وهذه المرئية تتعلق بسُلوك الدعاة، وأنهم لا بد أن تتوافق أفعالهم مع أقوالهم، وأنه إذا انفصلت الكلمة عن السلوك ، وتباينَت عنه ، كان ذلك وحدَه كافيًا للإعراض عن دعوتهم، وعدَم الالتفات إلى أقوالهم،
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ *كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3].
وخطباء الفتنة أيضًا هم خُطباء رغبةٍ ورهبة؛ يخشَون الناس، ويطمعون فيما في أيديهم، ويَقولون ما لا يُرضى الله دونما نظرٍ إلى شِرعة الحق ، وسُنَّة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم،
وأمثلة ذلك كثيرةٌ في واقع المسلمين اليوم؛ مِن تحليلٍ للحرام، وتعطيل لحدود الله، وتزكيةٍ للفاسقين، ومُجالَسة للظالمين. وكلا الصِّنفين علماء سوء وخطباء فتنة،
ومن ثَم كان عِقابهم أن تُقرَضَ ألسنتُهم وشِفاههم بمقاريضَ من حديد، وأن يستمرُّوا في ذلك العذاب؛ لا يُفتَّر عنهم، وهم فيه مُبلسون.
ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج : تمثيل الدنيا بامرأة عجوز:
فقد روى البيهقيُّ وغيره من حديث أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : (فبينما أنا أسير إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها عليها من كل زينة خلقها الله ، تقول : يا محمد ، أنظرني أسألك ،
فلم أجبها ولم أقم عليها .
قال : تلك الدنيا أما إنك لو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة) ،
وفي رواية : (رأى في مَسراه عجوزًا على جانب الطريق، فقال: (ما هذا يا جبريل؟)
فقال: (أمَّا العجوز التي قد رأيتَ على جانب الطريق فلم يبقَ مِن عمر الدنيا إلا كما بَقي من عُمرِ تلك العجوز).
ففي هذه المرئيَّة تنبيهًا إلى قِصَر المدة التي يَعيشها الإنسان في ظلِّ تلك الدعوة ،
كما في الصحيحين : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ »
فعمر الدنيا قصير، وإقامة الإنسان فيها أقصرُ بكثير .
فإذا ما ضحَّى الإنسانُ بعمره القليلِ ،في سبيل غايةٍ لا تَفنى ، فقَد ضحَّى بالقليل ليَكسَب الكثير،
وضحَّى بشيء متوهَّم ، في سبيل نعيمٍ مُتيقَّن،
وضحى بزخرُفٍ برَّاق ، في سبيل جنات عرضُها السموات والأرض،
قال الله تعالى :﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 14، 15].
عباد الله:
ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج : عَقبة على الطريق:
جاء في حديث أبي هريرة أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أتى على خَشبة على الطريق لا يَمرُّ بها ثوبٌ إلا شقَّته، ولا شيءٌ إلا خَرقَته،
قال: (ما هذا يا جبريل؟)
قال: (هذا مَثل أقوامٍ مِن أمتك يقعدون على الطريق فيَقطعونه) ،ثم تلا: ﴿ وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ… ﴾ [الأعراف: 86].
فإذا كان خُطباء الفتنة شرًّا على مَسيرة الدعوة الإسلامية الراشدة بأفعالهم التي لا تتَّفِق مع ما يَقولون، وبفَتاواهم الزائفةِ التي تُضلُّ الناس، ويَحسَبون أنهم مُهتدون – فإن أولئك الَّذين جاهَروا الدعوة بالعداء، وصَبُّوا ألوانَ العذاب والنَّكال على رؤوس الدعاة، واختَرعوا أو استورَدوا مبادئَ وأضاليلَ قد تَستهوي العامَّة ببريقها، حتى إذا ما تَساقَطوا فيها تساقُط الفَراش أحرقَتهم بلهَبِها، وأكَلَت الأخضر واليابس مِن وسائل عيشِهم ومقوِّمات حياتهم،
ولقد عاصَرَت الدعوة الإسلامية الكثيرَ من هذه الأباطيل كالذَّهب الخالص لا تَزيده الفتنةُ إلا نَقاءً في جوهره، وضياءً وصفاء في مظهره؛
قال تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32].
أيها المسلمون
ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج : رؤية الشياطين:
فقد جاء في رواية ابن جَرير عن أنسٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ ليلة أُسري به بشيءٍ يَدعوه مُتنحِّيًا عن الطريق يقول: هَلمَّ يا محمد!
فلما سأل جبريلَ عنه قال: (وأما الذي أراد أن تَميل إليه فذاك عدوُّ الله إبليس؛ أراد أن تَميل إليه).
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ *كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3].
وخطباء الفتنة أيضًا هم خُطباء رغبةٍ ورهبة؛ يخشَون الناس، ويطمعون فيما في أيديهم، ويَقولون ما لا يُرضى الله دونما نظرٍ إلى شِرعة الحق ، وسُنَّة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم،
وأمثلة ذلك كثيرةٌ في واقع المسلمين اليوم؛ مِن تحليلٍ للحرام، وتعطيل لحدود الله، وتزكيةٍ للفاسقين، ومُجالَسة للظالمين. وكلا الصِّنفين علماء سوء وخطباء فتنة،
ومن ثَم كان عِقابهم أن تُقرَضَ ألسنتُهم وشِفاههم بمقاريضَ من حديد، وأن يستمرُّوا في ذلك العذاب؛ لا يُفتَّر عنهم، وهم فيه مُبلسون.
ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج : تمثيل الدنيا بامرأة عجوز:
فقد روى البيهقيُّ وغيره من حديث أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : (فبينما أنا أسير إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها عليها من كل زينة خلقها الله ، تقول : يا محمد ، أنظرني أسألك ،
فلم أجبها ولم أقم عليها .
قال : تلك الدنيا أما إنك لو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة) ،
وفي رواية : (رأى في مَسراه عجوزًا على جانب الطريق، فقال: (ما هذا يا جبريل؟)
فقال: (أمَّا العجوز التي قد رأيتَ على جانب الطريق فلم يبقَ مِن عمر الدنيا إلا كما بَقي من عُمرِ تلك العجوز).
ففي هذه المرئيَّة تنبيهًا إلى قِصَر المدة التي يَعيشها الإنسان في ظلِّ تلك الدعوة ،
كما في الصحيحين : (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ »
فعمر الدنيا قصير، وإقامة الإنسان فيها أقصرُ بكثير .
فإذا ما ضحَّى الإنسانُ بعمره القليلِ ،في سبيل غايةٍ لا تَفنى ، فقَد ضحَّى بالقليل ليَكسَب الكثير،
وضحَّى بشيء متوهَّم ، في سبيل نعيمٍ مُتيقَّن،
وضحى بزخرُفٍ برَّاق ، في سبيل جنات عرضُها السموات والأرض،
قال الله تعالى :﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 14، 15].
عباد الله:
ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج : عَقبة على الطريق:
جاء في حديث أبي هريرة أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أتى على خَشبة على الطريق لا يَمرُّ بها ثوبٌ إلا شقَّته، ولا شيءٌ إلا خَرقَته،
قال: (ما هذا يا جبريل؟)
قال: (هذا مَثل أقوامٍ مِن أمتك يقعدون على الطريق فيَقطعونه) ،ثم تلا: ﴿ وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ… ﴾ [الأعراف: 86].
فإذا كان خُطباء الفتنة شرًّا على مَسيرة الدعوة الإسلامية الراشدة بأفعالهم التي لا تتَّفِق مع ما يَقولون، وبفَتاواهم الزائفةِ التي تُضلُّ الناس، ويَحسَبون أنهم مُهتدون – فإن أولئك الَّذين جاهَروا الدعوة بالعداء، وصَبُّوا ألوانَ العذاب والنَّكال على رؤوس الدعاة، واختَرعوا أو استورَدوا مبادئَ وأضاليلَ قد تَستهوي العامَّة ببريقها، حتى إذا ما تَساقَطوا فيها تساقُط الفَراش أحرقَتهم بلهَبِها، وأكَلَت الأخضر واليابس مِن وسائل عيشِهم ومقوِّمات حياتهم،
ولقد عاصَرَت الدعوة الإسلامية الكثيرَ من هذه الأباطيل كالذَّهب الخالص لا تَزيده الفتنةُ إلا نَقاءً في جوهره، وضياءً وصفاء في مظهره؛
قال تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32].
أيها المسلمون
ومن المشاهد والمرائي في رحلة الإسراء والمعراج : رؤية الشياطين:
فقد جاء في رواية ابن جَرير عن أنسٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ ليلة أُسري به بشيءٍ يَدعوه مُتنحِّيًا عن الطريق يقول: هَلمَّ يا محمد!
فلما سأل جبريلَ عنه قال: (وأما الذي أراد أن تَميل إليه فذاك عدوُّ الله إبليس؛ أراد أن تَميل إليه).