- كتبتُ لها:
على إثر شعورٍ بالحُبّ أشرقتْ شَمس السّادس عشر من أغسطس. عانقتْ الخُيُوط الصّفراء سُمْرة مِعصمي وراح السَّحاب يتراقص في السَّماء زمرُّدية اللَّون. لا أدري هل كان يوماً دافئاً أم هي حَرارة قَلْبي. استيقظتُ باكراً، أَثيرٌ يَأسِرني طَيفُها طيلة الوقت.
سألتُ نفسي ما هو الحُبّ؟ متى ولد؟ وماهيَّتُه؟
ليلة التّاسع عشر من يوليو مولده. غيثاً هنيئاً، صيباً نافعاً.
لا يوجد وصف مُعجميّ لتلك الحالة، إنما تراكيبٌ دالّة.
"الحُبّ حالة" تركيبٌ أحمق. يختزلُ الحُبّ بتفاصيل الزمان. الحُبّ ليس بحالةٍ تظهر وتختفي! وإنما هِيَ دائمة في قلبي مهما طال اللّقاء، وبَعُدت المسافات، وكثرة الخلافات، والعَجْز وقلّة الحِيلَة.
"الحُبّ شعور" تركيبٌ آخر يقودني لسؤال: ما هو الشّعور؟ الشّعور وليد فكرة.
مثل: فقدتُها، فقدتُ الشّعور حينها. سألت: ما فكرة الحُبّ؟ أجبت: التقيتها، تعلَّقت.
"الحُبّ عمل" لَفظة فَضفاضة. حُبّ مشروط، حُبّ بمُقابل. لم اسمع من المَوْروث حول فتاةٍ أرادتْ مقابل الحُبّ شيئاً سوى القرب، واللّقاء.
"الحُبّ رذيلة" دعيني يا عزيزتي نقترفها سوياً. دعينا نغادر الجنّة نحو لهيب شوقنا، نحو حرارة قلوبنا. دعينا نرتّل، ولنغادر إلى السِّفر أسفار.
"الحُبّ وِصال" لتشرق شمس السّادس عشر من أغسطس كلّ يوم من أيام الحياة. كان يوماً لطيفاً، قلباً دافئاً، يحفظهُ أنتِ.
"الحُبّ بلوغ" لأبلغ بحبّك أجرام السّماء. لألتمسها، وأحيط ذراعي حول كَيْنُونة جسدكِ ونبلغ سوياً عنان السّماء.
"الحُبّ مُشاركة". الحُبّ هو حلم استيقظتُ منه ابحث عن حضنها لأرتمي متكوِّراً، لتقول: أنا بجانبك، أنا أشاركك كلّ شيء. وأجيب منذ البداية: الحُبّ مشاركة.
هذه سبعة من التّراكيب الدالّة، قرأتها لكِ من الشّهر الأول حتّى الشّهر السابع، شهر مولدكِ. الآن أستطيع الإجابة.
حول تعريفي عن الحُبّ، أجبت: الحُبّ رسالة الصّباح، وضحكة المساء. الحُبّ طمأنينة وأمان. الحُبّ مشاركة، حيث تختفي الحدود ليكون الماضي لك والحاضر والمستقبل. الحُبّ كفاح، حين تُعاد المشكلة لتحلّ. حين تستمعُ لها صامتاً حتّى تنطفئ. وتعلم أنّ الحُبّ الصّادق من الطّرف الأكثر جدالاً. حتّى يبلغ بجداله قصص الأدب الأوَّل. ليكون مرادف الجِدال الحُبّ، ومرادف الحُبّ المُشاركة، ومرادف المشاركة الصّدق. والصّدق هو تمام إيمان الحُبّ.
الحُبّ أنتِ.
- لِـ #أسامة_الهاشمي
- 3 ديسمبر 2023
@OsmaAlhashemi