في ثقافةِ العترة: أرقى الطُرُق الّتي نعرِفُ بها إمامَ زمانِنا ونستدِلُّ عليه الطريقُ الوجداني
:
❂ يُحدّثنا جابر الأنصاري، يقول:
(وفد على رسولِ اللهِ أهلُ اليمن، فقال النبيُّ لأصحابِهِ: جاءكم أهلُ اليمن يبسُّون بسيساً -أي يمشون بهدوءٍ ووقار-
فلمّا دخلوا على رسولِ اللهِ قال: قومٌ رقيقةٌ قُلُوبُهم راسخٌ إيمانُهم، مِنهم المنصور يخرجُ في سبعين ألفاً ينصرُ خلَفِي وخلَفَ وصييِّ..حمائلُ سُيُوفِهم المَسْك،
فقالوا: يارسول الله، ومَن وصيّك؟
فقال: هو الّذي أمركم اللهُ بالاعتصام به، فقال عزّ وجلّ: {واعتصموا بحبلِ اللهِ جميعاً ولا تفرّقوا}
فقالوا: يارسولَ الله، بيّن لنا ما هذا الحبل؟
فقال: هو قولُ الله: {إلّا بحبلٍ مِن اللهِ وحبلٍ مِن الناس} فالحبلُ مِن الله؛ كتابُه..والحبلُ مِن الناس؛ وصييِّ
فقالوا: يارسول الله، مَن وصيّك؟
فقال: هو الّذي أنزل اللهُ فيه: {أن تقولَ نفسٌ يا حسرتى على ما فرّطتُ في جنبِ الله}
فقالوا: يارسول الله، وما جنبُ اللهِ هذا؟
فقال: هو الّذي يقولُ اللهُ فيه: {ويومَ يعضُّ الظالمُ على يديه يقولُ يا ليتني اتّخذتُ مع الرسولِ سبيلا} هو وصييِّ والسبيلُ إليَّ مِن بعدي،
فقالوا: يارسولَ الله، بالّذي بعثَك بالحقِّ نبيّاً أرناهُ..فقد اشتقنا إليه،
فقال: هو الّذي جعلهُ اللهُ آيةً للمُؤمنين المُتوسّمين..فإن نظرتُم إليه نظر مَن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد عرفتم أنّه وصييِّ كما عرفتُم أنّي نبيُّكم،
فتخلّلوا الصُفوف وتصفّحوا الوجوه..فمَن أهوت إليه قُلوبُكم فإنّه هو..لأنّ اللهَ عزّ وجلّ يقولُ في كتابِهِ: {فاجعل أفئدةً مِن الناسِ تهوي إليهم} أي: -تميل-إليه وإلى ذُريّتِهِ..)
ثمّ قام جمعٌ مِن اليمانيّين ذكر نبيّنا أسماءهم،
تقول الرواية:
(تخلّلوا الصُفوفَ وتصفّحوا الوجوهَ وأخذوا بيدِ الأنزع البطين -أي سيّدَ الأوصياء- وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتُنا يا رسولَ الله.
فقال النبيُّ: أنتم نَجَبةُ الله -أي نُجباؤه- حين عرفتم وصيَّ رسولِ اللهِ قبل أن تعرفوه، فبِمَ عرفتم أنّه هو؟
فرفعوا أصواتَهم يبكون ويقولون:
يارسولَ الله، نظرنا إلى القوم فلم تحُنّ لهم قُلُوبنا، ولمّا رأيناهُ رجفت قُلُوبُنا ثمّ اطمأنّت نُفُوسُنا وانجاشت أكبادُنا وهملت أعيُنُنا وانثلجت صُدورُنا حتّى كأنّه لنا أبٌ ونحنُ له بنون،
فقال النبي: {وما يعلمُ تأويلَهُ إلّا اللهُ والراسخون في العِلم} أنتم مِنهم بالمنزلةِ الّتي سبقت لكم بها الحسنى، وأنتم عن النار مبعَدون،
فبقي هؤلاء القوم المُسمَّون حتّى شهِدوا مع أميرِ المؤمنين الجمل وصفين، فقُتِلوا في صِفّين رحمهم الله، وكان النبيُّ بشّرهم بالجنّةِ وأخبرهم أنّهم يُستشهدون مع عليِّ بن أبي طالب)
[غَيبة النعماني]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
نبيُّنا يتحدّث عن الّذين جاءوه مِن أهلِ اليمن..ولكنّه يضرِبُ بالكلام إلى جهةٍ أبعد، إلى زمن القائم
✦ قولُهُ: (مِنهم المنصور يخرجُ في سبعين ألفاً ينصرُ خلَفِي وخلَفَ وصييّ) نبيُّنا يتحدّثُ هنا عن اليماني، وبيّن أنّ جُذورَ اليماني تعود لهؤلاء اليمانيّين الّذين مدحهم وذكر أوصافَهم، مِثلما أنّ السفياني جذوره تعود لآل أبي سفيان
أمّا اسم (المنصور) فقد يكون اسمَ اليماني أو اسماً ثانياً له، وقد يكون لقباً له..هذه احتمالات..ولكن قطعاً هو وصفٌ له، فهُو منصورٌ بنُصرتِهِ لإمامِ زمانِهِ،
وهذه التسميّةُ فيها إشارةٌ إلى صِفةٍ بارزةٍ في اليمانيّ وهي: انتسابُهُ عقائديّاً لفاطِمة..لماذا؟
لأنّ مِن أسماءِ الزهراء أنّها؛"المنصورة" كما جاء في حديثِ المِعراج، إذ تقول الرواية:
(..وسُمّيت في السماء المنصورة لقولِهِ تعالى: {ويومئذٍ يفرحُ المؤمنون بنصرِ الله}أي بنصرِ فاطمة لمُحبّيها)
[معاني الأخبار]
فالزهراء هي المنصورةُ وهي الناصرة لمُحبّيها في الدنيا والآخرة..وإمامُ زمانِنا اسمُهُ مشتَقٌ مِنها، فهو المنصورُ أيضاً كما نقرأ في دعاء النُدبة: (أين المنصورُ على مَن اعتدى عليه وافترى)
فتسمية(اليماني) بالمنصور جاءت مِن هذه التسميّة الّتي أصلُها فاطميٌّ مهدوي،
فاليمانيُّ زهرائيٌّ مهدويٌّ يدعو إلى صاحبِكم (أي يدعو لصاحب الأمر فقط ولا يدعو إلى نفسِهِ ولا إلى أيّ جهةٍ أخرى) ولِذا كانت رايتُهُ أهدى الرايات كما يقول أهلُ البيت
• وقولُ النبي: (يخرجُ في سبعين ألفاً ينصُرُ خلَفِي وخلَفَ وصييِّ) هذا الكلام يتحدّثُ عن عسكرةٍ، عن سلاح، وعن جموعٍ تنصرُ اليماني، وليس كما يتصوّرُ البعض بأنّ الحركةَ اليمانيّة حركةٌ ثقافيّة فقط،
اليمانيُّ له دورٌ ثقافيٌّ ودورٌ عسكريٌّ أيضاً كما يُستفاد مِن الروايات
✦ قولُ النبيِّ عن جُندِ اليماني: (حمائلُ سُيُوفِهم المَسْك) المَسْك بفتح الميم وسُكون الفاء؛ هو الجلد،
فالمراد؛ أنّ حمائلَ سيُوفِهم مِن الجِلد، وكان هذا الأمرُ شائعاً في تلك الأزمنة
تتمة الموضوع على الرابط التالي
حيثُ يُحدّثنا عن أرقى الطُرُق لمعرفةِ إمامِ زمانِنا والّذي عرف به اليمانيّون إمامَهم
https://www.facebook.com/share/p/14ijxBjAPM/
#الثقافة_الزهرائية
:
❂ يُحدّثنا جابر الأنصاري، يقول:
(وفد على رسولِ اللهِ أهلُ اليمن، فقال النبيُّ لأصحابِهِ: جاءكم أهلُ اليمن يبسُّون بسيساً -أي يمشون بهدوءٍ ووقار-
فلمّا دخلوا على رسولِ اللهِ قال: قومٌ رقيقةٌ قُلُوبُهم راسخٌ إيمانُهم، مِنهم المنصور يخرجُ في سبعين ألفاً ينصرُ خلَفِي وخلَفَ وصييِّ..حمائلُ سُيُوفِهم المَسْك،
فقالوا: يارسول الله، ومَن وصيّك؟
فقال: هو الّذي أمركم اللهُ بالاعتصام به، فقال عزّ وجلّ: {واعتصموا بحبلِ اللهِ جميعاً ولا تفرّقوا}
فقالوا: يارسولَ الله، بيّن لنا ما هذا الحبل؟
فقال: هو قولُ الله: {إلّا بحبلٍ مِن اللهِ وحبلٍ مِن الناس} فالحبلُ مِن الله؛ كتابُه..والحبلُ مِن الناس؛ وصييِّ
فقالوا: يارسول الله، مَن وصيّك؟
فقال: هو الّذي أنزل اللهُ فيه: {أن تقولَ نفسٌ يا حسرتى على ما فرّطتُ في جنبِ الله}
فقالوا: يارسول الله، وما جنبُ اللهِ هذا؟
فقال: هو الّذي يقولُ اللهُ فيه: {ويومَ يعضُّ الظالمُ على يديه يقولُ يا ليتني اتّخذتُ مع الرسولِ سبيلا} هو وصييِّ والسبيلُ إليَّ مِن بعدي،
فقالوا: يارسولَ الله، بالّذي بعثَك بالحقِّ نبيّاً أرناهُ..فقد اشتقنا إليه،
فقال: هو الّذي جعلهُ اللهُ آيةً للمُؤمنين المُتوسّمين..فإن نظرتُم إليه نظر مَن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد عرفتم أنّه وصييِّ كما عرفتُم أنّي نبيُّكم،
فتخلّلوا الصُفوف وتصفّحوا الوجوه..فمَن أهوت إليه قُلوبُكم فإنّه هو..لأنّ اللهَ عزّ وجلّ يقولُ في كتابِهِ: {فاجعل أفئدةً مِن الناسِ تهوي إليهم} أي: -تميل-إليه وإلى ذُريّتِهِ..)
ثمّ قام جمعٌ مِن اليمانيّين ذكر نبيّنا أسماءهم،
تقول الرواية:
(تخلّلوا الصُفوفَ وتصفّحوا الوجوهَ وأخذوا بيدِ الأنزع البطين -أي سيّدَ الأوصياء- وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتُنا يا رسولَ الله.
فقال النبيُّ: أنتم نَجَبةُ الله -أي نُجباؤه- حين عرفتم وصيَّ رسولِ اللهِ قبل أن تعرفوه، فبِمَ عرفتم أنّه هو؟
فرفعوا أصواتَهم يبكون ويقولون:
يارسولَ الله، نظرنا إلى القوم فلم تحُنّ لهم قُلُوبنا، ولمّا رأيناهُ رجفت قُلُوبُنا ثمّ اطمأنّت نُفُوسُنا وانجاشت أكبادُنا وهملت أعيُنُنا وانثلجت صُدورُنا حتّى كأنّه لنا أبٌ ونحنُ له بنون،
فقال النبي: {وما يعلمُ تأويلَهُ إلّا اللهُ والراسخون في العِلم} أنتم مِنهم بالمنزلةِ الّتي سبقت لكم بها الحسنى، وأنتم عن النار مبعَدون،
فبقي هؤلاء القوم المُسمَّون حتّى شهِدوا مع أميرِ المؤمنين الجمل وصفين، فقُتِلوا في صِفّين رحمهم الله، وكان النبيُّ بشّرهم بالجنّةِ وأخبرهم أنّهم يُستشهدون مع عليِّ بن أبي طالب)
[غَيبة النعماني]
〰〰〰〰〰〰
[توضيحات]
نبيُّنا يتحدّث عن الّذين جاءوه مِن أهلِ اليمن..ولكنّه يضرِبُ بالكلام إلى جهةٍ أبعد، إلى زمن القائم
✦ قولُهُ: (مِنهم المنصور يخرجُ في سبعين ألفاً ينصرُ خلَفِي وخلَفَ وصييّ) نبيُّنا يتحدّثُ هنا عن اليماني، وبيّن أنّ جُذورَ اليماني تعود لهؤلاء اليمانيّين الّذين مدحهم وذكر أوصافَهم، مِثلما أنّ السفياني جذوره تعود لآل أبي سفيان
أمّا اسم (المنصور) فقد يكون اسمَ اليماني أو اسماً ثانياً له، وقد يكون لقباً له..هذه احتمالات..ولكن قطعاً هو وصفٌ له، فهُو منصورٌ بنُصرتِهِ لإمامِ زمانِهِ،
وهذه التسميّةُ فيها إشارةٌ إلى صِفةٍ بارزةٍ في اليمانيّ وهي: انتسابُهُ عقائديّاً لفاطِمة..لماذا؟
لأنّ مِن أسماءِ الزهراء أنّها؛"المنصورة" كما جاء في حديثِ المِعراج، إذ تقول الرواية:
(..وسُمّيت في السماء المنصورة لقولِهِ تعالى: {ويومئذٍ يفرحُ المؤمنون بنصرِ الله}أي بنصرِ فاطمة لمُحبّيها)
[معاني الأخبار]
فالزهراء هي المنصورةُ وهي الناصرة لمُحبّيها في الدنيا والآخرة..وإمامُ زمانِنا اسمُهُ مشتَقٌ مِنها، فهو المنصورُ أيضاً كما نقرأ في دعاء النُدبة: (أين المنصورُ على مَن اعتدى عليه وافترى)
فتسمية(اليماني) بالمنصور جاءت مِن هذه التسميّة الّتي أصلُها فاطميٌّ مهدوي،
فاليمانيُّ زهرائيٌّ مهدويٌّ يدعو إلى صاحبِكم (أي يدعو لصاحب الأمر فقط ولا يدعو إلى نفسِهِ ولا إلى أيّ جهةٍ أخرى) ولِذا كانت رايتُهُ أهدى الرايات كما يقول أهلُ البيت
• وقولُ النبي: (يخرجُ في سبعين ألفاً ينصُرُ خلَفِي وخلَفَ وصييِّ) هذا الكلام يتحدّثُ عن عسكرةٍ، عن سلاح، وعن جموعٍ تنصرُ اليماني، وليس كما يتصوّرُ البعض بأنّ الحركةَ اليمانيّة حركةٌ ثقافيّة فقط،
اليمانيُّ له دورٌ ثقافيٌّ ودورٌ عسكريٌّ أيضاً كما يُستفاد مِن الروايات
✦ قولُ النبيِّ عن جُندِ اليماني: (حمائلُ سُيُوفِهم المَسْك) المَسْك بفتح الميم وسُكون الفاء؛ هو الجلد،
فالمراد؛ أنّ حمائلَ سيُوفِهم مِن الجِلد، وكان هذا الأمرُ شائعاً في تلك الأزمنة
تتمة الموضوع على الرابط التالي
حيثُ يُحدّثنا عن أرقى الطُرُق لمعرفةِ إمامِ زمانِنا والّذي عرف به اليمانيّون إمامَهم
https://www.facebook.com/share/p/14ijxBjAPM/
#الثقافة_الزهرائية