قصة ما قبل النوم 💙


Гео и язык канала: Иран, Фарси
Категория: не указана


❀ بحر من القصص المفيدة : دينية، تاريخية، عصرية، حقيقية وخيالية ➥
➪ للـتـواصـل ⇊
@sleepstory_bot
- صفوة قنواتنا { @O_020_O }

Связанные каналы  |  Похожие каналы

Гео и язык канала
Иран, Фарси
Категория
не указана
Статистика
Фильтр публикаций


«الفصل الثاني»

قلت بذهول: بصراحة ياضياء نظرة عجيبة للمشكلة، فجميعنا قد اعتدنا على مسارعة التحديق في الجانب الذي ينقص عندنا، ولا ننظر للجوانب الباقية.."

قال متنهدا: "نعم صحيح يا فريد مشكلتنا الدائمة.. النظر لنصف الكأس الفارغ والتركيز عليه.. ولكن هذا التصرف خطير جدا.. لأنه يجعلنا ننسى مالدينا، ونركز على ما ينقصنا .. فيفقدنا ذلك إحساسنا بالنعم التي لدينا ... فنفقد شعورنا بالسعادة ونفقد لذة الحياة، ونفقد معها شجاعتنا وصبرنا وقوتنا .. لكن التركيز على ما بقي لدينا هو التصرف الصحيح، وهو التصرف الأصعب الذي لا يقدر عليه إلا الأشخاص الإيجابيون حقا، وكلما ركزوا على ذلك الجانب الموجود ازدادت سعادتهم وشعورهم بالرضا والاكتفاء.. ولو كان ما فقدوه أضعاف ما هو باق عندهم حقا .. ومن ذلك قول شريح: "إني الأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات : أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي، وأحمده إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو فيه من الثواب، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني".

و تحضرني في هذا الأمر أيضا قصة عجيبة حقا : " كان أحد السلف.. أبرص البدن.. أعمى العينين.. مشلول القدمين واليدين .. وكان دائما ما يقول: "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلی به كثيراً ممن خلق وفضلني تفضيلاً. فمر به رجل فسمعه يقولها، فقال له ويحك من أي شيء عافاك؟ فقال له الرجل العاقل الصابر الذاكر : إليك عني يابطال أوليس قد ترك لي لسانا ذاكرا .. وقلبا شاكرا .. وبدنا على البلاء صابرا؟"

انظر كيف يكون التركيز على النعمة والرضا حتى بأسوأ الظروف.. وكيف يرفض من يحوّل بصره عن النعمة للتركيز على المحنة، ويراه رجل سوء بطال يلقي به في المهالك، وهي حقا مهالك أن نضع تركيزنا على مشكلتنا فتتأزم حياتنا منها"
أمر عجيب أن يكون في الناس من هم على هذا الحال، أخبرني إذن.. وما الأمر الثاني الذي يمكنني التركيز عليه في مشكلتي ليخفف من وقعها علي؟"

" الأمر الثاني هو رؤية الأمل يا فريد.. أن ترى في المشكلة ذاتها منحة تقودك نحو التغيير الإيجابي، أن ترى فيها ما سوف تراه حين تنظر لمشكلتك بعد سنوات .."

"ماذا تقصد بهذا الكلام العجيب؟ ما الذي يمكنني أن أراه في مشكلتي بعد سنوات؟ هل سأنظر إليها لأقول مثلا يالها من أمر جميل، إنها لم تكن مشكلة بالمرة؟"

"لم أقل أنك سترى أنها لم تكن مشكلة ولكن.. ربما أحيانا تكون المشكلة التي نقع فيها والمحنة التي تعتصرنا بداخلها هي السبب في تقدمنا وتفوقنا، وحين ننظر إليها بعد سنوات من المعاناة والتعب نقول من أعماقنا كما قال ذلك الدكتور الراحل إبراهيم الفقي - رحمه الله: "لقد كانت أحسن شيء في حياتي ! "

"كلامك عجيب.. ويحتاج لشرح وتوضيح عميق أيضا.. كيف تكون مشكلاتي التي تدمر حياتي هي أحسن شيء في حياتي؟ أرجوك اشرحلي.."

" إن المشاكل بقدر ما تؤلمنا وتضجرنا هي تقوينا وتطورنا، انظر لبعض مرضى السرطان كيف يتحولون بعد معافاتهم منه لأناس متحركين، يبثون الأمل في نفوس المرضى ويأخذون بأيديهم نحو الشفاء، وانظر كم ممن عانى في صغره من الفقر والحاجة فتحول في كبره بعد أن أصبح ثريا لأن يكون خادما نافعا لمجتمعه ويكون أكثر حساسية لحاجة الفقراء وآلامهم.. أو كم ممن دفعه فقره وحاجة أهله لأن يصير حريصا على النجاح والتفوق وحتى النبوغ ...

هل تحضرك الآن قصة محنة تحولت في حياة صاحبها لمنحة لتخبرني بها ؟ فأنا بحاجة لدعم قوي لكي أستطيع أن أغير نظرتي حقا تجاه مشكلاتي.."

وللحديث بقية...


«حفنةٌ من تراب»

يُساق الخيرُ الى أهلهِ بتقدير العزيز الكريم .

حفنةٌ من تراب الحجرةِ النبوية ينثرها سيدي العَم في قبر سيدي الوالد ليختلط تُرابه مع ترابِ قبرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان قلبه معجوناً بحبِّه .

لقد أقمنا بمعيةِ الوالد ١٣ عاماً بالمدينة المنورة في الهجرة الأولى ، و قد كان يجدُ أنسَه البالغَ وأملَه الحالِمَ في أن يدفنَ في بقيع المدينة. ليكون ترابُ قبرِه متصلاً بتربةِ قبرِ حبيبهِ رسولِ الله صلى اللهُ عليه وسلم.

دخل علينا الوالدُ ذاتَ يوم -حيث كنا صغاراً- و وجهُهُ يتهللُ من الفرح ، وفي يمينه حفنةٌ من التراب ، قالت له أمي ما هذا التراب؟! ، قال هو أغلى مَغنمٍ غَنِمتُه في حياتي ، إجعلوه في قبري وفوق كفني ليكونَ سكينةً أسلُو بها في وَحشتي و وَحدتي . فلن ينفعني إلا عملي و حبِّي لحبيبي صلى الله عليه وسلم فالمرأ مع مَن أحب .

ولقد كان للشيخ سارية مع ترابِ الحجرةِ الذي حصل عليه قصةٌ تُروى وتُذكر .. ففي ثمانينات القرن الماضي ذهبَ الشيخ الى رئيس الأغوات في الحرم النبوي يحملُ له أرطالاً من بخور العودِ الأصيل اشتراها المليارديرُ السعودي حسن عباس شربتلي بأثمانٍ باهظة ليستخدمها الأغوات في تطييب الحجرة الشريفة ، ولم يجد حينها أوثقَ من الشيخ سارية ليرسل معه هذه النفائس من جدة الى المدينة المنورة، وبالفعل حملها الوالد بصندوق سيارته و انطلق بها نحو حرمِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقابل رئيسَ الأغوات وسلَّمَه هذه الأرطال الثَّمينة ، فتهللَ وجهُ الرجل إشراقاً وسروراً بهذه الهديَّة ودخل الى الحجرة النبوية و جاء بحفنةٍ مباركة من تربةِ قبرِ رسول الله وصاحبيه أبي بكرٍ و عمر ووضعها في كفِّ الوالد هديَّةً مقابل الهديَّة .

ارتجفت يدُ الشيخ وهو يتناول هذا الترابَ الشريف ، وتوجَّه من تَوِّه الى الشربتلي ليُبشِّره بما جاء به اليه .

فسرَّ الشربتلي مِن دقَّةِ الرفاعي وحرصه وأمانته ، فردَّ عليه هذا الكنز النفيس و قال له هو لك يا شيخ سارية ، فدَخلَ السعدُ الى قلبه منذُ تلك الساعة و أصبح ينتظر اللحظةَ التي يرتبط فيها جسده مع هذا الترابِ ارتباطاً أبدياً الى يومِ الدين .

عمار سارية الرفاعي
‌‌‏
اللّهم كما أنعمت فتمّم .."🇵🇸
وَ أُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ
نَصْرٌ مِّنَ اللّه
وَ فَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ🍀🍀



«الفصل الثاني»

اجعل نظرتك إيجابية وإياك أن تفقد الأمل

قيل:

" السعادة هي حالة عقلية".

كانت كلماته تنساب عبر شفتيه كالطرقات على رأسي، هل كنت أنا المخطيء حقا، وهل كنت ضحية نفسي لاضحية غيري ضحية حماقتي وسوء تقديري، أردت أن أرفض وأن أصرخ وأن أقول له أنت واهم، أن أبقى الضحية، ولكن كلماته مست قلبي لقد أحسست بالصدق في تلك الكلمات، فوجدتني رغما عني أذعن لما قاله، وأسأله: "ولكن كيف سأوقف الأفكار السلبية ... بينما أنا أقف في وسط الريح التي تعصف بحياتي بأكملها .. وتقلبها رأسا على عقب ..؟"

ظننته سيتراجع ولكنه أجابني، وكانت إجابته قوية وصوته واثقا، لم يهتز أو يظهر بعض التراجع، لقد كان واثقا مما يقول، ومست كلماته قلبي أكثر، بلعصفت به هذه المرة لست وحدك تعاني منها .. فالجميع يعاني من المشكلات.. ولكن.. بعضنا يغرق فيها، وبعضنا الآخر يسبح ويثابر .. ويقاوم التيار بقوة.. حتى يصل لشاطيء النجاة.. إن الجميع يمر بظروف صعبة، قد تختلف في نوعها وشدتها أيضا، لكن الاختلاف الأهم هو أثرها علينا، وهو تابع لطريقة نظر كل منا لما نمر به من مشكلات. ونظرتنا للمشكلة ستتغير بالضرورة .. إن فهمنا أن المشكلة هي مجرد مرحلة .. نمر بها فتنقلنا لمكان آخر .. قد يكون مكانا أفضل أو أسوأ، ولكن هذا تابع لما نفعله حيالها.. تابع لاختياراتنا .. لقراراتنا ولنظرتنا للأمور .. هل تفهم ؟ صمت ثم حدق في منتظرا جوابي.

لقد أصابتني كلماته بالحيرة، ولكنني بقيت أتساءل لعلي أجد الإجابة التي تريحني وتنتشلني مما أنا فيه، فأجبته: "ليس تماما .. فأنا أرى أن المشكلة هي التي تفرض علينا نظرتنا لها .. هل تعتقد أن بإمكاني أن أرى أن المشكلات شيء مبهج أو رائع مثلا؟!!"

"ليس عليك أن ترى أن المشكلة شيء مبهج أو رائع، ولكن يمكنك أن تركز على الروعة في قلب محنتك.. وذلك بأمرين: الأول أن ترى ذلك الشيء الذي تبقى لك ولم تفقده بسبب مشكلتك .. فتركز عليه، وتشكر الله على بقائه ...

مثل قصة عروة بن الزبير في تعامله مع بلائه، فلقد فقد ولده وساقه في يوم واحد. لكنه بدل أن يركز على ما فقده ركز ممتنا على ما بقي له، فحمد الله أن أخذ واحدا من أولاده وأبقى له ستا، وأنه أخذ طرفا واحدا من أطرافه وأبقى له ثلاثا" .

.. يتبع..


«لا مستحيل مع الله»

امرأة ابتُليت بزوج جلب عليها الألم والنكد، وعقم حرمها الأنس بالولد
قالت لي امرأة ثقة صالحة عابدة – أحْسبها كذلك:
قدّر الله عليّ أنْ جمع عليّ بلاءين:

أحدهما: زواجي من رجل لم يكن على طريق الاستقامة والصلاح فلم أجد السعادة التي كنت أنشدها من الزواج.

والثاني: عقم لم أعرفه إلا بعد أن اشتكيت وجعا شديدا، فأسعفوني ليلا، فقال الأطباء: لابد من عملية جراحية عاجلة، لوجود أكياس دموية كثيرة قابلة للانفجار والتهابات شديدة والتصاقات في الرحم وبطانة مهاجرة فأدخلوني على عجل وبقيت في غرفة العمليات ما يقارب ثمان ساعات وكنت أستيقظ من شدة الألم وأنا في البنج وأنظر في وضعي ثم أغيب عن الوعي ويتعجّب الأطباء من هذا الفعل ويستغربون وبعد أن أخرجوني كانوا يتكلمون حولي بشدة وخوف وكأنهم فعلوا شيئا لا يرغبون فعله، وإذ بهم أزالوا نصف مبيضي الأيمن، وقال لي المستشار بعد أن سألتهم عن حالي وهل من الممكن أن يرزقني الله طفلًا بعد هذه العملية، وصبري طيلة هذه السنوات؟

فقال: لي انظري إلى الحائط، لو هذا الحائط أنجب أنجبت فقلت له: أنت لست رب العالمين، وجعلتُ أقول وأكرر: لا حول ولا قوة إلا بالله وجثوت على ركبتي أبكي بشدة، فوجدتهم يعيّروني بالعقم؛ "لا ولد ولا تلد".

وكنت في ذهابي لحاجتي في الأسواق أتلمّس ملابس الأطفال وأشمّها وأحتضنها وأبكي.

لقد كنت في شوق ولهفة للأولاد وإذا رأيتُ امرأة معها ولدها يزداد حنيني وشوقي.

وأنا واثقة يقينا بعطاء الله تبارك وتعالى.

وقدّر الله تبارك وتعالى مفارقة زوجي بعد الأعوام التي قضيتها معه وفيها أوجاع الجحود وسوء الأخلاق والأدب والقسوة فقد آذاني في روحي وعقلي ومازال يعيّرني بعدم الإنجاب.

فمكثتُ بعد فراقه تسعة أشهر ما تركت فيها الدعاء لحظة واحدة فرزقني الله تبارك وتعالى بعد ذلك رجلًا كان يعرف كلّ ما أعاني منه وخطبني لديني وقال لي: بعد الأسبوع الأول من زواجنا: إذا لم تُنْجِبي سأتزوّج عليك!

فلما حان وقتُ الثّلث الأخير من الليل فرَرْت من العالم بأسره ومن آلامي كلّها وأوجاعي إلى الله رب العالمين ومشاعري ممتلئة بمعنى الاضطرار الحقيقي ومعنى الافتقار إلى الله، فلم يبق غير الله وانقطعت كلّ الأسباب ولم يبق إلا مسبّب الأسباب الكريم الجواد الوهّاب وقلبِي منكسر أشدّ الانكسار، وتوجّهت بصدق للعظيم الجبار.

فكبّرت للصلاة وأنا أبكي بشدّة حتى شعرت أني هالكة لا محالة، فقلت لربي: أنت خلقتني وإن شئت رزقتني وإن شئت حرمتني ليس لي من الأمر شيء وليس لي إلا أنت فلك الأمر ولك الحمد ارحمني يا رحمن يا أرحم الراحمين، فسألته والألم يكاد يقتلني.

فسلّمت من الصلاة ونمت، فرأيت في المنام بين اليقظة والنوم امرأةً اسمها "سعاد" تنام على كتفي وشعْرُها كشعر الرجل تقرأ على بطْنِي آياتِ السِّحْر، وتكرر: {ما جئتم به السحر إن الله سيبطله} وتمسح عليّ، وتكرر القراءة، حتى إذا فتحت عيني رأيتها حقيقةً بين الخيال والواقع فصرخت خائفةً مذعورة جدًا، فكانت هذه الليلة هي التي رزقني الله تبارك وتعالى بولدي.

وصدق الله تعالى: (وما يعلم جنود ربك إلا هو).

وجبرني ربّي بعد خمس سنوات من الحرمان وقد آذاني كثير من الناس وعيّروني وكأن الأمر بيدي ورزقني ربي بفضله وجوده وكرمه من غير تدخّلٍ طبّي، بل بأمره: "كن" فيكون.

ما أكرمك يا الله صَبّرْتَنِي ووَهَبْتَنِي اليقين والدعاء وربطتَ على قلبي وملأت بحسن الرجاء مع عظم المصيبة والبلاء حتى أخرجتني من ظلماتِ الضيق إلى نور الفرج بلطفك وكرمك.

ومن فضل الله عليّ أني رابطْتُ على التقوى قدر استطاعتي، وكنت مُلازمة لبيت والدي حريصة على أن لا يراني الرجال ولا أرى الرجال؛ لأن هذه الآية العظيمة كانت نصب عينيّ وأنا بها مؤمنة {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب} فوالله وبالله وتالله لقد كانت التقوى أعظمَ زادٍ لي، وأقوى جبرٍ لمصيبتي، وأقوى حصْنٍ حصينٍ يمكن أنْ يواجه الْمُبْتَلى بها أعتى قوارع البلاء، فلقد أيقن الجميع من قريب وحبيب وصاحب ورفيق وبعيد وعدوّ أني عقيم، وطالبوني بعدم طرْق بابِ الأطباء مجددًا، فلقد خلقني الله عقيمة؟!

فأراهم الله قدرته وحوله وجبْره فالكريم إذا أعطى أغنى.

فلا تيأس – أخي المبتلى - مهْما كان بلاؤك فلك ربٌّ كريم سميع قريب مجيب لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهو على كل شيء قدير.

وأيقن بالفرج مهما عظمت المصيبة، واسأل الله كلّ ما تريد بقين وإيمان ولا تقل: هذا أمرٌ مستحيل فالله لا يُعجزه شيء، وعطاءُ الله لك بقدر يقينك به، وإحسانُه إليك بقدر إحسانك له.

فهذه المرأة خرق الله لها العادة؛ لأجل صدقها ودعائها ويقينها، فأرسل لها مَلَكًا يرقيها ويُعالجها بعد أن عجز أطباء البشر، ويئسوا من قدرة الله.

اللهم ارزقنا اليقين بك واللجوء إليك والثقة بك، إنك على كل شيء قدير.
‌‌‏
اللّهم كما أنعمت فتمّم .."🇵🇸
وَ أُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ
نَصْرٌ مِّنَ اللّه
وَ فَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ🍀🍀



«ختام الفصل الأول»

أدوات المطبخ، وقد استعرنا حجرة الصالون من أبي لنستقبل فيها الضيوف بعد زفافنا، ثم بدأنا نكمل تأثيث منزلنا شيئا فشيئا، لم نيأس ولم نستسلم أبدا ...

ثم لم تكن حياتنا مفروشة بالورود كما قد يخطر ببالك، فالمشكلات قد طاردتنا كما تطارد الجميع ولكننا لم نستسلم لها .. هل تعلم أننا كنا نعاني عند الأطباء لأجل الإنجاب لمدة طويلة أيضا، حتى رزقنا الله بتلك الطفلة الرائعة الجميلة، لقد اضطررنا للغرق في أوحال الديون وضيق ذات اليد أيضا حتى اضطررنا أحيانا أن نبيت من دون عشاء أو أن نأكل الخبز فقط، ولكننا ثابرنا لأجل هدفنا، وهاهو ذي يتحقق شيئا فشيئا ...

فالزمن جزء من علاج كل المشكلات التي نمر بها يا فريد، لم يخلق الله السموات والأرض في لحظة واحدة مع قدرته على ذلك، ولكنه خلقهما في ستة أيام.. أنت مستعجل وتريد كل شيء في وقت واحد... ثم تسقط صريع الشكوى والألم والإحباط.. لأن مشكلاتك لم تجد لها عصا سحرية لتخلصك منها .. ما هكذا تسير الحياة أبدا ....

إن الكآبة التي تعيش فيها .. التشاؤم .. الأفكار السلبية التي تحيط بك من كل جانب .. هي السبب الأول فيما تعانيه أنت من مشكلات.. وهي التي قادتك لهذه البقعة المظلمة التي لا تستطيع الخروج منها الآن...

إن الأفكار السلبية مدمرة .. لذا يجب عليك أن توقفها فورا.. قبل أن تحطم ما بقي من عزيمتك .. وتفسد كل شيء جميل حقا في حياتك .."

تذكر ...

الأفكار السلبية التي تطوق عقلك ... هي السبب الأول فيما تعانيه من مشكلات ...

تم الفصل الأول بحمد الله🤗

غدا نتابع معكم الفصل الثاني بكل ود وأمل🌷


«سر البركة»

أحد المشايخ ممن رزقهم الله كثرة المؤلفات المباركة النافعة؛ فقد تجاوزت المئة والعشرين كتابًا..

زرته وكنت حريصًا على معرفة سر هذه البركة في التأليف، بخاصة أنه واصل للناس حاضر لمناسباتهم مجيب لدعواتهم؛ فاتح بابه..

سألته عن برنامجه في القراءة والتأليف، وقال لي: إنه ليس عنده برنامج يسير عليه، وأنه يعمل مرات ويقف مرات، لكن ذكر لي أمرًا مهمًا: يقول: أضع خطة لكتاب أن أنهيه في شهر، ثم يأتي محتاج فأقضي حاجته فييسر الله إنجاز الكتاب في أسبوع..

ومن أسرار تميزه في نظري، أنه مرتاح مع وقته وغير متأزم أو في مسابقة مع الزمن؛ فمن أسهل الأمور عليه أن يجيب دعوة ويترك التأليف ويأتي وهو منشرح الصدر، ويعود كذلك؛ وعنده استعداد تام أن يقطع برنامجه لخدمة شخص أو إكرام ضيف أو زائر، ويجلس معه -ويسهر أحيانًا- وهو سعيد جدًا..
‌‌‏
اللّهم كما أنعمت فتمّم .."🇵🇸
وَ أُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ
نَصْرٌ مِّنَ اللّه
وَ فَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ🍀🍀



«الفصل الأول»

متابعة..

ولكنه لم يزدد معي إلا رقة، وقال بصوت حنون: بل لأننا كنا إخوة، وليس من حق الأخوة أبدا أن نتركك تمر بالأزمات وحدك، ولا نمد لك يد العون نحن إخوة يافريد، ولو كان أي منا يمر بما تمر به أنت الآن لكنت أولنا مسارعة لمساعدته، فلماذا تقول هذا الكلام الذي لا معنى له؟" صمت قليلا ... ثم استأنف كلامه بصوت واثق: "ومع ذلك.. فأنا أرى أنك تمر بشيء آخر هو أسوأ من كل ما ذكرته لي وأنت حتى لا تشعر به ..".

تابعت سيري.. فتابع، وكنت أنظر حولي فيما تحمله الشوارع من متناقضات لا تجتمع ثم أشرت إلى الطريق حيث كان إلى جوارنا رجل مسن قد انحنى ظهره وبدت على وجهه ملامح الشقاء والتعب وهو يعتلي عربته التي يجرها حمار عجوز مثل صاحبه.. ويبيع عليها بعض الخضر الورقية الرخيصة التي يقتات منها هو وأسرته، بينما مرت للتو إلى جواره سيارة باهظة الثمن يجاوز ثمنها نصف المليون يركبها شاب في مثل عمرنا تقريبا أو ربما أصغر .. يرتدي ثيابا فاخرة جدا وعطره قد فاح ليصل إلينا من نافذة سيارته الفارهة، فقلت: "نعم، وأنا أعرفه جيدا ... لأنني أعيش في بيئة خانقة، تقتل الأحلام في مهدها، وتدفن أصحاب الضمير الحي بينما يعيش الخائنون عيشة هانئة وتفتح الأبواب لأولئك الذين يستعبدون الناس ويستغلون الظروف السيئة ويتسلقون على أكتاف غيرهم.. أو حتى على أشلائهم أحيانا .."

هر ضياء رأسه مستاء مما قلته وقال لي بنبرة مؤنبة: "لا يا فريد.. أنا لا أوافقك على هذا الكلام، صحيح أن البيئة التي نعيش فيها.. فيها أمور خانقة كما تقول، ولكننا جميعا نعيش في نفس البيئة التي تتحدث عنها، ومع ذلك فبعضنا ينجح، وبعضنا يبقى حبيس مكانه وظروفه ومشكلاته، إن الله جل جلاله لا يحاسبنا على ما وضعنا فيه من الظروف، بل على ما نضع فيه أنفسنا .. على أفكارنا وسلوكياتنا ... إن هذا المجتمع الذي تذمه هو نفس المجتمع الذي نعيش فيه جميعا، فلماذا وصلت أنت وحدك إلى هذا المكان من دوننا جميعا؟"

شعرت بالحنق لأنه يقارن بيني وبينه وظهر الحنق رغما عني في صوتي وكلماتي الساخطة اسمع ياضياء.. لسنا مثل بعضنا أبدا.. لا يزال أبوك موجودا، وأمك بصحة وافرة، ولا يزال أبوك يعول أسرته أليس كذلك؟ بل إنه قد ساعدك على زواجك أيضا، وبالتأكيد فقد ساعدك على العمل الذي حصلت عليه .. إن ظروفك فقط أفضل من ظروفي، أما أنا فقد غرقت في المشكلات.. فصرت عجوزا وأنا بعد في ريعان شبابي وفي أجمل سنوات عمري".

لم يظهر على وجه ضياء الاستياء الذي توقعته منه، ولكنه كلمني بحكمة وتفهم احترمتهما فيه كثيرا : "ربما" بعض ما تقوله صحيح فقط، ولكن أبي لم يساعدني على الزواج أو العمل كما تزعم فلقد استعنت بربي وبحثت وثابرت، وكنت مملوء بالإصرار والتفاؤل حتى حصلت على وظيفتي التي كنت أحلم بها، وترقيت في درجاتها بتوفيق الله ثم بكفائتي فقط، وليس بأية واسطة، كما أن أبي لم يساعدني على الزواج أيضا، فلقد قبلت زوجتي أن نبدأ حياتنا بالأمور الضرورية فقط، ثم نكمل ما نقص شيئا فشيئا، لقد كانت زوجة رائعة حقا، ذلك لأنني اخترتها على أساس دينها وخلقها قبل أي شيء آخر، فكانت حريصة على أن يكون زواجنا يسير التكلفة، وكانت تردد دوما : أعظمهن بركة أيسرهن مئونة، ولهذا لم تعر أمر الذهب أي انتباه، كما أن حفل زواجنا كان متواضعا خاليا من البهرجة والمحرمات، وأما الأثاث؛ فهل تتصور أننا قد تزوجنا في شقة خالية من الأثاث تقريبا إلا من فراش وخزانة ملابس صغيرة وسجادة مستعملة مع بعض الأجهزة الكهربية الهامة فقط وأدوات...

انتظروا...


«قادة الأمة»

‏تعال أحدثك حديثاً يقع منك موقع التقدير لهذه الفئة المباركة الطيبة لتعلم لأي مدى يحملون رسالةً ساميةً عظيمةً مترفعةً عن حظوظ الأنا؛ أو التشفي، أو الانتقام، أو الارتجالية المضرة.
‏من تكفّل بتسليم الأسيرات الثلاث اليوم هو لواء غزة.

‏قائد لواء غزة هو القائد عز الدين الحداد أبو صهيب -حفظه الله-
‏أبو صهيب ودع نجله البكر "صهيب" تقبله الله قبل يومين فقط بعد قصفه بصاروخ من الطائرات الحربية.

‏واليوم جنوده يشرفون على تسليم الأسيرات، بهذه الصورة الإنسانية الرائعة، وبهذا الالتزام الرسالي المهيب.

‏لم يكن ذلك ليتم مع ما أودع في النفس البشرية من معاني الانتقام والغضب؛ لولا أنّ خلف هذا الجبال الغزية رسالة عظيمة يحملونها لأمتهم وشعبهم.

‏وما يضير أبا صهيب أن يمضي نجله للعلا شهيداً فائزاً، ويراغم هو على ثغر الجراح صابراً ليحيي نفوساً قتلتها غيابات السجن المهين، وآن لها أن تحلق حيةً حرةً في ميادين الدعوة والمراغمة يحملون لواء الأمانة على الأثر.

‏رحم الله شهداءنا، وحفظ الله بقية السلف في أمتنا.

‌‌‏
اللّهم كما أنعمت فتمّم .."🇵🇸
وَ أُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ
نَصْرٌ مِّنَ اللّه
وَ فَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ🍀🍀



«الفصل الأول»

متابعة

كنت منذ قليل أحاول أن أهرب من أسألته، ولكنني عند ذلك الحد وجدت نفسي أسكب حياتي الضائعة أمامه قطرة قطرة، وكأنني أزيح هما ثقيلا عن كاهلي وأضعه في مكان آخر ولو لبعض الوقت .. فقط لكي أمشي خفيفا من حمولي، فاندفعت الكلمات من فمي لم أستطع أن أوقفها، وما كنت راغبا في إيقافها حقا، فقلت بنبرة يملأها الأسى: فريد الذي تتحدث عنه قد مات... لقد قتله الظلم والحزن واليأس.." ثم مسحت دموعا تناثرت على وجهي بطرف أصبعي وحنيت رأسي للأرض وقد فنّ اليأس في نفسي، وتنهدت بعمق، ثم أخذت أتابع حديثي بصوت هامس منكسر، وكأنما أحدث نفسي ولكنني أعلم أنه ينصت جيدا لكل كلمة أقولها : "لقد مات يوم فوجيء بضياع حقه في العمل بالجامعة، فقط لأنه لا ظهر له ولا وساطة، وأخذ حقه ابن رجل ثري ذي نفوذ ومكانة مع أنه لا يستحق ذلك المكان...

لقد مات يوم أن أصيب أبي بحادث خطير حطّمه وحطم معه سيارته التي كان يعمل عليها ويعولنا، ثم أفلت الجاني؛ لأنه قد دفع رشوة كبيرة، فانحرفت ملابسات القضية، وصار أبي هو المخطيء، وضاعت حقوقنا، وخرج الجاني ليعيش حياته بصورة طبيعية .. وكأنه لم يزهق روحا ويحطم أسرة ...

لقد مات يوم تحمل مسئولية أسرة كاملة، فاضطر أن ينسى أنه مهندس متفوق، ورمى بنفسه في الشارع أمام صندوق من البضائع الرخيصة، لكي يأتي رجل جاهل يرفسني بقدمه ويحطم بضاعتي على الأرض لأنني فقير ...

لقد مات يوم أصيبت أمي بالسرطان بعد موت أبي وطول حزنها عليه، ورأيتها تذبل أمامي وتذوي واضطررنا لبيع قطعة الأرض التي كانت لدينا، وظل الكيماوي البائس يأخذ من صحتها وجسدها، ينهك فيها وفينا من دون أمل في الشفاء ..

بل إنه يموت كل يوم وهو يرى نظرة الانكسار في عين أخته المخطوبة منذ أربع سنوات، وقد دفعنا كل المال الذي ادخرناه لزواجها لأجل علاج أمي... بينما بقيت هي غير قادرة على نكران حزنها وألمها وخجلها من خاطبها وأهله ..

إنه يموت كل يوم وهو يرى أخاه الأصغر يذهب لمدرسته بثيابه القديمة البالية، وحذائه الممزق وعليه مسحة الذل والانكسار، ويراه وهو الذي كان أكثر أقرانه ذكاء وتفوقا يتأخر عنهم لعدم مقدرته على شراء كتاب خارجي فضلا عن أن يدفع ثمن الدروس الخصوصية لأولئك المدرسين الذي لا يعرفون معنى الأمانة ولا شرف المهنة...

لقد مات يوم رفض على أبواب الشركات لا لقلة كفاءته، وإنما لفقره ومظهره البائس، ولأنه ليس لديه من يتوسط له ليعمل في هذه الشركة أو تلك...

لقد مات فريد الذي تبحث عنه ولم يعد موجودا، إن فريد الموجود الآن هو فريد المحطم المنهار، فاقد الثقة والأمل...

اغرورقت عينا ضياء بالدموع، وقال متألما : آه يا فريد، أكل هذا تعاني منه وحدك، لقد تساءلنا جميعا لماذا لم تعد تلتقينا، ولماذا اختفيت من حياتنا ولم نعد نسمع أية أخبار عنك .. فلماذا لم تحاول أن تتصل بأي منا؟ لماذا لم تطلعنا على أحوالك يارجل؟"

توقفت عن السير فأجبرته على التوقف، وقابلت وجهه بنظرة حادة وأنا أقول له: "ولماذا كان عليّ أن أفعل ذلك؟ الأريق ما بقي من ماء وجهي مستجديا المساعدة؟ أم لأحظى ببعض نظرات الشفقة وكلمات المواساة العقيمة التي تطعن في نفسي كالخناجر ؟"

تغیيرت تعابير وجهه بشكل متتابع من الذهول للصدمة ثم للغضب والحزن وكأن كلماتي قد جرحته جرحا عميقا أو صدمته صدمة لا يستطيع تحملها،

ترقبوا....


«عاقبة الإهمال»

أُحضرت إليّ فتاة عمرها 17 سنة، تتميز بجمالها الواضح، لكنها كانت تعاني من مشكلة كبيرة. منذ شهرين تقريبًا، أصبحت تحاول الهروب من المنزل باستمرار، وترفض الدراسة والحياة في اليمن مُصرة على السفر إلى مكان آخر.

الأهل كانوا يظنون أن السبب هو العين أو السحر، فأخذوها إلى كل المقرئين دون جدوى.
الفتاة لم تكن عدوانية، ولا تعاني من اكتئاب أو أي مرض نفسي ظاهر.

جلستُ معها لأكثر من ساعتين، تحدثنا كثيرًا. كانت تقول لي:
"نحن لسنا ملك أنفسنا، هناك روح مقدسة تنادينا، ويجب علينا أن نبحث عنها ونستجيب لها لنجد السعادة الحقيقية."
سألتها عن مكان هذه الروح، فقالت:
"في جبل في الأرجنتين يُدعى قراس إنتركونتيس."

لم أفهم ما كانت تقصده في البداية، فطلبت منها أن تشرح أكثر. قالت إنها تحتاج هاتفها لتوضح الفكرة، فأحضروا الهاتف.

اتضح أن القصة كلها كانت بسبب مسلسل أرجنتيني يتألف من 200 حلقة، يحكي عن شخص مقدس محبوس في جبل، يتحكم بالأرواح الطاهرة، ويختارها لتأتي إليه لتعيش في عالم طاهر بعيد عن الخيانة والشر.
الفتاة تأثرت بالمسلسل إلى حد كبير، لدرجة أنها أصبحت مقتنعة تمامًا بأنها واحدة من المختارين، وأن عليها السفر فورًا إلى هناك لتلبية هذا النداء.

حاولتُ إقناعها بأنه مجرد مسلسل خيالي، وأننا جميعًا تحت رحمة وسيطرة خالقنا الحقيقي، وليس لهذه القصص أي أساس من الصحة.

لكن الفتاة كانت قد تجاوزت مرحلة النقاش؛ كانت تبكي وتصرخ:
"يجب أن أستجيب للروح المقدسة. أرجوكِ، قولي لهم أن يسمحوا لي بالسفر."
سألتها: "أنتِ فتاة صغيرة، كيف ستسافرين وحدك؟ ألا تخافين أن يحدث لكِ مكروه؟"
فردت بثقة: "لن يقترب مني أحد؛ لقد اختارني الكونتس أقرس، واختار روحي الطيبة."

الأهل كانوا في حالة ارتباك شديد، يظنون أن لديها علاقة مع شخص ما وتريد الهروب معه، وكانوا يعاقبونها بالضرب يوميًا.

المشكلة الحقيقية لم تكن في الفتاة نفسها، بل في الأهل. هم من سمحوا لها باستخدام الهاتف دون مراقبة أو متابعة لما تشاهده. تركوها تتأثر بمسلسل طويل مؤثر، دون أن يدركوا تأثيره السلبي عليها، والآن يحاولون معالجة الأمر بعد فوات الأوان.

الأطباء النفسيون قرروا إدخالها إلى مصحة نفسية، لكن هذا قد لا يكون الحل، وقد يزيد من معاناتها النفسية.

حتى أنا، رغم كوني طبيبة، شعرت بصدمة عندما شاهدت بعض حلقات المسلسل. لاحظت مدى تأثير أداء الممثلين والطريقة التي يُقنعون بها المشاهدين أن هناك عالمًا طاهرًا لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال هذا الشخص المقدس.

الحكمــــة
إلى كل أب وأم:
اتقوا الله في تربية أبنائكم وراعوا مسؤوليتكم تجاههم. إذا اخترتم أن تمنحوهم هواتف ذكية أو تتيحوا لهم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فمن واجبكم متابعة استخدامهم لهذه الوسائل باستمرار.
إهمالكم قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، وقد تندمون على النتائج التي ستظهر لاحقًا. لا تنسوا أنكم مسؤولون أمام الله عن رعاية أبنائكم وتوجيههم نحو الخير.
قال رسول الله ﷺ: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته."
‌‌‏
اللّهم كما أنعمت فتمّم .."🇵🇸
وَ أُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ
نَصْرٌ مِّنَ اللّه
وَ فَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ🍀🍀



‏۞إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا۞


من أسباب تفاؤل المؤمن رغم الأهوال!
حديث عائشة وأبي هريرة عن النبي ﷺ
:

"وكان يُعجِبه الفأل الحسن".

قال الماوردي:

"الفأل فيه تقوية للعزم.
وباعثٌ على الجد.
ومعونة على الظفر.
فقد تفاءل رسول الله ﷺ في غزواته وحروبه.
والمراد بالتفاؤل:

انشراح قلب المؤمن، وإحسانه الظن، وتوقع الخير".

صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تسليما
         ═══༻ﷺ༺═══

اللهم صل وسلم على من بعثته لنا يدلنا عليك، ويهدينا إليك، ويحببنا فيك! عدد خلقك ورضا نفسك وزِنةَ عرشك ومِداد كلماته

وأكثروا من الدعاء لإخوانكم في ساعة الاستجابة من يوم الجمعة عسى الله أن يُعجِّل بالفرج.

ﷺ💞💞

#♡صلوا_عليه_وأكثروا ♡


«الفصل الأول»

لم يُعر ضياء أي انتباه لذلك الرجل الضخم القابع خلف طاولته الصغيرة في ذلك المقهى، وأخذ يحاول إبعاد الدخان الملوث عن وجهه، وهو يتمتم لنفسه منزعجا : رجل استغلالي"، ولكنني لم أستسلم بعد، فقلت له راجيا : "أنا لا أملك كل هذا المال، ولو كنت أملكه ما فكرت في السفر".

قال المعلم زينهم بصوته الأجش عبر شفتيه المطبقتين على خرطوم الشيشة القذر: وهل تريد مني أن أمنحك منحة مجانية للسفر؟ أم تراني أفتح مكتبا للصدقات ؟"

كانت كلماته مهينة جدا، تخزني كالسكين ولكنني كنت قد صرت أشبه بإنسان فقد قدرته على الإحساس من كثرة الضرب، فلم أعر وخزات السكين انتباها كثيرا، وواصلت إلحاحي أو استجدائي منه: "كنت أريدك فقط أن تخفف النفقات، وتسهل أمور سفري، وأنا أؤكد لك أنني سأرسل لك كل ما قدمته لي بمجرد أن أستطيع العمل وادخار المال".

تبسم الرجل ساخرا، وكانت أقسى الوخزات التي آلمتني أنه لم يكتف بالسخرية حتى وجه لي اتهاما لاذعا بين سطور كلماته لم أتحمله حقا: "نعم نعم، وسوف تزيد لي على ما دفعته أيضا شكرا لي على مساعدتك، أليس كذلك؟.. أنا أعرف هذه القصة جيدا، لقد سمعتها مئات المرات.. "

لقد أغضبني كلامه كثيرا وقد لمحت نبرة الاتهام في صوته القاسي، فلقد كنت حريصا طيلة سنوات عمري على ألا أخون الأمانة مهما حدث، وقد حرصت على حفظ الأمانة حتى في أحلك ظروفي وأشدها حاجة.. حاولت الدفاع عن نفسي ولكن عبثا، فقلت له: "أنا لست مخادعا، وسوف أعطيك كل الضمانات التي ترغب فيها".

كان رده هذه المرة محقرا ومهينا بما يزيد عن طاقة احتمالي: "اسمعني ياولد: إذا كنت راغبا في السفر حقا، فعليك أن تجهز أموالك وجواز سفرك قبل أن تريني وجهك الكالح مرة أخرى، وإذا لم تكن راغبا في ذلك، فاذهب من هنا ولا تضيع وقتي، فأنا لا أوزّع منحا مجانية للسفر، هل فهمت؟ كما أن شكلك هكذا .. لا يبدو لي أنك تصلح للسفر أصلا .. هيا أرني عرض قفاك ياولد قبل أن أنادي على برعي..".

ألقى على كلماته كالصخور التي تتساقط فوق رأس مثبت على الجدار واحدا تلو الآخر، ثم تجاهلني الرجل ولم يعد يعيرني أدنى اهتمام، وكأنني كلب شارد أنبح عند قدميه، وأمسك بأداة معدنية أخذ يسوي بها قطع الفحم المحترق... وهو يتابع النفخ في شيشته.. فلم أتمالك نفسي واحمر وجهي، وكدت أن أبكي من الغضب والحزن والشعور بالمهانة والإذلال.. ولكنني لم أتحرك من مكاني، بل بقيت محدقا في الرجل وأنا أكاد أنفجر غيظا ...

وبصراحة لا أعلم ما الذي ثبتني في مكاني هكذا ، وما الذي كنت أنتظره منه حقا، فهل كنت أتوقع منه أن يشفق على ظروفي هو رجل السوق القاسي الذي لا يعرف سوى لغة السوق والمال والذي يتعامل مع الناس على أنهم بضائع يربح منهم مالا لا أكثر ولا أقل، أم أنني كنت أنتظر منه اعتذارا وكلمة عطف يمسح عني شعوري بالخزي وخيبة الأمل وإهدار الكرامة..

بصراحة لم أملك من الشجاعة ما يدفعني لكلمة أخرى ولا حتى لخطوة أخرى، ولكن ضياء الذي كان يراقب ملامح وجهي الغارقة في صراع المشاعر المؤلمة شد على يدي وجذبني للخلف، فاندفعت خارجا معه من ذلك المقهى، وأنا أشكر له للمرة الثالثة موقفه الذي ساعدني على الخلاص من حيرتي وارتباكي وعلى الخروج من أمام تلك الصخرة الجالسة هناك في آخر المقهى على شكل إنسان..

بمجرد أن خرجنا وتنشقنا هواء نظيف.. أخذ يحدثني بصوت مشفق متألم لأجلي أحسست فيه الصدق والحب اهدأ يا فريد مابك؟ ما الذي أوصلك إلى هذا المكان، وإلى مثل هذا الرجل الذي يستغل أحلام الشباب ويبيعهم للموت هل فقدت عقلك؟ أين فريد الذي كان يسمعنا حكما في الجامعة ونتعلم منه دروسا عن الحياة والتفاؤل والنجاح؟"

نتابع معكم إن شاء الله الأسبوع المقبل مع أحداث جديدة وممتعة
🤗


«بلال الحرم»

على مدى 45 عامًا ومؤذن المسجد الحرام "علي أحمد ملا" يصدح بصوته الشجي بالأذان من الحرم، نظير صوته المميز ونبرة أدائه الحجازي الرفيع، حتى تناقلت تسجيلات أذانه مسامع العالم الإسلامي، وتولى مشيخة المؤذنين بالمسجد الحرام منذ عام 1436هـ.

ويطلق عليه ( شيخ المؤذنين ) وهو من مواليد مكة المكرمة في حارة سوق الليل المكية العتيقة عام 1366 هـ - 1945 م، ولد وسط عائلة وثيقة الصلة بالأذان فكانت العائلة من الأجداد يمتهنون الأذان في المسجد الحرام ويعملون كمؤذنين بالمسجد الحرام، حيث عمل الملا كمؤذن منذ عام 1975م ، وشغل منصب مشيخة المؤذنين بالمسجد الحرام بعد أن توفي ابن عمه الشيخ عبد المالك الملا، ويعد من أشهر المؤذنين بالمسجد الحرام وأهم المصادر عن تاريخ الأذان والمكبرية بالحرم، وقد أبهر الشيخ الملا أبناء العالم الإسلامي بصوته الشجي لأكثر من خمسة أربعين عامًا حيث يتميز صوته بطبقات متفردة، وقد تناقلت تسجيلات أذانه مسامع العالم الإسلامي.

ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية "واس"، درس الشيخ ملا في المسجد الحرام بحلقة الشيخ عاشور، ثم درس الابتدائية في مدرسة الرحمانية الإبتدائية في المسعى داخل الحرم المكي، ودرس الصف الرابع والخامس في مدرسة الثغر النموذجية بمدينة جدة، والتحق بمعهد العاصمة النموذجي في التربية الفنية، وبقي هناك ثلاثة أعوام حيث تخرج في هذا المعهد في عام1390/1391هـ،وحصل على الدبلوم في التربية الفنية ثم الماجستير في التربية الفنية.

ويحكي الشيخ علي قصة التحاقه رسميًّا بالعمل مؤذنًا في المسجد الحرام بقوله: أعظم خبر سمعته في حياتي عندما أبلغني والدي بأني سأصبح مكبرًا ومؤذنًا للمسجد الحرام، وكان ذلك في عام 1395هـ، لافتًا الانتباه إلى أن أول أذان قام به هو أذان الفجر الأول وأذان الفجر الثاني عام 1995م من مئذنة باب الزيادة ولم يكن بها ميكروفون وكانوا يطلقون عليها (الصنجة) وكان لا يسمعها إلا الذين يجلسون تحتها، ثم انتقل بعد ذلك إلى منارة (باب المحكمة) وكان يؤذن فيهما قبل توحيد الأذان عام 1400هـ وكان يطلع المنائر ويتحمل الطلوع والنزول ومن الحماس يطلع 63 درجة.

ولم يخف الشيخ علي سعادته بلقب "بلال الحرم "قائلاً : هو لقب عزيز على نفسي وقد أطلقه علي المسلمون في بريطانيا في أثناء افتتاح عدد من المساجد التي بنتها المملكة حيث أطلق عليَّ لقب "بلال الحرم" وتناقلته الصحف اليومية هناك.

وأكد الشيخ الملا أن هناك فرقًا بين الأذان المكي والأذان المدني من حيث الأداء ومخارج الحروف، فمؤذنو الحرم المكي لكل منهم أسلوب متفرد في الأداء يختلف عن غيره تمامًا وجميعهم يمتازون بقوة الصوت وخشونة النبرة، بينما مؤذنو المسجد النبوي يمتازون بالرقة في الصوت، وجميع أصواتهم قريبة من بعضها ولا يوجد بينها فرق.

اللهمَّ تمِّم على أهلنا وإخواننا في غزّة، واجبر كسرهم، واحقن دمائهم، يا ربّ اجعل هذه الساعات بردًا وسلامًا؛ وأزل عنهم الخوف والوجع، وأبدلهم بالأمن والطمأنينة. اللهمَّ تقبَّل شهدائهم في عليين، وأرحمهم واغفر لهم. اللهمَّ وفرِّج عن أسرهم في سجون الصهاينة وفي كلّ مكان.
اللَّهُمَ اجعلها هُدْنَةً كصلح الحديبيه يَعْقُبها فتحٌ كفتح مكه اللَّهُمَ أخرجهم منها أذِّلةً وهم صاغرين


«الفصل الأول»

لمحني بطرف عينه من دون أن يجيبني.. فقد كان مشغولا بتقليب حجر الشيشة أمامه.. ثم أخذ ينفخ في الخرطوم الطويل وينثر الدخان الملوث في الهواء.. فلما فرغ .. نظر إلي من فوق نظارته نظرة متفحصة غير مبالية، ثم صرف نظره عني وكأنني لا أستحق حتى مجرد انتباهه فضلا عن رده ...

ثم نظر لصديقي المهندم نظرة أخرى متفحصة وكأنه يقيمه، ثم ابتسم وقال له هو: "وعليكم السلام.. أهلا ومرحبا يا أستاذ هل من خدمة يمكنني تقديمها لك؟" إنه المعيار الذي يحكم به الناس على من حولهم، إنها المظاهر .. والتي ما عدت أملك منها شيئا قد يجلب لي احترام الآخرين ولو كان هذا الرجل التافه .. لا عجب إذن في سلوكه المهين معي .. طأطأت رأسي خجلا وتنهدت آسفا لما آل إليه حالي...

نظر ضياء إليه شزرا، ولا أعلم أفعل ذلك لاشمئزازه من هيئته السيئة أم ردا على إهانته لي بتجاهلي، ولكنني سعدت بتصرفه هذا كثيرا، فلقد رد لي بعض كرامتي، فكأنه يقول له لا تستحق أن أكلمك كما قالها لي هذا السمين بتجاهلي منذ قليل، ثم قال له حانقا ومشيرا باتجاهي: "لست أنا من يكلمك .. إنه هو ".

أعاد الرجل نظره نحوي مرغما أنا الشاب رث الثياب، وكلمني وهو غير مكترث بي على الإطلاق، فقال ضجرا بصوت منتفخ كانتفاخ بطنه، لا أعلم حقا من أين يخرجه: "ماذا تريد؟"
أجبته بدوري ممتعضا، فما كنت أستطيع بعد كل تلك المعاملة الجافة المهينة أن أبدو لطيفا معه: " أريد أن أسافر لإيطاليا .."

نظر إلى نظرة تقييمية تفحصني بها من أعلى إلى أسفل وكأنني بضاعة يقيمها ليعرضها في سوق النخاسة، ثم سحب نفسا عميقا من شيشته الملوثة، ثم نثر الدخان في الهواء ببطء شديد، وكأنه يتعمد أن يتلف أعصابي ببروده الزائد وعدم مبالاته بي، ثم ومن دون أن يكلف نفسه برفع رأسه أو توجيه نظره إلي قال: "الرأس بخمسين ألفا" ..

أعترف أن كلمة "الرأس" قد جرحتني كسكين بنصل حاد غرس بين لحمي و عظامي، ولكنني لست هنا لأملي شروطي بل لأتلقى شروطه، وما الذي سيهمه هو من مشاعري وما يجرحها وما يؤلمها ؟ وهل يحس الجلاد بمشاعر ضحيته التي يجلدها بلا شفقة ولا رحمة؟ وهل يحس هذا القاتل بمشاعر القتيل الذي سيرميه في عرض البحر ليموت رخيصا؟ ولكن ضياء ما كان يملك ذلي وانكساري أمام ذلك الرجل غليظ المشاعر عديم الرحمة، فثارت ثائرته وصرخ فيه: "الرأس؟! وهل تظن نفسك تبيع العجول في السوق؟ ألا تستطيع أن تكون مهذبا في كلامك؟"

نظر له المعلم زينهم ببرود وهو يقتل شاربه المتدلي على شفتيه بيده، ثم قال بلهجة المستغني : عفوا يا أستاذ لا تغضب .. إنها لغة السوق.. فإذا كانت لا تعجبك لغتي لا تعطل أعمالك واذهب من هنا .."

وفجأة جذب ضياء ذراعي بقوة وأخذ يسحبني للخارج، مدمدما: "معك حق.. هيا يا فريد لا تضع وقتك في هذا المكان المقزز، هيا !"

جذبت ذراعي من بين يديه بمشقة وقلت له راجيا: "انتظر ياضياء أرجوك!"، وأكملت فيما بيني وبين نفسي: أنت لا تملك ظروفي ولا حاجتي ثم التفت للرجل الملقى على الكرسي ببطنه المتدلي وشاربه الطويل، قائلا:
"ما الذي تقوله يارجل ؟ هل تعتقد أنني أمتلك كل هذا المال؟ وهل تعتقد أنني لو كنت أملك خمسين ألفا كنت لأفكر بالسفر بتلك الطريقة الخطرة؟!"

قال بصوت يثير الاشمئزاز : " لا تستعجل يا أفندي لن آخذها منك الآن كاملة، سآخذ منك ثلاثين ألفا فقط، وتسدد لي الباقي بعد وصولك لو وصلت سالما ثم ضاقت عينيه ورفع إصبعه متوعدا وقال لي بطريقة مستفزة ولكن احذر فلو لم ترسل لي الباقي في مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر فإن أتباعي هناك سوف يعثرون عليك، وبقطعة من المخدر سوف تضبط وتلقى في السجن، فلا مجال للهرب، ثم يتم ترحيلك، وحينها .. " ضرب المعلم بيده السمينة على صدره وارتسمت على شفتيه التي لونتها الشيشة بلون داكن ابتسامة خبيثة شامتة .. ثم تابع: "وحينها تعود إلي من جديد.. ولا أحب أن أخبرك بما سيحدث بعدها .."

عند هذا الحد يبدو أن ضياء قد فقد كل مقدرته على السيطرة على أعصابه، فصرخ بي هيا يا فريد، إنها مافيا اتجار بالبشر وبالمخدرات وبكل شيء، هيا يا فريد لا تضع وقتك معه أكثر من ذلك".

قال المعلم متبجحا: "لماذا أنت غاضب يا أستاذ؟ لو كنت ستسافر معه سأعطيك خصما، فكلما زاد العدد قل السعر ثم ابتسم كالأفعى التي تبتسم لصيد ثمين أمامها متحينة فرصة الانقضاض عليه.

لم يُعر ضياء أي انتباه لذلك الرجل الضخم القابع خلف طاولته الصغيرة في ذلك المقهى، وأخذ يحاول

يتبع إن شاء الله... 🤗


«كونوا دعاة للناس بأخلاقكم»

جنيفر عجوز ألمانية عرف عنها الجفوة وقسوة القلب كانت تعيش بمفردها في بيت من طابقين في ضواحي برلين و تقوم بتأجير الطابق العلوي للمهاجرين من بلغاريا و دول أوروبا الشرقية ...

و ترفض التأجير لغير الأوروبيين لخوفها من المهاجرين العرب أو الأتراك و الافارقة بسبب ما تسمعه في الإعلام من جرائم .

لكن شاء الله أن تأجر بيتها لعائلة مهجرة من الشام مع موجة النزوح من سوريا عام 2015 ..

مع الوقت نشأت علاقة صداقة بين العجوز المسنة و العائلة الشامية و أصبحت الزوجة تقوم بإرسال الطعام للعجوز أو دعوتها للبقاء معهم .. حتى باتت مع الوقت تعيش معهم في نفس البيت ..و تأخذ الإيجار منهم مع نهاية كل شهر. 

حين مرضت العجوز أشرف الزوج على علاجها و أخذها  للمستشفيات ..بينما الزوجة تقوم بتنظيف العجوز و إدخالها للحمام و إحضار الطعام لها ..

تفاجأت العجوز بأخلاق العائلة و أحست معهم بالجو الأسري الذي أفتقدته منذ وفاة زوجها فأعتنقت الإسلام ..و بقت معهم حتى توفاها الله عن عمر 79 سنة ودفنت في مقابر المسلمين .

العجيب أنه بعد وفاتها دعي محاميها الخاص العائلة السورية  لقراءة وصيتها التي ذكرت فيها تفاصيل من حياتها و كيف أنها عاشت أكثر من 40 سنة في كنف الوحدة و الحزن، قبل قدوم العائلة السورية و ليكتشفوا في نهاية الوصية 📄 أنها أورثتهم ثروتها البالغة 40 مليون يورو للعائلة الشامية  ..

اللهمَّ تمِّم على أهلنا وإخواننا في غزّة، واجبر كسرهم، واحقن دمائهم، يا ربّ اجعل هذه الساعات بردًا وسلامًا؛ وأزل عنهم الخوف والوجع، وأبدلهم بالأمن والطمأنينة. اللهمَّ تقبَّل شهدائهم في عليين، وأرحمهم واغفر لهم. اللهمَّ وفرِّج عن أسرهم في سجون الصهاينة وفي كلّ مكان.
اللَّهُمَ اجعلها هُدْنَةً كصلح الحديبيه يَعْقُبها فتحٌ كفتح مكه اللَّهُمَ أخرجهم منها أذِّلةً وهم صاغرين


«الفصل الأول متابعة»

إنه لطيف معي ويريد أن يرافقني، ولكنني لست في مزاج يسمح بهذا أبدا، لذا شعرت أنني أبدو قليل الذوق معه، ولكنني رغما عني ما استطعت أن أفعل غير هذا، فقلت له بصوت جاد شابه بعض الحدة: " أرجوك اتركني الآن ياضياء.. أنا مستاء جدا.. ولست راغبا في الحديث أو الزيارة.. كما أن المشكلات تطوقني من كل جانب لذا فأنا في حالة لا تسمح لي بأية زيارة على الإطلاق ..."

غمزني بعينيه، وقال باسما وهو يحاول أن يفك عبوس وجهي بيديه: "وهذا بالضبط ما يزيد إصراري على اصطحابك معي فلن أتركك الآن أبدا وأنت على هذه الحالة".

لم يغير جو المرح الذي تعامل به معي شيئا فقلت بنبرة حاسمة: "لن أقدر على زيارتك اليوم.. لكنني ربما أزورك قريبا إن شاء الله .."
ضاقت عينيه وذم شفتيه وهو يحاول ألا يتركني أفر منه، ثم قال: "إذن دعنا نجلس في أي مكان..".
قلت بإصرار: "أنا ذاهب للمقهى..".
رفع كتفيه مستسلما لرغبتي.. بعد أن رأى أنني لن أغير رأيي أبدا، وقال وكأنه مضطر لذلك: "حسنا .. سآتي معك..".

أخذ ضياء يختلس النظر لي بين الفينة والأخرى من طرف عينيه ونحن نسير جنبا إلى جنب وكأنه يريد أن يعبر عن عدم تصديقه لما آل إليه حالي أنا، وأعترف أنني للوهلة الأولى التي وقعت فيها عيني على ضياء قد رأيت بتحسر بالغ ما وصل إليه حالي، ولم تكن أناقته وحدها هي ما أثار شجني، على الرغم من الفرق الشاسع بين هيئتي وهيئته، فقد كان يرتدي ثيابا منسقة بنطالا أنيقا مع قميص راق جدا مع ربطة عنق أنيقة وحذاء لامع وشعر ممشط بعناية على جانب رأسه فبدوت إلى جواره في بنطالي الرث وقميصي المهلهل ونعلي البالي وشعري ووجهي المغبر كأقل من سائق يقود شاحنة سيده.. مع أنني كنت في الجامعة أكثرهم تأنقا وعناية بمظهري.. ولكن لم تكن المشكلة مشكلة الثياب.. فما أثار شجني وقلب علي أحزاني حقا هو أن من يرانا يعتقد أنه أصغر مني بعشر سنوات على الرغم من أننا في نفس العمر.. وقد تقاسمنا نفس المقاعد بالجامعة منذ خمس سنوات.. فأنا وهو في السابعة والعشرين الآن من عمرنا، وقد تخرجنا معا في كلية الهندسة.. وكنت أكثرهم حيوية وشبابا وأناقة بخلاف تفوقي العلمي عليهم جميعا .. لكن الظروف آلت بي إلى ما أنا عليه الآن.. فتدهورت أحوالي...

نعم لديه كل الحق أن يختلس النظر إلي بعيون متحيرة.. أراني الآن في عينيه قد صرت عجوزا في عمر الشباب .. وقد أنهك العمل المهين جسدي.. وأحرقت شمس الصيف وجهي وجلدي.. فمن يراني لا يفرق بيني وبين أي جاهل لم يلتحق بمدرسة قط .. بينما هو يحافظ على وجه مشرق وابتسامة حية وجسد قوي رياضي.. آه ياضياء لماذا ظهرت اليوم؟ لقد كنت قد اعتدت على هيئتي تلك ولم أعد أعرها انتباها .. ولكنني بعد أن رأيتك قلبت علي أوجاعي.. وأريتني بعدسة مكبرة ما فعلته بي سنوات الشقاء في الشارع.. وكأن هذا ما كان ينقص يومي الكئيب ...

ماكنت أحب أن يراني أحد أصدقائي على تلك الحال أبدا.. لاحظت أنه قد شرد ذهنه أيضا.. ترى هل يسخر مني الآن في نفسه؟ لعله سيجد اليوم موضوعا مسليا يحكيه لزوجته: "لقد رأيت اليوم زميلا لي في الجامعة كان أكثرنا أناقة وذكاء وتفوقا أيضا .. خمني كيف وجدته؟

وجدته يسير بثياب مهلهلة.. ومن يرانا معا ربما ظن أنه هو من لمع لي حذائي.". ثم يقهقها معا ...
أفزعني ذلك الخاطر .. فرميته بنظرة ساخطة وكأنه قد فعل ذلك حقا.. لكنه استحى مني لأنه كان يختلس النظر إلي من حين لآخر .. فبادرني بالكلام ليقطع ثقل الصمت بيننا : هل تزوجت من ابنة عمك التي كنت راغبا في خطبتها بعد أن تنهي دراستك الجامعية؟"
نظرت إليه بعينين يملؤها الحزن.. "تزوجت؟! هل أنت تمازحني؟ " ثم تبسمت رغم ألمي وتنهدت بعمق ثم قلت بصوت خفيض وكأنني أحدث نفسي لا أحدثه هو: "أنا لا أمل لي بالزواج أبدا، ولم تعد هذه الفكرة تخطر حتى على بالي لقد طارت كل الأحلام الجميلة بعيدا عني العمل.. الدراسة.. الزواج.. الحياة الكريمة.. وحلت محلها الكوابيس فقط... هل تعلم كم يكلف الزواج اليوم، فمن أين لي بمسكن وأثاث وذهب وزفاف، ثم من أين لي بمصاريف أسرة جديدة؟"... تنهدت حزينا .. ثم تابعت بصوت خفيض منكسر : "إنها مسئولية كبيرة، وأنا حتى لا أجد لنفسي عملا محترما يسمح لي بتحمل نفقات أسرة ...

قلت هذه الكلمات ثم تقدمت بخطوات واسعة نحو المقهى الذي صار أمامي أخيرا، لعله سينقذني من تلك الأسئلة التي أرجو أن أهرب منها سريعا،أسرعت مجتازا المقاعد المتراصة واثبا لنهاية المقهى.. حيث وجدتني وجها لوجه مع رجل يجلس خلف منضدة صغيرة.. كان ذلك الرجل سمينا ذا ثوب واسع وشارب طويل .. يلف حول رأسه عمامة ويضع رجلا على رجل... فلما اقتربت منه قلت محييا : "السلام عليكم يا معلم زينهم".

لمحني بطرف عينه من دون أن يجيبني.. فقد كان مشغولا بتقليب حجر الشيشة أمامه.. ثم أخذ ينفخ في الخرطوم الطويل وينثر الدخان الملوث في الهواء.. فلما فرغ .. نظر إلي من فوق نظارته نظرة متفحصة...

انتظرونا غدا إن شاء الله مع أحداث ماتعة🤗


«سر التوفيق في الحياة»

التقى مقدم برنامج تلفزيوني في الشارع بإحدى النساء وكانت محامية تعمل في القانون.

نقلت له هذه القصة التي حدثت معها قالت:
في يوم من الأيام وأنا جالسة في مكتبي دخلت علي إحدى النساء وطلبت مني رفع قضية طلاق من زوجها وكان الزوج رافضا فكرة الطلاق.

تقول المحامية
حاولت أن أصلح بينهما فلم أقدر بسبب إصرار الزوجة على الطلاق. فقلت لها
ممكن أعرف ما هي الأسباب لماذا تريدين الطلاق
قالت نحن عائلة متكونة من زوجي وأنا وأولادي ومعنا حماتي أم زوجي وهي امرأة مشلۏلة ومقعدة.
وزوجي يصرف جل اهتمامه بها ولها كل الأولوية والدلال وكل ما يحصل عليه من أموال يقوم بصرفها على والدته وأنا لا أطيق ولا أتحمل الفقر.

إضافة إلى مراعاة والدته المشلۏلة وخدمتها وأنا غير مجبرة أن أخدمها لأنها ليست والدتي
وأنا غير مستعدة أن أشتغل ممرضة عند واحدة مريضة ومشلۏلة فقررت أن أرفع دعوى وأطلب الطلاق.

تقول المحامية قلت لها خافي من الله وهذه والدته وهي مريضة وعاجزة.
هل تريدين منه أن يقوم برميها في الشارع من أجل مرضاتك ثم إنك إذا قمت بخدمتها تنالين أجرا وثوابا عظيما من الله.

فقالت الزوجة للمحامية
هل عندك استعداد قبول الدعوى أو أذهب وأتفق مع محامي آخر غيرك
فقالت المحامية حسنا أنا موافقة أرفع القضية ولكن امهليني حتى أتصل بزوجك وأعرف رأيه في الموضوع!!!

تقول المحامية اتصلت بزوجها وقلت له إن زوجتك تريد أن تقوم برفع دعوى للطلاق منك فما هو رأيك بالموضوع
قال الزوج أنا عندي أمي والدتي رقم واحد وما عندي استعداد أتخلى عنها وأرميها في الشارع وخصوصا هي امرأة كبيرة في السن ومشلولة وعندي رضا الله ووالدتي أهم من كل شيء.
بإمكانك رفع الدعوى وأنا معك أتابع الإجراءات وأولادي كبار السن تجاوزوا سن 15 فيكونون معي
أريد أن أربيهم تربية صالحة بعيدا عن والدتهم.
تقول المحامية رفعت الدعوى وقمنا بكافة الإجراءات وتم الطلاق.

وبعد مرور خمس سنوات وأنا جالسة بمكتبي دخل علي رجل وسيم ويحمل بيده مفاتيح السيارة والظاهر عليه من الأغنياء.
قال ممكن أجلس
قلت تفضل!!

وبعد ما جلس قال أنا رجل عندي شركات ومطاعم وأطلب منك أن تكوني متابعة قانونية لجميع شركاتي.
ثم قال ألم تعرفيني
قلت لا.
قال أنا الفقير الذي طلق زوجته قبل خمس سنوات.
قلت له مندهشة معقول تكون أنت
قال نعم هذا كله من فضل الله علي لأني خدمت والدتي.
الله سبحانه أكرمني وأغناني من فضله والسبب رضا والدتي عني.

وتقول المحامية سألته عن طليقته أين ذهبت
قال هي ساكنة مع أمها وعايشة حياة معدمة وفقيرة والناس تتصدق عليهم.
وقد حاولت مرات عديدة وطلبت مني الرجوع إليها
ولكني رفضت حتى أنها قبلت يدي وقدمي فلم أوافق

الحكمــــة
بر الوالدين من أعظم الأعمال في الإسلام، وهو سبب لرضا الله ودخول الجنة.
جاء في القرآن: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23].
كما ان بر الوالدين سبب لطول العمر، البركة في الرزق، ومغفرة الذنوب، وهو من أحب الأعمال إلى الله بعد الصلاة

اللهمَّ تمِّم على أهلنا وإخواننا في غزّة، واجبر كسرهم، واحقن دمائهم، يا ربّ اجعل هذه الساعات بردًا وسلامًا؛ وأزل عنهم الخوف والوجع، وأبدلهم بالأمن والطمأنينة. اللهمَّ تقبَّل شهدائهم في عليين، وأرحمهم واغفر لهم. اللهمَّ وفرِّج عن أسرهم في سجون الصهاينة وفي كلّ مكان.
اللَّهُمَ اجعلها هُدْنَةً كصلح الحديبيه يَعْقُبها فتحٌ كفتح مكه اللَّهُمَ أخرجهم منها أذِّلةً وهم صاغرين


«الفصل الأول»

متابعة

"فريد! فريد!" .. كررها ضياء بصوت مرتفع، بينما أخذ يلوح بيديه أمام عيني.. "أين ذهبت؟ أنا هنا .. أتحدث إليك.."
عفوا ياضياء لقد شرد ذهني ولم أسمع ما قلته لي.. ماذا كنت تقول؟"
"كنت أسألك أين تعمل الآن؟"
قلت غير مبال: "ولماذا تسأل؟ وماذا يهم؟"
بدت على وجهه أمارات العجب، وقال محاولا أن يبدي ابتسامة لكنها كانت حزينة: "فقط أحب أن أطمأن على أخبارك يارجل، مابك؟"
طأطأت رأسي، وقلت بصوت بائس يفيض باليأس : "لن يسرك أن تعرفها، على كل حال .. ليست بالأخبار السعيدة أبدا ...

بهتت الابتسامة على وجه صديقي، وسألني متعاطفا أو مبديا بعض التعاطف الذي يفرضه أصول اللياقة والتهذيب : ولماذا ؟ ما الذي دهاك يا فريد؟ لست فريد القوي الواثق من نفسه الناجح المبتهج الذي عرفته في الجامعة؟ ما الذي أصابك وغيرك على هذا النحو ؟ ولماذا يكسو اليأس وجهك وألمح خيبة الأمل، وربما الانكسار أيضا خلف نظراتك لست فريد الذي عرفته أبدا ! ثم ما هذه الثياب التي تلبسها ؟ ليست هذه الثياب التي اعتدنا أن نراك بها، فلقد كنت دوما متأنقا ومحافظا على مظهرك وجودة محياك!"

أشحت بنظري بعيدا عن نظراته الثاقبة وقلت بغير اكتراث: "إنها قصة طويلة ومحزنة أيضا، لن يسرك سماعها، فلا تشغل بالك بي.."
"أحب أن أسمعها، ولكن دعنا نجلس أولا، هل أنت تعمل في هذا المكان أم أنك قد تزوجت وانتقلت للإقامة هنا، لم أرك بهذه المنطقة من قبل مع أنني أعمل هنا منذ مدة طويلة".
ومن "لا بالطبع أنا لا أقيم في هذا المكان، كما أنني لا أعمل فيه أيضا". أين لي أن أقيم في مثل هذا المكان؟ وهل أجد ما أدفع به ثمن الإقامة في مثل هذا الحي؟

"إذن إلى أين أنت ذاهب ؟ هل ستزور أحد أصدقائك هنا؟"
أطرقت برأسي قليلا، ثم تنهدت وقلت: "بل" إنني ذاهب لزيارة أحدظالمحتالين مصاصي دماء الفقراء".

قهقهه ضياء قائلا: "هل تمازحني يارجل؟"
بل أقول الحقيقة أنا ذاهب لزيارة صاحب مقهى قريب من هنا، يساعد الشباب الراغب في الهجرة لإيطاليا".

بدت على وجهه ملامح الارتياع مما قلته وصرخ في وجهي حانقا: "هل أنت مجنون؟ هل تنوي أن تسافر سفرا غير شرعي؟ هل أنت جاد فيما تقول ؟"
"نعم. أنا جاد تماما".

لانت ملامحه قليلا، لعله رأى الأسى واليأس يستبد بي، فتحول معه غضبه لشفقه: "هل ستلقي بنفسك في البحر للموت أو الحبس؟"
" وماذا علي أن أفعل؟ هل وجدت أمامي سبيلا لسفر أكثر احتراما للآدمية إنه الطريق الوحيد للخروج من كل المآزق المحيطة بي من كل جانب.

هل تريد أن تموت غرقا يارجل على سواحل إيطاليا ؟ ما الذي تفعله بنفسك ؟ "
"هذا أفضل من الموت البطيء في أزقة القاهرة الخانقة" ...
ربت على كتفي وهو يقول : " كلامك عجيب جدا.. ولكن هيا بنا الآن أنت اليوم ضيفي على الغداء، وسوف نتحدث طويلا.."
رمقته بنظرة غاضبة .. عما يظن أننا سنتحدث؟ هل سنجلس لنتسامر حول ماسي حياتي ونجعل منها قصة مسلية يتسلى بها بينما يتناول غداءه.. قلت له بنبرة لم تخل من الضيق بنما أدفع يده بفظاظة: " لا أرجوك .. دعني الآن... لابد أن أذهب للقاء ذلك الرجل.."

أمسك بذراعي وشد عليه بقوة، وكأنه شرطي قد أمسك بلص عتيد: "لن أدعك أبدا، وسوف تأتي معي إما برضاك وإما بالقوة.."
إنه لطيف معي ويريد أن يرافقني، ولكنني...

انتظرونا غدا بإذن الله تعالى نتابع معا أحداث قصتنا 🤗


«الحوار الهادف»

-إنها أيام أختبارات يا أبي ولست متفرغ لعمل مثل هذه الأشياء، قال الابن مخاطب الأب
- ألهذه الدرجة لست متفرغ حتى أن تنقل لوالدتك عبوة الغاز! ، قال الأب.
-يا أبي المادة مكثفة والدكتور لا يرحم ولا أجد وقت كافي لأكمل مذاكرتي.
-تعال وأجلس معي قليلاً لأخبرك ببعض الأشياء المهمة.
-أبي أقول لك لست متفرغ . قال الابن غاضباً
أبتسم الأب وقال وهو مشيراً إلى الكرسي الذي أمامه :حسناً تعال أجلس ،  وسأخبرك بأشياء تساعدك على الفهم والإستيعاب أكثر وأكثر بأقل جهد وأقل وقت.

ذهب الابن نحو أبيه منزعجاً ، متكدراً وجلس على الكرسي
- حسناً ، ها أنا أسمعك .
- هل تؤدي صلواتك الخمس بوقتِها؟
أجاب الابن بإستغراب:نعم الحمدلله ، لماذا تسأل يا أبي؟ ألست بجانبك في جميع الصلوات!
-ما أقصده يا بني هل تحضر إلى الصلاة ببدنك فقط أم بعقلك وقلبك وجميع حواسك.

نظر الابن إلى الأرض وقال وهو مطأطأ الرأس:في الحقيقة يا أبي أسهو بعض الأحيان عن الصلاة وأفكر في المذاكرة والإختبارات.
-حسناً' أرفع رأسك وانظر إلي هناك سؤال أخر ، هل هناك نصيب من وقتك الثمين لتلاوة القرآن الكريم؟
-أقرأ في ليلة الجمعة سورة الكهف وسورة الدخان وسورة تبارك.

عاد الأب نفس الإبتسامة ونهض من على الكرسي ليجلس بجانب ابنه وقال له: كم من الأيام ستظل تخوض في الإمتحانات؟
نظر إلى أبيه بوجهة المبالغة
- شهراً كاملاً.
- حسناً' لماذا لا تضع لك خطة لتستثمر وقتك وكذلك مذاكرتك؟.
- كيف ذلك ؟!
- مثلاً كما أنك تعكُف كثيراً على الملازم الجامعية وقد تصل مدة إعتكافك لست ساعات في اليوم،لماذا لا تخصص وقت للقرآن الكريم.
أخذ الابن كمية من الأكسجين ليقول: أبي أقول لك لا أملك الوقت.

مسح الأب على رأس ابنه
-أجعل من عادتك اليومية تلاوة القرآن الكريم بعد صلاة المغرب وسترى كيف سيبارك الله لك الوقت ، زاحم وقتك بالقرآن الكريم وسترى كيف سيتوفر لك الوقت.
- سأجرب ذلك.
- جرب ذلك وأيضاً أخبرتني كم مدة الإمتحانات؟
أجاب الابن متأففاً :شهراً كاملاً يا أبي شهراً كاملاً.

- ما رأيك في هذا الشهر أن تواصل قراءة القرآن الكريم بعد صلاة المغرب وقبل الفجر ، شهراً كاملاً وقتاً كافياً لختم المصحف الكريم ، وتكون بذلك حققت أمران إجتيازك للإمتحانات وختمت القرآن الكريم.
- إن حصلت على الوقت .
- قل إن شاء الله يا بني .
-إن شاء الله.

- يا بني الحياة لا تتوقف على الدراسة فقط ، هناك حقوق وواجبات ،  أنا ووالدتك نريدك أن تجتهد وتحصد أعلى الدرجات ، ولا أصف لك مدى شعوري بالسرور عندما أراك مهتم وتذاكر بهذا الحب والشغف فأنت ينطبق عليك قول الشاعر "
انْهَض إِلى العِلمِ فِي جِدٍ بلاَ كَسَل
 نُهوضَ عَبدٍ إلى الخَيرَاتِ يَبتَدِر.

ولكن سدد وقارب ، يا بني لا تلهيك دراستك عن واجباتك نحو دينك وإلتزامك الديني من صلاة وقراءة قرآن وغيره وكذلك نحوي أنا ووالدتك ، فهذه الأعمال هن مفتاح التوفيق في الدَّارين .

قام الولد ليزرع قبلة على جبين أبيه ويقول له : كلامك صحيح يا أبي  أعتذر عن خشونة كلامي فأنا وغيري من الزملاء نعاني من ضيق الوقت وكذلك نتحمل ضغوط الإمتحانات.
- لا عليك يا بني ما أريده منك أن تكون مع الله حتى وإن خُذلت أو كسرت فهناك ربّ يجبر القلوب ويعوضك عن كل شيء ‏وتذكر دائماً أن عوض الله لا يأتي عادياً؛بل يأتي بطريقة تُخجل فيها كل يأس وتفوق كل ما بنيت من الآمال؛
لا يأتيك عوض بحجم حاجتك ابداً، بل بحجم كرمه.
- ونعم بالله ، صدقت يا أبي سأطبق ما قلته لي ولترضى عني.
- اتمنى لك التوفيق يا بني .
- سأذهب الآن وأنقل عبوة الغاز وأقبل رأس الحنونة .

الحكمة:
من كانت غايته:لا أبرحْ حتى أبلغ فليصبرْ على مالم يُحِطْ به خُبرا.

✍🏻بقلم : زايد الشامي

اللهمَّ تمِّم على أهلنا وإخواننا في غزّة، واجبر كسرهم، واحقن دمائهم، يا ربّ اجعل هذه الساعات بردًا وسلامًا؛ وأزل عنهم الخوف والوجع، وأبدلهم بالأمن والطمأنينة. اللهمَّ تقبَّل شهدائهم في عليين، وأرحمهم واغفر لهم. اللهمَّ وفرِّج عن أسرهم في سجون الصهاينة وفي كلّ مكان.
اللَّهُمَ اجعلها هُدْنَةً كصلح الحديبيه يَعْقُبها فتحٌ كفتح مكه اللَّهُمَ أخرجهم منها أذِّلةً وهم صاغرين


«الفصل الأول»

أوقف الأفكار السلبية فورا ... فنظرتك السلبية ... تضاعف مشكلاتك

قال أحد الحكماء: "ما سببته لنفسي من مشاكل... يتعدى بكثير ما سببه لي أي إنسان في العالم".


ياله من جو خانق.. ويوم شديد الحرارة والكآبة .. لقد وقفت طيلة النهار ولم يقترب أحد من بضاعتي حتى جاء هؤلاء الـ.. ليقلبوا لي العربة أرضا ويطيحوا ببضاعتي، ويحيطوا معها بما بقي لي من أمل...

كيف سأعود اليوم لوالدتي المريضة من دون أن أجلب معي أي شيء سوى خيبة الأمل؟
آآه.. لقد انقلبت الحياة فجأة... خمسة أعوام كاملة من المعاناة والمشكلات فقط .. لم أعرف فيها طعم الراحة .. لا راحة الجسد ولا راحة البال.. وها أنذا أدور في الرحى كما يدور الحمار ....

كنت أمشي ذاهلا عن طريقي.. وأنا أشعر وكأنني أمشي في طريق بلا نهاية... لكن أحدهم قطع شرودي حين جذب طرف قميصي، لعله أحد الحمقى قد تناول جرعة زائدة من المخدر وقد عمي بصره وظن أنني أملك مالا سيحاول أن يأخذه مني حسنا يبدو أنني في موعد مع مشاجرة اضطرارية، سحبت نفسا عميقا وأحكمت قبضة يدي واستدرت لأقذفه بها في أنفه.. لولا أن رأيت وجهه المشرق وابتسامته الواسعة ... وصوته المفعم بالحب والمفاجئة وهو يناديني: "فريد! لقد مرت أعوام على آخر لقاء لنا يارجل، لا أصدق أنني أقابلك من جديد، كيف حالك يا صديقي العزيز ؟"

تهلل وجهي برغم ألمه حين رأيت صديق الدراسة باسما ومحبا، وأخذت أصافحه بحرارة بالغة، فلقد كان عزيزا علي حقا في أيام الجامعة، ولولا ظروفي السيئة ما كنت لابتعد عنه، إنه رجل شهم وكريم وخلوق اجبته نصف مبتسم مرحبا ياضياء يالها من مفاجئة جميلة".

تغير وجهه فجأة وبدت عليه الحيرة والارتباك، وسألني: "مالي أراك على هذه الحال من البؤس والشرود، لقد كنت ذاهلا إلى حد كبير لدرجة أنني منذ دقائق وأنا أنظر إليك وألوح لك من بعيد وأنادي عليك أيضا وأنت حتى لا تراني ولا تسمعني ما بك؟ لم أنت متجهم إلى هذا الحد؟"
قلت بارتباك : " أنا .. لا شيء أبدا .. أنا بخير .. ماذا عنك أنت؟ وكيف هو حالك ؟ "

" أنا بخير والحمد لله، ففي حياتي كل ما أتمناه، صحتي بخير، وعملي جيد، وزوجتي رائعة، كما أنني قد رزقت بالمولودة الأولى، وأسميتها أمل، إنها طفلة رائعة الجمال ومبهجة للنفس أيضا .. الحمد لله ! أنا أحمد الله على كل ما أنا فيه من نعم، الحمد لله .... شرد ذهني وأنا أنصت لكلامه رغما عني ومضيت أقلب في ذاكرتي عن آخر مرة شعرت فيها بالسعادة، أو آخر مرة تحقق لي فيها حلم أو أمل، فلم أستطع تذكر ذلك، ربما حين أمسكت بشهادتي الجامعية في كلية الهندسة بتقدير الممتاز مع مرتبة الشرف...
وبترتيب الأول على دفعتي منذ خمس سنوات مضت، وقد كان الأمل يملأني وأحلامي تتراقص أمام عيني في أن أصير أستاذا بالجامعة؛ لأنني الأول على دفعتي والأحق بجدارة بهذا المنصب...

هاه.. لقد كنت أحلم كما حلمت كثيرا قبل أن أستيقظ من حلمي وأسقط على صخرة الواقع المر الأليم، فالواقع يقول أن هذه الأماكن محجوزة دائما لمن له ظهر يستند عليه فقد كان المكان من نصيب زميلي الحاصل على تقدير جيد جدا بفارق درجة واحدة ترفعه عن تقدير جيد، أتراه حقا قد حصل على هذه الدرجة الواحدة أم قد منحها له رئيس الجامعة بسبب القرابة المباشرة بينهما، لقد تجاوزوني لأنني لا ظهر لي على الرغم من أنني قد تجاوزته بكثير، أفلتت مني تنهيدة بصوت مرتفع أعقبتها بقولي: "الحمد لله على كل حال!"

"فريد! فريد!" .. كررها ضياء بصوت مرتفع، بينما أخذ يلوح بيديه أمام عيني.. "أين ذهبت؟ أنا هنا .. أتحدث إليك.."
عفوا ياضياء لقد شرد ذهني ولم أسمع ما قلته لي.. ماذا كنت تقول؟"
"كنت أسألك أين تعمل الآن؟"
قلت غير مبال:....

يتبع غدا إن شاء الله مع أحداث جديدة
🤗

Показано 20 последних публикаций.