وقفةٌ عند تحريفِ الواقع الشيعيّ لآية:﴿وإذا المَوؤدةُ سُئِلت﴾المرتبطةِ بظُلامةِ الزهراءِ وظُلامةِ الحسين!
:
حين تُقرأ هذه الآية: {وإذا الموؤدةُ سُئلت*بأيّ ذنبٍ قُتِلت} فإنّ الشائعَ في أذهان الناس (مِن المُخالفين والشيعةِ أيضاً) الشائعُ في أذهانِهم وعلى ألسنتِهم وعلى المنابر أنّ المُرادَ مِن الموؤدةِ هنا هي الطِفلةُ الّتي تُدفَنُ في الجاهليّةِ وهي حيّة،
والحال أنّ هذا المعنى لا علاقةَ له بثقافةِ العترةِ أبداً!
هذا المعنى هو ما يقولُهُ المُخالفون في كُتبِ تفسيرِهِم،
وأمّا علماءُ الشيعةِ الّذين يقولون بهذا القولِ فهُم إنّما يغترفون ثقافتَهم مِن الفِكرِ المُخالفِ لأهلِ البيت مِن حيث يشعرون أو لا يشعرون!
وتلك هي طامّتُنا الكبرى في الواقع الشيعي!
وأحدُ الشواهدِ على ذلك ما حصل العام الماضي في مِثل هذه الأيّام (في الّليالي الفاطميّة)
حين خرجت علينا إدارةُ العتبةِ الحسينيّةِ بنشاطٍ لأطفالِ إحدى المدارسِ التابعةِ لها..حيثُ رسموا خارطة(فلسـطِين) مكتوبٌ عليها هذه العبارة: "بأيّ ذنبٍ قُتِلت"!
وكذلك خرج علينا أحدُ الرواديد في الّليالي الفاطميّةِ يقول بأنّ مُصيبةَ الزهراء تجسّدت بتفاصيلِها في(فلسـطِين)! وأنّ كُلَّ أطفالِ(فلسـطِين) هم نُسخةٌ مِن المُحسِن!
أيُّ هُراءٍ مِن القولِ هذا؟!
هذه الآيةُ مِن سورةِ التكوير: {وإذا المَوؤدةُ سُئلت *بأيّ ذنبٍ قُتِلت} بحسبِ ثقافةِ العترةِ ترتبطُ بمحمّدٍ وآلِ محمّد فقط..والمِصداقُ الأوّلُ لهذه الآيةِ مِن الأئمّةِ الأطهار هي فاطِمةُ "صلواتُ اللهِ عليها" الّتي قتلوها وقتلوا مُحسنَها وقتلوا ذُريّتها،
ولا تنطبِقُ هذه الآيةُ على أعلى أطفالِ الناس الّذين يُقتلَون ظُلماً بنصِّ كلامِ أهلِ البيتِ كما يقولُ إمامُنا الصادقُ في حديثٍ مُهمٍّ له مع المُفضّل..حين سأل المُفضّلُ عن معنى هذه الآية: {وإذا المَوؤدةُ سُئلت* بأيِّ ذنبٍ قُتِلت} فقال له الإمام:
(تقولُ العامّة -يعني أعداءَ أهلِ البيت- إنّها في كلِّ جنينٍ مِن أولادِ الناسِ يُقتَلُ مظلوماً، فقال المُفضّل: نعم يا مولاي، هكذا يقولُ أكثرُهم،
قال الإمام: ويلَهم، مِن أين لهم هذه الآية؟ هي لنا خاصّةٌ في الكتاب، وهي مُحسِنٌ، لأنّه مِنّا، وقال اللهُ تعالى: {قل لا أسألُكم عليه أجراً إلّا المودّةَ في القُربى}
وإنّما هي مِن أسماءِ المودّة -يعني المَوؤدة مِن أسماء المَودّة-
فمِن أين إلى كُلِّ جنينٍ مِن أولادِ الناس؟ وهل في المَودّةِ والقُربى غيرُنا يا مُفضّل؟!
قال: صدقتَ يا مولاي،
قال الإمام: والموؤدةُ واللهِ مُحسِنٌ لأنّه مِنّا لا غير، فمَن قال غيرَ هذا فكذّبوه..)
[البحار: ج53]
الرواية تشتمِلُ على نُقاطٍ مُهمّة، مِنها:
✦ أنّها بيّنت أنّ الثقافةَ الشائعةَ في وسطِنا الشيعيّ عن معنى"الموؤدة" ثقافةٌ ناصبيّةٌ وليست ثقافةَ العِترة،
فالإمامُ هو الّذي يقول:
(ويلَهم -أي العامّة- مِن أين لهم هذه الآية؟ هي لنا خاصّةٌ في الكتاب، وهي مُحسِنٌ لأنّه مِنّا)
وفي نفس الرواية يُؤكّدُ الإمام هذا المعنى ويُقسِم فيقول:
(والموؤدةُ واللهِ مُحسِنٌ لأنّه مِنّا لا غير، فمَن قال غيرَ هذا فكذّبوه)
وهذه العبارة: (فمَن قال غيرَ هذا فكذّبوه) تُعطِينا قاعدةً واضحةً كبيرةً جدّاً وهي أنّ الّذي يُفسّر القرآنَ بغيرِ حديثِ أهلِ البيتِ فهو كذّابٌ بنصِّ حديثِ العترة!
المُؤلم أنّ هذه الثقافةَ المِسخ المُخالفةِ لمنطِق العترةِ خرجت مِن أجواءِ العتبةِ الحسينيّة عند الحسين (بين الحرمين) وفي الّليالي الفاطميّة -بلا حياءٍ مِن الزهراء ولا مِن الحُسين-!
✦النقطةُ الثانية:
أنّ الإمامَ بيّن في الروايةِ القراءةَ الصحيحةَ لهذه الآية بحسبِ قراءةِ العترةِ للقرآن،
فأهلُ البيتِ يقرؤون الآية هكذا: {وإذا المَودّةُ سُئلت} وليس "الموؤدة"
عِلماً أنّ هذه القراءة (أعني؛ المَودّة) مُثبّتَةٌ في مُعجم القراءات، ولكن لأنّها قراءةُ أهلِ البيتِ فإنّها تُهجَر!
فقراءةُ العترةِ التفسيريّةِ لهذه الآيةِ هي هذه: {وإذا المَودّةُ سُئلت}وهي القراءةُ الحقيقيّة،
وإنّما عبّرنا عنها بـ(القراءة التفسيريّة) مِن جهةِ موقِفِنا الشرعي؛
لأنّ الأئمّةَ أمرونا أن نقرأَ المُصحَف في عصرِ الغَيبةِ بقراءةِ المُخالفين الشائعةِ في المُصحَف،
أمّا في مقامِ التفسير فأهلُ البيتِ علّمونا أن نقرأَ القرآنَ بقراءتِهم كي نفهمَ الآياتِ بالفهم الصحيح،
لأنّ قراءةَ العترةِ تُعطي المعنى الصحيح
هذه المودّةُ الّتي ستُسأل:"بأيّ ذنبٍ قُتلت" عنوانُها الأوّلُ فاطمة، وعنوانُها المُتجلّي مِن فاطمة؛ حسنٌ وحسين،
ولكن لأنّ المشروعَ المركزيَّ الأعظمَ لنبيّنا هو مشروعُ الحسين كما يقولُ رسولُ الله: (حسينٌ مِنّي وأنا مِن حسين)
لِذا جاء في أحاديثِ العترةِ أنّ معنى الموؤدةِ أيضاً هو الحسين
✸ أمّا كونُ العنوان الأوّلِ للمودّةِ هي فاطمة:
فلأنّ عنوانَ القُربى في آيةِ المودّة؛ مِصداقُهُ الأوّل فاطِمة
تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/15YT54GECR/
#الثقافة_الزهرائية
:
حين تُقرأ هذه الآية: {وإذا الموؤدةُ سُئلت*بأيّ ذنبٍ قُتِلت} فإنّ الشائعَ في أذهان الناس (مِن المُخالفين والشيعةِ أيضاً) الشائعُ في أذهانِهم وعلى ألسنتِهم وعلى المنابر أنّ المُرادَ مِن الموؤدةِ هنا هي الطِفلةُ الّتي تُدفَنُ في الجاهليّةِ وهي حيّة،
والحال أنّ هذا المعنى لا علاقةَ له بثقافةِ العترةِ أبداً!
هذا المعنى هو ما يقولُهُ المُخالفون في كُتبِ تفسيرِهِم،
وأمّا علماءُ الشيعةِ الّذين يقولون بهذا القولِ فهُم إنّما يغترفون ثقافتَهم مِن الفِكرِ المُخالفِ لأهلِ البيت مِن حيث يشعرون أو لا يشعرون!
وتلك هي طامّتُنا الكبرى في الواقع الشيعي!
وأحدُ الشواهدِ على ذلك ما حصل العام الماضي في مِثل هذه الأيّام (في الّليالي الفاطميّة)
حين خرجت علينا إدارةُ العتبةِ الحسينيّةِ بنشاطٍ لأطفالِ إحدى المدارسِ التابعةِ لها..حيثُ رسموا خارطة(فلسـطِين) مكتوبٌ عليها هذه العبارة: "بأيّ ذنبٍ قُتِلت"!
وكذلك خرج علينا أحدُ الرواديد في الّليالي الفاطميّةِ يقول بأنّ مُصيبةَ الزهراء تجسّدت بتفاصيلِها في(فلسـطِين)! وأنّ كُلَّ أطفالِ(فلسـطِين) هم نُسخةٌ مِن المُحسِن!
أيُّ هُراءٍ مِن القولِ هذا؟!
هذه الآيةُ مِن سورةِ التكوير: {وإذا المَوؤدةُ سُئلت *بأيّ ذنبٍ قُتِلت} بحسبِ ثقافةِ العترةِ ترتبطُ بمحمّدٍ وآلِ محمّد فقط..والمِصداقُ الأوّلُ لهذه الآيةِ مِن الأئمّةِ الأطهار هي فاطِمةُ "صلواتُ اللهِ عليها" الّتي قتلوها وقتلوا مُحسنَها وقتلوا ذُريّتها،
ولا تنطبِقُ هذه الآيةُ على أعلى أطفالِ الناس الّذين يُقتلَون ظُلماً بنصِّ كلامِ أهلِ البيتِ كما يقولُ إمامُنا الصادقُ في حديثٍ مُهمٍّ له مع المُفضّل..حين سأل المُفضّلُ عن معنى هذه الآية: {وإذا المَوؤدةُ سُئلت* بأيِّ ذنبٍ قُتِلت} فقال له الإمام:
(تقولُ العامّة -يعني أعداءَ أهلِ البيت- إنّها في كلِّ جنينٍ مِن أولادِ الناسِ يُقتَلُ مظلوماً، فقال المُفضّل: نعم يا مولاي، هكذا يقولُ أكثرُهم،
قال الإمام: ويلَهم، مِن أين لهم هذه الآية؟ هي لنا خاصّةٌ في الكتاب، وهي مُحسِنٌ، لأنّه مِنّا، وقال اللهُ تعالى: {قل لا أسألُكم عليه أجراً إلّا المودّةَ في القُربى}
وإنّما هي مِن أسماءِ المودّة -يعني المَوؤدة مِن أسماء المَودّة-
فمِن أين إلى كُلِّ جنينٍ مِن أولادِ الناس؟ وهل في المَودّةِ والقُربى غيرُنا يا مُفضّل؟!
قال: صدقتَ يا مولاي،
قال الإمام: والموؤدةُ واللهِ مُحسِنٌ لأنّه مِنّا لا غير، فمَن قال غيرَ هذا فكذّبوه..)
[البحار: ج53]
الرواية تشتمِلُ على نُقاطٍ مُهمّة، مِنها:
✦ أنّها بيّنت أنّ الثقافةَ الشائعةَ في وسطِنا الشيعيّ عن معنى"الموؤدة" ثقافةٌ ناصبيّةٌ وليست ثقافةَ العِترة،
فالإمامُ هو الّذي يقول:
(ويلَهم -أي العامّة- مِن أين لهم هذه الآية؟ هي لنا خاصّةٌ في الكتاب، وهي مُحسِنٌ لأنّه مِنّا)
وفي نفس الرواية يُؤكّدُ الإمام هذا المعنى ويُقسِم فيقول:
(والموؤدةُ واللهِ مُحسِنٌ لأنّه مِنّا لا غير، فمَن قال غيرَ هذا فكذّبوه)
وهذه العبارة: (فمَن قال غيرَ هذا فكذّبوه) تُعطِينا قاعدةً واضحةً كبيرةً جدّاً وهي أنّ الّذي يُفسّر القرآنَ بغيرِ حديثِ أهلِ البيتِ فهو كذّابٌ بنصِّ حديثِ العترة!
المُؤلم أنّ هذه الثقافةَ المِسخ المُخالفةِ لمنطِق العترةِ خرجت مِن أجواءِ العتبةِ الحسينيّة عند الحسين (بين الحرمين) وفي الّليالي الفاطميّة -بلا حياءٍ مِن الزهراء ولا مِن الحُسين-!
✦النقطةُ الثانية:
أنّ الإمامَ بيّن في الروايةِ القراءةَ الصحيحةَ لهذه الآية بحسبِ قراءةِ العترةِ للقرآن،
فأهلُ البيتِ يقرؤون الآية هكذا: {وإذا المَودّةُ سُئلت} وليس "الموؤدة"
عِلماً أنّ هذه القراءة (أعني؛ المَودّة) مُثبّتَةٌ في مُعجم القراءات، ولكن لأنّها قراءةُ أهلِ البيتِ فإنّها تُهجَر!
فقراءةُ العترةِ التفسيريّةِ لهذه الآيةِ هي هذه: {وإذا المَودّةُ سُئلت}وهي القراءةُ الحقيقيّة،
وإنّما عبّرنا عنها بـ(القراءة التفسيريّة) مِن جهةِ موقِفِنا الشرعي؛
لأنّ الأئمّةَ أمرونا أن نقرأَ المُصحَف في عصرِ الغَيبةِ بقراءةِ المُخالفين الشائعةِ في المُصحَف،
أمّا في مقامِ التفسير فأهلُ البيتِ علّمونا أن نقرأَ القرآنَ بقراءتِهم كي نفهمَ الآياتِ بالفهم الصحيح،
لأنّ قراءةَ العترةِ تُعطي المعنى الصحيح
هذه المودّةُ الّتي ستُسأل:"بأيّ ذنبٍ قُتلت" عنوانُها الأوّلُ فاطمة، وعنوانُها المُتجلّي مِن فاطمة؛ حسنٌ وحسين،
ولكن لأنّ المشروعَ المركزيَّ الأعظمَ لنبيّنا هو مشروعُ الحسين كما يقولُ رسولُ الله: (حسينٌ مِنّي وأنا مِن حسين)
لِذا جاء في أحاديثِ العترةِ أنّ معنى الموؤدةِ أيضاً هو الحسين
✸ أمّا كونُ العنوان الأوّلِ للمودّةِ هي فاطمة:
فلأنّ عنوانَ القُربى في آيةِ المودّة؛ مِصداقُهُ الأوّل فاطِمة
تتمة الموضوع على #الرابط التالي
https://www.facebook.com/share/p/15YT54GECR/
#الثقافة_الزهرائية