#قصيدة_صوت_من_الحريم
@nizar_alqabbani💛🌿
تحبني؟
الجملة الجوفاء ذاتُها تحبني
اللفظة البلهاء ذاتها تحبني
النغمة القديمة التي بها دوختني
أولَ ما عرفتني
أضعتُ إحساسِ بها
فلم تعد تهزني
تحبني؟
كأي ، أي امرأةٍ تحبني
وجهٌ ، أنا من الوجوهْ ، في دفتركَ الملونِ
جريدةً صفراءْ تطويني إذا قرأتني
سوسنةً تضيفها إلى ألوف السوسنِ
و لعبةً من زخرفٍ تشيلني ، تحطني
فإنْ رأيتَ لعبة جديدةً ، حطمتني
تحبني؟
لا ، لا تعدها مرةً أخري
فقد أضحكتني
يا لاعباً في السيركْ يا مهرجاً
يا ألف وجهٍ مستعارْ ، ألف دور متقنِ
كفى ، كفى ، فتلكَ مسرحيةً
مثلتَها اولَ ما رأيتني
و عشت عامين بها
مأخوذة بكل ما أسمعتني
بالضوء ، بالحوارْ
بالجو الروائي الغني
فمشهدٍ يقيمني
و مشهد يقعدني
و أنتَ فوق المسرح المضاء تستثيرني
بالجمل الجوفاء ، بالحرف الذي لم يؤمنِ
ما أرخصَ الحرفْ إذا لم يؤمنِ
تحبني!
معزوفةً ، معادةً رخيصةُ الملحنِ
تديرها ، تديرها لكل وجه حسنِ
قل غيرها ، أتلفت أعصابي بها
أتلفتني
قل غيرها
قل تشتهي طيبي و دفء مسكني
قل إنني جميلة و سهلة و إنني
أعطيتُ في بلاهة جميع ما سألتني
وا أسفي ، جميعَ ما سألتني
تريدني ، محظية جديدة
تدفنها وراء جدران الحريم المزمنِ
أما أنا فإنني
أبحث يا مستثمري
عن رجل يحبني
و أنتَ لا تعرف أنْ تحبْ
أنْ تحبني
فأنت غاوي تحفٍ
ميدانكَ العيون ، لا ما وراء الأعينِ
و أنتَ طفلٌ لاعب ، بالخرز الملونِ
#نــــزار_الــقــبــانــــی
@nizar_alqabbani💛🌿