تسألين عن البيوت؟
عن أشياء تشبه البيت!
البيتُ هو يومٌ واحد على الأكثر، لا يكسر عاديته صوت رصاصة.
في الحروبات يا ضي، إما أن تكون البيوت أفكار مخبئة في رؤوسنا، نغذيها كل يومٍ بأمنيات العودة لدروب تألفنا ونألفها- أمنيات لا تتحقق على كل حال- ، أو سلعة غاليةً، لا نمتلك ما يكفي من العمر لتسديد نفقاتها، أو أن تكون أشياءٌ وضعت على الهامش، هكذا بلا ترتيب.
لا وقت للأحلام والمجازات، والحياة قاسية كما تعلمين، البيوت هنا معسكرات النزوح، المدارس، الداخليات الحكومية، ساحات المشافي والمساجد، وظلال الأشجار في الشوارع.
وأنا قديمًا امتلكت بيتًا حقيقيًا كغيري من الناس، حملته معي في حقيبة صغيرة، دسسته بين اغراضي القليلة وقلت: (يومين تلاتة وارجع) انقضت الـ (يومين تلاتة) وواصلت في العد حتى اليوم المائة، بعدها توقفت.
لا أدري متى تسلل البيت من حقيبتي، وكيف امتلأت بعدها بالاكتآب والرصاص والأحلام المتآكلة.
البيت هو البيت يا ضي، بمفهومه المجرد، مكانك وأسرتك، تستيقظون فيه معًا كل صباح، تشربون الشاي، بعدها ينطلق كلٌ منكم لمشاغله، تجتمعون نهاية الدوام، تتناولون الغداء على صينية واحدة، يحكي أحدكم طرفة صادفته في يومه، تضحكون، تتشاجرين مع اختك وتقسمين انك لن تحادثيها أبدًا، وهو أبدٌ قصير يمتد في الغالب لليلة واحدة، وفي الصباح بعد أن يخلد كلٌ الى فراشه المعتاد، تسألينها في عجلة إن كانت رأت فردة حذاءك البنية.
في زمن سابق حينما كانت الحياة كريمة بعض الشئ، ربما كنت لأقول أيضًا أن للقصيدة "بيت" يطيب العيش مع بلاغته وتفعيلاته.
اما الآن، فإنها الحرب يا ضي، وأنا نازحة، لا وقت ولا طاقة للأحلام والمجازات، لم أعثر على أشياء تشبه البيت، البيت هو البيت.
- آلاء مالك
عن أشياء تشبه البيت!
البيتُ هو يومٌ واحد على الأكثر، لا يكسر عاديته صوت رصاصة.
في الحروبات يا ضي، إما أن تكون البيوت أفكار مخبئة في رؤوسنا، نغذيها كل يومٍ بأمنيات العودة لدروب تألفنا ونألفها- أمنيات لا تتحقق على كل حال- ، أو سلعة غاليةً، لا نمتلك ما يكفي من العمر لتسديد نفقاتها، أو أن تكون أشياءٌ وضعت على الهامش، هكذا بلا ترتيب.
لا وقت للأحلام والمجازات، والحياة قاسية كما تعلمين، البيوت هنا معسكرات النزوح، المدارس، الداخليات الحكومية، ساحات المشافي والمساجد، وظلال الأشجار في الشوارع.
وأنا قديمًا امتلكت بيتًا حقيقيًا كغيري من الناس، حملته معي في حقيبة صغيرة، دسسته بين اغراضي القليلة وقلت: (يومين تلاتة وارجع) انقضت الـ (يومين تلاتة) وواصلت في العد حتى اليوم المائة، بعدها توقفت.
لا أدري متى تسلل البيت من حقيبتي، وكيف امتلأت بعدها بالاكتآب والرصاص والأحلام المتآكلة.
البيت هو البيت يا ضي، بمفهومه المجرد، مكانك وأسرتك، تستيقظون فيه معًا كل صباح، تشربون الشاي، بعدها ينطلق كلٌ منكم لمشاغله، تجتمعون نهاية الدوام، تتناولون الغداء على صينية واحدة، يحكي أحدكم طرفة صادفته في يومه، تضحكون، تتشاجرين مع اختك وتقسمين انك لن تحادثيها أبدًا، وهو أبدٌ قصير يمتد في الغالب لليلة واحدة، وفي الصباح بعد أن يخلد كلٌ الى فراشه المعتاد، تسألينها في عجلة إن كانت رأت فردة حذاءك البنية.
في زمن سابق حينما كانت الحياة كريمة بعض الشئ، ربما كنت لأقول أيضًا أن للقصيدة "بيت" يطيب العيش مع بلاغته وتفعيلاته.
اما الآن، فإنها الحرب يا ضي، وأنا نازحة، لا وقت ولا طاقة للأحلام والمجازات، لم أعثر على أشياء تشبه البيت، البيت هو البيت.
- آلاء مالك