اِعتقال الفقيه المفكر المحدث المؤلف المصنف الفنان العبقري العالم العامل السوري الدوماني شيخنا وأستاذنا ومعلمنا صالح أحمد الشامي ، المقيم في السعودية منذ أربعين عاماً..
لا نعرف ماهي التهمة التي يعتقل فيها عالم كبير مثل الشيخ صالح أحمد الشامي، وهو في التسعين من عمره.. على الرغم من شباب روحه، وتألق فكره، وعلوّ همته. وهو ممن اعتزل السياسة جملة وتفصيلاً، ومنذ زمن طوبل، واِنصرف إلى البحث والعلم والتصنيف والتأليف، بلغة عصرية، وفكر عصري، واِجتهادات عصرية، واِهتمامات عصرية.
ولا يمكن للمرء أن يستوعب كيف يمكن لعالم قد أسس لعلم الجمال في الإسلام، وماذا يمكن ان تكون التهمة التي تبيح اِعتقال مثله؟؟وهو الذي أفنى عمره في التأليف والبحث والتدريس في السعودية، التي قضى نصف عمره فيها معلماً مربياً مصنفاً من طراز اِستثنائي..
عرفت الشيخ أول ماعرفته قبل 35 عاماً في إسبانيا ، وكان مقيماً أو زائراً في مدريد عند ابنه ، وكان أول مافعله أن أرسل إلي برسالة مفادها: أن أشتغل على الأدب، وخاصة القصة القصيرة ، وأن أترك عني تضييع الوقت في الكتابة في أي شيء آخر ما عدا "الأدب" .. ولم أستطع فعل ذلك لشديد الأسف بسبب ظروفي حينئذ، أو لأمر أراده الله.
ومازالت ملاحظاته بخط يده وبالقلم الرصاص، على مسودة كتابي القديم جدا "حكايات"، تشير إلى أستاذ أديب مُلم بفنون الأدب، وملابسات الكتابة الأدبية والنقد الأدبي في هذا العصر .. رجل متوقد الذهن، قد سبق عصره باِستيعاب دور المسلم العامل الذي يريد أن يخدم دينه وأمته وبلاده.
كان من أوائل الذين تنبهوا إلى مسألة الشبهات الكبيرة التي يزلزل بها المرجفون اليوم الأمة من محيطها إلى خليجها، فدرس وبحث وقارن وكتب وصنف .. وتطرق خاصة إلى تجديد الفهم والرؤية في قضايا المرأة.
لا أدري في الواقع ماذا أكتب وماذا أقول ، فوقع الخبر كان صادماً وشديداً ، خاصة أن عملية الاِعتقال شملت فيمن شملتهم ابنه تحسين، ومجموعة من الدعاة وأهل الخير من السوريين !!
وعلى طريقة الشيخ في البحث والاستقصاء .. سننتظر حتى يتبين الأمر برّمته ، لنفهم ملابسات ماحدث.
وحتى ذلك الحين.. سأنقل ماقاله عبد الرحمن ابني عندما أخبرني بالأمر، قال:
"لا تحزني، لقد أكرمه الله في آخر عمره بالاِنضمام إلى قوافل الأحرار القابضين على الجمر .. وتلك هي الطريق".
ولكنني حزينة، حزينة جداً..
الدرب موحشة، والعقبة كأداء، ولقد اِشتدت المحن .. ولانقول إلا مايرضي ربنا:
حسبنا الله ونعم الوكيل.
نوال السباعي
لا نعرف ماهي التهمة التي يعتقل فيها عالم كبير مثل الشيخ صالح أحمد الشامي، وهو في التسعين من عمره.. على الرغم من شباب روحه، وتألق فكره، وعلوّ همته. وهو ممن اعتزل السياسة جملة وتفصيلاً، ومنذ زمن طوبل، واِنصرف إلى البحث والعلم والتصنيف والتأليف، بلغة عصرية، وفكر عصري، واِجتهادات عصرية، واِهتمامات عصرية.
ولا يمكن للمرء أن يستوعب كيف يمكن لعالم قد أسس لعلم الجمال في الإسلام، وماذا يمكن ان تكون التهمة التي تبيح اِعتقال مثله؟؟وهو الذي أفنى عمره في التأليف والبحث والتدريس في السعودية، التي قضى نصف عمره فيها معلماً مربياً مصنفاً من طراز اِستثنائي..
عرفت الشيخ أول ماعرفته قبل 35 عاماً في إسبانيا ، وكان مقيماً أو زائراً في مدريد عند ابنه ، وكان أول مافعله أن أرسل إلي برسالة مفادها: أن أشتغل على الأدب، وخاصة القصة القصيرة ، وأن أترك عني تضييع الوقت في الكتابة في أي شيء آخر ما عدا "الأدب" .. ولم أستطع فعل ذلك لشديد الأسف بسبب ظروفي حينئذ، أو لأمر أراده الله.
ومازالت ملاحظاته بخط يده وبالقلم الرصاص، على مسودة كتابي القديم جدا "حكايات"، تشير إلى أستاذ أديب مُلم بفنون الأدب، وملابسات الكتابة الأدبية والنقد الأدبي في هذا العصر .. رجل متوقد الذهن، قد سبق عصره باِستيعاب دور المسلم العامل الذي يريد أن يخدم دينه وأمته وبلاده.
كان من أوائل الذين تنبهوا إلى مسألة الشبهات الكبيرة التي يزلزل بها المرجفون اليوم الأمة من محيطها إلى خليجها، فدرس وبحث وقارن وكتب وصنف .. وتطرق خاصة إلى تجديد الفهم والرؤية في قضايا المرأة.
لا أدري في الواقع ماذا أكتب وماذا أقول ، فوقع الخبر كان صادماً وشديداً ، خاصة أن عملية الاِعتقال شملت فيمن شملتهم ابنه تحسين، ومجموعة من الدعاة وأهل الخير من السوريين !!
وعلى طريقة الشيخ في البحث والاستقصاء .. سننتظر حتى يتبين الأمر برّمته ، لنفهم ملابسات ماحدث.
وحتى ذلك الحين.. سأنقل ماقاله عبد الرحمن ابني عندما أخبرني بالأمر، قال:
"لا تحزني، لقد أكرمه الله في آخر عمره بالاِنضمام إلى قوافل الأحرار القابضين على الجمر .. وتلك هي الطريق".
ولكنني حزينة، حزينة جداً..
الدرب موحشة، والعقبة كأداء، ولقد اِشتدت المحن .. ولانقول إلا مايرضي ربنا:
حسبنا الله ونعم الوكيل.
نوال السباعي