زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚


Гео и язык канала: Иран, Фарси
Категория: не указана


الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Гео и язык канала
Иран, Фарси
Категория
не указана
Статистика
Фильтр публикаций


للاشتراك في اللستة تفاعل نار🔥
دعـــــم طـــريــق الـــخـيــر🌪⬆️


🎤 زاد.الخطـيـب.الـدعــــوي.tt
✍ طريقك إلى الخطابة وفن الإلقـاء
رابـط التيلـيـجــرام 👈 t.me/ZADI2
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•

*✍ نـصــــائــح.وتوجـــيــهـات.tt*
╯┅━━━━━━━━━━┅╰

🎤 اللين بالموعظة والتلطف بالخطاب يجعلان الخطيب قريبا من قلوب سامعيه ويمنحه القدرة على أن ينفذ خطابه إلى أعماقهم.

🎤 يعتبر القرآن الكريم والحديث الشريف الموردين الأصليين اللذين يستمد منهما الخطيب الأفكار والمعاني والمفاهيم والخواطر واللغـة.

🎤 استخدام الخطيب للآيات والأحاديث الشريفة يهب خطبته قدرة كبيرة على التأثير في النفوس وإيقاظ المشاعر وتنبيه العقول.

🎤 على الخطيب أن يستعين بعلم المنطق وأن يعرف قواعد الجدل والمناظرة وأساليب الإقناع لإيصال أفكاره إلى عقول الناس.

🎤 ينبغي أن يختار الخطيب من الأبحاث والكلام والأساليب ما يتناسب مع مختلف أنماط المستمعين إليه وطبقاتهم.

🎤 يستطيع الخطيب اكتساب القدرة على معالجة النفس الإنسانية ومعرفة توجيهها بالرجوع إلى مصادر التربية النفسية والتوجيه السلوكي.

🎤 كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم في موقعة اليمامة يصرخون:” يا أصحاب سورة البقرة يا أهل القرآن زينوا القرآن بالفعال

🎤 التقريع وفظاظة القول
سبيل العاجز الذي لا يحسن الإقناع، ولا يملك الحُجَة الدامغة والقول الصائب.

🎤إذا استنكر الخطيب من الناس أمرا فليحذر توبيخهم بأسلوب يستفز مشاعرهم ويُؤذي كرامتهم بل عليه التعريض

🎤 الخطيب الذي يمتاز بحسن بيانه ودقة تعبيره وسلامة لغته هو أقدر على إيضاح الحق وكشف زيف الباطل من غيره.

🎤 إذا عكف الخطيب على الإنذار والتخويف وأهمل البشر والتبشير فلن يفلح في إصلاح نفوس الناس وإحياء قلوبهم بالتوبة والرجوع إلى الله.

🎤 إذا أهمل الخطيب إعداد خطبته وارتجلها خاوية من المعاني والمقاصد الشرعية فليس هذا الخطيب سوى مهدر للناس أوقاتهم ومانع عنهم حقوقهم .

==========================
ــــــــــ🕋 زاد.الـخــطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحـكـمــــةوالمــوعـظــةالحســـنـة.tt
رابط القناة بالتليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بمجموعات زاد الخطيب الدعوي
رسل.اسمك.واتس.للرقم.730155153.tt




عباد الله:- لقد جاء الإسلام ليكفكف نزوات الإيذاء والظلم والتسلط والإساءة إلى الغير ويقيم أركان المجتمع على الفضل، وحُسن التخلق والصفات النبيلة التي منها الصفح، والعفو عن الإساءة والأذى، والحلم وترك الغضب والانتصار للنفس.. والإنسان منا في حياته يلاقي كثيرًا مما يؤلمه ويسمع كثيرًا مما يؤذيه، ولو ترك كل واحد نفسه وشأنها لترد الإساءة بمثلها لعشنا في صراع دائم مع الناس، وما استقام نظام المجتمع، وما صلحت العلاقات الاجتماعية التي تربط بين المسلمين..

فهل نستفيد من هذا الشهر ونستغل أوقاته بتصفية العقيدة والتوحيد الخالص لله ولنحافظ على العبادات ولنتزود من الطاعات فرب معصية أورثت ذلاً، ورب طاعة بنت عزًا ورفعت قدرًا ولنحذر من الشحناء والبغضاء، ولنصفي قلوبنا من الحقد والحسد وليعفو بعضنا عن بعض، ولنتراحم فيما بيننا.

اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم..

وقد أمركم ربكم فقال قولاً كريمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56]

اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.

الدعاء ...

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt


قال سلمة بن كهيل: كان يقال شهر شعبان شهر القراء. وقال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع، وقال أيضًا: مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان؟!!

عبـاد الله : - في هذا الشهر ليلة عظيمة ينظر الحق سبحانه وتعالى إلى عباده فيمُنَّ عليهم بالغفران وتتنزل عليهم الرحمات روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله ليطّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» (رواه ابن ماجة وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 1144).

فالمغفرة والرحمة في هذه الليلة لجميع عباد الله المؤمنين الموحدين إلا لمن يحمل صفتين الأولى خطرها عظيم على التوحيد والعقيدة وهي الشرك وما أكثر الشرك في حياة المسلمين اليوم!! طواف حول القبور وزيارة السحرة والمشعوذين ولبس الطلاسم والحرزيات والاعتقاد أن فلانًا من الناس يضر أو ينفع بقدرته، وهنالك من يدعو الأولياء ويطلب منهم قضاء الحوائج، وهناك الشرك الخفي وهو الرياء في الأعمال والأقوال... فمن كان فيه خصلة من الشرك فليتب إلى الله حتى ينال المغفرة والرحمة في هذه الليلة المباركة..

وأما الصفة الثانية التي يحرم صاحبها من عفو الله ومغفرته في هذه الليلة فهي المشاحنة والمخاصمة والعداوة بين المسلمين.. بين الآباء والأبناء، وبين الجيران والإخوان، وبين الأصحاب والأصدقاء، وبين القبائل والأحزاب والجماعات.. فلماذا لا يعفو بعضنا عن بعض ويسامح بعضنا بعضًا ويتنازل بعضنا لبعض ولنحذر من فساد ذات البين..

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على أفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة. لا أقول: إنها تحلق الشعر ولكن تحلق الدين» (صحيح الألباني / غاية المرام / 414).

ولنكن ممن قال الله فيهم: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر/10)... والعفو خير ما ينفقه الإنسان ويتقرب به العباد يقول تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [البقرة: 219]..

ومن أراد أن يعفو الله عنه فليعفو عن خلقه، فكم من خصومات بين الناس والأهل والجيران والإخوة... وكم من قلوب ممتلئة على بعضها البعض بالحقد والغل والبغضاء والحسد فلماذا لا يسامح بعضنا بعضًا... فهل من عفو يبني به المؤمن عزًا ويرفع به قدرًا لنفسه في الدنيا والآخرة ويحفظ به سلامة مجتمعة وأمنه وازدهاره.. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله» [رواه مسلم]..

لقد جاءتِ الآيات متضَافِرةً في ذكرِ الصفح والجمعِ بينه وبين العفو كما في قوله تعالى: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ ) [المائدة:13]، وقوله: (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ) [البقرة:109]، وقوله سبحانه: (وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي القُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبـُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) [التوبة:22]..

ولنحذر من البدع التي ترتكب في ليلة النصف من شهر شعبان مثل تخصيص ليلها بالقيام ونهارها بالصيام فلا يجوز ذلك إلا لمن كان متعودًا على القيام باقي الأيام أو كان محافظًا على صيام ثلاثة أيام من كل شهر وهي أيام البيض.. وليس هناك صلوات أو ركعات في هذه الليلة، ويكفي في هذه الليلة وقبلها أن تأتي بما افترض الله عليك من الطاعات والعبادات، وأن تبتعد عن الشرك بكل صوره، وأن لا تحمل في قلبك لإخوانك المسلمين حقدًا أو غشًّا أو غلاً أو حسدًا، ومن أخطأت في حقه فلتعتذر منه، ومن أخطأ في حقك فلتسامحه..

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم
قلت قولي هَذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.


*الخطبة الثانية:*
الحمد لله على فضله، وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه،وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:


🎤
*خطبة جمعة بعنـوان:*
*حتى نستفيد من شهر شعبان*
*للشـيخ/ حــســــان الـعــمـاري*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبة الأولى:*
الحمدُ لله الذي بنعمته اهتدى المهتدون، وبعدله ضل الضَّالون، ولحكمه خضع العباد أجمعون، لا يُسألُ عما يفعل وهم يُسألون، لا مانعَ لما وَهَب، ولا مُعْطيَ لما سَلَب، طاعتُهُ للعامِلِينَ أفْضلُ مُكْتَسب، وتَقْواه للمتقين أعْلَى نسَب... بقدرته تهبُّ الرياحُ ويسير الْغمام، وبحكمته ورحمته تتعاقب الليالِي والأيَّام...

أحمدُهُ على جليلِ الصفاتِ وجميل الإِنعام، وأشكرُه شكرَ منْ طلب المزيدَ وَرَام، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله الَّذِي لا تحيطُ به العقولُ والأوهام، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه أفضَلُ الأنام، صلَّى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكرٍ السابق إلى الإِسلام، وعلى عمَرَ الَّذِي إذا رآه الشيطانُ هَام، وعلى عثمانَ الَّذِي جهَّزَ بمالِه جيشَ العُسْرةِ وأقام، وعلى عليٍّ الْبَحْرِ الخِضَمِّ والأسَدِ الضِّرْغَام، وعلى سائر آلِهِ وأصحابِه والتابعين لهم بإِحسانٍ على الدوام، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: - عبـاد الله :
إن من أعظم نعم الله تعالى على العباد أن يمدّ الله في عمر أحدهم، فكل يوم يبقى في هذه الدنيا هو غنيمة له ليتزود منه لآخرته، ويحرث فيه ما استطاع ويبذر فيه من الأعمال ما يرفع درجته ومكانته عند الله، فالدنيا دار عمل ولا حساب والآخرة دار حساب ولا عمل قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا) [الفرقان:62]..

وطول العمر في الإسلام مع حسن العمل فيه خيرية الدنيا والآخرة عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أنبئكم بخيركم؟» قالوا: نعم، يا رسول الله قال: «خياركم أطولكم أعمارًا، وأحسنكم أعمالاً» (سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني /صحيح الترغيب/ 3361 )..

وعنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي عُذْرَةَ ثَلَاثَةً أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمُوا فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَكْفِينِيهِمْ؟» قَالَ طَلْحَةُ: أَنَا. فَكَانُوا عِنْدَهُ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا، فَخَرَجَ فِيهِ أَحَدُهُمْ، فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ بَعَثَ بَعْثًا فَخَرَجَ فِيهِ الْآخَرُ، فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَاتَ الثَّالِثُ عَلَى فِرَاشِهِ، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةَ فِي الْجَنَّةِ، وَرَأَيْتُ الْمَيِّتَ عَلَى فِرَاشِهِ أَمَامَهُمْ وَالَّذِي اسْتُشْهِدَ آخِرًا يَلِيهِ، وَأَوَّلَهُمْ يَلِيهِ، فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ، فَذَكَرْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ، فَقَالَ: «وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ ذَلِكَ؟! لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَمَّرُ فِي الْإِسْلَامِ; لِتَسْبِيحِهِ وَتَكْبِيرِهِ وَتَهْلِيلِهِ» [قال أحمد شاكر في مسند أحمد: "إسناده صحيح"(2/367)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة(654)].

وإن من أعظم الغفلة أن يعلم الإنسان أنه يسير في هذه الحياة إلى أجله، ينقص عمره، وتدنو نهايته، وهو مع ذلك لا يحتسب ليوم الحساب، ولا يتجهز ليوم المعاد، بأعمال صالحة تبلّغه رضوان الله وجنته فتجده مفرطًا في العبادات والطاعات، فإذا ما جاءت مواسم العبادات والمنح الربانية التي بها تغفر الذنوب والزلات وجدته مقصرًا ومضيعًا لأيامه وسنوات فأين العمل الصالح؟ وأين بركة العمر؟ وأين اغتنام فرصة العمر والصحة والشباب والغنى والقدرة والقوة؟!!

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: «اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك» (صححه الألباني في صحيح الجامع 1077).

عبـاد الله : - ها هي أعمارنا وآجالنا تطوى يومًا بعد يوم وها هو شهر شعبان يحل ضيفًا علينا وهو شهر غفل الناس عن فضائله ومنحه وجوائزه الربانية، فقد شرع فيه جميع أعمال البر من الصدقة وقراءة القرآن والذكر والصيام، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر أيامه وعندما سُئل عن ذلك أخبر عليه الصلاة والسلام أنه شهر تُرفع في الأعمال إلى الله، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «شعبان بين رجب وشهر رمضان، شهر يغفل الناس عنه، تُرْفع فيه أعمال العباد، فأحب أن لا يُرفع عملي إلا وأنا صائم» (صحيح الجامع:3711)..

فأعمال العباد ترفع كل يوم، وترفع يوم الاثنين والخميس، وترفع أعمال السنة جميعها في شهر شعبان... وهو شهر يستعد فيه العباد لاستقبال شهر رمضان بتهيئة النفوس بالطاعات والعبادات..




وقد وصف الله المؤمنين عمومًا بأنهم يقولون: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10]. قال بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور، وسخاوة النفوس، والنصيحة للأمة، وبهذه الخصال بلغ من بلغ، وسيد القوم من يصفح ويعفو، فأقِل -يا عبد الله- حتى تُقال.

الوقفة الثالثة: إحياء بعض الناس لليلة النصف من شعبان، وبعضهم يصليها في جماعة ويحتفلون بأشياء وربما زينوا بيوتهم، وكل هذا من البدع المحدثة التي لم يفعلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا صحبه ولا تابعوهم، وهم الحجة لمن أراد سواء السبيل، وما ثبت في هذه الليلة من فضل هو ما قدمناه من أنك يجب عليك أن تحقق التوحيد الواجب، وتنأى بنفسك عن الشرك، وأن تصفح وتعفو عمن بينك وبينه عداوة وشحناء، أما إحداث البدع في هذه الليلة فإن أهلها هم أولى الناس بالبعد عن رحمة الله، وأن ينظروا هم حتى يتوبوا من بدعتهم.

الوقف الرابعة: أن لا يصوم الإنسان بعد منتصف شعبان بنية استقبال رمضان وحتى يحتاط لشهر رمضان بزعمه، فإن هذا من التنطع والغلو في الدين؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان"، فهذا الحديث وما في معناه للمتنطعين والمتشددين الذين يستقبلون رمضان بالصيام بنية الاحتياط لرمضان، فهذا منهي عنه، ولا يدخل في هذا أن يصوم الإنسان ما كان معتادًا له من صيام الاثنين والخميس مثلاً، أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو القضاء، أو النذر.

وما له تعلق بهذا أيضًا، حرمة صيام يوم الشك قال عمار بن ياسر -رضي الله عنه-: من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم. ويوم الشك هو اليوم الذي يشك فيه: هل هو من رمضان أو من شعبان وهو يوم الثلاثين، فيحرم صومه بنية الاحتياط؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين إلا من كان يصوم صومًا فليصمه"، فهذا في الرجل الذي له عادة ويصومه بنية التطوع لا بنية الفرض، وأنه من رمضان أو بنية الاحتياط، فالنية هي الفيصل هنا: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".

اللهم إننا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
=========================
ـــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــ
منــبرالحكـمـــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.tt 730155153


[وفي مسلم]. "فطوبى للغرباء". ولهذا جاء في صحيح مسلم أيضًا من حديث معقل بن يسار -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "العبادة في الهرج كالهجرة إلي"، وعند الإمام أحمد بلفظ: "العبادة في الفتنة كالهجرة إليّ"، وسبب ذلك أن الناس في وقت الفتن تستولي عليهم الغفلة، ويتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين، وينشغلون عن عبادة ربهم بهذه المحدثات والمضلات من الفتن، ويكون حالهم شبيهًا بحال الجاهلية، فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه، كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مؤمنًا به، متبعًا لأوامره مجتنبًا لنواهيه، محافظًا على سنته وهديه وطريقته -صلى الله عليه وسلم-، في كل زمان ومكان. والفوائد في هذا الباب كثيرة لمن تأملها ووقف معها واستزاد منها.

ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن؛ ليحصل التأهب لتلقي رمضان، وتتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، ولهذه المعاني المتقدمة وغيرها كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الصيام في هذا الشهر المبارك، ويغتنم وقت غفلة الناس وهو من؟! هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، هو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولذلك فإن السلف كان يجدّون في شعبان، ويتهيأون فيه لرمضان؛ قال سلمة بن كهيل: كان يقال: شهر شعبان شهر القراء. وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القران. قال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع. وقال أيضًا: مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان، وها قد مضى رجب فما أنت فاعل في شعبان إن كنت تريد رمضان؟!

هذا حال نبيك وحال سلف الأمة في هذا الشهر المبارك، فما هو موقعك من هذه الأعمال والدرجات:

مضى رجب وما أحسنت فيـه
وهذا شهر شـعبان المبـارك

فيـا من ضيع الأوقـات جهلاً
بحرمتها أفق واحـذر بوارك

فسـوف تفـارق اللذات قهـرًا
ويخلى الموت قهرًا منك دارك

تدارك ما استطعت من الخطايا
بتوبة مخلص واجعل مـدارك

على طلب السـلامة من جحيم
فخير ذوي الجرائم من تدارك

أقول قولي هذا وأستغفر الله.


*الخطبـــة.الثانيـــة.cc*
الحمد لله رب العالمين
ولا عدوان إلا على الظالمين

أما بعد: وعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن". [رواه الطبراني وابن حبان وهو حديث صحيح].

ولنا مع هذا الحديث الذي يتعلق بالنصف من شعبان أربع وقفات مهمة:

الأولى: أن الله يغفر فيها لكل عباده إلا المشرك، فتفقد نفسك يا عبد الله، وفتش باطنها، فلعلك أن تكون مبتلى بشيء من هذه الشركيات المنتشرة في الأمة، ولا تظنن بنفسك خيرًا، بل فاتهمها في جانب الله وفي تقصيرها، ولا تقل: إني بريء من الشركيات، ولا يمكن أن أقع فيها، ويكفى أنني أعيش في بلد التوحيد، فإن هذا غرور وجهل منك، إذا كان أبو الأنبياء وإمام الحنفاء خليل الرحمن يخشى على نفسه الشرك، بل يخشى على نفسه وعلى بنيه عبادة الأصنام، قال الله تعالى عن إبراهيم -عليه السلام-: (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ) [إبراهيم: 35]، وقد بين إبراهيم ما يوجب الخوف من ذلك فقال: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ).

قال إبراهيم التيمي: من يأمن البلاء بعد إبراهيم؟! فلا يأمن الوقوع في الشرك إلا من هو جاهل به، وبما يخلصه منه، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه؟! فقال: الرياء". ومن عظيم فقه الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في كتابه التوحيد أن جعل بابًا بعنوان: باب الخوف من الشرك ثم ساق الآيات والأحاديث في هذا المعنى، والله -عز وجل- قد حذر نبيه وكل الأنبياء من الشرك، وأوصى إليهم بأن أعمالهم تحبط إن أشركوا، وهم الصفوة من الخلق فقال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ) [الزمر: 65]، ثم يقول له: (بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ).

الوقفة الثانية: خطورة الشحناء والبغضاء بين الناس، وأن الله لا يغفر للمتشاحنين، والشحناء هي: حقد المسلم على أخيه المسلم بغضًا له لهوى في نفسه، لا لغرض شرعي ومندوحة دينية، فهذه تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة، كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا".


وفي قوله: "يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان"، إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو حتى الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه، إما مطلقًا أو لخصوصية فيه، لا يتفطن لها أكثر الناس، فيشتغلون بالمشهور عندهم عنه، ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم، ولما كان الناس يشتغلون بغير شعبان عن شعبان فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعمره بالطاعة وبالصيام، ويقول لأسامة لما رآه مستفهمًا عن سبب الإكثار من الصيام في شعبان: "ذاك شهر يغفل الناس فيه عنه بين رجب ورمضان"، ولذلك قال أهل العلم: وهذه لفتة فتنبه لها -يا عبد الله- قالوا: هذا فيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله -عز وجل-، ولذا كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة ويقولون: هي ساعة غفلة، وكذلك فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- فضل القيام في وسط الليل لشمول الغفلة لأكثر الناس فيه عن الذكر كما قال: "إن أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل"، ولهذا المعنى كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يريد أن يؤخر العشاء لنصف الليل، وإنما علل ترك ذلك لخشية المشقة على الناس، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: مكثنا ذات ليلة ننتظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لصلاة العشاء الآخرة، فخرج إلينا حين ذهب ثلث الليل أو بعده، فلا ندري أشيء شغله في أهل، أو غير ذلك؟! فقال حين خرج: "إنكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم، ولولا أن يثقل على أمتي لصليت بهم هذه الساعة". [رواه مسلم]. وفي رواية: "ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم".

وفي هذا إشارة إلى فضيلة التفرد بالذكر في وقت من الأوقات لا يوجد فيه ذاكر ولاستيلاء الغفلة على الناس، ولهذا لو نظرت إلى الفضائل والدرجات التي منحت للذاكرين في وقت غفلة الناس تجد شيئًا عجبًا، فهذا الرجل الذي يدخل السوق فيذكر الله، له أجر عظيم؛ لأنه ذكر الله في مكان غفلة الناس، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: "من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبني له بيت في الجنة".

ومما يؤكد هذا المعنى ما دار بين طارق بن شهاب وسلمان الفارسي -رضي الله عنه- عندما بات طارق عند سلمان لينظر اجتهاده، قال: فقام يصلي من آخر الليل، فكأنه لم ير الذي كان يظن، فذكر ذلك له، فقال سلمان: حافظوا على هذه الصلوات الخمس فإنهن كفارات لهذه الجراحات ما لم تصب المقتلة، فإذا صلى الناس العشاء صدروا عن ثلاث منازل، منهم من عليه ولا له، ومنهم من له ولا عليه، ومنهم من لا له ولا عليه، فرجل اغتنم ظلمة الليل وغفلة الناس، فركب فرسه في المعاصي، فذلك عليه ولا له، هؤلاء الذي يغتنمون غفلات الناس عنهم فيعبون من الفواحش عبًا، ومن له ولا عليه: فرجل اغتنم ظلمة الليل وغفلة الناس فقام يصلي، فذلك له ولا عليه، ومن لا له ولا عليه: فرجل صلى ثم نام، فذلك لا له ولا عليه، إياك والحقحقة، وعليك بالقصد وداوم. والحقحقة: هو أن يجتهد في السير ويلح فيه حتى تعطب راحلته أو تقف.

والأجور المترتبة على الاشتغال بالطاعات وقت غفلة الناس كثيرة ومتنوعة، فتعرضوا لنفحات الله -أيها الأحبة- وتلمسوا مرضاته.

ثم اعلم -يا عبد الله :
أن إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فيه فوائد:

الفائدة الأولى: إن فعلك لهذه الطاعة يكون أخفى، وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل، لاسيما الصيام؛ فإنه سر بين العبد وربه، ولهذا قيل: إنه ليس فيه رياء، وقد صام بعض السلف أربعين سنة لا يعلم به أحد، كان يخرج من بيته إلى سوقه ومعه رغيفان، فيتصدق بهما ويصوم، فيظن أهله أنه أكلهما في سوقه، ويظن أهل سوقه أنه أكلها في بيته.

الفائدة الثانية في إحياء وقت غفلة الناس بالطاعات أنه أشق على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس إن كان على السنة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الأجر على قدر النصب".

والسبب في أن الطاعات في وقت غفلة الناس شاقة وشديدة على النفوس، هو أن النفوس تتأسى بما تشاهده من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم، كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين لهم، فسهلت الطاعات، وتأمل كيف أن كثيرًا من الناس يشق عليهم الصيام في غير رمضان: فإذا جاء رمضان سهل عليهم الصيام، ولم يجدوا مشقة في صيامه؛ وذلك لأن الناس من حولهم يؤدون هذه العبارة الجليلة، والناس كأسراب القطا يتبع بعضهم بعضًا، وقد قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: الناس أشبه بأهل زمانهم منهم بآبائهم.

وأما إذا كثرت غفلة الناس تأسَّى بهم عموم الناس، فيشق على نفوس المتيقظين والطالبين لمهر الجنة، وتشق عليهم طاعاتهم، لقلة من يقتدون بهم في هذه الأوقات المغفول عنها، ولهذا المعنى قال -صلى الله عليه وسلم- في حال الغرباء في آخر الزمان: "للعامل منهم أجر خمسين منكم –أي من الصحابة– إنكم تجدون على الخير أعوانًا ولا يجدون".


🎤
*خطــبـة جمـعــة بعـنــوان :*
*فضائل.شعـبان.وبعض.أحكامه.tt*
*للـشيـخ/ ناصــر بن مـحـمـد الأحمــد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*عناصـــر الخطبـــة :*
1/ غفلة الناس عن شعبان 2/ عبادة النبي في شعبان 3/ الحكمة من وصاية النبي بشعبان 4/ ذكر الله في أوقات الغفلة 5/ العبادة في زمن الفتن والملاحم 6/ ليلة النصف من شعبان 7/ التحذير من الخصومة والشحناء 8/ صيام يوم الشك

أمـــا بـــعــــــد :
إن المؤمن ليتقلب في هذا الزمان، ويمد الله له في الأجل، وكل يوم يبقاه في هذه الدنيا هو غنيمة له ليتزود منه لآخرته، ويحرث فيه ما استطاع ويبذر فيه من الأعمال ما استطاعته نفسه وتحملته.

وها قد مضى -أيها الأحبة- شهر رجب، ودخل شعبان، وفاز من فاز بالتقرب والاستعداد في رجب لرمضان، ودخل شعبان والناس عنه غافلة.

ولنا مع هذا الشهر المبارك وقفات ننظر فيها حال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحال سلف الأمة، الذين أُمرنا بالاقتداء بهم، مع ذكر بعض فضائله وأحكامه.

عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قلت: يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان!! قال: "ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم". [رواه النسائي]. وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يصوم ولا يفطر حتى نقول: ما في نفس رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن يفطر العام، ثم يفطر فلا يصوم حتى نقول: ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحب الصوم إليه في شعبان. [رواه الإمام أحمد].

ومن شدّة محافظته -صلى الله عليه وسلم- على الصوم في شعبان أن أزواجه -رضي الله عنهن- كن يقلن: إنه يصوم شعبان كله، مع أنه -صلى الله عليه وسلم- لم يستكمل صيام شهر غير رمضان؛ فهذه عائشة -رضي الله عنها- وعن أبيها تقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان. [رواه البخاري ومسلم].

وفي رواية عن النسائي والترمذي قالت: ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان، كان يصومه إلا قليلاً، بل كان يصومه كله، وفي رواية لأبى داود قالت: كان أحب الشهور إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يصومه شعبان، ثم يصله برمضان.

وهذه أم سلمة -رضي الله عنها- تقول: ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان. ولشدة معاهدته -صلى الله عليه وسلم- للصيام في شعبان، قال بعض أهل العلم: إن صيام شعبان أفضل من سائر الشهور، وإن كان قد ورد النص أن شهر الله المحرم هو أفضل الصيام بعد رمضان، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل". [رواه مسلم].

وعند النسائي بسند صحيح عن جندب بن سفيان -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل، وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم". وذكر أهل العلم حكمًا في تفضيل التطوع بالصيام في شعبان على غيره من الشهور: منها: أن أفضل التطوع ما كان قريبًا من رمضان قبله وبعده، وذلك يلتحق بصيام رمضان، لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل، وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالنسبة للصلاة، فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد منه، ولذلك فإنك تجد رمضان يُسبق بالصيام من شعبان والاستكثار منه، ثم بعد انقضاء رمضان يسن صيام ست من شوال، فهي كالسنن الرواتب التي قبل وبعد الصلاة المفروضة.

ومن الحكم كذلك في الإكثار من صيام شعبان: ما تضمنه حديث أسامة بن زيد المتقدم ذكره وفيه: قلت: يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان!! فبين له -صلى الله عليه وسلم- سبب ذلك فقال له: "ذاك شهر يغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان"، وماذا أيضًا؟! قال: "وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".

إن هذا الحديث تضمن معنيين مهمين:

أحدهما: أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان.

وثانيهما: أن الأعمال ترفع وتعرض على رب العالمين، فأما كون شعبان تغفل الناس فيه عنه، فإن ذلك بسبب أنه بين شهرين عظيمين، وهما الشهر الحرام رجب، وشهر الصيام رمضان، فاشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان؛ لأن رجب شهر محرم، وهذا ليس بصحيح، فإن صيام شعبان أفضل من صيام رجب للأحاديث المتقدمة.




*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
=========================
ـــــــــــــــ🕋 زاد.الــخــطــيــب.tt 🕋ــــــــــــــ
منــبرالحكـمـــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.tt 730155153


الثالث: أنه شهر ترفع فيه الأعمالُ، فأحبَّ صلى الله عليه وسلم أن يُرفعَ عملُه وهو صائم، ثم يقول: والحديثُ يدل على فضل الصوم في شعبان.

قال بن رجب فظهر بهذا أن أفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده وذلك يلتحق بصيام رمضان لقربه منه وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها فيلتحق بالفرائض في الفضل وهي تكملة لنقص الفرائض وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد منه.

شعبان يا أهل البصيرة أقبلا
طوبى لمن رام الثواب فحصلا
 
شهر ترى الأحلام تغفل قدره
من قبله رجب ورمضان تلا
 
شهر به الأعمال ترفع فاغتنم
فادع الرحيم تضرعا أن تقبلا

صم ما استطعت ففي الصيام وسيلة
أنعم بعبد بالصيام توسلا

متأسيا بالنهج نهج رسولنا
متحببا للرب جل وقد علا
 
أيها المؤمنون:
ومن العبادات التي ينبغي الإكثار منها في هذا الشهر قراءة القرآن
فشهر شعبان كما تقدم هو كالمقدمة لشهر رمضان ولهذا شرع فيه بعض ما يشرع في رمضان ليحصل التأهب والاستعداد لتلقي رمضان وتتروض النفوس على ذلك.

قال ابن رجب رحمه الله تعالى: ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن... قال سلمة بن كهيل: كان يقال شهر شعبان شهر القراء, وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء, وكان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن.

أيها المسلمون:
فهذا شعر شعبان الذي قال فيه بعض السلف: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع.
وقال أيضا:  مثل شهر رجب كالريح، ومثل شعبان مثل الغيم، ومثل رمضان مثل المطر، ومن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان.

 وها قد مضى رجب فما أنت فاعل في شعبان إن كنت تريد رمضان، هذا حال نبينا صلى الله عليه وسلم وحال سلف الأمة في هذا الشهر المبارك، فما هو موقعك من هذه الأعمال والدرجات.

فبادر بفعل الخير قبل انقضائه
وحاذر هجوم الموت قبل حلوله

وصم هذه الأيام لله واحتسب
لتظفر عند الكرب فيه بلطفه
 
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ,ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم , أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.
 
أيها المؤمنون:
ينبغي للمؤمن كما تقدم أن يسارع إلى الخيرات فالعمر قصير, والأجل قريب, وابن آدم لا يدري متى يأتيه الموت. {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}

وقبل أن نختم الخطبة
هذا تذكير ببعض المسائل:

أولا: من كان عليهم صوم من رمضان الماضي بسبب مرض أو غيره فعليهم المبادرة بالقضاء حتى لا يأتي رمضان إلا وقد أدى ما عليه من القضاء ومن أخره بغير عذر حتى دخل عليه رمضان الآخر فهو آثم ويبقى القضاء في ذمته بل والكفارة عند كثير من أهل العلم  واجبة عليه مع القضاء وهي إطعام كل يوم مسكينا بعدد الايام التي أفطرها.

ثانيا: من مات من الأقارب وكان عليه صوم من رمضان فله حالتان
الأولى: أن يستمر به المرض بعد رمضان حتى مات أو مات أثناء رمضان فهذا ليس على ورثته قضاء ولا كفارة

الحالة الثانية: أن يتعافى من المرض ويتمكن من القضاء ولم يقض ثم مات فهذا على ورثته القضاء وهو أن يطعموا عن كل يوم مسكينا ويجوز أيضا أن يكون مكان الكفارة الصيام بـأن يصموا عدد الأيام التي أفطرها.

ثالثا: صوم شعبان كما تقدم مستحب صيامه من غير استثناء ولو بعد النصف منه, وما ورد من النهي عن الصوم بعد النصف منه قد ضعفه جمع من أهل العلم. أو هو محمول على من لم يكن ذلك من عادته.

أخيرا
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: مَا أَحَدٌ يُنْزِلُ الْمَوْتَ حَقَّ مَنْزِلَتِهِ إلَّا عَبْدٌ عَدَّ غَدًا لَيْسَ مِنْ أَجَلِهِ , كَمْ مِنْ مُسْتَقْبِلٍ يَوْمًا لَا يَسْتَكْمِلُهُ , وَرَاجٍ غَدًا لَا يَبْلُغُهُ , إنَّك لَوْ تَرَى الْأَجَلَ وَمَسِيرَهُ لَأَبْغَضْت الْأَمَلَ وَغُرُورَهُ.

أَأمل أن أخلد والْمَنَايَا
تدور علي من كُلّ النواحي

وما أدري وإن أمسيت يومًا
لعلي لا أعيش إلى الصباح

فبادر بالأعمال الصالحة لعل نفحة تنزل فتكون سببا في مغفرة الذنوب والخطايا ورفعة الدرجات وتفريج الكربات.
 
مضى رجب وما أحسنت فيه
وهذا شهر شعبان المبارك
 
فيا من ضيع الأوقات جهلا
بحرمتها أفق واحذر بوارك

فسوف تفارق اللذات قسرا
ويخلي الموت كرها منك دارك

تدارك ما استطعت من الخطايا
بتوبة مخلص واجعل مدارك
 
على طلب السلامة من جحيم
فخير ذوي الجرائم من تدارك

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .


🎤
*خطبــة جمعــة بعنــوان :*
*شعبان.يا.أهل.الفضائل.أقبلا.tt*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

*الخطبــة.الأولــى.tt*
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} .{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}

أما بعـــد :
 فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

أيها الناس:
 احمدوا الله كثيرا على آلائه العظيمة, ونعمه الكريمة, ومنها إدراك شهر شعبان فإنه شهر عظيم وزمان جليل.

شهر شعبان شهر تفتح فيه الخيرات وتنزل فيه البركات وتكفر فيه الخطيئات وتعرض فيه الأعمال على رب الأرض والسموات.

فينبغي لكل مؤمن لبيب ألا يغفل في هذا الشهر لعل نفحة من نفحاته أن تنزل عليه ,وبركة من بركاته أن تصل إليه.

أيها المؤمنون:
إن المؤمن ليتقلب في هذا الزمان ويمد الله له في الأجل وكل يوم يبقيه الله في هذه الدنيا فهو غنيمة له ليتزود منه لآخرته قبل أن يحل عليه أجله وينقطع عنه عمله. جاء في الأثر عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا " بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر " رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

ألا وإن من نعم الله العظيمة أن جعل لنا مواسم للخير بها يتزود المتزودون بالطاعات, وبها يتقرب المتقربون بأنواع القربات, والسعيد من تعرف على هذه المواسم فبادر إليها مسابقا ,وتعلمها  فأقبل إليها مشمرا .

وقد جاء في الأثر: يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا، وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له، وكثرة الصدقة في السر والعلانية، ترزقوا وتنصروا وتجبروا. رواه ابن ماجه.

وفي  الحديث عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم ". رواه الطبراني.
فاغتنمَ الفرصةَ و انتهزها، واستثمرها وبادر إليها
 
إِذا هَبَّتْ رياحُكَ فاغتنمْها
فعُقْبى كلِّ خافقةٍ سكونُ

وإِن دَرَّتْ نياقُكَ فاحتلبْها
فما تدري الفَصيلُ لمن يكونُ

ولا تغفلْ عن الإحسانِ فيها
فما تدري السكونُ متى يكونُ

أيها المؤمنون :
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد في العبادات في هذا الشهر ما لا يزيد منها في غيره من الشهور.

ومن العبادات التي كان يزيد منها في هذا الشهر عبادة الصوم حتى إنه من شدة محافظته صلى الله عليه وسلم على الصوم في شهر شعبان نقل بعض أزواجه صلى الله عليه وسلم أنه يصوم شعبان  كله فعن عائشة رضي الله عنها, قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله " رواه البخاري. وفي رواية الترمذي «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان كان يصومه إلا قليلا, بل كان يصومه كله»
وهذه أم سلمه رضي الله عنها تقول: " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام شهرين متتابعين، إلا أنه كان يصل شعبان برمضان " رواه أحمد.

ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم سبب إكثاره من الصوم في هذا الشهر, فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» رواه النسائي.
قال المباركفوري : وفيه دليل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يخص شعبان بالصوم أكثر من غيره.
قال اين الجوزي واعلم أن الأوقات التي يغفل الناس عنها معظمة القدر لاشتغال الناس بالعادات والشهوات، فإذا ثابر عليها طالب الفضل دل على حرصه على الخير.

ولهذا فضل شهود الفجر في جماعة لغفلة كثير من الناس عن ذلك الوقت، وفضل ما بين العشاءين وفضل قيام نصف الليل ووقت السحر.
قالت لؤلؤة مولاة عمار: كان عمار يتهيأ لصوم شعبان كما يتهيأ لصوم رمضان.

وقال ابن القيم: وفي صومه صلى الله عليه وسلم شعبان أكثر من غيره ثلاثُ معان:
أحدها: أنه كان يصومُ ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ، فربما شُغل عن الصيام أشهرًا، فجمع ذلك في شعبان ليدركه قبل صيام الفرض.

الثاني: أنه فعل ذلك تعظيمًا لرمضان، وهذا الصومُ يُشبه سنة فرضِ الصلاة قبلها تعظيمًا لحقها.




هذا ولقد أرشد الإسلام إلى قواعد عامة في الفضائل والآداب، سبق بها كل ما عرفته أرقى المجتمعات، تتمثَّل في آيات القرآن الكريم، وعمل الرسول ﷺ وعمل أصحابه رضي الله عنهم، ودعا الآباءَ والأمهات إلى أن يأخذوا أطفالهم بها؛ لينشئوهم جيلاً صالحاً، ومثالياً فتسعد بهم الأمة، وتكون كما أرادها الله خيرَ أمة أخرجت للناس، قال تعالى على لسان لقمان عليه السلام: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)(لقمان:١٦-١٩)، وعن عمر بن أبي سلمة أنه كان غلاماً صغيراً في حجر رسول الله - ﷺ - وكانت يده تطيش في الصحفة إذا أكل، فقال رسول الله ﷺ:«يا غلام، سمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكل مما يليك»رواه أبو دواد والترمذى..

أيها المسلمون: إن دعاء الأبوين من أعظم ما ينتفع به الأبناء :فعن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال:«ثلاث دعوات مستجابات، لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده» رواه أحمد والترمذى..

وقد كان من دعاء الخليل إبراهيم عليه السلام :(رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)
(إبراهيم:٤٠)

ومن دعاء المسلم إذا بلغ الأربعين:( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(الأحقاف: ١٥)، و عن ابن عباس قال: ضمَّني رسول الله ﷺوقال:«اللهم علِّمْهُ الكتاب»رواه البخارى..
وفي رواية أحمد قال:«اللهم فقِّهه في الدين، وعلمه التأويل»، ودعاﷺ لأنس بن مالك فقال:«اللهم أكْثِرْ ماله وولده» رواه مسلم..

وفي رواية البخاري:«اللهم ارزقه مالًا وولدًا، وبارك له» فكان أكثر الأنصار مالًا، وبلغ أولاده وأحفاده المائة، وحلَّتِ البركة في عمره وفي ذريته.
واحذروا عباد الله أن تدعوا على أبنائكم، مهما كان الأمر؛ فرُبَّ دعوة أهلكتهم، ثم يكون الندم بعد ذلك،

لذا نهى النبي ﷺ عن ذلك؛ فعن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه أن النبي قال:«لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خَدَمِكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقون من الله تعالى ساعةَ نيلٍ، فيها عطاءٌ، فيستجيب لكم» رواه مسلم..

فاتقوا الله عباد الله: واعلموا أن الله تعالى قد جعل بين أيديكم سلاحاً فعَّالاً لإصلاح أولادكم، فلا تبخلوا عليهم بالدعاء سرّاً وجهراً، في الصلاة وخارج الصلاة، وفى الأوقات التى يرجى فيها الإجابة، فالدعاء له أبلغ الأثر في صناعة الذرية الصالحة، فربَّ دعوة صادقة من الوالدين ردَّت شارداً، أو أصلحت فاسداً، أو كانت سبباً فى هدايته، أسأل الله تعالى أن يصلح ذرياتنا، وأن يجعلهم قرة عين لنا في الدنيا والآخرة، وأن يردَّهم إلى دينه ردّاً جميلاً،
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين،
وأقم الصلاة.

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt


♦ تعليم الأطفال إذا بلغوا آداب الإستئذان:قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(النور: ٥٨)، وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه «أنه كان إذا بلغ بعض ولده، عزله فلم يدخل عليه إلَّا بإذن» أخرجه البخاري في الأدب المفرد..

♦ الإهتمام بتقوي أبدانهم بممارسة الرياضة، كالمسابقة، والمصارعة، والرماية، والسباحة، ولنا فى سيدنا رسول الله ﷺ القدوة العملية، فعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: مر النبي ﷺ على نفر من أسلم ينتضلون، فقال:«ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع بني فلان»،قال: فأمسك أحدُ الفريقين بأيديهم، فقال ﷺ :«ما لكم لا ترمون؟»، قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟قال النبي:«ارموا، فأنا معكم كلكم»رواه البخارى..
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: بينا الحبشة يلعبون عند النبي ﷺ بحرابهم، دخل عمر فأهوى إلى الحصى فحصبهم بها، فقال:«دعْهم يا عمر»، رواه البخارى..

و قال عمر رضي الله عنه : علِّموا أولادكم السباحة، والرماية،وركوب الخيل...
فينبغى أن تكون التنشئة على تحمل المسؤولية وتعظيم مكانتها في نفوسهم منذ الصغر، فهذا رسول الله -ﷺ- يكلف أسامة بن زيد وهو في سن السابعة عشرة بقيادة جيش فيه أبو بكر وعمر رضي الله عنهم، وينتقل النبي ﷺ إلى جوار ربه وينفذ أبو بكر بعث أسامة فيتحمل المسؤولية ويمضي في مهمته ويعود منها محققاً للغاية التي من أجلها أرسل الجيش..

♦ تنمية مهارات الأطفال العقلية والفكرية :فلقد جاءت التربية العقلية ضمن أولويات الإسلام، فليس ثمة دين يقوم على احترام العقل الإنسانى مثل الإسلام ، بل إن القرآن ليكثر من استثارة العقل ليؤدي دوره الذي خلقه الله له لذلك نجد عبارات: (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)(ولِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)،(ولِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ)، ونحوها تتكرر عشرات المرات في القرآن الكريم لتؤكد على احترام العقل ووجوب إعماله وتنميته فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:«مثلُ المؤمن مثل شجرة لا تطرح ورقَها» فوقع الناس في شجر البدو، ووقع في قلبي أنها النخلة، فاستحييتُ أن أتكلَّم، فقال رسول الله ﷺ:« هي النخلة» فذكرت ذلك لعمر، فقال: يا بني، ما منعك أن تتكلم؟ فوالله لأن تكون قلت ذلك أحَبُّ إليَّ من أن يكون لي كذا وكذا» رواه البخارى..

وتكون تنمية القدرات العقلية والفكرية لدى الأطفال بحفظ القرآن الكريم وتعلم أحكام الشريعة الغراء فهذا رسول الله ﷺ يجعل فداء الأسير أن يعلم عشرة من الصحابة القرأة والكتابة، وأمر ﷺ زيد بن ثابت أن يتعلم اللغة السريانية، فعن زيد بن ثابت قال:«أَمَرَنِي رَسُولُ الله ﷺ أَنْ أَتَعَلّمَ لَهُ كَلِمَاتٍ مِنْ كِتَابِ يَهُودَ وَقالَ إِنّي وَالله مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي، قالَ فَمَا مَرّ بي نِصْفُ شَهْرٍ حَتّى تَعَلّمْتُهُ لَهُ» رواه الترمذي..

فيا عباد الله اتقوا وأحسنوا إلى أطفالكم وبروهم صغاراً يبروكم كباراً، أقول قولى هذا واستغفر الله العظيم لى ولكم


*الخطبة الثانية :*
الحمدلله وكفى وصلاةً وسلاماً على عباده الذين اصطفى

أما بعد: فيا أيها المسلمون:
إن تربية الأطفال مسؤولية كبيرة، إنها من أعظم ما افترضه الله علينا تجاه نعمة الذرية..

قال ابن القيم رحمه الله: وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله, وترك تأديبه, وإعانته على شهواته, وهو بذلك يزعم أنه يكرمه وقد أهانه، ويرحمه وقد ظلمه، ففاته انتفاعه بولده وفوت على ولده حظه في الدنيا والآخرة، ثم قال رحمه الله: وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء..

فعلى الوالدين أن يلزموا أنفسهم أولا بالأخلاق التي يسعون إلى تأديب الأطفال عليها، فلا يليق مثلا أن ينهى الوالد ولده عن خلق قبيح ثم يأتيه هو
لذلك قال عتبة بن أبي سفيان لعبد الصمد مؤدب ابنائه: ليكن أول ما تبدأ به من إصلاحك بَنِيَّ إصلاحك نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت؛ تاريخ دمشق..
قال عبدالله بن عمر رضى الله عنه :« أدِّب ابنَكَ؛ فإنك مسؤول عن ولدك ماذا أدَّبْتَه، وماذا علَّمْتَه، وإنه مسؤول عن بِرِّكَ، وطواعيته لك» أخرجه البيهقي..




عباد الله:- لقد جاء الإسلام ليكفكف نزوات الإيذاء والظلم والتسلط والإساءة إلى الغير ويقيم أركان المجتمع على الفضل، وحُسن التخلق والصفات النبيلة التي منها الصفح، والعفو عن الإساءة والأذى، والحلم وترك الغضب والانتصار للنفس.. والإنسان منا في حياته يلاقي كثيرًا مما يؤلمه ويسمع كثيرًا مما يؤذيه، ولو ترك كل واحد نفسه وشأنها لترد الإساءة بمثلها لعشنا في صراع دائم مع الناس، وما استقام نظام المجتمع، وما صلحت العلاقات الاجتماعية التي تربط بين المسلمين..

فهل نستفيد من هذا الشهر ونستغل أوقاته بتصفية العقيدة والتوحيد الخالص لله ولنحافظ على العبادات ولنتزود من الطاعات فرب معصية أورثت ذلاً، ورب طاعة بنت عزًا ورفعت قدرًا ولنحذر من الشحناء والبغضاء، ولنصفي قلوبنا من الحقد والحسد وليعفو بعضنا عن بعض، ولنتراحم فيما بيننا.

اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم..

وقد أمركم ربكم فقال قولاً كريمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56]

اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.

الدعاء ...

*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولاتبخل على نفسك بهذا الأجر العظيم*
========================
ــــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ـــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمــوعـظــةالحســنـة.tt
رابط القناة تليجرام👈 t.me/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt

Показано 20 последних публикаций.