كالعادة نحبس أنفاسنا من البداية إلى النهاية، فكاتبنا مميز وذكي وبارع أيضاً.

في البداية أحسست بأنني أرى بداية فيلم تشويقي وليست فقط رواية، فوصف الأحداث الممزوجة بالتشويق يحبس الأنفاس جعلني أرى المشهد أمامي مرئي العين. فقد كانت البداية رائعة وجذابة جداً ومشوقة وتبعث على التفكير الشديد. ومع استمرار الأحداث لم أجد سوى التركيز الشديد، وإلا فقدت خيوط الأحداث، وفعلاً كدت أن أفقدتها مرة تلو المرة نظراً لأنها تحتاج إلى تركيز فعلاً. وتلك عادة كاتبنا، فهو يخطفك من دنياك إلى دنياه أو دنيا روايته، ولن تستطيع أن تهرب منه أبداً إلا في نهاية الرواية.

السرد رائع جداً بلغته الجميلة، وشخصيات الرواية تم رسمها بحنكة ودراية عالية، وسرعة الأحداث رهيبة. فعلاً، أما عن الأحداث فقد امتلأت بالإثارة والتشويق، وعلى الرغم من كثرة الأشخاص والأحداث في الرواية إلا أن كاتبنا استمر ممسكاً بالاحداث ببراعة تعل القارئ يفقد توازنه. فانت داخل سفينة ربان بارع، ولكنك مصاب بدوار البحر من تشابك أمواج الأحداث التي تدور بسرعة رهيبة وداخل شبكة رهيبة من الأفكار.

كعادة الكاتب وضحت تماماً ثقافته والمعرفة بكل المواضيع التي تم طرحها بين أبطال العمل.

الوصف في الرواية أكثر من رائع، بل ويثير تساؤلات عديدة فعلاً من شدة التفاصيل وبراعته نقل الوصف إلى أحداث الرواية. الشخصيات من بين السطور إلى التجسد الكامل في خيال القارئ، بل قد تصل حرفية الوصف إلى نقل الشخصيات إلى أمام عيني القارئ لا في خياله وحسب.

الحوار رائع ومناسب للأبطال وسرعة الأحداث والمشاهد.

الحبكة الدرامية رائعة للغاية ومتصاعدة بصورة رهيبة ومشوقة، وخاصة تلك النهاية الصادمة وغير المتوقعة. كالعادة، وضعت العديد من النهايات، وكلها لم تواز أو تتعاظى النهاية الحقيقية للرواية.

في النهاية أرفع القبعة تقديراً لكاتب مميز عن تلك الرواية المشوقة من بدايتها وحتى آخر كلمة.

تحياتي القلبية لمبدعنا وأمنياتي القلبية بالنجاح والتألق في كل الأعمال القادمة.
Sa7er elkotob