🎤
*خطبــة جمعــة بعنــوان :*
*
شعبان.يا.أهل.الفضائل.أقبلا.tt*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*
الخطبــة.الأولــى.tt*
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} .{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا}
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}
أما بعـــد :
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها الناس:
احمدوا الله كثيرا على آلائه العظيمة, ونعمه الكريمة, ومنها إدراك شهر شعبان فإنه شهر عظيم وزمان جليل.
شهر شعبان شهر تفتح فيه الخيرات وتنزل فيه البركات وتكفر فيه الخطيئات وتعرض فيه الأعمال على رب الأرض والسموات.
فينبغي لكل مؤمن لبيب ألا يغفل في هذا الشهر لعل نفحة من نفحاته أن تنزل عليه ,وبركة من بركاته أن تصل إليه.
أيها المؤمنون:
إن المؤمن ليتقلب في هذا الزمان ويمد الله له في الأجل وكل يوم يبقيه الله في هذه الدنيا فهو غنيمة له ليتزود منه لآخرته قبل أن يحل عليه أجله وينقطع عنه عمله. جاء في الأثر عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا " بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى وأمر " رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
ألا وإن من نعم الله العظيمة أن جعل لنا مواسم للخير بها يتزود المتزودون بالطاعات, وبها يتقرب المتقربون بأنواع القربات, والسعيد من تعرف على هذه المواسم فبادر إليها مسابقا ,وتعلمها فأقبل إليها مشمرا .
وقد جاء في الأثر: يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا، وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له، وكثرة الصدقة في السر والعلانية، ترزقوا وتنصروا وتجبروا. رواه ابن ماجه.
وفي الحديث عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم ". رواه الطبراني.
فاغتنمَ الفرصةَ و انتهزها، واستثمرها وبادر إليها
إِذا هَبَّتْ رياحُكَ فاغتنمْها
فعُقْبى كلِّ خافقةٍ سكونُ
وإِن دَرَّتْ نياقُكَ فاحتلبْها
فما تدري الفَصيلُ لمن يكونُ
ولا تغفلْ عن الإحسانِ فيها
فما تدري السكونُ متى يكونُ
أيها المؤمنون :
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد في العبادات في هذا الشهر ما لا يزيد منها في غيره من الشهور.
ومن العبادات التي كان يزيد منها في هذا الشهر عبادة الصوم حتى إنه من شدة محافظته صلى الله عليه وسلم على الصوم في شهر شعبان نقل بعض أزواجه صلى الله عليه وسلم أنه يصوم شعبان كله فعن عائشة رضي الله عنها, قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله " رواه البخاري. وفي رواية الترمذي «ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر صياما منه في شعبان كان يصومه إلا قليلا, بل كان يصومه كله»
وهذه أم سلمه رضي الله عنها تقول: " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام شهرين متتابعين، إلا أنه كان يصل شعبان برمضان " رواه أحمد.
ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم سبب إكثاره من الصوم في هذا الشهر, فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» رواه النسائي.
قال المباركفوري : وفيه دليل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يخص شعبان بالصوم أكثر من غيره.
قال اين الجوزي واعلم أن الأوقات التي يغفل الناس عنها معظمة القدر لاشتغال الناس بالعادات والشهوات، فإذا ثابر عليها طالب الفضل دل على حرصه على الخير.
ولهذا فضل شهود الفجر في جماعة لغفلة كثير من الناس عن ذلك الوقت، وفضل ما بين العشاءين وفضل قيام نصف الليل ووقت السحر.
قالت لؤلؤة مولاة عمار: كان عمار يتهيأ لصوم شعبان كما يتهيأ لصوم رمضان.
وقال ابن القيم: وفي صومه صلى الله عليه وسلم شعبان أكثر من غيره ثلاثُ معان:
أحدها: أنه كان يصومُ ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ، فربما شُغل عن الصيام أشهرًا، فجمع ذلك في شعبان ليدركه قبل صيام الفرض.
الثاني: أنه فعل ذلك تعظيمًا لرمضان، وهذا الصومُ يُشبه سنة فرضِ الصلاة قبلها تعظيمًا لحقها.