۱ - ما حكم الإسلام في الغناء والموسيقى ؟
يجب التفريق بين الغناء والموسيقى، أما الغناء فهو أشعار أو كلمات تقال بألحان خاصة تحرّك المشاعر ، كالذي تقوله الأم لطفلها لينام، أو يقوله الحادي لإبله لتسرع في المشي، أو يقوله المنشدون في الحفلات، وأما الموسيقى فهي الأصوات التي تنبعث من آلات عند تحريكها بأسلوب خاص وتسمى المعازف ، وجمهور أهل العلم يرون تحريم المعازف.
وجمهور أهل العلم يرون تحريم المعازف (الموسيقى) مستندين إلى أحاديث نبوية كثيرة ورد فيها التهديد والوعيد لمن يفعل ذلك، أو يستمع إليه ، منها :
- قوله : «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف». [رواه البخاري] ، فقوله: يستحلون أي يقولون عنها هي حلال وليست في واقع الأمر حلالاً.
- وقوله : ((ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم قردة وخنازير)) [رواه أبو داود] .
لكن الرسول ﷺ أباح الضرب بالدف في العرس فقال: «أعلنوا هذا النكاح، واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه بالدفوف» [رواه الترمذي] ، ورخص في نوع من الغناء في العرس ونحوه، كما في حديث عائشة رضي الله عنها أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال النبي : ((أما كان معهم من لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو)) [رواه البخاري ] .
وفسر هذا ابن عباس - رضي الله عنهما - فقال : زوجت عائشة رضي الله عنها قرابة لها من الأنصار ، فجاء رسول الله ﷺ فقال: «أهديتم الفتاة ؟» قالوا: نعم، قال: أرسلتم معها من يغني ؟ قالت: لا، فقال رسول الله : إن الأنصار قوم فيهم غزل، فلو بعثتم معها من يقول: أتيناكم أتيناكم .. فحيانا وحياكم» رواه ابن ماجة وغيره.
كما رخص عليه السلام للنساء في أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح .
وأجاز الفقهاء الضرب على الطبل لجميع الناس للجهاد ونحوه، وحجتهم في ذلك ما كان معروفاً في زمن السلف الصالح من استعمال هذه الوسيلة من غير نكير ، وأما الغناء وهو كما تقدم ترديد الصوت بكلمات من الشعر وغيره فقد أباحه العلماء بشروط منها:
1 - أن تكون كلمات الغناء مما لا يخالف أدب الإسلام، فلا يدعو إلى منكر ولا يشجع على مخالفة الشريعة، كالشعر الحماسي، والأناشيد التي تحث على اتباع مكارم الأخلاق ومراقبة الله عز وجل .
٢ - ألا يكون من امرأة أجنبية لرجل أو لرجال أجانب ولا العكس .
٣ - ألا يقترن الغناء بالموسيقى أو ما شابهها من آلات اللهو الموسيقية الحديثة .
٤ - ألّا تشغل عن واجب ديني ولا دنيوي .
وهذه الأوصاف تنطبق على الأناشيد الدينية ، وكانت تسمى السماع ، والراجح من آراء العلماء أنها إن كانت تحث على خير فهي خير، وإلا فلا خير فيها .
أما الأغاني الشائعة اليوم فإنها غير جائزة لما فيها من المخالفات الشرعية ، كالموسيقى، والكلام الفاحش، والتبرج ، والاختلاط .. إلخ .
📕 فتاوى الشيخ نوح علي سلمان القضاة
https://t.me/shafiahsha