينَ نلهجُ دائماً بذِكْرِ فاطمة؟! وحِين نُزيّنُ مَجالسنا بذكر فاطمة؟! وحين نَرفعُ إسْم فاطمةَ شِعاراً لنا؟! وحينَ نجعلُ حياتَنا في مَدارِ خِدمةِ فاطمة؟! أيلومنا أحدٌ بعد ذلك؟! نحنُ نبحثُ عن نجاتنا في ذلك ونبحثُ عن منافعنا في ذلك. هل يلومُ أحدٌ التاجر حينما يحرصُ على تجارته؟! نحنُ تجارتُنا مع فاطمة رأسُ مَالنا مع فاطمة حَياتُنا مع فاطمة دِينُنا مع فاطمة صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها.

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




الميزانُ لِتشخيص الكُفْر والإيمان.
:
❂ يقولُ إمامُنا باقرُ العلوم صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه: (إنَّ الله عزَّ وجلَّ نَصَبَ عليّاً عَلَماً بينهُ وبينَ خَلْقِهِ، فمَن عَرفَهُ كانَ مُؤمناً، ومَن أنكرهُ كانَ كافراً، ومَن جَهِلَهُ كانَ ضالّاً، ومَن نَصَبَ معهُ شيئاً كانَ مُشركاً، ومَن جاءَ بولايتهِ دخَلَ الجنَّة، ومَن جاءَ بعداوته دخلَ النار) [الكافي الشريف: ج1]

[توضيحات]
فسيّد الأوصياء هو المِيزان للتقييم والتمييز بين الكُفْر والإيمان، وبين الهُدى والضلال، وبين الحقّ والباطل، وبين العلم والجهل، وبين الحكمة والحماقة، هو ميزانُ الحقيقةِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وهذا المعنى مَوجودٌ ومُنتشرٌ في زياراتِ أمير المؤمنين وفي حديثِ العترة الطاهرة، كما نقرأ في أوائلِ زيارة سيّدِ الأوصياء المُطلقة، حين نُخاطِبهُ بهذهِ العبائر: (السلامُ على مِيزان الأعمال ومُغيّر الأحوال)
فهو مِيزانُ الأعمال صلواتُ الله عليه.

• وهو "الحقُّ" في قولِهِ تعالى: {والوزنُ يَومئذٍ الحق} وهذا يتّفق مع قولِ نبيّنا الأعظم حين يقول: (عليٌ مع الحقّ، والحقُّ مع عليّ يدورُ الحقُّ مع عليٍّ حيثما دار)

• وعليٌ هو "الإيمان" كما جاء في كلماتهم الشريفة صلواتُ اللهِ عليهم: (بَرزَ الإيمانُ كلّهُ إلى الشِركِ كلّه)

• وعليٌ هو "القُرآن" كما جاء في كلماتِهِم: (عليٌ مع القرآن والقرآن مع عليّ).

فسيّد الأوصياء هو المِيزان في كُلّ شيء، ولَهُ الولاية المُطلقة فحَتّى لو وَزَنَ مَن وَزَن مِن الخَلْقِ فَكان الوزْنُ سَيّئاً وكانتْ النتيجة سَيّئة فإنّه صلواتُ اللهِ عليه يستطيعُ أن يُقلّبَ حال صاحبِ الوزنِ السيّئ مِن سيّئٍ إلى حسن لأنّ مَردُّ الأمور إليه صلواتُ الله وسلامهُ عليه كما نُخاطبُ أهل البيت صلواتُ الله عليهم في الزيارةِ الجامعةِ الكبيرة: (إيابُ الخلقِ إليكم، وحسابهم عليكم). يعني أنّ أمور جميع الخلائق بأيديهم صلواتُ الله عليهم.

• أمّا كيف يُقلّبُ أميرُ المؤمنينَ الأحوال؟ 
فنجدُ جواباً لهذا السؤال في زيارةِ إمامِ زمانِنا صلواتُ اللهِ عليه حِين نُخاطِبُهُ ونقول: (أشهدُ أنَّ بولايتكَ تُقبَلُ الأعمالُ، وتُزكَّى الأفعالُ، وتُضاعَفُ الحسَناتُ، وتُمْحَى السيّئاتُ) فهذا كلّهُ تَقليبٌ للأحوال فالإمامُ يُغيّرُ الحالَ السيّئ ويَمحوه، ليحِلَّ مَحلّه الحال الحَسَن فهو مُغيّر الأحوال

(السلامُ على مِيزان الأعمال ومُغيّر الأحوال)

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya




مِن الفتن الشديدة في عصر الظهور:
:
❂ سُئل إمامُنا الرضا صلواتُ الله عليه: (ما علامةُ القائم منكم إذا خرج؟ قال: علامتُهُ أن يكونَ شيخَ السِنِّ شابَّ المنظر، حتّى أنّ الناظرَ إليه لَيحسبُهُ ابن أربعينَ سنة أو دُونها وإنّ مِن علاماتهِ أن لا يهرم بمُرور الأيّام والّليالي حتّى يأتيه أجله) [كمال الدين]

[توضيحات]
✦قوله: (أن يكون شيخ السِنّ) أي أنّ عُمرَهُ طويل، باعتبار أنّ غيبةَ الإمام طويلة بحيث إذا أردنا أن نحسبَ عُمرهُ مِن يوم الولادة ليومِ الظهور سيكون عُمرهُ طويلاً، ورُغم ذلك فإنّ الذين سينظُرون إلى الإمام عند خروجه يُقدِّرون عُمره ما بين الثلاثين إلى الأربعين بالنتيجة: هذا التحديد المذكور للعمر هو تحديد تقريبي لما يرونهُ مِن شبابٍ وفُتوّةٍ في مَنظر إمامِنا

✦وقوله: (مِن علامتهِ أن لا يهرم) أي لا تظهر عليه علائمُ الشيخوخة حتّى بعد ظُهوره بمُرور الأيّام والّليالي إلى أن يأتي أجله

❂ ويقول أيضاً إمامُنا الرضا: (إنّ القائمَ هو الذي إذا خرج كان في سِنِّ الشيوخ ومَنظر الشُبّان، قويّاً في بَدَنه، حتّى لو قد مدَّ يدهُ إلى أعظمِ شجرةٍ على وجه الأرض لَقَلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صُخورها) [كمال الدين]

مُلاحظة:
هذا الظهور لإمام زمانِنا وهو شابُّ المنظر سيكونُ فتنةً كُبرى مِن فتن عصر الظهور، فإنّ الكثير مِن الناس سيُنكرون إمامَ زمانِنا عند مجيئِهِ إليهم وهو شابُّ المنظر، ويرتدّون عنه كما يقول إمامُنا الصادق: (لو خرج القائمُ بعد أن أنكرَهُ كثيرٌ مِن الناس يرجعُ إليهم شابّاً، فلا يثبتُ عليه إلّا كُلُّ مُؤمنٍ أخذ اللهُ مِيثاقَهُ في الذرِّ الأوّل) [بحار الأنوار]

❂ ويقولُ سيّدُ الشهداء: (لو قام المهديُّ لأنكرهُ الناس لأنّه يرجعُ إليهم شابّاً مُوفّقاً -أي جميل الجسم، وسيماً وعليماً فهيماً وحكيماً- ومِن أعظم البليّة أن يخرجَ إليهم صاحِبُهم شابّاً وهم يحسبونهُ شيخاً كبيرا) [عقد الدرر]

❂ ويقول أيضاً: (إنّ صالحاً -النبيّ- غاب عن قومهِ زماناً، وكان يومَ غاب عنهم كهلاً مبدح البطن، حسن الجسم، وافر الّلحية، خميصَ البطن، خفيفَ العارضين مُجتمعاً، رِبعة مِن الرجال -أي معتدل الجسم- فلمّا رجع إلى قومهِ لم يعرفوهُ بصورته، فرجع إليهم وهم على ثلاث طبقات: طبقةٌ جاحدة لا ترجعُ أبداً، وأخرى شاكّةٌ فيه، وأخرى على يقين
فبدأ حيث رجع بالطبقة الشاكّة، فقال لهم: أنا صالح فكذّبوهُ وشتموهُ وزجروهُ وقالوا: برِئَ اللهُ مِنك، إنّ صالحاً كان في غيرِ صُورتك فأتى الجُحّاد فلم يسمعوا منه القول ونفروا منه أشدّ النُفور، ثُمّ انطلق إلى الطبقة الثالثة وهم أهلُ اليقين، فقال لهم: أنا صالح، فقالوا: أخبرنا خَبَراً لا نشكُّ فيك معهُ أنّك صالح، فإنا لا نمتري
-لا نشك- أن الله تبارك وتعالى الخالق ينقلُ ويحوّل في أيّ صورةٍ شاء) إلى أن يقول: (فلمّا ظهر صالح اجتمعوا عليه، وإنّما مثلُ القائِم مثل صالح) [كمال الدين]

وجه الشبه بين إمامِنا وبين النبي صالح مِن جهتين:
الجهة (1):

غيبتهُ عن قومهِ وشيعته، ثُمّ خُروجهِ إليهم في صورة تختلف عن الصورة التي كانوا يظنّون أنّه يخرجُ عليها، وهذا ما سيكونُ أيضاً عند خروجِ إمام زماننا
الجهة (2):
حالُ قوم صالح في مُواجهة نبيّهم صالح مِن جاحدين، وشاكّين، وأهل يقين، وهذا سيكونُ بعينهِ في زمن ظُهور إمام زماننا

إنّ المُعترضين على صِغَر سِنّ إمام زماننا حين ظهوره، يُشابهون في اعتراضِهم هذا اليهود، فقد اعترض اليهود على صِغَر سِنّ عيسى كما في سورة مريم: {فأشارت إِليه قالوا كيف نُكلّمُ مَن كان في المهدِ صبيّاً}

ويُشابهون المُعترضين على صِغَر سِنّ أمير المؤمنين حين نَصَبهُ رسول الله إماماً يوم نزلت هذه الآية: {وأنذر عشيرتك الأقربين} وكان ما كان مِن جمع النبي لعشيرتِه وتنصيب أمير المؤمنين إماماً له عليهم فالرواية تقول: (قام القومُ يضحكُ بعضُهم إلى بعض، ويقولون لأبي طالب: قد أمرَكَ أن تسمعَ وتُطيع لهذا الغُلام)

❂ أيضاً يُحدّثنا محمّد بن الحسن بن عمّار يقول: (أنّه دخل الإمام الجواد وهو صغير السِنّ مسجد رسول الله وكان فيه عليُّ بن جعفر -ابن الإمام الصادق- فوثبَ عليُّ بن جعفر بلا حذاء ولا رداء فقبّل يدي الإمام الجواد وعظّمه، فقال له الإمام: يا عم، أجلس رحمك الله فقال: يا سيّدي كيف أجلس وأنت قائم؟! فلمّا رجع عليُّ بن جعفر إلى مجلسهِ جعل أصحابه يُوبّخونه ويقولون: أنت عمّ أبيه، وأنت تفعلُ به هذا الفعل؟! فقال: اسكُتوا، إذا كان اللهُ عزّ وجلّوقبض على لحيته لم يُؤهّل هذه الشيبة وأهّل هذا الفتى ووضعهُ حيث وضعَه، أُنكِرُ فضلَه؟! بل أنا له عبد) [الكافي: ج١]

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya



20 ta oxirgi post ko‘rsatilgan.