وجاء في رواية ابن ماجَهْ وأحمدَ : (فَلَمَّا نَزَلْتُ وَانْتَهَيْتُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَإِذَا أَنَا بِرَهْجٍ وَدُخَانٍ وَأَصْوَاتٍ ،
فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَء؟
ِ قَالَ الشَّيَاطِينُ يُحْرِفُونَ عَلَى أَعْيَنِ بَنِى آدَمَ أَنْ لاَ يَتَفَكَّرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَرَأَتِ الْعَجَائِبُ »،
وهذه الرُّؤية توضح لنا عَقبة من العقبات التي تَعترض أمة الإسلام؛
بل ذلك الحجاب الكثيف من الشياطين الذين يَصدُّون عن ذِكر الله عز وجل،
قال الله تعالى :﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6]،
تلك هي العداوة الأبديَّة بين إبليسَ وبين دعوة الحقِّ والدعاة إليه؛
فلْينتَبِه الدعاة والمدعوُّون إلى حبائله وشباكه أن تَلفَّهم وتأخُذَ بنواصيهم.
ولو أقبَل المؤمنون على ربِّهم وجاَهدوا حتى تتخلَّى الشياطينُ عن طريقهم – لانكشَفَت لهم الحجُب، ورأوا العجائب.
ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج :
المجاهدون في سبيل الله:
فقد روى ابن جرير وغيرُه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على قوم يَزرعون في يومٍ ويحصدون في يوم، كلَّما حصَدوا عاد كما كان،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا جبريل ما هذا؟)
قال: (هؤلاء المجاهدون في سبيل الله؛ تُضاعَف لهم الحسَنةُ بسَبعِمائة ضعف)؛
قال تعالى :﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39].
فهذه المرئية تشير إلى ما أعدَّه الله عز وجل للمجاهدين مِن جزاء ، وما ادَّخَره لهم من ثوابٍ ، أولئك الذين جاهَدوا في سبيل الله؛ وإعلاءً لكلمته، ونشرًا لدينه؛
فقد جاهَدوا بكلمة صادقة، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله.
فعطاء الله الذي لا تَضيع عنده الودائع هو عطاءٌ سابغ، وفضل عظيم،
ومِن ثَم كانت صورةُ المجاهدين في سبيل الله – كما رأيتَ – جزاءً يوميًّا؛ كلَّما زرَعوا حصَدوا، وكلما حصدوا نَما الزرعُ ثانية ورَبا،
قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [البقرة: 212]؛
وقال تعالى : ﴿ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 195]،
وقال تعالى ﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 198].
ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج :
صورة تاركي الصلاة:
فقد جاء في رواية البيهقيِّ وابن جرير عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على قومٍ تُرضَخ رؤوسُهم بالصخرة كلما رُضِخت عادت كما كانت، ولا يُفتَّر عنهم من ذلك شيء،
فقال: (ما هؤلاء يا جبريل؟)
قال: (هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسُهم عن الصلاة المكتوبة)،
يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103]،
ويقول لنبيه صلوات الله وسلامه عليه: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78] ،
فكان لِزامًا على هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة، ويُؤْثرون النوم أو الانهِماك في العمل أو السَّمَر مع الرِّفاق – أن تُرضَخ رؤوسُهم بالصخر مرَّات ومرات؛ ما داموا لا ينتَبِهون لنداء الحق، ولا يَستمعون لداعي الله: حيَّ على الفلاح، الصلاة خيرٌ من النوم.
بيدَ أن في الصلاة ترويحًا للنفس من أعباء الحياة التي تَأخذ بزِمامها، وتستولي على جميع وِجْهاتها،
أيها المسلمون:
ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج :
صورة حمل الأمانة:
فقد جاء في رواية البهيقيِّ وابن جَرير عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على رجل قد جمَع حُزمة عظيمة لا يَستطيع حملها، وهو يَزيد عليها،
فقال: (ما هذا يا جبريل؟)
قال: (هذا الرجل مِن أمتك، يَكون عليه أماناتُ الناس لا يَقدر على أدائها، وهو يَزيد عليها ويُريد أن يحمل عليها، فلا يستطيع ذلك).
يقول ربُّ العزة جلَّ علاه: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً ﴾ [الأحزاب: 72].
إن الأمانة فطرةٌ كريمة في الناس غذَّتْها الشريعة الإسلامية بلبان القرآن الكريم والسنة المطهَّرة،
كما في الصحيحين : « أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ »،
فَقُلْتُ : مَنْ هَؤُلاَء؟
ِ قَالَ الشَّيَاطِينُ يُحْرِفُونَ عَلَى أَعْيَنِ بَنِى آدَمَ أَنْ لاَ يَتَفَكَّرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَوْلاَ ذَلِكَ لَرَأَتِ الْعَجَائِبُ »،
وهذه الرُّؤية توضح لنا عَقبة من العقبات التي تَعترض أمة الإسلام؛
بل ذلك الحجاب الكثيف من الشياطين الذين يَصدُّون عن ذِكر الله عز وجل،
قال الله تعالى :﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6]،
تلك هي العداوة الأبديَّة بين إبليسَ وبين دعوة الحقِّ والدعاة إليه؛
فلْينتَبِه الدعاة والمدعوُّون إلى حبائله وشباكه أن تَلفَّهم وتأخُذَ بنواصيهم.
ولو أقبَل المؤمنون على ربِّهم وجاَهدوا حتى تتخلَّى الشياطينُ عن طريقهم – لانكشَفَت لهم الحجُب، ورأوا العجائب.
ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج :
المجاهدون في سبيل الله:
فقد روى ابن جرير وغيرُه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على قوم يَزرعون في يومٍ ويحصدون في يوم، كلَّما حصَدوا عاد كما كان،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا جبريل ما هذا؟)
قال: (هؤلاء المجاهدون في سبيل الله؛ تُضاعَف لهم الحسَنةُ بسَبعِمائة ضعف)؛
قال تعالى :﴿ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39].
فهذه المرئية تشير إلى ما أعدَّه الله عز وجل للمجاهدين مِن جزاء ، وما ادَّخَره لهم من ثوابٍ ، أولئك الذين جاهَدوا في سبيل الله؛ وإعلاءً لكلمته، ونشرًا لدينه؛
فقد جاهَدوا بكلمة صادقة، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله.
فعطاء الله الذي لا تَضيع عنده الودائع هو عطاءٌ سابغ، وفضل عظيم،
ومِن ثَم كانت صورةُ المجاهدين في سبيل الله – كما رأيتَ – جزاءً يوميًّا؛ كلَّما زرَعوا حصَدوا، وكلما حصدوا نَما الزرعُ ثانية ورَبا،
قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [البقرة: 212]؛
وقال تعالى : ﴿ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 195]،
وقال تعالى ﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 198].
ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج :
صورة تاركي الصلاة:
فقد جاء في رواية البيهقيِّ وابن جرير عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على قومٍ تُرضَخ رؤوسُهم بالصخرة كلما رُضِخت عادت كما كانت، ولا يُفتَّر عنهم من ذلك شيء،
فقال: (ما هؤلاء يا جبريل؟)
قال: (هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسُهم عن الصلاة المكتوبة)،
يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103]،
ويقول لنبيه صلوات الله وسلامه عليه: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78] ،
فكان لِزامًا على هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة، ويُؤْثرون النوم أو الانهِماك في العمل أو السَّمَر مع الرِّفاق – أن تُرضَخ رؤوسُهم بالصخر مرَّات ومرات؛ ما داموا لا ينتَبِهون لنداء الحق، ولا يَستمعون لداعي الله: حيَّ على الفلاح، الصلاة خيرٌ من النوم.
بيدَ أن في الصلاة ترويحًا للنفس من أعباء الحياة التي تَأخذ بزِمامها، وتستولي على جميع وِجْهاتها،
أيها المسلمون:
ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج :
صورة حمل الأمانة:
فقد جاء في رواية البهيقيِّ وابن جَرير عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى على رجل قد جمَع حُزمة عظيمة لا يَستطيع حملها، وهو يَزيد عليها،
فقال: (ما هذا يا جبريل؟)
قال: (هذا الرجل مِن أمتك، يَكون عليه أماناتُ الناس لا يَقدر على أدائها، وهو يَزيد عليها ويُريد أن يحمل عليها، فلا يستطيع ذلك).
يقول ربُّ العزة جلَّ علاه: ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً ﴾ [الأحزاب: 72].
إن الأمانة فطرةٌ كريمة في الناس غذَّتْها الشريعة الإسلامية بلبان القرآن الكريم والسنة المطهَّرة،
كما في الصحيحين : « أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ »،