«الجوهرة الحقيقية»
كان هناك فقير يمشي في الشارع ،فوجد جوهرة تتلألأ في بريقها أعجب بها وفرح جدا وقال في نفسه وأخيرا سنتنتهي أيام الفقر والعناء حالما أبيع هذه الجوهرة وأصبح من أصحاب رؤوس الأموال.
ذهب لأول محل جوهرات يصادفه في طريقه وعرضها على البائع ،فقام البائع بفحصها وأخبره أنها غير حقيقية و زائفة، غضب الفقير غضبا شديدا و أخبر صاحب المحل أنه محتال ويكذب عليه لأنه يريد أن يخدعه فخرج حزينا يدعو على صاحب المحل حاملا معه جوهرته بين يديه،ودخل محل ثاني وثالث ورابع وتكررت نفس الحالة الجميع يخبره أنها جوهرة زائفة وهو غير مصدق، إلى أن وصل لمحل مجوهرات توسم في صاحبه الصلاح من محياه.
سلم عليه وأخبره أنه رجل فقير و قد دخل أكثر من محل يريد بيع المجوهرة ولكنهم يخدعونه بقولهم أنها مزيفة.
وشعرت منذ دخلت المحل أنك رجل صالح تخاف الله عزوجل، بالله عليك أخبرني هل هذه الجوهرة حقيقية أم زائفة؟
قام صاحب المحل بفحص الجوهرة وأخبر الفقير أنها لا تقدر بثمن.
فطلب الفقير شرائها منه فأجابه صاحب المحل أنه ليس في قدرته شرائها لكن الملك الوحيد القادر على شرائها منه.
فسأله الفقير ومتى أستطيع لقاء الملك ليعرض عليه جوهرته؟
فأجابه صاحب المحل ليس للملك مواعيد محددة ولكن ما رأيك أن تعمل معي في المحل وتتقن الصنعة وأخصص لك راتب شهري يكفيك ويكفي عائلتك وحالما يأتي الملك تعرض عليه جوهرتك.
بعد أيام وشهور يا سادة يا كرام تعلم الفقير الحرفة وصار في مقدوره التميز بين الحقيقي والمزيف.
وجاء اليوم المنتظر وأعلن فيه عن زيارة الملك لمحل المجوهرات فرح الفقير جدا و قال في نفسه لأفحص الجوهرة قبل أن أعرضها للملك ففحصها فاكتشف أنها مزيفة!
فسأل صاحب المحل : لماذا لم تخبرني أنها مزيفة كما فعل السابقون معي.
فأجابه صاحب المحل : لو أخبرتك منذ البداية أنها مزيفة لغضبت وبقيت تبحث من محل لآخر حاملا الوهم في مخيلتك فقلت لنفسي أن أعلمك وأجعلك تستطيع التميز بين الحقيقي والزائف، لتدرك ذلك بنفسك و في نفس الوقت تتقن الحرفة وتستطيع أن تعيل فيها بيتك وأهلك.
العبرة من القصة:
في الحياة أناس ير
ون أنفسهم جواهر ثمنية لا تقدر بثمن ولكنهم زائفين وقت المحن والشدائد يختفون و أول من يديرون ظهورهم لنا
في الحياة وفي وقتنا الحالي كثرت المظاهر الخداعة والبراقة وكثر الوهم والزيف و بتنا نحتاج للقدرة على التميز بين الحقيقي الثمين والزائف الوهمي
لذلك لنجلس مع أنفسنا بصدق و نكتشف مواطن قوتنا وضعفنا ونعمل على تزكية أنفسنا و إصلاحها و إثراء عقولنا وقلوبنا بما يرضي الله عزوجل و نسعى للإحسان ونرافق الأخيار الذين يأخذون بأيدينا لطريق الله و ينصحون لله ويحبون لله عندها سنميز الثمين من الوهم
والله مطلع ووكيل
«أكثروا الدعاء لإخوانكم في غزة والمقاومة
اللهم إنا نسألك الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والسداد والنصر والتوفيق والمعية والتمكين للمجاهدين وتحقق كل مطالب المقاومة اللهم نصرك الذي وعدت»🤲🏻